قال المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، إن القرار الذي اقترحته كييف بشأن ضمانات السلامة النووية في أوكرانيا باطل من الناحية القانونية والسياسية.

إقرأ المزيد مندوب روسي: الوضع حول محطة زابوروجيه لا يزال مقلقا

وأضاف أوليانوف في حديث لوكالة "روسيا 24": "نحن نعتبر القرار الأوكراني والذي نال موافقة مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاغيا وباطلا من الناحية القانونية والسياسية".

وتابع: "صوتت دولتان ضد هذا القرار وهما روسيا والصين، ونحن نقدر تضامن أصدقائنا الصينيين بهذا الصدد".

وأوضح: "من بين 34 دولة لها الحق في التصويت في مجلس الإدارة، حيث صوتت 20 دولة فقط لصالح القرار بينما رفضت 14 دولة دعمه، ومن الواضح أن توجه الدول بات ينحدر لصالحنا وهذا أمر لطيف للغاية."

وفي وقت سابق، ذكر أوليانوف عبر "تلغرام" أن مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية وافق على القرار الذي اقترحته كييف بشأن الأمن في أوكرانيا.

إقرأ المزيد آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /11.03.2024/

هذا ودعا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أقصى درجات ضبط النفس العسكري حول محطة زابوروجيه الكهروذرية.

وتقع محطة زابوروجيه على الضفة اليسرى لنهر دنيبر، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا من حيث عدد الوحدات وقدراتها، وتحتوي على ست وحدات طاقة بسعة 1 غيغاواط لكل منها. ومنذ مارس 2022، أصبحت محطة زابوروجيه للطاقة النووية، تحت حماية القوات الروسية.

المصدر: نوفوستي 

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الطاقة الطاقة الذرية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا زابوروجيه فلاديمير زيلينسكي فيينا كييف موسكو وزارة الخارجية الروسية محطة زابوروجیه

إقرأ أيضاً:

القوة الفاعلة في صناعة القرار السياسي المُنعكس على العلاقات  الدولية

ديسمبر 14, 2024آخر تحديث: ديسمبر 14, 2024

د. مها أسعد

يمر صانع القرار كإنسان بتجارب سابقة في حياته، تؤثر بشكل كبير في عملية أتخاذ قرارات السياسة الداخلية وكذلك الخارجية تجاه الدول والقضايا المُشتركة التي تجمع دولته معهم، وان هذه التجارب الشخصية سوف يستفاد منها كدروس تجعله يعرف كيف يفسر سلوك الأطراف الأُخرى ويتعامل معها، وتتطلب معرفة التجارب السابقة لصناع القرار دراسة  كُل شيء عنه من مرحلة الطفولة والتكوين الأجتماعي والتعليم كما وتتبع مسيرته الحياتية، لأن كُلها ستكون مُجتمعة مؤثرة عليه عند أتخاذ القرار السياسي في المسرح الدولي.

يتأثر الدور الذي يلعبه صانع القرار بعدد من العوامل منها:

البحث في التاريخ، إذ يلجأ بعض صُناع القرار للبحث في التاريخ، لمعرفة كيف تصرف القادة تجاه أزمات وقضايا مُتشابهة، من أجل التنبؤ بسلوك الأطراف الأخرى هذا من جانب، ومن جانب أخر لأجل التعرف على السلوك الأمثل الذي يمكن أن يتبعه؛ كما وان طبيعة الدور تتأثر بما يفكر به الأشخاص القريبون من صانع القرار، والذين يكونون مؤثرين بشكل كبير في تحديد سياسات وسلوك دولهم، من خلال تأثيرهم في صانع القرار وسياساته بحكم القرب والعلاقات المُتينة المؤثرة، أما بما يخص المُعيقات الرئيسية التي تُعيق ميدان العلاقات الدولية والسياسة الخارجية  من تطوير التفسيرات والتنبؤات، يتمثل في تقاعس كثير من الأكاديميين في هذا الميدان عن النظر بجدية إلى الدور الذي تلعبه العوامل النفسية في صنع القرارات الفردية لصاحب القرار وبالتالي القرارات التي تخص العلاقات بين الدول، ويُعطي البحث في هذين المجالين الدليل على  وجود تحيزات ممنهجة، وشائعة تعود إلى مُحددات معرفية وحاجات أنفعالية لدى مُتخذي القرار، وستظل الألغاز الكبرى من دون حل إذا لم نقم بدمج الإستبصارات النفسية في الأطر التحليلية التي نستخدمها لحل هذه الألغاز، وتمثل دراسة الجوانب النفسية للعلاقات الدولية جزءاً مهماً لأسباب عديدة منها أنها ترصد التفسيرات المُوقفية، كما إنها تُشخص  سلوك الخصم، فضلاً عن إنها تُرغمهُ على القيام بأفعال أو التعبيرعن آراء لا تعكس حقيقة نزعاته، أو قيمه، أو تفضيلاته..

أن الموقفية في العلاقات الدولية تأخذ أشكالاً متنوعة فكل ما هو فوق مستوى النزعات الفردية يكون موقفياً، حيث يُمكننا النظر إلى هذه الأنواع المُختلفة من الموقفية كشيء مشابه لدمية روسية (ماتريوشكا) يؤدي فتح جزء منها إلى جزء أصغر وهكذا..، فمثلاً عندما نفتح النظام الدولي نجد دولاً، وعندما نفتح الدولة نجد بيروقراطيات وعندما نفتح البيروقراطيات نجد جماعات، فهذا الخط ينقلنا من مستوى موقفي إلى مستوى موقفي آخر، ولكننا حين نأخذ الجماعات بعين الأعتبار نصل عند ذلك إلى مستوى الأفراد والنزعات، وعندما ننتقل عبر سُلم التحليل من النظام الدولي إلى الأسفل نصل إلى أشكال أقل عمومية من المواقف التي تؤثر في السلوك؛ حيث نجد نظريات موقفية تركز على البيئة الاجتماعية، ونظريات تتعامل بشكل أكثر مباشرة مع المُعيقات التنظيمية والبيروقراطية التي تؤثر في السلوك في السياسة الخارجية، وضمن الصنف الأخير من النظريات، كان لأعمال غراهام أليسون (Graham Allison) تأثيراً مميزاً، وخصوصاً كتابه الكلاسيكي الذي ألفه مع فيليب زيليكوف بعنوان جوهر القرار (Essence of Decision) وفي معرض الحديث عن المستويات المُختلفة للموقفية لا بد من الإشارة إلى أن ضغوط الجماعة تمثل مستوى موقفياً آخر، وعلى غرار والتز (Waltz) يفسر أليسون سلوك القادة تفسيراً موقفياً متجاوزاً أي أعتبار سيكولوجي، ولكن التشابه بينهما ينتهي عند هذه النقطة، ويعتمد أليسون وزميله زيليكوف (Zelikow) تفسيراً بيروقراطياً للسياسة الدولية يُشار إليه غالباً في أدب الموضوع بنظرية السياسة البيروقراطية حيث ينظر أليسون وزميله إلى سلوك صُناع القرار على أنه يتحدد في الغالب وليس حصرياً بالمواقع المعينة لهم داخل البيروقراطية، وتعتبر مقولة إن موقفك يعتمد على موقعك مقولة معبرة تماماً عن وجهة النظر هذه وبناء على ذلك، فإن وجهات نظر أولئك الذين يحتلون مواقع بيروقراطية، تصطبغ إلى حد بعيد برؤية الكيانات  البيروقراطية التي يعملون فيها ورسالتها، فوزراء الخارجية يدفعون باتجاه المفاوضات الدبلوماسية، لأن هذه هي وزارة الخارجية؛ أما وزراء الدفاع فيدفعون باتجاه الحلول العسكرية التقليدية، الوقت ذاته يدعو ممثلو الـ سي آي أي (CIA) إلى القيام بعمليات سرية، غير أن هذا الجانب من نموذج أليسون وزيليكوف لم يحظ بأدلة داعمة في السنوات الأخيرة، لأنه يُهمل قوة الاعتقادات القائمة لدى الأفراد الذين يحتلون المواقع البيروقراطية المختلفة، والشخصيات والقيم الأخرى التي يمتلكونها، فعندما كان كولن باول رئيساً لهيئة الأركان أثناء حرب الخليج  الأولى، كان آخر المتمسكين بالرأي المعارض للتدخل الأميركي، بينما دافع دين راسك بحماس عن تصعيد التدخل الأميركي في فيتنام؛ وفي كلتا الحالتين كان الموقف الفلسفي المُعلن يتعارض إلى حد كبير مع أدوارهما البيروقراطية (حيث كان کولن باول وزير دفاع وكان دين راسك وزير خارجية)، ويفيد كثير من النقاد أن الموقع البيروقراطي أو الموقف أقل دقة، كمتنبئ بالآراء المتصلة بالسياسة الخارجية من نزعات القادة الشخصية، ولكن تنبؤات هذه المقاربة تصدق أحياناً، فعلى الرغم من أن كولن باول كان يعارض غزو العراق عام 2003، ويؤكد ضرورة الأستمرار بالنهج الدبلوماسي إلا أنه بدى داعماً لقرار الحرب في ما بعد، مما يعطي دليلاً على صدق النظرية، لكن ما يبدو دعماً لقدرة النظرية على تفسير السلوك قد يأتي من قبيل المصادفة أو ضغوط الواقع، وما يمكن أن نقوله بشأن كولن باول هو أنه ظل متحفظاً بشدة على قرار الحرب بغض النظر عن الموقع البيروقراطي الذي كان يحتله.

 

إِن أحد الأهداف المتوخاة من المُمارسة الأنثروبولوجِية بهذا الصدد هو توكيد أهمية معارف غير المُختصين وتبصراتهم وخبراتهم التي تسهم في إسباغ السلطة على أحكام السكان العاديين والذي يتوافق مع تحليل الخطاب الذي يُناقش كيف تقدم الجماعات فكرها بأسلوب يدعم وجهات نظرها ويعزز مصالحها وتأثيرها في عملية وضع السياسات وتنفيذها، وهنا يصعب أثبات العقلانية بالنسبة لأفعال صناع القرار لآن جميع القرارات التي يتم أتخاذها يتم تبريرها وفقاً للمصلحة العامة وضرورة حمايتها، فمن الناحية العلمية يتطلب تحديد الأهداف وتحقيقها من قبل صناع القرار أختيار أكثر الوسائل الملائمة لتنفيذها، وتحديد القيم  والممارسات المُعينة والنتائج المُتوقعة منها من أجل الحديث عن سياسة خارجية أكثر توازن، وأخيراً يبقى الدور الشخصي لصانع القرار بمثابة المحدد أو العامل الأكثر تأثيراً في العلاقات الدولية، من خلال تأثيرها في السلوك الخارجي للدول باعتباره نقطة البداية في العلاقات الدولية.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يعقد اجتماعًا بشأن توريد الأسلحة إلى كييف.. الجمعة المقبلة
  • رئيس مياه المنوفية يشهد التصفيات النهائية لـ 8 محطات بمسابقة السيطرة على الكلور
  • التفاوض السورية: قرار مجلس الأمن 2254 وسيلة حقيقية لبناء دولة ديمقراطية
  • طاقة النواب تقر اتفاقا مع روسيا حول محطات الطاقة النووية بالضبعة
  • تفاصيل.. اكتمال تركيب التوربين في الوحدة الأولى لمحطة أكويو للطاقة النووية بتركيا
  • زيلينسكي: موسكو تستخدم جنودًا كوريين شماليين في هجماتها على أوكرانيا
  • بعد افتتاح أبيدوس للطاقة الشمسية.. بشرى من الحكومة بشأن تخفيف الأحمال
  • القوة الفاعلة في صناعة القرار السياسي المُنعكس على العلاقات  الدولية
  • محافظ أسوان: محطة أبيدوس تأتي ضمن جهود الحكومة لتهيئة مناخ الاستثمار
  • خبراء يقيّمون رد موسكو على استهداف أوكرانيا مطارا عسكريا روسيا