لجريدة عمان:
2025-01-20@11:20:21 GMT

ثقافة الاستهلاك في شهر رمضان

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

رمضان ركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة وصيامه فرصة للمسلمين لمضاعفة الطاعات واحتساب الأجر، والصلوات وقراءة القرآن، والصدقات، وزيارة الأرحام، وهو وسيلة للتقرّب من الله سبحانه وتعالى وطلب المغفرة من الذنوب والرحمة، ورمضان من الأوقات الفاضلة التي ينبغي على المسلم أن يستثمرها، ويكثر فيها من الدعاء، وخصّه عزّ وجل بمضاعفة الأجر ومحبة الناس وترقبهم للشهر الفضيل، قال صلى الله عليه وسلم: «مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ».

ورغم الفوائد العظيمة التي يتميّز بها شهر رمضان المبارك عن بقية الشهور؛ إلا أن في هذا الشهر يحدث إيذاءٌ للجيوب وتهاونٌ بالحفاظ على صحة الجسد والبدن بسبب بعض السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها الأشخاص للاستعداد للشهر الفضيل وتناول الأطعمة بشراهة وقت الفطور، مما يؤثر على صحة الأشخاص خاصة إذا كانت تحوي على سعرات حرارية مرتفعة كون أن الجسم كان فارغا من الطعام لساعات طويلة. ومن الأمور المزعجة أن تمتلئ الموائد بمختلف أصناف الأطعمة والمشروبات التي للأسف تنتهي في حاويات القمامة، وذلك لأن الصائم يقوم بتحضير كميات كبيرة من الأطعمة في فترة شعوره بالجوع والعطش، مما يشعره بأنه بحاجة إلى كمية كبيرة من الطعام والشراب أثناء تناول الفطور.

وبالعودة إلى مقاصد الإسلام، فإن التسوّق بشراهة وشراء الأطعمة غير الضرورية يعد إسرافا وتبذيرا وهو مخالف لتعاليم الدين الحنيف خاصة عند شراء الأطعمة الزائدة عن الحاجة أو شراء المنتج الضروري وبدائله في نفس الوقت. ومن خلال الملاحظات المرصودة سنويا فإن كثيرا من السلع الغذائية تصبح غير صالحة للاستهلاك الآدمي بعد عدة أشهر من انتهاء شهر رمضان بسبب انتهاء صلاحيتها وعدم استخدامها. وهنا ينبغي على المستهلك أن يعي بأنه تسبب في إيذاء جيبه عبر إنفاق الأموال على سلع لم يستفد منها، وربما تفاجأ بأنها غير ضرورية لكن اشتراها في فترة كان صائما ورغبته في شراء الأطعمة كانت مرتفعة.

إن من واقع المتابعة المستمرة لبعض السلوكيات غير الحميدة في المجتمع والمنتشرة منذ فترة؛ فإن شراهة الاستهلاك وعدم تحديد احتياجات السلع من كمالياتها هي أحد العوامل الرئيسية في عدم ضبط الاستهلاك لدى كثير من الأشخاص، إضافة إلى انشغال الصائم بتحضير الموائد في شهر رمضان بدلا من التفرّغ للإكثار من الطاعات وتأدية العبادات وتلمّس احتياجات الأشخاص الذي يعانون من صعوبات مادية في توفير موائد الطعام خلال الشهر الفضيل. وفي ظني أن استمرار مثل هذه السلوكيات ينبغي الوقوف عليها بدءًا من الأسرة والمجتمع مرورا بالتعليم المدرسي والجامعي وصولا إلى وجود برامج توعوية مكثّفة لتغيير ثقافة الاستهلاك غير الصحية المنتشرة في المجتمع؛ فمن الجيّد أن يكتسب الشخص ثقافة الاستهلاك الصحيحة من الوالدين وهنا يأتي دور التنشئة الاجتماعية للفرد، وهي أن ينشأ الفرد على ثقافة استهلاكية توازن بين الاستهلاك والقدرة المالية والجسم السليم صحيا. كذلك لابد من الابتعاد عن مظاهر المباهاة والتنافس المجتمعي في إعداد موائد الإفطار؛ ففي بعض المجتمعات يوجد داء يسمى التباهي والتفاخر والتنافس بين الأسر في إعداد الأطباق والتفنن فيها، والتقاط الصور والمقاطع المرئية للأطباق لنشرها في منصات التواصل الاجتماعي. وفي رأيي هذا السلوك مزعج جدا خاصة أن بعض مرتادي هذه المنصات من أصحاب الدخول المنخفضة لا تستطيع أن تعد مثل هذه الأطباق بل تثير في نفوسهم شعور القصور لتحضير مائدة الإفطار، وفي ظل وجود الإعلانات والدعاية التجارية للمواد الاستهلاكية في مختلف منصات التواصل الاجتماعي ودور الفاعلين في انتشارها والترويج عن بعض المطاعم والسلع الاستهلاكية زاد من شراهة التسوق قبل شهر رمضان؛ إلا أن البعد النفسي للصائم أيضا له دور في اتباع ثقافة معينة للاستهلاك وهو «أن إحساس المرء بالجوع خلال الصيام يجعله يُقبل كثيرا على الاستهلاك»، ورغم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والفاعلين فيها على ثقافة الاستهلاك؛ إلا أن الدور الأكبر يقع على عاتق أولياء الأمور في التنشئة الاجتماعية القائمة على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف المتمثلة بعدم الإسراف والتبذير والشراء بقدر الحاجة وتلمّس احتياجات الناس من حوله لتعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي ولترسيخ قيم المجتمع الأصيلة.

من الجيد أن تتبنى الجهات ذات العلاقة تعزيز البرامج التوعوية والإرشادية لغرس ثقافة الاستهلاك التي توازن بين دخل الفرد واحتياجاته الأساسية، مع دراسة الأبعاد النفسية والصحية والاقتصادية المعززة لثقافة الاستهلاك التي يجب على الفرد اتباعها خاصة قبل دخول شهر رمضان المبارك والمناسبات الأخرى مثل الأعياد التي ترتفع فيها شراهة التسوّق دون الالتفات للنتائج المترتبة على ذلك.

راشد بن عبدالله الشيذاني باحث ومحلل اقتصادي

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ثقافة الاستهلاک شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

تأثير التجميد على الأطعمة .. المزايا والعيوب وأفضل طرق فك الثلج

يعد التجميد خيارًا مهمًا يؤثر بشكل غير مباشر على تركيبة الطعام الغذائية، ورغم أن بعض الأطعمة، مثل الأرز والمعكرونة، قد تتغير قيمتها الغذائية عند تخزينها في الثلاجة، إلا أن تجميد الطعام لا يؤدي بالضرورة إلى نفس التغييرات.

هل يغير التجميد من التركيبة الغذائية للطعام؟

وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، يُعتبر التجميد عملية تحافظ على القيمة الغذائية للأطعمة بشكل جيد، مع تغير طفيف في العناصر الغذائية عند تخزينها في المجمد، إلا أن هذا التغير يعتمد بشكل أساسي على نوع الطعام، وهل تم تبييضه أو طهيه قبل تجميده.

وأكدت كريستين كيركباتريك، أخصائية التغذية المسجلة في عيادة كليفلاند، إلى موقع هيلث أن تأثير التجميد يختلف بين الأطعمة، ففي بعض الحالات، مثل الخضروات والفواكه، قد تحافظ عملية التجميد على العناصر الغذائية، بينما قد تكون بعض الأطعمة الأخرى أكثر فائدة عند تناولها نيئة.

البلورات المجمدة وتأثيرها على العناصر الغذائية

من أهم العوامل التي تؤثر على القيمة الغذائية للأطعمة المجمدة هي البلورات المجمدة التي تتشكل أثناء عملية التجميد، وتضر أحيانًا هذه البلورات بجدران خلايا الطعام، مما يؤدي إلى فقدان بعض الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، مثل فيتامين C وفيتامينات B. 

وتعتبر هذه الخسائر طفيفة جدًا، ووفقًا لكيسلي كوستا، أخصائية التغذية، هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم تأثير التجميد على القيمة الغذائية بشكل كامل.

الفوائد الصحية للتجميد

عند تنفيذ عملية التجميد بشكل صحيح، يمكنها الحفاظ على العناصر الغذائية بشكل أفضل مقارنة بطرق حفظ الطعام الأخرى. يقول الخبراء إن التجميد يبطئ فقدان الفيتامينات الذي يحدث عند تخزين الطعام في درجات حرارة الغرفة أو في الثلاجة.

ويمكن على سبيل المثال،  تجميد الفواكه والخضروات بسرعة بعد حصادها في ذروة نضجها، مما يساهم في الحفاظ على قيمتها الغذائية مقارنة بالأطعمة الطازجة التي قد تفقد بعض الفيتامينات أثناء النقل.

الأطعمة المجمدة: هل هي صحية؟الأطعمة المجمدة

ويمكن أن تظل الأطعمة المجمدة صحية إذا تم حفظها بدون إضافات غير ضرورية، وتشير كوستا إلى أن الأطعمة المجمدة التي لا تحتوي على مواد إضافية مفرطة قد تكون مكملًا غذائيًا جيدًا لأصحاب الميزانيات المحدودة، بل قد تكون موازية للأطعمة الطازجة من حيث القيمة الغذائية.

نصائح لإذابة الأطعمة المجمدة وإعادة تسخينها

ويمكن أن يساعد إذابة الأطعمة المجمدة وإعادة تسخينها بشكل صحيح أن يساعد في الحفاظ على العناصر الغذائية، ويُفضل الطهي على البخار، استخدام الميكروويف، القلي السريع أو القلي بالهواء، حيث تُعتبر هذه الطرق أفضل من الغلي في الحفاظ على الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء.

وأظهرت الدراسات أن فك الأكل في الميكروويف لفترة قصيرة يؤدي إلى احتفاظ أكبر بالعناصر الغذائية مقارنة بالطرق الأخرى مثل الغلي.

نصائح أمان لتجميد الطعام

للحفاظ على أعلى مستوى من الجودة الغذائية، من الضروري اتباع نصائح السلامة عند تجميد الطعام. يوصي الخبراء بتبييض الخضروات قبل التجميد وتخزين الأطعمة المجمدة في درجة حرارة صفر فهرنهايت، كما يجب استهلاك الفواكه والخضروات المجمدة خلال فترة تتراوح بين 8 و12 شهرًا للحصول على أفضل جودة غذائية.

من النصائح الأخرى المهمة، أنه يجب تجميد الطعام فورًا بعد شرائه من المتاجر للحفاظ على جودته. ويجب أيضًا تجنب إذابة الأطعمة المجمدة على أسطح العمل أو في الماء الدافئ، حيث قد يسمح ذلك بنمو الميكروبات.

كيفية إذابة الطعام المجمد بأمان

لإذابة الطعام المجمد بشكل آمن، يُنصح بوضعه في الثلاجة أو استخدام الميكروويف أو دمج عملية الطهي مع إذابته. يجب تجنب إذابة الأطعمة على أسطح العمل أو في الماء الدافئ، حيث أن ذلك قد يزيد من خطر التلوث الميكروبي.

 

 

مقالات مشابهة

  • تعرف على الفاكهة التي تزيد من حدة الصداع النصفي
  • الجانب اللامع أم الباهت من ورق الألمنيوم.. أيهما أفضل في الطهي؟
  • ما أصل كلمة «ضل حيطة»؟.. تنافس به ياسمين صبري في ماراثون رمضان 2025
  • وزير الإنتاج الحربي: نطبق الحوكمة لترشيد الاستهلاك والاستفادة من الموارد والأصول المتاحة
  • وزير الإنتاج الحربي: نطبق الحوكمة لترشيد الاستهلاك واستثمار الموارد والأصول
  • أجهزة كهربائية ترفع فاتورة الكهرباء في الشتاء.. كيفية ترشيد الاستهلاك بطرق ذكية
  • تأثير التجميد على الأطعمة .. المزايا والعيوب وأفضل طرق فك الثلج
  • وزير التموين: 20 مليون طن حجم الاستهلاك السنوي من القمح في مصر
  • الجامعة المغربية لحقوق المستهلك تحذر من الإفراط في الاستهلاك خلال رمضان وتدعو إلى الحذر
  • احذر!.. أطعمة ومشروبات يجب تجنبها عند تناول البرتقال