الوطن:
2025-03-11@01:09:53 GMT

بريطانيا وأمريكا

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

بريطانيا وأمريكا

لا يتجاوز عمر النشاط الاستعمارى العالمى للولايات المتحدة قرناً من الزمان. بدأ حثيثاً، وبعد حربين عالميتين تقاسمت قمة العالم كقوة عظمى مع الاتحاد السوفيتى، لكنها كانت قوة استعمارية توسعية. وعلى عكس الاتحاد السوفيتى المناصر لتحرر الشعوب، كانت أمريكا فى غالبية الأحوال وراء المؤامرات التى حيكت لدول العالم الثالث ومارست القمع ودمرت بلاداً عديدة، بدءاً من فيتنام وكوريا وحتى العراق والصومال وغيرها، كما قامت بالانقلابات وتأجيج الصراعات فى دول كثيرة، وغالبيتها فى أمريكا اللاتينية، التى كان معظمها يتجه يساراً، وما كوبا إلا مثال مجسد لما كانت تفعله أمريكا.

أمامنا الآن مثال حى فى غزة، تدَّعى أمريكا أنها -بنفسها- ستبنى ميناء خصيصاً لنقل المؤن لغزة والتخفيف عن أهلها الذين دمرتهم وشردتهم إسرائيل، وفى الوقت نفسه ترفض أمريكا -الرحيمة- إصدار قرار من مجلس الأمن بوقف الهمجية الإسرائيلية ولا تتوقف عن تمويلها بأحدث أنواع السلاح.

التاريخ يسجل لأمريكا كل الشرور التى ارتكبتها فى حق العالم، فهى الدولة التى تسيِّر حاملات الطائرات والبوارج لمسافات تصل إلى عشرات الآلاف من الأميال لكى تضرب دولة لا تمثل لها أى تهديد ولم ترتكب ضدها أى مخالفة. ورثت أمريكا هذه الوحشية من أمها بريطانيا التى روّعت العالم لعدة قرون. ورثت عنها اللغة وهى أهم أدوات الاستعمار للسيطرة، وورثت عنها ثقافتها، والأهم أنها ورثت عنها وحشيتها ونهمها لابتلاع العالم.

لا ننسى أن الإمبراطورية البريطانية كانت تحتل أراضى فى كل أنحاء العالم لا تغيب عنها الشمس. وقد تركت بريطانيا فتيلاً فى كل دولة احتلتها يمكن من خلاله إشعال تلك البلاد بأبسط الطرق وأرخصها. وهى ما زالت تحتل أجزاء حيوية للغاية فى العالم مثل مضيق جبل طارق وجزر فولكلاند قرب سواحل أمريكا اللاتينية وكانت جزراً أرجنتينية، كما أن لها قواعد فى قبرص، وما زالت تسيطر على عشرات الدول فى رابطة الكومنولث بل ويحكم ملك أو ملكة إنجلترا 14 دولة حكماً مباشراً، ومنها دول كبيرة مثل كندا وأستراليا ونيوزيلاند. بل كانت بريطانيا تحتل أمريكا نفسها إلى أن قامت الثورة الأمريكية عام 1776. لقد تحررت أمريكا من بريطانيا، لكنها تدخلت لحمايتها فى الحربين العالميتين باعتبارها تحمى أصولها العرقية والثقافية القادمة من أوروبا وتمهد لوراثتها فى حكم العالم.

كلما نظرت إلى خريطة العالم وجدت شبح بريطانيا صانعة المشاكل، وأهمها مشكلتنا كعرب مع الكيان الصهيونى الذى يحتل فلسطين وينكل بأشقائنا. كانت بريطانيا الاستعمار الذى قهر شعوباً بطول وعرض الكرة الأرضية وجاءت ابنتها أمريكا الفتية العتية، والاثنتان كانتا وراء وجود الكيان الصهيونى وحمايته من كل ما يمسه.

لقد أحيت المقاومة الفلسطينية فى غزة قضية الوطن الفلسطينى ووجدنا شعوباً عديدة تناصر المقاومة التى تدافع عن حقها فى الوطن والحرية ضد محتل غاشم. وبالأمس قامت مواطنة بريطانية بتشويه صورة مرسومة لبلفور وزير خارجية بريطانيا الذى أعطى الصهيونية حق إقامة وطن لهم فى فلسطين عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطانى عام 1917. إن ما فعلته هذه السيدة وما يفعله آخرون فى أنحاء أوروبا وأمريكا نفسها التى أشعل أحد ضباطها النار فى نفسه وهو يصيح «فلسطين حرة» أمر يدعم قضيتنا ويفت فى عضد الاستعمار والصهيونية.

لقد ارتبطت الأم -بريطانيا- والابنة -أمريكا- برباط غير مقدس من الاستعمار والاحتلال واستنزاف اقتصاد وقوة الشعوب، ويلاحظ العالم أنه مهما اتفقت دول أخرى أو اختلفت مع أمريكا فإن بريطانيا تبقى ولا تنفصل عن أمريكا فى سياساتها، خاصة بعدما صارت بريطانيا عجوزاً ولم تعد دولة عظمى كما كانت.

إن الدولتين لهما تاريخ طويل ملوث بدماء الشعوب، وهو ما ساعد دولاً كبرى أخرى مثل روسيا والصين على تنمية قدراتهما وكسب الأنصار فى جميع أنحاء العالم بما يجعلهما مؤهلتين للمشاركة فى حكم العالم وتعدد الأقطاب فى النظام العالمى الجديد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بريطانيا أمريكا غزة

إقرأ أيضاً:

مركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ 1.072 مشروعًا لتمكين المرأة في 79 دولة حول العالم

أولت المملكة العربية السعودية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اهتمامًا بالغًا بالمرأة في الدول الأكثر احتياجًا حول العالم، وعملت المملكة عبر ذراعها الإنساني على تنفيذ 1.072 مشروعًا مخصصًا للمرأة في 79 دولة بقيمة تجاوزت 723 مليونًا و989 ألف دولار أمريكي في الدول الأكثر احتياجًا تستهدف تقديم العون للنساء وتمكينهن اقتصاديًا لكونهن النواة الأساسية في تكوين المجتمعات وإعداد أجيال المستقبل وبناء الغد.

9

وتضمنت مشاريع المركز في هذا الجانب تقديم العون للنساء اليمنيات وتمكينهن اقتصاديًا، وبناء قدراتهن عبر توفير برامج تدريبية في المجال المهني والتجاري، وتزويدهن بالأدوات اللازمة التي تساعدهن على إيجاد فرص مدرة للدخل بما يسهم في تحسين سبل العيش للمستفيدات وأسرهن.
وحرص المركز على تقديم خدمات الحماية للنساء والفتيات المتضررات من العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال تعزيز قدرات المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في إدارة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، وزيادة الفهم والوعي بحقوق النساء والفتيات من خلال حملات الإعلام والتوعية والتثقيف، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمشورة القانونية لهن، وإيجاد أماكن إيوائية لبعض الناجيات من العنف الاجتماعي.

اقرأ أيضاًتقاريرمسحراتي الأحساء .. مهنة تتوارثها الأجيال

9

وللإسهام في تخفيف معاناة المريضات من ذوات الدخل المحدود نفذ المركز مشاريع طبية تطوعية لإجراء عمليات جراحية في تخصص النساء والولادة في عدة دول مثل اليمن، والسلفادور، وموريتانيا، وغامبيا، والكاميرون، وتنفيذ مشاريع أخرى لمعالجة سوء التغذية الحاد للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات يشمل تقديم العلاج والرعاية الصحية لهم في بعض الدول المحتاجة.

9

يُذكر أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نفذ منذ تأسيسه 3.361 مشروعًا في مختلف القطاعات الحيوية شملت 106 دول حول العالم بقيمة تجاوزت 7 مليارات دولار أمريكي، استفاد منها الملايين من الفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا في الدول المستهدفة دون تمييز، وفي هذا اليوم يحتفي مركز الملك سلمان للإغاثة باليوم العالمي للمرأة الموافق 8 مارس من كل عام تقديرًا لإسهامات المرأة في بناء المجتمع ودورها كشريك رئيسي في مسيرة التنمية المستدامة.

9

مقالات مشابهة

  • من بريتون وودز إلى البيت الأبيض 2025.. أمريكا تؤسس للنظام المالي الرقمي
  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • أقوى الدول العربية والعالمية من حيث «القوة الشرائية»!
  • هل يدفع العالم ثمنَ غطرسة أمريكا والكيان الإسرائيلي؟ بابُ المندب خطُّ نار عالمي
  • أمير غالب.. أول يمني في تاريخ أمريكا عينه ترامب سفيرا للولايات المتحدة لدى دولة الكويت
  • المطران عطالله حنا: الدفاع عن فلسطين وشعبها المظلوم واجب إنساني
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ 1.072 مشروعًا لتمكين المرأة في 79 دولة حول العالم
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • إعلان قائمة النشامى لمواجهتي فلسطين وكوريا الجنوبية
  • وزير الخارجية الإيراني: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل وعلى العالم الإسلامي التحرك لمنع تدمير فلسطين