ديدان تشيرنوبل تظهر قدرة على تحمل الإشعاعات النووية المزمنة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
الولايات المتحدة – وجدت دراسة جديدة أجرتها جامعة نيويورك أن الديدان المجهرية التي جمعوها في منطقة تشيرنوبل المحظورة لم تتعرض لأي ضرر في جينوماتها على الرغم من تعرضها للإشعاع الصادر من الموقع.
وتسبب انفجار المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في 26 أبريل 1986، في الاتحاد السوفييتي آنذاك، في واحد من أكثر الحوادث النووية الكارثية في التاريخ، حيث أدى إلى إطلاق إشعاعات مسرطنة وبقايا مشعة في البيئة.
ومنذ ذلك الحين، ظلت منطقة الحظر حول محطة تشيرنوبل للطاقة النووية ومدينة بريبيات القريبة غير مأهولة بسبب الآثار المتبقية للإشعاع.
ومع ذلك، استمرت الحيوانات والنباتات في المنطقة في التعرض للإشعاع في هذه البيئة الأكثر إشعاعا على الأرض.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن بعض العينات الحيوانية من تشيرنوبل تختلف جسديا وجينيا عن نظيراتها من أجزاء أخرى من الكوكب، ولهذا السبب شكك المجتمع العلمي في تأثير الإشعاع المزمن على الحمض النووي الخاص بها.
وفي الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة PNAS، أبلغ العلماء عن عدم وجود طفرات جينية في الديدان الخيطية (الديدان الصغيرة ذات الجينومات البسيطة والتكاثر السريع) التي جاءت من مناطق النشاط الإشعاعي المرتفع والمنخفض في المنطقة المحظورة.
وقالوا إنه على الرغم من تعرضها للإشعاع المزمن، إلا أن الحمض النووي للديدان ظل سليما.
وركزت الدراسة على 15 دودة من النوع Oscheius Tipulae، المعروفة بأهميتها في الأبحاث الجينية والتطورية.
ومن خلال تسلسل جينومات ديدان تشيرنوبل هذه ومقارنتها بتلك الخاصة بـ Oscheius Tipulae من مناطق أخرى في العالم، توقع العلماء الكشف عن التغيرات الجينية الناجمة عن الإشعاع. ومع ذلك، فإن النتائج التي توصلوا إليها لم تدعم هذه الفرضية.
ونظرا لغياب البصمة الجينية للإشعاع، ابتكر الفريق تجربة لتقييم معدلات نمو الديدان وحساسيتها لأنواع مختلفة من تلف الحمض النووي.
وعلى الرغم من ملاحظة الاختلافات في تحمل أضرار الحمض النووي بين سلالات الدودة، فإن هذه الاختلافات لم تتماشى مع مستويات الإشعاع في مواقع تجميعها، ما يشير إلى أن ديدان تشيرنوبل الخيطية لم تطور مقاومة محددة للإشعاع.
وتقول صوفيا تينتوري، زميلة ما بعد الدكتوراه في قسم علم الأحياء بجامعة نيويورك: “هذا لا يعني أن تشيرنوبل آمنة، بل يعني على الأرجح أن الديدان الخيطية هي حيوانات مرنة حقا ويمكنها تحمل الظروف القاسية”.
مضيفة: “لا نعرف أيضا المدة التي قضتها كل الديدان التي جمعناها في المنطقة، لذلك لا يمكننا التأكد بالضبط من مستوى التعرض الذي تلقته كل دودة وأسلافها على مدى العقود الأربعة الماضية”.
وأوضحت: “الآن بعد أن عرفنا أي سلالات من Oscheius Tipulae أكثر حساسية أو أكثر تحملا لتلف الحمض النووي، يمكننا استخدام هذه السلالات لدراسة سبب كون الأفراد المختلفين أكثر عرضة من غيرهم للمعاناة من آثار المواد المسرطنة”.
وتسلط الدراسة الضوء على أن النتائج مهمة لفهم كيفية اختلاف إصلاح الحمض النووي من فرد لآخر. ومن المثير للاهتمام أنه يمكن أن توفر أيضا بعض الأدلة حول السرطان البشري.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الحمض النووی
إقرأ أيضاً:
مندوب الكويت بالأمم المتحدة: الطموح بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية يتطلب إرادة سياسية وتعاونا دوليا
قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي إن الطموح بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط هو مسعى يتطلب “إرادة سياسية جادة وتعاونا إقليميا ودوليا”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير البناي مساء أمس الثلاثاء أمام المؤتمر الخامس لإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط المنعقد بمقر الأمم المتحدة خلال الفترة من 18 إلى 22 نوفمبر الحالي.
وأضاف البناي أن ذلك التطلع ليس مسؤولية أخلاقية فحسب بل أيضا “التزام قانوني يقع على عاتق الدول الأطراف في معاهدة حظر الانتشار النووي وهو تجسيد لما أقره مؤتمر مراجعة المعاهدة لعام 1995”.
ولفت في هذا الصدد إلى عمل دولة الكويت الجاد لتعزيز هذه الرؤية لا سيما خلال رئاستها الدورة الثانية من المؤتمر التي أسفرت عن تحقيق إنجازات مهمة منها اعتماد قواعد الإجراءات وتشكيل لجنة عمل غير رسمية لتفعيل التواصل بين الدورات “إذ كان لهذا التقدم أثره الإيجابي بفضل تعاون الدول الأعضاء”.
وأعرب عن أمله بأن يستمر هذا النهج البناء في الدورة الحالية لتحقيق مزيد من التقدم مشيرا إلى ما يمثله قرار إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط من “ركن أساسي في اتفاق التمديد اللانهائي لمعاهدة عدم الانتشار”.
وسلط السفير البناي الضوء على المقترح الذي قدمته دولة الكويت في الدورة الرابعة للمؤتمر والقاضي بإنشاء مجموعة صغيرة تتألف من رؤساء المؤتمر السابقين وتتولى أي مهام خاصة وضرورية من قبل المشاركين في المؤتمر على أن تتم تسميتها ب”لجنة الحكماء”.
ودعا إلى ضرورة تفعيل هذا المقترح والعمل على إنشاء هذه اللجنة لما تحمله من أهمية في تعزيز دور المؤتمر وتحقيق أهدافه الرامية إلى إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.
وحذر مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة من أن العالم يشهد اليوم “سباق تسلح متصاعد وتحديات متفاقمة وعدم تقدم في مسار نزع السلاح الذي له تداعيات ستطال الجميع” مشددا على ضرورة التحلي بالشفافية باعتبارها الخطوة الأولى نحو بناء الثقة المتبادلة وتحقيق الأهداف المشتركة.
ونبه البناي إلى أن استمرار وجود أنشطة نووية سرية أو منشآت خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنطقة “يشكل تهديدا مباشرا لأمن المنطقة والعالم ويقوض الجهود الدولية لتعزيز الثقة”.
وأعرب عن قلق الكويت العميق إزاء التراجع عن الالتزام بالاتفاقيات الدولية وعلى رأسها معاهدتا عدم انتشار الأسلحة النووية وحظر التجارب النووية مؤكدا أن الحل الأمثل لضمان عدم استخدام الأسلحة النووية هو القضاء عليها تماما.
كما أعرب عن أسفه لإخفاق مؤتمري مراجعة معاهدة عدم الانتشار لعامي 2015 و2020 في التوصل إلى وثيقة ختامية في حين حث الدول كافة على تجاوز الخلافات والعمل بجدية وإيجابية من أجل الوصول إلى وثيقة شاملة ومتوازنة في مؤتمر المراجعة القادم.
وأكد السفير الكويتي أن الأمن والسلم الدوليين هما أساس كل تنمية وازدهار ولا يمكن تحقيقهما في ظل انتهاك الاتفاقيات الدولية وتطوير الأسلحة النووية موضحا “نحن ندعم حق الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية بعيدا عن تهديد أمن واستقرار العالم”.
وفي السياق تحدث السفير البناي عن امتناع الاحتلال الإسرائيلي عن المشاركة في أي من دورات أعمال المؤتمر السابقة علاوة على أنه الكيان الوحيد في المنطقة الذي لم ينضم إلى معاهدة عدم الانتشار النووي.
وشدد على عدم قبول مشاركة “هذا الكيان الغاصب ولا بحكومته هذه التي تفتقر إلى أبسط معايير الإنسانية فرغم تطلعنا الحقيقي إلى إشراك جميع دول المنطقة إلا أننا لن نتعامل مع حكومة تمعن في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وجدد مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة مطالبته المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن أن يضطلع بمسؤولياته ويستخدم الأدوات المتاحة له من أجل إيقاف الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني الشقيق وإدخال المساعدات اللازمة إلى الأرض الفلسطينية المحتلة والعمل فورا على محاسبة مقترفي جرائم الحرب.
المصدر كونا الوسومالأسلحة النووية الأمم المتحدة