أتقدم بالتهنئة إلى الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات وأدعو الله العلى القدير أن يفرج الكرب عن أهل فلسطين وغزة. الله آمين، أما بعد أنتقل إلى موضوع مقالى هذا حيث روى عن حضرة النبى (صلى الله عليه وسلم) من حديث سؤال سيدنا جبريل له ما الإسلام.
- ما الإحْسانُ؟ قال (النبى (صلى الله عليه وسلم): أنْ تَعبد اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنَّكَ إنْ لم تَرهُ فإنَّه يَراكَ،..الخ.. الحديث رواه مسلم والبخارى والنسائى بألفاظ متقاربة، فلننظر هنا إلى الدقة (كأنك) أى من شأنك أن تراه، فالكاف هنا يسمونها ( كاف التشبيه)، إذًا هذه ليست رؤية حقيقية، إنما هى رؤية تمثيلية، يعنى: كأنك ترى، فهذا يشبه الرؤية لكنه ليس برؤية؛ لأن الله عز وجل لا يُرى فى الدنيا بالأبصار، إنما تقبل عليه القلوب، فقلوب العارفين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون، بعض العارفين بالله يروون الحديث: (اعبدالله كأنك تراه) يعنى راقب نفسك المراقبة التامة المستمرة، أيضًا جاء فى شرح الأربعين النووية للعثيمين: عبادة الإنسان ربه سبحانه كأنه يراه: عبادة طلب وشوق، وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثًا عليها، لأنه يطلب هذا الذى يحبه، فهو يعبده كأنه يراه، فيقصده وينيب إليه ويتقرّب إليه سبحانه وتعالى: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ أى: اعبده على وجه الخوف ولا تخالفه، لأنك إن خالفته فإنه يراك، فتعبده عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، وهذه الدرجة عند أهل العبادة أدنى من الدرجة الأولى، والجدير بالذكر هنا أن هناك فرقاً بين الظاهر وبين المظاهر، فالظاهر يظهر فى المظاهر دون أن تحصره أو تـحـتـويه فهو يتجلى فيها بصفاته وأسمائه التى لا حصر لها، أما المظاهر فهى وحـدات محدودة هى شتات مـن أجزاء براويز مخـتلفة وإطارات متباينة يتجلى من خلفها حكـم الأسماء والصفات الإلهية، الخلاصة أن (اعبدالله كأنك تراه) أنك لا تنسى أبدًا، وليستمر ذلك معك طوال يومك حتى تصل إلى درجة الفناء، فإذا فنيت عن نفسك، وعرفت أن وجودك يحتاج إلى الله عز وجل – وهو لا يحتاج إليك، ووجدت أن الوجود الحقيقى إنما هو وجوده –سبحانه وتعالى– ووجودنا إنما هو وجود عارض، وحادث، وفانٍ، وله نهاية، فإنك أيها الإنسان ستصل إلى مرحلة (الرؤية)، فالفضل من قبل ومن بعد لله وحده، لا وجود لشيء إلا له هو وأنه هو الموجود وأن كل ما ترى هى تجلياته وأفعاله وكل ما نستشعره من عالم الخفاء والغيب هى ذاته، وللحديث بقية إن شاء الله.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أحمد محمد خليل شهر رمضان فلسطين غزة
إقرأ أيضاً:
القطاع التربوي بحجة ينظم فعاليات بذكرى سنوية الشهيد الرئيس الصماد
الثورة نت|
نظم القطاع التربوي بمحافظة حجة اليوم، فعاليات بالذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد تحت شعار ” يد تحمي و يد تبني”.
وفي الفعاليات المنظمة بمدارس المحافظة، استعرضت الكلمات أبرز المحطات عن شخصية وسيرة الشهيد الرئيس صالح الصماد باعتبارها شخصية متفردة تميزت بالتوجه الإيماني والالتزام الديني ومن واقع الشعور بالمسؤولية وحمل الأمانة.
وتطرقت إلى أن الشهيد الرئيس الصماد كان يحمل روح المسؤولية ويتحرك في مختلف مراحل مسيرته الجهادية والعملية بكل جدية وتفاني ونزاهة وصدق مع الله وفي خدمة شعبه ووطنه وأمته.
ولفتت الكلمات إلى أن الصماد كان يمضي في واقع مسؤوليته وينطلق انطلاقة صادقة في ظل أوضاع صعبة وظروف معقدة وعدوان أمريكي سعودي كان في الذروة لكنه كان يحمل الأمل الكبير والروح الوقادة والثقة بالله سبحانه وتعالى في سبيل الله وتحقيق مرضاته.
وأشارت إلى ما كان تتمتع به هذه الشخصية الاستثنائية في مختلف مجالات الحياة وواقع المسؤولية باذلاً كل ما في وسعه وطاقته وجهده وجهاده وبما يرضي الله سبحانه وتعالى .
وأشارت إلى أن الثقافة القرآنية والاهتمام بكتاب الله سبحانه وتعالى مثلت الركيزة الأساسية في اهتمامه وتوجهه ولما كان يحمله من روحية جهادية وعملية مفعمة بالإيمان الكبير والتوجه العملي الصادق .
واعتبرت الذكرى محطة للاستلهام والاستذكار للنموذج الأرقى والأسمى والتمسك بالمبادئ والقيم التي ضحى من أجلها الشهيد الصماد وكل الشهداء في سبيل الله والتمسك بها باعتبارها مسؤولية إيمانية لكل أبناء شعبنا وأمتنا.
وأكدت الكلمات أن رجل المسؤولية لم يكن يطمح للمنصب أو السلطة للزهو أو اللعب أو المزاجية وتحقيق الاعتبارات والمصالح الشخصية وإنما كانت لديه مميزات ومؤهلة لحمل هذه المسؤولية وعلى أرقى مستوى من الاخلاص والصدق والنزاهة والتواضع والوفاء.
تخللت الفعاليات، بحضور الكوادر التربوية التعليمية، فقرات متنوعة إنشادية وقصائد معبرة عن المناسبة.