جنرال إسرائيلي: حماس تخوض الحرب بتصور إستراتيجي
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
#سواليف
قال مدير العمليات السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال المتقاعد يسرائيل زيف إن إسرائيل غرقت في اعتبارات عسكرية تكتيكية في قطاع غزة دون أي تصور إستراتيجي عكس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تمتلك هذا التصور، وانتقلت من مرحلة الصدام العسكري المباشر إلى حرب عصابات تلحق أضرارا بالجيش الإسرائيلي.
وفي لقاء مع صحيفة معاريف الإسرائيلية قال الجنرال زيف (الذي استلم بين مناصب عليا قيادةَ سلاح المظليين وفرقة غزة خلال الانتفاضة الثانية) إن حماس لم تعد تبحث عن نصر في صدام مباشر بل ما يعنيها حاليا هو حرب العصابات، أما إسرائيل فتغرق في اعتبارات قتال تكتيكية، وتتصرف كمن يملك كل الوقت ولا يستشعر تأثير عوامل أخرى على الزمن.
وأضاف الجنرال زيف أن حماس، عكس الجيش الإسرائيلي، عدلت طريقة قتالها كتغيير في إستراتيجيتها، وتخوض عموما معركة مركبة، قائلا إن حرب العصابات (وبينها تكتيكات الفخاخ المتفجرة) -التي باتت تشبه حرب العصابات التي كان يخوضها حزب الله– تناسب الحركة وتلحق خسائر بإسرائيل لأن جيشها في صورته الحالية ليس مُصمَّما لتبقى فرقه في كل بقعة من غزة.
مقالات ذات صلة صور اخبارية حول ” الهندسة الحزبية والامن السيبراني السياسي “ 2024/03/11معركة الوقت
لكن ما الذي يدور يا ترى في عقل زعيم حماس في غزة يحيي السنوار حتى يصر على رفض صفقة أسرى ولا يبدي أي مرونة؟
يرى الجنرال المتقاعد زيف أن إسرائيل تخسر وقتا ثمينا وأن السنوار يدرك الضغط الدولي عليها ويعرف أن رصيدها يتآكل وأن الصبر الأميركي سينتهي قريبا ولا يريد بالتالي “الانخراط معها في شيء يقويها” وهو يقاوم الضغوط لأجل ذلك.
وحسب الجنرال زيف فإن السنوار لا يعبأ بالضغوط الخارجية عليه إن وجدت، فهو يريد إنهاء الحرب بحيث تنسحب إسرائيل من القطاع وهي تجر أذيال الهزيمة، ويستثمر لتحقيق ذلك في الكارثة الإنسانية الحالية ويسعى لإشعال المنطقة في شهر رمضان مستغلا أخطاء إسرائيل أو استفزازات تقود إلى “انفجار تام” يخرج منه منتصرا.
ودعا زيف لقبول المقترح الأميركي طريقا وحيدا لتغيير الوضع الحالي، وذلك بإحلال حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محل حماس في القطاع، لكن مع فرض شروط بينها سيطرة إسرائيلية على حكم مدني هناك (يحصل في النهاية على شرعية دولية) وعلى المعونة الإنسانية، وإبقاء الجيش حتى تفكيك كل قوات حماس.
واتهم الجنرال زيف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتعنت بإصراره على مقاربة تكتيكية حصرا لا تحقق مكاسب إستراتيجية، ولا تغييرا في الحرب، بل تجعل إسرائيل تجرجر أقدامها لا يحدوها هدف واضح.
رفح ولبنان
أما بالنسبة لرفح، فأوصى بتحاشي دخولها دون تنسيق وتحديدا في رمضان، قائلا إنها ليست بالأهمية التي تحتم اقتحامها الآن، لأن “أي خطأ في مكان يزدحم بمئات ألوف اللاجئين سيضر أكثر بصورة إسرائيل الدولية”.
وفيما يتعلق بلبنان، دعا الجنرال زيف إلى عدم الاكتفاء بتوجيه الضربات إلى حزب الله في الجنوب، وإنما أيضا إلى استغلال الوضع الهش للحكومة اللبنانية للضغط عليها، بما في ذلك التلويح باستهداف البنية التحتية.
وقال إن حزب الله حتى وإن كان يخسر المعركة تكتيكيا فإنه يسيطر على سرديته القائلة إنه لن يوقف القتال قبل وقف إطلاق النار في غزة.
المصدر : الصحافة الإسرائيلية
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
رشا عوض
إنها قوانين متواترة في الاجتماع السياسي بكل أسف!
الحركات الفاشية تظن أن استعبادها المستدام للشعوب بواسطة القوة العسكرية هو قانون طبيعي لا يناقش ناهيك عن المطالبة بتغييره!
عندما تتزاوج الفاشية الدينية مع الفاشية العسكرية كحال المنظومة الكيزانية يصبح التمسك بنظام الاستعباد أكثر شراسة كما نرى في هذه الحرب!
الذي جعل هذه الحرب القذرة حتمية هو إصرار الكيزان على استدامة استعبادهم للشعب السوداني عبر القوة العسكرية الأمنية ممثلة في الأخطبوط الأمنوعسكري بأذرعه المتعددة: جيش ودفاع شعبي وكتائب ظل وأمن رسمي أمن شعبي واحتياطي مركزي ووووووووووو
ظنوا أن العقبة الوحيدة أمام هيمنتهم العسكرية هي الدعم السريع، غرورهم وحساباتهم الرغائبية التي زادتها الأطماع وتضليل دوائر إقليمية خبيثة، كل ذلك جعلهم يظنون أن ضربة عسكرية خاطفة وقاضية تدمر الدعم السريع في سويعات أو أسبوع أسبوعين ممكنة!
ولكن هل يعقل أن الكيزان لم يضعوا احتمال أن الحرب يمكن أن تطول وتدمر البلاد؟
مؤكد ناقشوا هذا الاحتمال ولكن ذلك لن يجعلهم يترددوا في الحرب! لأن التضحية بالسلطة الاستبدادية المحمية بالقوة العسكرية غير واردة مطلقا، والخيار الافضل حال فشلت الحرب في إعادتهم إلى السلطة والتحكم في السودان كاملا هو تقسيم السودان وتقزيمه أرضا وشعبا إلى المقاس المناسب لقدرتهم على التحكم! وإن لم ينجحوا في ذلك فلا مانع من إغراق البلاد في حرب أهلية طويلة تؤدي إلى تدمير السودان وتفتيته وطي صفحته كدولة (يا سودان بي فهمنا يا ما في سودان) كما قال قائلهم!
الانعتاق من استعباد الكيزان مستحيل دون تجريدهم من قوتهم العسكرية! لن يتنازلوا عن السلطة الاستبدادية إلا إذا فقدوا أدواتها! لن يكفوا عن نهش لحم الشعب السوداني إلا إذا فقدوا أنيابهم ومخالبهم!
وحتما سيفقدونها!
لأن المنظومة الأمنية العسكرية التي راهنوا عليها أصابها ما يشبه المرض المناعي الذي يصيب جسم الإنسان، فيجعل جهاز المناعة يهاجم أعضاء الجسم الحيوية ويدمرها إلى أن يقضي على الجسم نهائيا!
الدعم السريع الذي يقاتل الجيش وكتائب الكيزان كان ذراعا باطشا من أذرع المنظومة الأمنية العسكرية الكيزانية حتى عام ٢٠١٨، وحتى بعد الثورة لم يكف الكيزان عن مغازلته ولم يقطعوا العشم في احتوائه! ولكنه “شب عن الطوق” فأرادوا ترويضه بحرب خاطفة والنتيجة ماثلة أمامنا!
المرض المناعي ليس فقط مهاجمة الدعم السريع للجيش والكتائب! بل المنظومة الأمنية نفسها انقسمت بين الطرفين ومعلومات التنظيم الكيزاني والدولة السودانية بيعت في سوق النخاسة المخابراتية الإقليمية والدولية والنتيجة هي واقع الهوان والهشاشة الماثل الذي لا يبشر بأي نصر عسكري حاسم في المدى المنظور!
المؤلم في كل ذلك هو أن المواطن السوداني البريء هو الذي يدفع الثمن الأكبر في هذه الحرب القذرة قتلا واعتقالا وتعذيبا وسلبا ونهبا وتشريدا وجوعا ومهانة في حرب صراع السلطة لا حرب الكرامة ولا حرب الديمقراطية كما يزعمون.
هذه الحرب هي عملية تفكك مشروع الاستبداد العسكر كيزاني وانشطار نواته المركزية عبر مرض مناعي أصاب منظومته الأمنية والعسكرية نتيجة تراكمات الفساد وغياب الحد الأدنى من الكفاءة السياسية والأخلاقية المطلوبة للحفاظ ليس على الدولة والشعب، فهذا خارج الحسابات منذ أمد بعيد، بل من أجل الحفاظ على النظام الفاسد نفسه!! حتى عصابات تجارة المخدرات تحتاج إلى قدر من الأخلاق والانضباط بين أفرادها للحفاظ على أمن العصابة وفاعليتها!! هذا القدر افتقده نظام الكيزان!!
ومع ذلك يرفعون حاجب الدهشة ويستغربون سقوط نظامهم صبيحة الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩ !!
يعاقبون الشعب السوداني بهذه الحرب على ثورته ضدهم!!
يعاقبونه على أنه أكرم جنازة مشروعهم منتهي الصلاحية بالدفن لأن إكرام الميت دفنه!!
تفادي الحرب بمنطق البشر الأسوياء عقليا واخلاقيا لم يكن مستحيلا، وهو الهدف الذي سعت إليه القوى المدنية الديمقراطية بإخلاص ولكن الكيزان اختاروا طريق الحرب مع سبق الاصرار والترصد! وفرضوه على البلاد فرضا!
المصلحة السياسية الراجحة للقوى السياسية المدنية هي استبعاد البندقية كرافعة سياسية لأنها ببساطة لا تمتلك جيوشا ولا بنادق!!
والتضليل الفاجر بأن هذه القوى المدنية متحالفة مع الدعم السريع لاستغلال بندقيته كرافعة سياسية لا ينطلي على عاقل! بندقية الدعم السريع التي تمردت على صانعيها هل يعقل أن تضع نفسها تحت إمرة مدنيين عزل يرفعون راية الجيش المهني القومي الواحد وإنهاء تعدد الجيوش!
الحرب ليست خيارنا وضد مصالحنا! اشتعلت غصبا عنا كمواطنين وكقوى مدنية ديمقراطية سلمية ومسالمة!!
الحرب قهرتنا وأحزنتنا وأفقرتنا وفجعتنا في أعز الناس وأكرمهم، ومنذ يومها الاول لم نتمنى شيئا سوى توقفها وعودة العقل لمشعليها ولكن ذهبت امنياتنا ادراج الرياح!
ليس أمامنا سوى مواصلة مساعي السلام، والتماس العزاء في أن قسوة هذه الحرب وجراحها المؤلمة ونزيف الدم الغزير الذي روى أرض الوطن ربما نتج عنه “فصد السم” الذي حقنه نظام الكيزان في شرايين الوطن على مدى ثلاثة عقود!
إخراج السموم من جسد الأوطان عملية شاقة ومؤلمة!!
تمنينا أن يتعافى جسد الوطن من سموم الاستبداد والفساد والفتن العنصرية بالتدريج وبأدوات نظيفة ورحيمة وعقلانية عبر مشروع انتقال مدني ديمقراطي سلمي يفتح للبلاد طريقا لعهد جديد يضعها في خانة القابلية للتغيير والحياة المستقرة!
الكيزان أشعلوا الحرب ضد تعافي جسد الوطن من سمومهم! أشعلوها لإعادة الوطن إلى حظيرتهم البائسة! يظنون أن عجلة التاريخ يمكن أن تدور إلى الخلف!
ربما تكون نتيجة هذه الحرب على عكس ما أرادوا وخططوا!! فتفصد السم الزعاف بآلام مبرحة ولكن بشفاء كامل!!
أليست المزايا في طي البلايا والمنن في طي المحن!
ألم يسخر كتاب الله من المجرمين والظالمين على مر العصور “يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
الوسومالدعم السريع ثورة ديمسبر حرب الكيزان