لجريدة عمان:
2024-12-18@17:49:29 GMT

ثقافة الاستهلاك في شهر رمضان

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

رمضان ركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة وصيامه فرصة للمسلمين لمضاعفة الطاعات واحتساب الأجر، والصلوات وقراءة القرآن، والصدقات، وزيارة الأرحام، وهو وسيلة للتقرّب من الله سبحانه وتعالى وطلب المغفرة من الذنوب والرحمة، ورمضان من الأوقات الفاضلة التي ينبغي على المسلم أن يستثمرها، ويكثر فيها من الدعاء، وخصّه عزّ وجل بمضاعفة الأجر ومحبة الناس وترقبهم للشهر الفضيل، قال صلى الله عليه وسلم: «مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ».

ورغم الفوائد العظيمة التي يتميّز بها شهر رمضان المبارك عن بقية الشهور؛ إلا أن في هذا الشهر يحدث إيذاءٌ للجيوب وتهاونٌ بالحفاظ على صحة الجسد والبدن بسبب بعض السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها الأشخاص للاستعداد للشهر الفضيل وتناول الأطعمة بشراهة وقت الفطور، مما يؤثر على صحة الأشخاص خاصة إذا كانت تحوي على سعرات حرارية مرتفعة كون أن الجسم كان فارغا من الطعام لساعات طويلة. ومن الأمور المزعجة أن تمتلئ الموائد بمختلف أصناف الأطعمة والمشروبات التي للأسف تنتهي في حاويات القمامة، وذلك لأن الصائم يقوم بتحضير كميات كبيرة من الأطعمة في فترة شعوره بالجوع والعطش، مما يشعره بأنه بحاجة إلى كمية كبيرة من الطعام والشراب أثناء تناول الفطور.

وبالعودة إلى مقاصد الإسلام، فإن التسوّق بشراهة وشراء الأطعمة غير الضرورية يعد إسرافا وتبذيرا وهو مخالف لتعاليم الدين الحنيف خاصة عند شراء الأطعمة الزائدة عن الحاجة أو شراء المنتج الضروري وبدائله في نفس الوقت. ومن خلال الملاحظات المرصودة سنويا فإن كثيرا من السلع الغذائية تصبح غير صالحة للاستهلاك الآدمي بعد عدة أشهر من انتهاء شهر رمضان بسبب انتهاء صلاحيتها وعدم استخدامها. وهنا ينبغي على المستهلك أن يعي بأنه تسبب في إيذاء جيبه عبر إنفاق الأموال على سلع لم يستفد منها، وربما تفاجأ بأنها غير ضرورية لكن اشتراها في فترة كان صائما ورغبته في شراء الأطعمة كانت مرتفعة.

إن من واقع المتابعة المستمرة لبعض السلوكيات غير الحميدة في المجتمع والمنتشرة منذ فترة؛ فإن شراهة الاستهلاك وعدم تحديد احتياجات السلع من كمالياتها هي أحد العوامل الرئيسية في عدم ضبط الاستهلاك لدى كثير من الأشخاص، إضافة إلى انشغال الصائم بتحضير الموائد في شهر رمضان بدلا من التفرّغ للإكثار من الطاعات وتأدية العبادات وتلمّس احتياجات الأشخاص الذي يعانون من صعوبات مادية في توفير موائد الطعام خلال الشهر الفضيل. وفي ظني أن استمرار مثل هذه السلوكيات ينبغي الوقوف عليها بدءًا من الأسرة والمجتمع مرورا بالتعليم المدرسي والجامعي وصولا إلى وجود برامج توعوية مكثّفة لتغيير ثقافة الاستهلاك غير الصحية المنتشرة في المجتمع؛ فمن الجيّد أن يكتسب الشخص ثقافة الاستهلاك الصحيحة من الوالدين وهنا يأتي دور التنشئة الاجتماعية للفرد، وهي أن ينشأ الفرد على ثقافة استهلاكية توازن بين الاستهلاك والقدرة المالية والجسم السليم صحيا. كذلك لابد من الابتعاد عن مظاهر المباهاة والتنافس المجتمعي في إعداد موائد الإفطار؛ ففي بعض المجتمعات يوجد داء يسمى التباهي والتفاخر والتنافس بين الأسر في إعداد الأطباق والتفنن فيها، والتقاط الصور والمقاطع المرئية للأطباق لنشرها في منصات التواصل الاجتماعي. وفي رأيي هذا السلوك مزعج جدا خاصة أن بعض مرتادي هذه المنصات من أصحاب الدخول المنخفضة لا تستطيع أن تعد مثل هذه الأطباق بل تثير في نفوسهم شعور القصور لتحضير مائدة الإفطار، وفي ظل وجود الإعلانات والدعاية التجارية للمواد الاستهلاكية في مختلف منصات التواصل الاجتماعي ودور الفاعلين في انتشارها والترويج عن بعض المطاعم والسلع الاستهلاكية زاد من شراهة التسوق قبل شهر رمضان؛ إلا أن البعد النفسي للصائم أيضا له دور في اتباع ثقافة معينة للاستهلاك وهو «أن إحساس المرء بالجوع خلال الصيام يجعله يُقبل كثيرا على الاستهلاك»، ورغم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والفاعلين فيها على ثقافة الاستهلاك؛ إلا أن الدور الأكبر يقع على عاتق أولياء الأمور في التنشئة الاجتماعية القائمة على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف المتمثلة بعدم الإسراف والتبذير والشراء بقدر الحاجة وتلمّس احتياجات الناس من حوله لتعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي ولترسيخ قيم المجتمع الأصيلة.

من الجيد أن تتبنى الجهات ذات العلاقة تعزيز البرامج التوعوية والإرشادية لغرس ثقافة الاستهلاك التي توازن بين دخل الفرد واحتياجاته الأساسية، مع دراسة الأبعاد النفسية والصحية والاقتصادية المعززة لثقافة الاستهلاك التي يجب على الفرد اتباعها خاصة قبل دخول شهر رمضان المبارك والمناسبات الأخرى مثل الأعياد التي ترتفع فيها شراهة التسوّق دون الالتفات للنتائج المترتبة على ذلك.

راشد بن عبدالله الشيذاني باحث ومحلل اقتصادي

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ثقافة الاستهلاک شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

تناول هذه الأطعمة يحميك من السكتات الدماغية.. موجودة في كل بيت

اتباع نظام غذائي صحي أمر بالغ الأهمية للوقاية من السكتات الدماغية والتعافي منها، يوضح خبراء مثل الدكتور فيبول جوبتا أن الأنظمة الغذائية المتوسطية والنباتية الغنية بالفواكه والخضروات والأوميجا 3 تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

تجنب اللحوم الحمراء، والإفراط في الصوديوم، والأطعمة المصنعة، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 80%.

بعد إصابة إدوارد| معلومات غير متوقعة عن شلل المعدةمختص يحذّر من أضرار خطيرة لاحتباس البول في المثانة| تفاصيل


يلعب النظام الغذائي دورًا رئيسيًا في الوقاية من السكتات الدماغية والمساعدة على التعافي بعد الإصابة بها، ترتبط السكتة الدماغية وهي السبب الرئيسي للوفاة والعجز في جميع أنحاء العالم، ارتباطًا وثيقًا بالعادات الغذائية.

وفقًا للدكتور فيبول جوبتا، مدير الجراحة العصبية التداخلية في مستشفى باراس جوروجرام، فإن الخيارات الغذائية السيئة تساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية بين سكان المناطق الحضرية.

وكشفت دراسة أجريت بين عامي 2003 و2013 عن زيادة مذهلة بنسبة 26.6% في الوفيات المرتبطة بالسكتة الدماغية في المناطق الحضرية، وترجع هذه الزيادة جزئيا إلى ارتفاع استهلاك اللحوم الحمراء والبيض وانخفاض تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وقد أدت هذه الأنماط الغذائية إلى ارتفاع معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة، وهي عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالسكتة الدماغية.

تأثير الأطعمة الضارة على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية تزيد بعض الأطعمة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عن طريق تعزيز تصلب الشرايين، وهي حالة تصبح فيها الشرايين مسدودة، مما يحد من تدفق الدم إلى الدماغ.

اللحوم الحمراء وصفار البيض: تحتوي على مركبات مثل الكارنيتين والفوسفاتيديل كولين التي تحولها بكتيريا الأمعاء إلى ثلاثي ميثيل أمين ن أكسيد (TMAO)، ترتبط المستويات العالية من TMAO بزيادة قدرها 2.5 ضعفًا في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

الصوديوم الزائد: الموجود في التوابل مثل صلصة الصويا، يساهم في ارتفاع ضغط الدم الذي لا يمكن السيطرة عليه، وهو السبب الرئيسي للسكتة الدماغية.

الكربوهيدرات المكررة والدهون غير الصحية: تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري والسمنة، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

خيارات النظام الغذائي الصحي لتقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية تسلط الأبحاث الضوء على فعالية أنماط غذائية محددة، مثل النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، في الحد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

وجدت دراسة ليون للقلب الغذائي أن اتباع نظام غذائي البحر الأبيض المتوسط يقلل من السكتة الدماغية وحالات الشريان التاجي بنسبة تزيد عن 70 في المائة خلال أربع سنوات.

وأظهرت الدراسة المسبقة انخفاضاً بنسبة 47 في المائة في حالات الإصابة بالسكتة الدماغية بين الأشخاص الذين يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط على مدى خمس سنوات.
يؤكد النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط على:
- الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات
- الدهون الصحية مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا
- التقليل من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والسكر المكرر
ويؤكد الدكتور غوبتا أن الالتزام بخمسة خيارات لأسلوب حياة صحي - عدم التدخين، واستهلاك الكحول المعتدل، ومؤشر كتلة الجسم أقل من 25، وممارسة التمارين الرياضية يوميا، واتباع نظام غذائي متوازن - يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 80 في المائة.
التوصيات الغذائية الرئيسية للوقاية من السكتة الدماغية
لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وتعزيز التعافي، يوصي الدكتور غوبتا بما يلي:
- تجنب اللحوم الحمراء وصفار البيض؛ اختر بياض البيض بدلاً من ذلك.
- التركيز على نظام غذائي نباتي غني بالحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه، والزيوت الصحية.
- الحد من السكر والصوديوم والكحول، وتجنب الأطعمة المقلية أو المصنعة.
- قم بدمج أحماض أوميجا 3 الدهنية من مصادر مثل السلمون والماكريل والجوز وبذور الكتان لتقليل التهاب الأعصاب ودعم تعافي الدماغ.
- تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت والسبانخ والشاي الأخضر لتحييد الجذور الحرة وتقليل الإجهاد التأكسدي.
- أضف الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز والبطاطا الحلوة والطماطم لخفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 24%.

دور النظام الغذائي في التعافي من السكتة الدماغية

يمكن للنظام الغذائي الغني بالعناصر الغذائية أن يساعد بشكل كبير في التعافي بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، تعمل أحماض أوميغا 3 الدهنية على تحسين المرونة العصبية والانتعاش المعرفي، في حين أن مضادات الأكسدة والأطعمة الغنية بالبوتاسيوم تقلل من خطر تكرار السكتة الدماغية، يوضح الدكتور غوبتا أن التغييرات الغذائية، إلى جانب النشاط البدني المنتظم والإرشادات الطبية، ستساعد الأشخاص على استعادة السيطرة على صحتهم وتقليل المخاطر المستقبلية.
المصدر: timesnownews

مقالات مشابهة

  • أطعمة وعادات تضر بصحة أسنانك وجمالها
  • 3 أطعمة تساعد على التخفيف من ألم المفاصل
  • 3 أطعمة يُنصح بتجنبها لتقليل ظهور الكرش
  • ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها عند الإصابة بنزلة برد ؟
  • " الأمن المائى وترشيد الاستهلاك" ندوة بالفيوم
  • إيران.. انخفاض ضغط الغاز بعد زيادة الاستهلاك المحلي إلى 600 مليون متر مكعب
  • 3 أطعمة تُبطئ نمو سرطان البروستاتا
  • تناول هذه الأطعمة يحميك من السكتات الدماغية.. موجودة في كل بيت
  • تأثير التغذية السليمة على صحة الدماغ والذاكرة
  • احذر أن تتناول هذه الأطعمة في الصباح!