بوابة الوفد:
2024-12-16@03:30:26 GMT

على خُطى الأب

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

عندما نتحدث عن علماء الدين، فإننا نعني أولئك الذين كانت العِزَّة من شِيَمِهم وأخلاقهم، والتواضع تاجًا يُزَيِّن رؤوسهم، فيعتزون بالمُصْلِحين، ويُقِرُّون بفضلهم، ويُقَدِّرون مواقفهم، ثم يتخيرون من آرائهم، ولا ينحازون لفكرهم.
هؤلاء «العلماء الحقيقيون» يُنْصِفون غيرهم من أنفسهم، ويقفون عند حدود علمهم لا يتجاوزنه، ثم لا يتدخلون فيما ليس من اختصاصهم.

. إنهم المتواضعون الذين يُدركون أن بضاعتهم في العلم قليلة مهما زادت، وبسيطة مهما عظمت.
لكننا منذ عقود ـ بكل أسف ـ ابتُلينا بمَن يُسَمَّوْن «الدعاة الجدد»، الذين «طفحوا» على مشهد حياتنا كالطفيليات، ليتصدروا المشهد الديني حتى وقتٍ قريب جدًا.. رغم أن غالبيتهم لا يستحقون أن يتشبَّهوا بالعلماء!
ربما أحد الأشبال الصاعدين ـ «ابن أبيه» ـ الذي لا يستهويني كغيره، هو ما حَفَّزني على إعادة الكتابة عن تلك الظاهرة، التي أَفَلَتْ، بعد كسادٍ واضحٍ لـ«سوق الدعوة»، التي حوَّلت الدين إلى «بزنس» مربح!
هذا «الشبل» الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، بدأ يشق طريقه نحو قمة الصعود، في مجال الدعوة، على طريقة «بطل معارك التريندات العظيم»، لكن الفارق بينهما، أنه يقتدي بأبيه، الذي يمهد له الطريق منذ فترة.. حتى قبل أن ينهي دراسته الجامعية في عاصمة الضباب!
تلك القضية تتطابق كثيرًا مع قضية توريث المناصب، التي جعلت الكثيرين من المتميزين، «يَفِرُّون» خارج الوطن، و«يكفرون» بكل شيء، وإصابتهم بكل أنواع اليأس والإحباط، خصوصًا بعد أن وصل الأمر إلى المجال الديني والدَّعَوِي!
أحمدُ الله أنني لستُ واحدًا من متابعي هؤلاء «الدعاة الجدد» أو أبنائهم، أو أن أكون أحد أتباعهم ومناصريهم، أو حتى ضمن فريق «الألتراس الدعوي» الخاص بهم، كما أزعم أنني لستُ من المتأثرين بخطاباتهم الدعوية، التي أراها نمطًا مكررًا لمشاهد سينمائية توضع حشْوًا في الأفلام الهابطة، لضمان شباك التذاكر «كامل العدد»!
للأسف، يعاني مجتمعنا منذ عقود استفحال ظاهرة متجذرة لدى الناس، وهي أنه من فرط حبهم لأحد المشاهير في أي مجال، قد يفقدون صوابهم، ويحولونه إلى رمز أو صنم، لا ينقصه سوى الطواف حوله!
أخيرًا.. نتساءل: هل كان لذلك «الداعية» أو «ابنه».. أو غيرهما، آراء معتبرة أو إسهامات حقيقية بالقضايا الكبرى، مثل ما يحدث من مذابح وحشية وتجويع وحصار لأشقائنا الفلسطينيين، ولماذا نجد دائمًا هؤلاء «الدعاة» يركبون «التريند» غير المرتبط بمعاناة الناس الحياتية، بعيدًا عن أي خطورة أو أثمان قد يدفعونها؟!
أخيرًا.. مع بداية شهر رمضان المعظَّم، نسألك اللهم النُّصْرَة لأهلنا المستَضْعَفين في فلسطين المحتلة.. كُن لهم مُعِينًا، وأنزل السكينة في قلوبهم، وارزقهم الثبات. 
فصل الخطاب: 
يقول الإمام عليّ: «الناس ثلاثة: عالِم ربَّاني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهَمَج رعاع يتبعون كل ناعقٍ.. لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق».

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التريند تجويع وحصار غزة محمود زاهر رمضان مبارك دعاء لأهل غزة تجار الدين

إقرأ أيضاً:

ضبط مزارع أنهي حياة نجله بالغربية

قررت النيابة العامة بمركز بسيون بمحافظة الغربية اليوم حبس مزارع أنهي حياه نجله بالاشتراك مع شقيقه باستخدام شوك وعصا عقب تكبيل بالحبال بقرية الجناج لشكه في سلوكه 4 أيام علي ذمة التحقيقات لحين سماع أقوال شهود عيان واتخاذ كافة الإجراءات القانونية.


وتعود أحداث الواقعة حينما تلقى اللواء أيمن عبد الحميد مدير أمن الغربية إخطارا من مأمور مركز بسيون يفيد بورود بلاغات من الأهالي حول مقتل شاب في العقد الثالث من عمره على يد والده وعمه بعد وصلة تعذيب استمرت عدة ساعات.

كما باشرت القيادات الأمنية وقوات من الشرطة السرية والنظامية إلي مكان الحادث .

وكشفت التحريات الأمنية  من خلال المعاينة المبدئية أن الجثة مصابة بكدمات وسحجات ونزيف داخلي إثر قيام الأب بمساعدة العم بالتعدي عليه بالضرب المبرح باستخدام عصا خشبية، وتكبيله الحبال لعدم استطاعته الإفلات، فيما لم يتحمل الشاب الضرب وسقط جثة هامدة، وبالتحقيق تبين أن المجني عليه اعتاد سرقة مبالغ مالية وحاول الأب نصيحته ولم يستجب.

كما تم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى العام لتوقيع الكشف الطب الشرعي عليها وإعداد تقرير بحالتها.

وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري ظروف وملابسات الواقعة والتي أمرت باستخراج تصريح الدفن وتشييع جنازة الشاب في مسقط رأسه بقرية جناج ودفنه في مقابر الأسرة.

مقالات مشابهة

  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • الأنبا مرقس يترأس قداس الوعد للشبيبة المريمية بالمنشأة الكبرى
  • لماذا الأم أحق الناس بحُسن الصحبة والمُعاملة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • وزير الداخلية التركي يكشف عن عدد السوريين الذين عادوا الى بلادهم بعد سقوط النظام
  • ضبط مزارع أنهي حياة نجله بالغربية
  • برلماني: الشباب دون 26 عامًا الذين يدرسون ولا يعملون بحاجة للدعم
  • الصحة: الدولة حريصة على تقديم أوجه الدعم لجميع الأشقاء العرب الذين تستضيفهم مصر
  • أما أنا فصلاة.. الأنبا بشارة يترأس يوم الدعوات لشباب الإيبارشيّة
  • المغرب: السجن 77 سنة لأم وأبنائها الـ5 لقتلهم الأب بطريقة وحشية
  • “لا أعرف عدد الأشخاص الذين قتلتهم”: أمجد يوسف يروي مجزرة التضامن نيابة عن النظام السوري .. فيديو