بوابة الوفد:
2025-03-16@06:19:22 GMT

«اعبد الله كأنك تراه»

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

أتقدم بالتهنئة إلى الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات وأدعو الله العلى القدير أن يفرج الكرب عن أهل فلسطين وغزة. الله آمين، أما بعد أنتقل إلى موضوع مقالى هذا حيث روى عن حضرة النبى (صلى الله عليه وسلم) من حديث سؤال سيدنا جبريل له ما الإسلام.

..إلى أن قال:
- ما الإحْسانُ؟ قال (النبى (صلى الله عليه وسلم): أنْ تَعبد اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنَّكَ إنْ لم تَرهُ فإنَّه يَراكَ،..الخ.. الحديث رواه مسلم والبخارى والنسائى بألفاظ متقاربة، فلننظر هنا إلى الدقة (كأنك) أى من شأنك أن تراه، فالكاف هنا يسمونها ( كاف التشبيه)، إذًا هذه ليست رؤية حقيقية، إنما هى رؤية تمثيلية، يعنى: كأنك ترى، فهذا يشبه الرؤية لكنه ليس برؤية؛ لأن الله عز وجل لا يُرى فى الدنيا بالأبصار، إنما تقبل عليه القلوب، فقلوب العارفين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون، بعض العارفين بالله يروون الحديث: (اعبدالله كأنك تراه) يعنى راقب نفسك المراقبة التامة المستمرة، أيضًا جاء فى شرح الأربعين النووية للعثيمين: عبادة الإنسان ربه سبحانه كأنه يراه: عبادة طلب وشوق، وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثًا عليها، لأنه يطلب هذا الذى يحبه، فهو يعبده كأنه يراه، فيقصده وينيب إليه ويتقرّب إليه سبحانه وتعالى: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ أى: اعبده على وجه الخوف ولا تخالفه، لأنك إن خالفته فإنه يراك، فتعبده عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، وهذه الدرجة عند أهل العبادة أدنى من الدرجة الأولى، والجدير بالذكر هنا أن هناك فرقاً بين الظاهر وبين المظاهر، فالظاهر يظهر فى المظاهر دون أن تحصره أو تـحـتـويه فهو يتجلى فيها بصفاته وأسمائه التى لا حصر لها، أما المظاهر فهى وحـدات محدودة هى شتات مـن أجزاء براويز مخـتلفة وإطارات متباينة يتجلى من خلفها حكـم الأسماء والصفات الإلهية، الخلاصة أن (اعبدالله كأنك تراه) أنك لا تنسى أبدًا، وليستمر ذلك معك طوال يومك حتى تصل إلى درجة الفناء، فإذا فنيت عن نفسك، وعرفت أن وجودك يحتاج إلى الله عز وجل – وهو لا يحتاج إليك، ووجدت أن الوجود الحقيقى إنما هو وجوده –سبحانه وتعالى– ووجودنا إنما هو وجود عارض، وحادث، وفانٍ، وله نهاية، فإنك أيها الإنسان ستصل إلى مرحلة (الرؤية)، فالفضل من قبل ومن بعد لله وحده، لا وجود لشيء إلا له هو وأنه هو الموجود وأن كل ما ترى هى تجلياته وأفعاله وكل ما نستشعره من عالم الخفاء والغيب هى ذاته، وللحديث بقية إن شاء الله.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد محمد خليل شهر رمضان فلسطين غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا يخاف الناس من الموت؟.. رد مفاجئ من علي جمعة

رد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتى الجمهورية الأسبق، على تساؤلات بعض الشباب والأطفال المطروحة خلال لقائه التلفزيوني بهم، حيث سأل أحد الأطفال قائلاً: "هل روح الميت بتفضل في بيته 3 أيام بعد وفاته لمعرفة من يدعو له ومن يحبه ويكره؟".

وأجاب الشيخ علي جمعة، خلال لقائه التلفزيوني اليومي مع عدد من الأطفال، قائلاً "مفيش حاجة زي كده في الشرع الشريف".

كما أجاب علي جمعة عن سؤال آخر مفاده: "لماذا يخاف الناس من الموت؟"، وليرد قائلًا: "اللي يخاف من الموت عنده عبط ولو كان يعرف الحقيقة بأنه سيأتي إلى كريم"، موضحًا "الناس بيخافوا من الحساب لما يبقوا مسيئين، لما تمنع أركان الله من صلاة وزكاة وصيام، ويجب للإنسان معرفة هذا الأمر".

وسأل طفل آخر: "ما الأشياء التي يشعر بها الإنسان قبل ما الموت؟" ليرد علي جمعة، مؤكدًا "ولا حاجة حسب الحالة في ناس بتموت فجأة وفي ناس بتحس أن الأجل قرب وفي ناس تحس بقلق وفي ناس متحسش ومش ضرورة الإنسان يحس بكل حاجة".

علي جمعة: 3 منح أعطاها الله لكل إنسان للعبور من ابتلاء الدنياللصلوات الخمس والتراويح.. جدول أئمة الحرم المكي والمسجد النبوي اليوم الجمعةحكم ترك صلاة الجمعة والتكاسل عن أدائها.. الأزهر العالمي للفتوى يحذردعاء ثاني جمعة في رمضان.. مكتوب ومستجاب للصائم

كيف تنجو من ابتلاء الدنيا؟

وكان الدكتور علي جمعة، أكد أن الحياة الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل والاختيار والقدرة على الفعل أو الترك، كما بيّن له طريق الهداية من خلال الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، خلال تصريحات له، اليوم الجمعة، أن الدنيا دار ابتلاء، والابتلاء معناه الامتحان والاختبار، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل، وأعطاه أيضًا الاختيار، وأعطاه القدرة، إذن، فلديه ثلاثة: عقل، واختيار، وقدرة على أن يفعل أو لا يفعل، وهديناه النجدين، قدرة على أداء التكاليف، ثم أعطاه أيضًا البرنامج في سورة الوحي، الذي ختمه بالكتاب، وبتفسير ذلك الكتاب من السنة النبوية المشرفة: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى". 

وتابع: "رسول الله ﷺ معه وحي متلو، وهو القرآن، ووحي مفسر لهذا المتلو، وهو السنة: خذوا عني مناسككم، صلوا كما رأيتموني أصلي، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، برنامج متكامل، واضح، جلي، بيّن، وأسهل من شربة ماء في يوم حر، عقل، واختيار، وطاعة، وقدرة، وأيضًا أعطانا البرنامج: افعل ولا تفعل، وهو حقيقة التكليف، عندما يتبع الإنسان هذا البرنامج، يفهم كل يوم أن الله قد أنقذه في هذه الحياة الدنيا بقوانين وضعها سبحانه وتعالى".

وأضاف: "أيضًا، يقول له: قم صلِّ الفجر، فيقوم، سواء كان بدويًا في الصحراء، أو في الريف، أو حضريًا في المدينة، فيصلي الفجر، عندما يقوم الإنسان من النوم قد يكون ذلك ضد راحته أو رغبته، أو ربما لديه شهوة بأن ينام، لكنه يخالف ذلك، ومن هنا سُمي هذا التصرف مشقة، الطبع يقول عنها إنها مشقة، لكنه يؤديها امتثالًا لله، ثم، لا يجد شيئًا يدفئ به الماء، والدنيا شتاء فيتوضأ، وعندما يطس وجهه بالماء البارد، وهو لِتَوِّهِ قد استيقظ، يشعر بالثقل، فيقال: الوضوء على المكاره، أي الأمور التي لو خُيِّر الإنسان، لما اختارها، فقد أعطاني الله العقل والاختيار، ولو كنت مخيرًا، لبحثت عن وسيلة لتدفئة الماء قبل أن أتوضأ".

مقالات مشابهة

  • الإنسان مفتقرٌ إلى هداية الله الواسعة
  • أفضل ذكر بعد الفجر.. 4 كلمات ثوابها يعادل الجلوس في عبادة للضحى
  • أمر لا يحبه الله.. تحذير قرآني من الإسراف في الأكل والشرب
  • علي جمعة يكشف كيفية شفاعة الرسول لنا يوم القيامة
  • الصيام.. مدرسة إيمانية تهذب النفوس وتسمو بالأخلاق
  • لماذا يخاف الناس من الموت؟.. رد مفاجئ من علي جمعة
  • في أمسية رمضانية.. الثقافة والفنون بجدة تبرز الموروث الثقافي في ظل التحولات الاجتماعية المعاصرة
  • بحضور السيسي.. خطبة الجمعة بمسجد المشير تشيد بشهداء الوطن
  • أحمد عمر هاشم يكشف علامة نجاة الله للعبد من العذاب
  • مشلب: للمجلس الدستوري الحق باتخاذ ما يراه مناسبا في حال تم الطعن بالموزانة