قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر، إن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يفسر القرآن، حتى يجتهد فيه كل جيل ويفكر ويتدبر ويعمل العقل لاستخراج الجديد، وما يناسب مصلحة الناس.

أسباب وقف العمل بنص المؤلفة قلوبهم

وأضاف «أبو عاصي»، خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، ببرنامج «أبواب القرآن» المذاع على قناة «إكسترا نيوز»: «يعني المؤلفة قلوبهم، الإسلام كان يعطي بعض الناس ليؤلف قلوبهم للدخول في الإسلام، فلما جاء سيدنا عمر ووجد أن الإسلام قويت شوكته وأصبح من يريد أن يدخل في الإسلام مختارًا فليدخل، ومنع سهم المؤلفة وأوقفه ليه؟ لأن العلة التأليف ودي قضية مهمة إنه ساعات القرآن والسنة بيبني الحكم على علة، فالعلة تزول فيزول الحكم، فتأتي علة جديدة، العلماء والفقهاء يقولون مصلحة ذهبت وأتت مصلحة أخرى».

أحكام شرعية ارتبطت بظروف معينة 

وأردف: «الإسلام مثلا نهى أن تسافر المرأة إلا مع محرم طب ليه ماتسافرش لوحدها كان زمان صحاري وجبال تتعرض لمخاطر، طب إذا كان الآن وده كلام العلماء هناك رفقة آمنة وطيران وسفر ومع نا،س يبقى أصبح الكلام الذي يقال كان مبنيًا على علة، لما نهى صلى الله عليه وسلم، أن يترك الرجل أهله ليلًا، يعني مراته ممكن ما تكونش في استعداد لاستقباله، فقال لك لا تترك أهلك ليه لأن زمان أركب الدابة وأسافر وقت ما أنا عاوز، إنما أنا محكوم بشركات الطيران وبالحجز وفيه اتصالات ممكن اتصل يا جماعة أنا جايلكم الساعة 12 بالليل، جاي لكم الصبح، هناك أحاديث بنيت على علل انتفت، وبنيت على ظروف معينة انتقت، فلذلك لما تبحث في الآيات القرآنية وتستخرج منها الأحكام، أنت تشوف الظرف الذي نزلت الآية فيه».

وتابع: «هل الظرف باقي ولا تغير وأصبح هناك ظرف جديد، فعمر عمل كده لقى إن المؤلفة خلاص نحن لسنا في حاجة إلى التأليف، وانتفت العلة، فانتفى الحكم وهكذا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محمد الباز الإسلام الصلاة

إقرأ أيضاً:

“الإسلاميون بين تناقض الخطاب وتحالفات المصالح

الهجوم على وفد قوى "تقدم" بقيادة عبد الله حمدوك في لندن، يعكس حالة الاستقطاب الحاد والمتصاعد داخل الأوساط السياسية السودانية التي انقسمت بشكل شبه تام حول الحرب الجارية. إن هذا الهجوم، الذي وصل إلى محاولات إيذاء جسدي لأعضاء الوفد، يشير إلى طبيعة الصراع المعقد الذي لا يقتصر على ساحة المعركة، بل يمتد إلى الخطاب السياسي ووسائل الإعلام وحتى المهجر. فبينما تسعى "تقدم" بقيادة حمدوك نحو إيقاف الحرب من خلال العمل المدني والاتصالات الدولية، تبذل القوى الإسلامية، التي تواصل دعمها للحرب، جهوداً لإقصاء المدنيين من المجال السياسي، خاصةً عبر التصدي للحراك المناهض للحرب.
يشكل ظهور عبد الله حمدوك، كسياسي متزن وناشط في وقف الحرب، إضافة قيمة للمشهد السياسي السوداني، خاصة عند مقارنته بمواقف الدعم السريع. فالدعم السريع، ورغم تورطه في أعمال عنف، يحاول الآن التسويق لنفسه كطرف يسعى للعب دور سياسي، بينما يستغل الإسلاميون قنواتهم الإعلامية للدفاع عن ذلك التوجه. لكن هجمات الإسلاميين على "تقدم" تكشف عن أزمة الثقة بينهم وبين أي جهد مدني بديل يسعى لاستعادة دور قوى الثورة عبر وسائل سلمية.
تاريخياً، عرف السودان تحديات الانتقال الديمقراطي منذ ثورة أكتوبر، حين قوضت الطموحات الحزبية أهداف الديمقراطية، ما أدى إلى انقلابات متكررة. تكرر السيناريو بعد الانتفاضة، ثم في أعقاب ثورة ديسمبر، حيث قوضت المحاصصة كفاءة حكومة حمدوك وأتاحت للأحزاب الحاكمة فرصاً للابتزاز، ما أضعف مسار التحول الديمقراطي وأدى إلى تزايد تدخلات المكون العسكري.
اليوم، تأتي "تقدم" كمحاولة لملء الفراغ المدني، في محاولة لفصل نفسها عن تحالفاتها القديمة. لكن مساعيها تواجه عقبات عديدة، أبرزها التباين مع قوى مدنية أخرى حول الاتفاق الإطاري السابق للحرب، مما يصعّب بناء جبهة قوية وموحدة تقف في وجه الحرب.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة وفد التنسيقية بقيادة حمدوك للندن تُعد أبرز تحرك دولي لقيادة "تقدم"، وتأتي في وقت حساس، إذ تعمقت الحرب السودانية وتكاد تصل إلى حرب أهلية شاملة، ما يزيد أهمية التحركات السلمية.
إعلامياً، تفتقر "تقدم" إلى الإمكانيات الضخمة التي يتمتع بها الجيش، الإسلاميون، والدعم السريع، حيث تنقصها قنوات فضائية أو منصات إعلامية متقدمة. لكن يمكن لـ "تقدم" أن تستغل منصات الإعلام الاجتماعي لجذب التأييد الشعبي، كما أن زيادة ظهور حمدوك إعلاميًا يمكن أن يعزز من الدعم الشعبي، خاصة عند مقارنته بالتواجد المستمر لقيادات عسكرية بارزة.
إن الصراع الإعلامي يشكل جزءاً من الحرب؛ إذ تستغل الأطراف المتقاتلة وسائل الإعلام لتوجيه الرأي العام. من الضروري لـ"تقدم" أن تكثف جهودها لتقديم خطاب إعلامي رصين ومؤثر، سواء من خلال تعزيز منصاتها الإعلامية الحالية أو عبر شراكات مع منظمات دولية للحصول على دعم إعلامي أفضل.
الهجوم على وفد "تقدم" في لندن، وتظاهرات مناصري الدعم السريع التي لم يواجهها الإسلاميون، يعكس بوضوح أولويات جديدة تكشف عن تحول في التوجهات. رغم معارضة الإسلاميين العلنية لقوات الدعم السريع، إلا أنهم لم يتحركوا أمام مظاهرة مناصريها، بينما هاجموا وفد حمدوك المدني في لندن. هذا التناقض يؤكد أن هدفهم الأساسي هو قمع القوى المدنية وشباب الثورة، بدلاً من معاداة طرفي الصراع المسلح بشكل مبدئي.
ما شهدناه من تصفية لشباب لجان المقاومة، الذين وقفوا إلى جانب الشعب وقدّموا يد العون للمدنيين، يكشف عن تناقض صارخ في سلوك الإسلاميين، حيث اختاروا التحالفات التي تخدم أجنداتهم السياسية على حساب مدنية الثورة. في ظل هذه الظروف، تبقى القوى الثورية والمجتمع المدني ملتزمين بالتحول الديمقراطي ورفض أي حكم عسكري، مؤكدين أن انتصار الثورة سيتحقق بإرادة الشعب السوداني لتحقيق العدالة والحرية.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • لماذا تعتد المرأة 3 أشهر رغم أنها لم تحيض؟.. اعرف السر
  • أحمد عبدالله محمود يوضح موقفه من مسلسل "فهد البطل"
  • لماذا ارتدى الحكم الأسترالي حسين ملابس أسامة بن لادن؟
  • فضيلة الدعاء للآباء في الإسلام
  • “الإسلاميون بين تناقض الخطاب وتحالفات المصالح
  • وزير العمل: هناك دول تطلب عمالة تتوافق مع مخرجات الجامعات المصرية
  • شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 39 (محمد أبو عاصي)
  • لماذا الدوحة وليست سقطرى!!
  • برلمانيون يتهمون النقابات بازدواجية الخطاب بخصوص قانون الإضراب ..
  • حزب الله يضبط الخطاب