عندما نتحدث عن علماء الدين، فإننا نعني أولئك الذين كانت العِزَّة من شِيَمِهم وأخلاقهم، والتواضع تاجًا يُزَيِّن رؤوسهم، فيعتزون بالمُصْلِحين، ويُقِرُّون بفضلهم، ويُقَدِّرون مواقفهم، ثم يتخيرون من آرائهم، ولا ينحازون لفكرهم.
هؤلاء «العلماء الحقيقيون» يُنْصِفون غيرهم من أنفسهم، ويقفون عند حدود علمهم لا يتجاوزنه، ثم لا يتدخلون فيما ليس من اختصاصهم.
لكننا منذ عقود ـ بكل أسف ـ ابتُلينا بمَن يُسَمَّوْن «الدعاة الجدد»، الذين «طفحوا» على مشهد حياتنا كالطفيليات، ليتصدروا المشهد الديني حتى وقتٍ قريب جدًا.. رغم أن غالبيتهم لا يستحقون أن يتشبَّهوا بالعلماء!
ربما أحد الأشبال الصاعدين ـ «ابن أبيه» ـ الذي لا يستهويني كغيره، هو ما حَفَّزني على إعادة الكتابة عن تلك الظاهرة، التي أَفَلَتْ، بعد كسادٍ واضحٍ لـ«سوق الدعوة»، التي حوَّلت الدين إلى «بزنس» مربح!
هذا «الشبل» الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، بدأ يشق طريقه نحو قمة الصعود، في مجال الدعوة، على طريقة «بطل معارك التريندات العظيم»، لكن الفارق بينهما، أنه يقتدي بأبيه، الذي يمهد له الطريق منذ فترة.. حتى قبل أن ينهي دراسته الجامعية في عاصمة الضباب!
تلك القضية تتطابق كثيرًا مع قضية توريث المناصب، التي جعلت الكثيرين من المتميزين، «يَفِرُّون» خارج الوطن، و«يكفرون» بكل شيء، وإصابتهم بكل أنواع اليأس والإحباط، خصوصًا بعد أن وصل الأمر إلى المجال الديني والدَّعَوِي!
أحمدُ الله أنني لستُ واحدًا من متابعي هؤلاء «الدعاة الجدد» أو أبنائهم، أو أن أكون أحد أتباعهم ومناصريهم، أو حتى ضمن فريق «الألتراس الدعوي» الخاص بهم، كما أزعم أنني لستُ من المتأثرين بخطاباتهم الدعوية، التي أراها نمطًا مكررًا لمشاهد سينمائية توضع حشْوًا في الأفلام الهابطة، لضمان شباك التذاكر «كامل العدد»!
للأسف، يعاني مجتمعنا منذ عقود استفحال ظاهرة متجذرة لدى الناس، وهي أنه من فرط حبهم لأحد المشاهير في أي مجال، قد يفقدون صوابهم، ويحولونه إلى رمز أو صنم، لا ينقصه سوى الطواف حوله!
أخيرًا.. نتساءل: هل كان لذلك «الداعية» أو «ابنه».. أو غيرهما، آراء معتبرة أو إسهامات حقيقية بالقضايا الكبرى، مثل ما يحدث من مذابح وحشية وتجويع وحصار لأشقائنا الفلسطينيين، ولماذا نجد دائمًا هؤلاء «الدعاة» يركبون «التريند» غير المرتبط بمعاناة الناس الحياتية، بعيدًا عن أي خطورة أو أثمان قد يدفعونها؟!
أخيرًا.. مع بداية شهر رمضان المعظَّم، نسألك اللهم النُّصْرَة لأهلنا المستَضْعَفين في فلسطين المحتلة.. كُن لهم مُعِينًا، وأنزل السكينة في قلوبهم، وارزقهم الثبات.
فصل الخطاب:
يقول الإمام عليّ: «الناس ثلاثة: عالِم ربَّاني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهَمَج رعاع يتبعون كل ناعقٍ.. لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التريند تجويع وحصار غزة محمود زاهر رمضان مبارك دعاء لأهل غزة تجار الدين
إقرأ أيضاً:
من الأسرى الذين سيتحررون في دفعة السبت؟
تستعد إسرائيل للإفراج عن 628 أسيرًا فلسطينيًا مقابل 6 أسرى إسرائيليين أحياء وجثامين 4 أسرى، يوم السبت المقبل، ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في فطاع غزة .
ويتضمن الملحق السري غير المعلن من الاتفاق إطلاق سراح 50 امرأة وقاصرًا (دون 19 عامًا) من قطاع غزة، اعتقلتهم قوات الاحتلال خلال عمليتها البرية، ممن تصفهم إسرائيل بأنهم "غير متورطين بشكل مباشر في القتال أو في أحداث 7 أكتوبر".
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، سيتم الإفراج عن 23 إلى 25 امرأة وقاصرًا فقط في هذه الدفعة المقررة السبت، نظرًا لأن الاحتلال سيستعيد نصف الجثامين المقررة ضمن هذه المرحلة، على أن يستلم النصف الآخر في الأسبوع المقبل.
وبشكل عام، تتضمن دفعة السبت تحرير 628 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم:
50 محكومًا بالسجن المؤبد والسجن مدى الحياة.
47 أسيرًا ممن أُعيد اعتقالهم بعد تحررهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار" (شاليط).
445 أسيرًا من غزة، جميعهم رجال، اعتقلوا خلال العملية البرية الأخيرة.
وعن استعداد إسرائيل لتسلم جثامين 4 أسرى قتلوا خلال احتجازهم في قطاع غزة، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، في تصريح مصور، إن يوم غد سيكون "يومًا صعبًا ومؤلمًا" لإسرائيل، وشدد على أن إسرائيل عازمة على منع تكرار مثل هذه الأحداث.
وجاء في بيان صدر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل تسلمت قائمة أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم والمقرر تسليم جثامينهم غدًا ضمن اتفاق التبادل. وأفاد البيان بأنه تم إبلاغ عائلات الأسرى بالتفاصيل عبر ممثلي الجيش الإسرائيلي.
والثلاثاء، أعلن رئيس حركة حماس ورئيس وفدها المفاوض، خليل الحية، أن الحركة ستفرج، السبت المقبل، عن بقية الأسرى الإسرائيليين الأحياء المتفق على إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وعددهم 6. وأضافت أنها قررت كذلك تسليم إسرائيل 4 من جثث أسراها الخميس المقبل.
ولفت كذلك إلى أنه سيتم استكمال تسليم باقي الجثث المتفق عليها ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق في الأسبوع السادس (الأسبوع المقبل). ووفق البيانات المعلنة من الفصائل في غزة، سيبلغ عدد هذه الجثامين 4، لتكون حماس بعد تسليمهم نفذت كامل بنود المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بتسليم إسرائيل 33 أسيرا منهم 25 أسيرا حيا و8 جثامين.
في المقابل أفرجت إسرائيل حتى الآن عن 1135 فلسطينيا، بينهم عشرات من أسرى المؤبدات، فيما يتوقع أن تفرج هذا الأسبوع والأسبوع المقبل عن 602 أسير فلسطيني ليبلغ إجمالي الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق 1737 أسيرا.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين كتائب القسام: الاحتلال قتل عمدا الأسرى الـ4 المقرر تسليم جثثهم غدا غزة - شهيد في قصف إسرائيلي شرق رفح 3 شهداء في مخيم الفارعة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الخميس آخر تطوّرات طقس فلسطين اليوم - أجواء باردة بالفيديو: طائرات الاحتلال تقصف مركبة في الحي الشرقي بمدينة جنين الصليب الأحمر يوجه دعوة لإسرائيل وحماس بشأن اتفاق غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025