الوطن:
2024-07-04@01:57:29 GMT

بريطانيا وأمريكا

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

بريطانيا وأمريكا

لا يتجاوز عمر النشاط الاستعمارى العالمى للولايات المتحدة قرناً من الزمان. بدأ حثيثاً، وبعد حربين عالميتين تقاسمت قمة العالم كقوة عظمى مع الاتحاد السوفيتى، لكنها كانت قوة استعمارية توسعية. وعلى عكس الاتحاد السوفيتى المناصر لتحرر الشعوب، كانت أمريكا فى غالبية الأحوال وراء المؤامرات التى حيكت لدول العالم الثالث ومارست القمع ودمرت بلاداً عديدة، بدءاً من فيتنام وكوريا وحتى العراق والصومال وغيرها، كما قامت بالانقلابات وتأجيج الصراعات فى دول كثيرة، وغالبيتها فى أمريكا اللاتينية، التى كان معظمها يتجه يساراً، وما كوبا إلا مثال مجسد لما كانت تفعله أمريكا.

أمامنا الآن مثال حى فى غزة، تدَّعى أمريكا أنها -بنفسها- ستبنى ميناء خصيصاً لنقل المؤن لغزة والتخفيف عن أهلها الذين دمرتهم وشردتهم إسرائيل، وفى الوقت نفسه ترفض أمريكا -الرحيمة- إصدار قرار من مجلس الأمن بوقف الهمجية الإسرائيلية ولا تتوقف عن تمويلها بأحدث أنواع السلاح.

التاريخ يسجل لأمريكا كل الشرور التى ارتكبتها فى حق العالم، فهى الدولة التى تسيِّر حاملات الطائرات والبوارج لمسافات تصل إلى عشرات الآلاف من الأميال لكى تضرب دولة لا تمثل لها أى تهديد ولم ترتكب ضدها أى مخالفة. ورثت أمريكا هذه الوحشية من أمها بريطانيا التى روّعت العالم لعدة قرون. ورثت عنها اللغة وهى أهم أدوات الاستعمار للسيطرة، وورثت عنها ثقافتها، والأهم أنها ورثت عنها وحشيتها ونهمها لابتلاع العالم.

لا ننسى أن الإمبراطورية البريطانية كانت تحتل أراضى فى كل أنحاء العالم لا تغيب عنها الشمس. وقد تركت بريطانيا فتيلاً فى كل دولة احتلتها يمكن من خلاله إشعال تلك البلاد بأبسط الطرق وأرخصها. وهى ما زالت تحتل أجزاء حيوية للغاية فى العالم مثل مضيق جبل طارق وجزر فولكلاند قرب سواحل أمريكا اللاتينية وكانت جزراً أرجنتينية، كما أن لها قواعد فى قبرص، وما زالت تسيطر على عشرات الدول فى رابطة الكومنولث بل ويحكم ملك أو ملكة إنجلترا 14 دولة حكماً مباشراً، ومنها دول كبيرة مثل كندا وأستراليا ونيوزيلاند. بل كانت بريطانيا تحتل أمريكا نفسها إلى أن قامت الثورة الأمريكية عام 1776. لقد تحررت أمريكا من بريطانيا، لكنها تدخلت لحمايتها فى الحربين العالميتين باعتبارها تحمى أصولها العرقية والثقافية القادمة من أوروبا وتمهد لوراثتها فى حكم العالم.

كلما نظرت إلى خريطة العالم وجدت شبح بريطانيا صانعة المشاكل، وأهمها مشكلتنا كعرب مع الكيان الصهيونى الذى يحتل فلسطين وينكل بأشقائنا. كانت بريطانيا الاستعمار الذى قهر شعوباً بطول وعرض الكرة الأرضية وجاءت ابنتها أمريكا الفتية العتية، والاثنتان كانتا وراء وجود الكيان الصهيونى وحمايته من كل ما يمسه.

لقد أحيت المقاومة الفلسطينية فى غزة قضية الوطن الفلسطينى ووجدنا شعوباً عديدة تناصر المقاومة التى تدافع عن حقها فى الوطن والحرية ضد محتل غاشم. وبالأمس قامت مواطنة بريطانية بتشويه صورة مرسومة لبلفور وزير خارجية بريطانيا الذى أعطى الصهيونية حق إقامة وطن لهم فى فلسطين عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطانى عام 1917. إن ما فعلته هذه السيدة وما يفعله آخرون فى أنحاء أوروبا وأمريكا نفسها التى أشعل أحد ضباطها النار فى نفسه وهو يصيح «فلسطين حرة» أمر يدعم قضيتنا ويفت فى عضد الاستعمار والصهيونية.

لقد ارتبطت الأم -بريطانيا- والابنة -أمريكا- برباط غير مقدس من الاستعمار والاحتلال واستنزاف اقتصاد وقوة الشعوب، ويلاحظ العالم أنه مهما اتفقت دول أخرى أو اختلفت مع أمريكا فإن بريطانيا تبقى ولا تنفصل عن أمريكا فى سياساتها، خاصة بعدما صارت بريطانيا عجوزاً ولم تعد دولة عظمى كما كانت.

إن الدولتين لهما تاريخ طويل ملوث بدماء الشعوب، وهو ما ساعد دولاً كبرى أخرى مثل روسيا والصين على تنمية قدراتهما وكسب الأنصار فى جميع أنحاء العالم بما يجعلهما مؤهلتين للمشاركة فى حكم العالم وتعدد الأقطاب فى النظام العالمى الجديد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بريطانيا أمريكا غزة

إقرأ أيضاً:

سلسبيل صوالحة بطلة تحدي القراءة العربي في فلسطين

دبي: «الخليج»

أحرزت الطالبة سلسبيل حسن صوالحة، لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة على مستوى دولة فلسطين، في ختام تصفيات شارك فيها 346778 طالباً وطالبة من 1486 مدرسة وتحت إشراف 4105 مشرفين ومشرفات قراءة.

جاء تتويج سلسبيل صوالحة من الصف الحادي عشر بمدرسة بني نعيم الثانوية للبنات، من مديرية شمال الخليل التعليمية باللقب، خلال الإعلان عن أسماء الفائزين عبر تقنية «تيمز» بمشاركة صادق الخضور، الوكيل المساعد للشؤون الطلابية بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، والدكتور فوزان الخالدي، مدير إدارة البرامج والمبادرات بمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

كما جرى الإعلان عن فوز فادي عبد الرحمن أبو حمدة، من منطقة قلقيلية، بلقب «المشرف المتميز»، ومدرسة بنات عورتا الثانوية من منطقة نابلس بلقب «المدرسة المتميزة»، وفي فئة أصحاب الهمم، كان المركز الأول من نصيب الطالبة جوان عاصم أسعد، من الصف العاشر بمدرسة القبس للإعاقة البصرية التابعة لمديرية رام الله والبيرة.

قائمة الأبطال

صعد إلى التصفيات النهائية على مستوى دولة فلسطين عشرة طلاب وطالبات، وضمت القائمة إضافة إلى الطالبة سلسبيل حسن صوالحة كلاً من: هشام عمر قلاولة من الصف الحادي عشر بمدرسة ذكور الجديدة الثانوية التابعة لمديرية قباطية، وليان عيسى هلال أزعر من الصف التاسع بمدرسة الزهراء الثانوية للبنات (جنوب نابلس)، وقيس أمجد أبو صالحة من الصف العاشر بأكاديمية قمم (رام الله والبيرة)، وندى معتصم ياسين من الصف الرابع بمدرسة بنات الكرامة الأساسية (رام الله والبيرة)، وتلا صلاح الدين سليم عواد من الصف الثاني عشر بمدرسة عورتا الثانوية للبنات (جنوب نابلس)، وأنسام مراد حسن فقهاء من الصف الرابع بمدرسة دير شرف الثانوية للبنات (نابلس)، ورغد أحمد جبرين من الصف الحادي عشر بمدرسة بنات عمر بن عبد العزيز (طولكرم)، وجوان منذر مصطفى صوافطة من الصف العاشر بمدرسة بنات طوباس الثانوية (طوباس)، وغزل رشاد عادل تيم من الصف الثامن بمدرسة بنات العودة الثانوية (بيت لحم).

وحققت الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي، التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، أرقاماً قياسية، حيث وصلت المشاركات إلى 28.2 مليون طالب وطالبة من 50 دولة يمثلون 229620 مدرسة، وبإشراف 154643 مشرفاً ومشرفة.

حضور ثقافي

قال الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء المدير التنفيذي لمؤسسة المبادرات العالمية، إن ارتفاع أعداد المشاركين من طلاب وطالبات فلسطين في الدورة الثامنة يحمل دلالات عدة، أبرزها قوة الحضور الثقافي والفكري في المجتمع الفلسطيني، والاهتمام الكبير من قبل المؤسسة التعليمية الفلسطينية بتشجيع الطلبة على القراءة، وكذلك التنسيق الكبير مع مؤسسة المبادرات، والقناعات المشتركة التي يحملها الجانبان حول محورية الدور الذي تلعبه الثقافة في نهضة المجتمعات، وبناء مستقبل مشرق للأجيال الجديدة".

وقدم الدكتور العلماء التهنئة للفائزين والفائزات، كما هنأ أولياء أسر الطلبة المشاركين ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وجميع المدارس والمشرفين والمشرفات.

ونوه إلى أن الأرقام غير المسبوقة التي سجلتها الدورة الثامنة من تحدي القراءة، والمتمثلة بمشاركة 28.2 مليون طالب وطالبة من 50 دولة حول العالم، تعكس المكانة المرموقة لهذه التظاهرة القرائية عربياً ودولياً.

ترسيخ مبادئ التسامح

يهدف تحدي القراءة العربي، الذي أطلق في العام الدراسي 2015 – 2016 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، إلى إنتاج حراك قرائي ومعرفي شامل، وترسيخ ثقافة القراءة باللغة العربية، لغة قادرة على مواكبة كل أشكال الآداب والعلوم والمعارف، وتشجيع الأجيال الصاعدة على استخدامها في تعاملاتهم اليومية، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي.

كما يهدف التحدي لتعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء من خلال اطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.

مقالات مشابهة

  • طقس فلسطين : حزيران شهد موجتي حر شديدتين
  • إسرائيل والنهايات التاريخية
  • الموقف العربي والإسرائيلي من الدولة الفلسطينية
  • بريطانيا | فريق ليبيا يحقق كأس بطولة “العالم في مدينة واحدة” لكرة القدم 2024
  • أبو ردينة يسلم ‎رسالة من الرئيس لرئيس الوزراء العراقي
  • 7 مناطق جزائرية الأكثر حرا في العالم
  • احتجاجات متضامنة مع فلسطين على هامش بطولة "ويمبلدون" في بريطانيا
  • بـ3 مشاهد.. كيف كانت فلسطين حاضرة في المؤتمر الصحفي لمهرجان العلمين؟
  • سلسبيل صوالحة بطلة تحدي القراءة العربي في فلسطين
  • أمريكا.. أكبر دولة مدينة في تاريخ العالم!