بوابة الوفد:
2025-03-21@00:07:59 GMT

«اعبد الله كأنك تراه»

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

أتقدم بالتهنئة إلى الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات وأدعو الله العلى القدير أن يفرج الكرب عن أهل فلسطين وغزة. الله آمين، أما بعد أنتقل إلى موضوع مقالى هذا حيث روى عن حضرة النبى (صلى الله عليه وسلم) من حديث سؤال سيدنا جبريل له ما الإسلام.

..إلى أن قال:
- ما الإحْسانُ؟ قال (النبى (صلى الله عليه وسلم): أنْ تَعبد اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنَّكَ إنْ لم تَرهُ فإنَّه يَراكَ،..الخ.. الحديث رواه مسلم والبخارى والنسائى بألفاظ متقاربة، فلننظر هنا إلى الدقة (كأنك) أى من شأنك أن تراه، فالكاف هنا يسمونها ( كاف التشبيه)، إذًا هذه ليست رؤية حقيقية، إنما هى رؤية تمثيلية، يعنى: كأنك ترى، فهذا يشبه الرؤية لكنه ليس برؤية؛ لأن الله عز وجل لا يُرى فى الدنيا بالأبصار، إنما تقبل عليه القلوب، فقلوب العارفين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون، بعض العارفين بالله يروون الحديث: (اعبدالله كأنك تراه) يعنى راقب نفسك المراقبة التامة المستمرة، أيضًا جاء فى شرح الأربعين النووية للعثيمين: عبادة الإنسان ربه سبحانه كأنه يراه: عبادة طلب وشوق، وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثًا عليها، لأنه يطلب هذا الذى يحبه، فهو يعبده كأنه يراه، فيقصده وينيب إليه ويتقرّب إليه سبحانه وتعالى: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ أى: اعبده على وجه الخوف ولا تخالفه، لأنك إن خالفته فإنه يراك، فتعبده عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، وهذه الدرجة عند أهل العبادة أدنى من الدرجة الأولى، والجدير بالذكر هنا أن هناك فرقاً بين الظاهر وبين المظاهر، فالظاهر يظهر فى المظاهر دون أن تحصره أو تـحـتـويه فهو يتجلى فيها بصفاته وأسمائه التى لا حصر لها، أما المظاهر فهى وحـدات محدودة هى شتات مـن أجزاء براويز مخـتلفة وإطارات متباينة يتجلى من خلفها حكـم الأسماء والصفات الإلهية، الخلاصة أن (اعبدالله كأنك تراه) أنك لا تنسى أبدًا، وليستمر ذلك معك طوال يومك حتى تصل إلى درجة الفناء، فإذا فنيت عن نفسك، وعرفت أن وجودك يحتاج إلى الله عز وجل – وهو لا يحتاج إليك، ووجدت أن الوجود الحقيقى إنما هو وجوده –سبحانه وتعالى– ووجودنا إنما هو وجود عارض، وحادث، وفانٍ، وله نهاية، فإنك أيها الإنسان ستصل إلى مرحلة (الرؤية)، فالفضل من قبل ومن بعد لله وحده، لا وجود لشيء إلا له هو وأنه هو الموجود وأن كل ما ترى هى تجلياته وأفعاله وكل ما نستشعره من عالم الخفاء والغيب هى ذاته، وللحديث بقية إن شاء الله.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد محمد خليل شهر رمضان فلسطين غزة

إقرأ أيضاً:

من (وعي) المحاضرة الرمضانية الرابعة عشرة للسيد القائد 1446هـ

 

 

أكد السيد القائد – عليه السلام – في محاضرته الرمضانية الرابعة عشرة للعام الهجري 1446 هـ ، أن سعي سيدنا إبراهيم في قومه كان سعيا لهدايتهم وفق البراهين المهمة التي تبين لهم أن الله وحده هو من له الحق الوحيد للعبادة، والإنسان في وجوده مملوك لله وهو ولي النعمة عليه، وفي مقدمة تلك النعم نعمة الهداية، والله هو مصدر الهداية وهي قبل الطعام والشراب، وحاجة الإنسان لهداية الله مهمة جدا ولو كان الإنسان بدون هداية لكان مجرد كتلة لحم فقط، أو لكان جهاز كمبيوتر بدون برامج، وفي البداية تكون الهداية الفطرية للإنسان وبعد أن يولد مباشرة بحاجته للحليب أو به المرض أو اذا استوحش نجده يصيح، وهذه رعاية من الله، ومع التقدير والخلق منح الله الهداية، وفي الدراسات المعاصرة تظهر العجائب في كيفية الهداية لعالم الكائنات الحية مثل النمل والنحل والأسماك، وهذه كلها تصرفات وفق هداية فطرية منحها الله إياها ، ومثل قصة الهدهد الذي قدم لسيدنا سليمان تقريرا مفصلا عن حالة قوم سبأ، وكذلك قصة النملة مع سيدنا سليمان عليه السلام..
إن الإدراك لدى الإنسان بالهداية الفطرية واسعه جدا، وسبب ذلك احتياجاته الواسعة أيضا ، والهداية الفطرية للإنسان تبدأ بإدراك التمييز والتعقل، وبنعمة الهداية الفطرية يأتي التذكير بالنعم لعله يهتدي هداية في داخله وفي محيطه بالحياة، فالهداية للإنسان هي نعمة عظيمه جدا، والهداية هذه تبنى عليها أساسيات المعرفة، والهداية الإرشادية للإنسان توضح له في البداية الهداية التي تبين له أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق له والإقرار بربوبية الله وحده لا شريك له ، ومغروز في فطرية الإنسان الأسس للمفاهيم الأخلاقية والفضائل، ومن العناوين التي تعبر عن الفضائل الحق والإحسان والصدق والشرف والرحمة والكرامة، والمجتمع البشري يذم الكذب والظلم والباطل والرذيلة وهي نقائص عند البشر، وهذه الهداية الفطرية عند كل الناس..
عنوان الهدى عنوان مفضل عند البشر وعنوان الضلال عنوان سيئ عند البشر، و الفطرة البشرية تنجذب للهدى ، ومع ذلك فإن الهداية الفطرية تتعرض للمؤثرات السلبية التي تجعل الإنسان يتمادى في الباطل والضلال، واستصاغة المفاسد هي حالة أفسدت الإنسان، وهذا بسبب ابتعاده عن القيم العظيمة، و لتزكية النفس فإن الإنسان بحاجة للهداية الإرشادية التي هي من الله وعبر كتبه ورسله، والله هو رب العالمين والإنسان يعيش في مملكة الله الواسعة في اطار دور يقوم به لا يخرج عن اطار العبودية لله سبحانه وتعالى، والإنسان بما وهبه الله في نفسه من طاقات وقدرات ومدارك وما منحه من نعم في الأرض والسماء ليعيش افضل حياة، ولهذا فالإنسان عليه مسئولية أمام الله، وعليه أمانه كبيرة ذات تأثير كبير في الحياة، و لأهمية دور الإنسان وحجم مسئوليته ارتبط ذلك بعقاب كبير لمن ينحرف عن نهج الله واتجه للشر، ولذلك فهو بحاجة لهداية الله، لأن انحرافه خطير عليه جدا..

مقالات مشابهة

  • العفو من صفات المحسنين
  • عضو مركز الفتوى: الصلاة والتصالح مع الله أساس السعادة والتوازن النفسي
  • هل عدم إخراج الزكاة دون عذر يؤثر على صحة الصيام؟.. الإفتاء تجيب
  • من (وعي) المحاضرة الرمضانية الرابعة عشرة للسيد القائد 1446هـ
  • تصريحات الطاغية الأرعن
  • ما دور العلماء وكيف ينبغي أن تكون علاقتهم بالحكام؟
  • نهج الحكمة
  • عضو المركز العالمي للفتوى الإلكترونية: الرزق ليس مجرد مال بل هبة من الله
  • المفتي: رمضان مدرسة إيمانية تزرع الأخلاق المحمدية
  • هل الدعاء في صلاة التراويح بقول اللهم لا تخيب فيك يا رب رجاءنا حرام؟