بوابة الوفد:
2024-12-25@06:58:29 GMT

«اعبد الله كأنك تراه»

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

أتقدم بالتهنئة إلى الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات وأدعو الله العلى القدير أن يفرج الكرب عن أهل فلسطين وغزة. الله آمين، أما بعد أنتقل إلى موضوع مقالى هذا حيث روى عن حضرة النبى (صلى الله عليه وسلم) من حديث سؤال سيدنا جبريل له ما الإسلام.

..إلى أن قال:
- ما الإحْسانُ؟ قال (النبى (صلى الله عليه وسلم): أنْ تَعبد اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنَّكَ إنْ لم تَرهُ فإنَّه يَراكَ،..الخ.. الحديث رواه مسلم والبخارى والنسائى بألفاظ متقاربة، فلننظر هنا إلى الدقة (كأنك) أى من شأنك أن تراه، فالكاف هنا يسمونها ( كاف التشبيه)، إذًا هذه ليست رؤية حقيقية، إنما هى رؤية تمثيلية، يعنى: كأنك ترى، فهذا يشبه الرؤية لكنه ليس برؤية؛ لأن الله عز وجل لا يُرى فى الدنيا بالأبصار، إنما تقبل عليه القلوب، فقلوب العارفين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون، بعض العارفين بالله يروون الحديث: (اعبدالله كأنك تراه) يعنى راقب نفسك المراقبة التامة المستمرة، أيضًا جاء فى شرح الأربعين النووية للعثيمين: عبادة الإنسان ربه سبحانه كأنه يراه: عبادة طلب وشوق، وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثًا عليها، لأنه يطلب هذا الذى يحبه، فهو يعبده كأنه يراه، فيقصده وينيب إليه ويتقرّب إليه سبحانه وتعالى: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ أى: اعبده على وجه الخوف ولا تخالفه، لأنك إن خالفته فإنه يراك، فتعبده عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، وهذه الدرجة عند أهل العبادة أدنى من الدرجة الأولى، والجدير بالذكر هنا أن هناك فرقاً بين الظاهر وبين المظاهر، فالظاهر يظهر فى المظاهر دون أن تحصره أو تـحـتـويه فهو يتجلى فيها بصفاته وأسمائه التى لا حصر لها، أما المظاهر فهى وحـدات محدودة هى شتات مـن أجزاء براويز مخـتلفة وإطارات متباينة يتجلى من خلفها حكـم الأسماء والصفات الإلهية، الخلاصة أن (اعبدالله كأنك تراه) أنك لا تنسى أبدًا، وليستمر ذلك معك طوال يومك حتى تصل إلى درجة الفناء، فإذا فنيت عن نفسك، وعرفت أن وجودك يحتاج إلى الله عز وجل – وهو لا يحتاج إليك، ووجدت أن الوجود الحقيقى إنما هو وجوده –سبحانه وتعالى– ووجودنا إنما هو وجود عارض، وحادث، وفانٍ، وله نهاية، فإنك أيها الإنسان ستصل إلى مرحلة (الرؤية)، فالفضل من قبل ومن بعد لله وحده، لا وجود لشيء إلا له هو وأنه هو الموجود وأن كل ما ترى هى تجلياته وأفعاله وكل ما نستشعره من عالم الخفاء والغيب هى ذاته، وللحديث بقية إن شاء الله.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد محمد خليل شهر رمضان فلسطين غزة

إقرأ أيضاً:

هل المعاصي تؤثر على البركة في الرزق؟.. داعية يجيب

أجاب الدكتور عمرو مهران، الداعية الإسلامي، على سؤال حول هل تؤثر المعاصي والذنوب على البركة فى الرزق؟.

وأوضح الداعية الإسلامي، خلال تصريح له: "هناك نقطة مهمة جدًا يجب أن نوضحها، وهي أن الرزق لا يتأثر مباشرة بالذنب من حيث توقفه أو تعطل مجيئه، فالله سبحانه وتعالى لا يعاملنا برد فعل مباشر، بمعنى أنه لا يوقف الرزق مباشرة إذا ارتكبنا ذنبًا، لكن المعصية تؤثر في التوفيق والبركة في الرزق، قد يحصل الإنسان على الرزق، لكنه لن يشعر ببركته ولن يكون لديه توفيق في استخدامه."

وأوضح أن الذنب قد يسبب أن يصبح الرزق غير مُبارك، حتى وإن كنت تكسب المال بطرق حلال، فإن المعاصي قد تؤثر في شعورك بالبركة فيه، وقد تشعر أن هذا المال لا قيمة له، أو أن توجيهه في أماكنه الصحيحة يصبح صعبًا، والرزق قد يكون موجودًا، لكن مع الذنوب، قد لا تشعر بقيمته، وقد لا تستخدمه بشكل صحيح."

وأشار إلى أن التوفيق والبركة هما من أهم النعم التي يرزقنا بها الله، وهما لا يقتصران على كم المال الذي نكسبه، بل يتعلقان أيضًا كيف نشعر بهذا المال وكيف نستخدمه في حياتنا، لافتا إلى أن البركة تجعلنا نشعر بأن ما نملكه كافٍ، حتى وإن كان قليلًا، بينما دون البركة قد لا نشعر بالرضا ولو كان لدينا الكثير.

وأردف قائلاً: "الرزق المبارك يجعل الإنسان يشعر بالقناعة والطمأنينة، ويشعر أن المال الذي في يده يباركه الله سبحانه وتعالى ويجعله يستخدمه في ما يرضي الله.. أما إذا كانت البركة مفقودة، فقد يشعر الإنسان أنه لا يمتلك شيئًا، رغم أنه يملك المال، وقد لا يكون لهذا المال أي تأثير إيجابي في حياته."

مقالات مشابهة

  • أوقاف الفيوم تطلق قافلة دعوية إلى قرى وعزب إدارة "الشواشنة"
  • الحياة لمن عاشها بعقل.. خمسٌ تؤدي إلى خمسٍ
  • الحرية الفكرية
  • دار الإفتاء: حث الشرع على التزام الصدق وقول الحق في الأمور كلها دون مواربة أو مداهنة
  • بدأ العد التنازلي للعودة لديار عزة بإذن الله سبحانه وتعالى
  • ما هي البركة في الرزق مالا كان أو أولاد؟.. احذر هذه الخرافة
  • هل المعاصي تؤثر على البركة في الرزق؟.. داعية يجيب
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • «قفاز بـ 4 أصابع».. أغرب ما يمكن أن تراه في الدوري الإنجليزي
  • التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}