سكان غزة يستقبلون شهر رمضان بطقوس خاصة فى خيامهم
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
وسط لهيب الحرب وسماع دوي إطلاق الرصاص، صامدون عازمون على الاستمرار يقاومون الموت بالحياة، بعد أن تعرض قطاع غزة لحملة همجية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، دمر القطاع ونزح سكانه إلى الجنوب، لكن كل ذلك لم يمنعهم من استقبال شهر رمضان الكريم وسط خيامهم.
غزة شهدت وما زالت تشهد جرائم فاقت كل الحدود وعصية على الفهم، تتناثر الأشلاء في كل حي، والدماء تسيل في الشوارع، ورائحة الموت تفوح من كل زاوية، مشاهد الشهداء والجرحى تقشعر لها الأبدان.
وامتدت وحشية هذه الحرب إلى ما هو أبعد من القتل لتشمل منع دخول جميع أنواع المساعدات الإنسانية، ويشمل الحصار المفروض على غزة قطع المياه والوقود والغذاء والإمدادات الطبية، بهدف تدمير المنطقة الصامدة بأكملها.
لكن أهالي غزة لم يستسلموا حتى بعد سقوط أكثر من ٣٠ ألف شهيد، وقرروا استقبال شهر رمضان بالفوانيس والزينة والأنوار وإشعال النار وسط الظلام ورائحة الموت تفوح من كل مكان، ودماء المصابين والشهداء يكسوها التراب.
في رمضان، النازحون في رفح يفضلون الهدنة للعودة لمنازلهم والاجتماع مع أحبائهم، بإيمانهم وصلاتهم، يشعرون بصعوبة التحضير بسبب النقص في المواد الغذائية وغلاء الأسعار، مما يجعلهم يشعرون باليأس، تفوق الحاجة إلى استقبال الشهر الفضيل على الاستعدادات التقليدية، خاصة مع فقدان أجزاء من عائلاتهم بسبب الحرب.
ولا يوجد استعداد كامل لاستقبال رمضان بسبب نقص الإمكانيات والأسعار المرتفعة، الذي يعبر عن عجزهم عن التحضير بسبب توافر المأكولات المعلبة بأسعار مرتفعة.
ويأمل النازحون في رفح عدم رؤية هلال شهر الصيام قبل الإعلان الرسمي، حول هدنة قادمة بين إسرائيل وحماس، وتقترب مفاوضات الهدنة حيث من المتوقع عقد لقاء في قطر لإتمام الاتفاق النهائي، ومن ثم اجتماع في مصر لوضع التفاصيل النهائية.
الأونروا وضع غزة في رمضان كارثي.
وقال عدنان أو حسنة مستشار الإعلام في الأونروا، إن مأساة سكان غزة تزداد خلال شهر رمضان بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة، وطالب الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار والسماح للوكالات الإغاثية بالوصول إلى شمال قطاع غزة، وشدد الأونروا على ضرورة إدخال المساعدات عبر البر بدلًا من عمليات الإسقاط من الجو، وأشار إلى أنه يوجد ذكر ٧ معابر حدودية ستساعد في التصدي للكارثة الإنسانية في غزة بفتحها.
وأشار إلى أن إسقاط المساعدات من الجو ليس بديلًا عن استخدام الطرق البرية بين إسرائيل وغزة، وهناك سبعة معابر بين البلدين، بما في ذلك كرم أبو سالم ورفح، والوضع يتطلب قرارًا سياسيًا لفتح هذه المعابر وتسهيل دخول الشاحنات، لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. واختتم عدنان أبو حسنة، بأن المأساة مستمرة وستتفاقم في رمضان بسبب عدم تملك الناس القدرة على تطبيق الطقوس الرمضانية، ويجب فتح المعابر البرية ودخول المئات من الشاحنات لتفادي تفاقم الأوضاع والمجاعة، وطالب بوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لدخول المنظمات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة لتفادي الانهيارات الإنسانية الكارثية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إستقبال شهر رمضان الاحتلال الإسرائيلي المساعدات الإنسانية سكان غزة شهر رمضان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب
قررت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عقب ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وتل أبيب، وعرقلة الأخيرة الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان على "إكس": "مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة المختطفين، وفي ضوء رفض حماس قبول مخطط (مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف لمواصلة المحادثات ـ الذي وافقت عليه إسرائيل ـ قرر رئيس الوزراء أنه ابتداء من صباح اليوم (الأحد) سيتوقف دخول كل البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة".
وأضاف المكتب: "لن تسمح إسرائيل بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح مختطفينا، وإذا استمرت حماس في رفضها فسيكون هناك عواقب أخرى"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي تعليقها على البيان الإسرائيلي، قالت حماس إن قرار نتنياهو وقف المساعدات الإنسانية يعد "ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق".
ودعت الوسطاء والمجتمع الدولي إلى "التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة".
وفي السياق، قالت القناة 14 الخاصة: "في نقاش عقد الليلة الماضية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تم اتخاذ قرار بوقف دخول الشاحنات الإنسانية إلى قطاع غزة، حتى إشعار آخر".
وأضافت أن القرار اتُخذ بالتنسيق مع الوسيط الأمريكيين، دون ذكر تفاصيل أكثر.
ولم يصدر على الفور من الوسطاء المصري والقطري والأمريكي تعليقات بشأن تلك الأنباء.
وتعليقا على قرار وقف المساعدات إلى غزة، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، بالقرار، داعيا إلى ما سماه "فتح أبواب الجحيم" على القطاع الفلسطيني.
وقال بن غفير على "إكس": "أرحب بقرار وقف المساعدات الإنسانية إذا تم تنفيذه. لقد تم اتخاذ القرار أخيرا – أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا".
وتابع: "ينبغي أن تظل هذه السياسة سارية حتى عودة آخر مختطف. الآن هو الوقت المناسب لفتح أبواب الجحيم، وقطع الكهرباء والمياه، والعودة إلى الحرب".
ومضى بن غفير الذي استقال من منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي احتجاجا على التوقيع على صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس: " الأهم من ذلك - عدم الاكتفاء بنصف المختطفين، بل العودة إلى مهلة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب - (بإطلاق سراح) جميع المختطفين على الفور وإلا فإن الجحيم سيُفتح على غزة".
وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
وعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
فيما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.
وليلة الأحد، قال مكتب نتنياهو إن "إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لخطة اقترحها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/ نيسان)"، فيما لم يصدر بعد عن ويتكوف أي إعلان رسمي عن هكذا خطة.
وبحسب البيان الإسرائيلي، سيتم بموجب الخطة، إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، الأحياء والأموات، في اليوم الأول من الهدنة المقترحة.
وأضاف البيان: "وفي حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار يجري الإفراج عن النصف الثاني من المحتجزين في غزة".
وتقدر تل أبيب وجود 62 أسيرا إسرائيليا بغزة (أحياء وأموات)، بحسب إعلام عبري، فيما لم تعلن الفصائل الفلسطينية عدد ما لديها من أسرى.
وادعى المكتب أن "إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي بهدف استعادة رهائنها، لكن حماس لم تقبل به حتى الآن"، وفق تعبيره.
وأضاف أنه في حال عدّلت الحركة موقفها، ووافقت على خطة ويتكوف، فإن إسرائيل ستدخل فورًا في مفاوضات بشأن تفاصيل الخطة.
وصباح الأحد، قالت حماس إن بيان مكتب نتنياهو بشأن اعتماده لمقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق يعد "محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه".
وأوضحت أن "مزاعم الاحتلال الإرهابي بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار هي ادعاءات مضللة لا أساس لها، ومحاولة فاشلة للتغطية على انتهاكاته اليومية والمنهجية للاتفاق".
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.