مسقط- العُمانية

وقّعت الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، أمس، مذكرة تفاهم مع شركتي هيتاشي زوسن اليابانية، وهيتاشي إنوفا، تتعلق بتقديم الاستشارات اللازمة لمشروع خفض انبعاثات الكربون وإنتاج الميثان الاصطناعي.

وتأتي هذه الخطوة لتؤكد تطلعات الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال نحو إيجاد أفضل الآليات والسبل لتقنين الانبعاثات الكربونية من خلال تطوير الشراكات المجتمعية بالابتكار والاستدامة، والبحث عن مصادر بديلة للطاقة وتقليل بصمتها الكربونية.

ومن المتوقع أن تقوم الشركتان بتقديم الاستشارات اللازمة للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال لتقليل الانبعاثات الكربونية وصناعة الميثان الاصطناعي.

وتؤكد هذه المذكرة على الدور المحوري الذي تلعبه سلطنة عمان في توفير الطاقة لليابان، بهدف تقييم الجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية لإنتاج الغاز الاصطناعي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين، والتي يمكن بعد ذلك إعادة حقنها مرة أخرى في عمليات الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال إما لإنتاج الغاز الطبيعي المسال أو استهلاكه كغاز الوقود.

وأوضح معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن أن المذكرة تأتي ضمن برنامج الحياد الصفري والإطار التنظيمي لخفض الانبعاثات الكربونية خاصة في محطة إسالة الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن خفض الانبعاثات سيمنح المحطة مجالا للتسويق بأسعار تفضيلية أكثر ولأسواق جديدة تبحث عن الغاز المسال منخفض الكربون .

وقال معاليه إن عملية التقاط الكربون وإعادة استخدامه لإنتاج الميثين الصناعي ثم إعادة تسييله مرة أخرى ثم إنتاج الغاز المسال وتصديره إلى الأسواق سواء الأوروبية والآسيوية التي تبحث عن غاز مسال منخفض الكربون، يعطي عمرا أطول للشركة العمانية للغاز المسال.

وأوضح حمد بن محمد النعماني الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، أن مذكرة التفاهم تمثِّل نقطة انطلاق الشركة نحو إيجاد حلول طاقة صديقة للبيئة وأكثر استدامة، حيث تشترك الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال مع الأطراف الموقِّعة في ضرورة الالتزام بإنتاج الميثان بهدف تشكيل مستقبل خالٍ من الكربون باستخدام التقنيات الحديثة.

وأشار إلى أن الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ستقوم مع شركتي هيتاشي زوسن اليابانية وهيتاشي إنوفا بالاستجابة لكافة تفاصيل مذكرة التفاهم وتحديد مجالات البحث المشترك وتطوير وتنفيذ التقنيات تماشيا مع استراتيجية الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال نحو الحياد الصفري والجهود الوطنية لسلطنة عمان لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050.

من جانبه، أكد برونو فريدريك باودوين المدير التنفيذي وعضو المجلس الاستشاري بشركتي هيتاشي زوسن اليابانية، أن هذه فرصة سانحة للعمل معًا والقيام باستعراض جدوى هذه التقنية، ويعد توقيع هذه المذكرة خطوة مهمة نحو تحقيق ذلك.

وأضاف أن هذه التقنية يمكن تطبيقها بشكل أوسع ويمكنها أن تسهم في تغيير المجتمعات وذلك من حيث إمكاناتها على إزالة ثاني أكسيد الكربون.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإمارات تتصدر سوق الكربون الطوعي في المنطقة خلال 2025

تسعى دولة الإمارات إلى تعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية في سوق الكربون الطوعي استشرافاً للفرص الاستثمارية ضمن المبادرات الحكومية التي تهدف لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفقاً لمركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” ومقره أبوظبي.
ويعد سوق الكربون الطوعي منصة للشركات والأفراد لتداول أرصدة الكربون بهدف تعويض الانبعاثات الكربونية التي لا يمكن تجنبها، مما يتيح تحسين الاستدامة وتقليل التأثير البيئي.
السوق عالميًا وإقليميًا
وقال “إنترريجونال”: وفقاً لـ “مجموعة بوسطن كونسلتينج”، يتوقع أن يتراوح حجم سوق الكربون الطوعي في المنطقة بين 10 و40 مليار دولار بحلول 2030.
وتشير التقديرات العالمية إلى أن تصل قيمة سوق أرصدة الكربون إلى أكثر من 50 مليار دولار خلال نفس الفترة.
مبادرات
وأشار “إنترريجونال” إلى أن دولة الإمارات أطلقت عددًا من المشاريع الطموحة لتعزيز دورها في تجارة الكربون أبرزها: منصة سوق دبي المالي التجريبية لتداول أرصدة الكربون وذلك خلال مؤتمر (COP28)، لتسهيل تمويل المشاريع البيئية.
وفي سبتمبر 2023، تم إطلاق “تحالف الإمارات للكربون”: التزمت خلاله شركات بشراء أرصدة كربون أفريقية بقيمة 450 مليون دولار لتعزيز التواصل بين أسواق الكربون الإماراتية والأفريقية.
وجاءت AirCarbon Exchange في أبوظبي كأول بورصة منظمة بالكامل لتجارة الكربون، تُسهل عمليات البيع والشراء للشركات.
وأصبح سوق أبوظبي العالمي أول جهة تنظيمية تتعامل مع أرصدة الكربون كأدوات مالية، مما يعزز الشفافية في السوق.
وتعمل هذه المنصات على تسهيل عملية تداول أرصدة الكربون بين المشترين والبائعين ويمكن للشركات التي تمتلك فائضًا من أرصدة الكربون بيعها للشركات التي تحتاج إلى تعويض انبعاثاتها ويتم التحقق من جميع الأرصدة المتداولة من قبل هيئات تصنيف معتمدة عالميًا لضمان مصداقيتها. وتسهم هذه المنصات في توجيه الأموال نحو مشاريع الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، وتعزز من موثوقية التجارة في هذا المجال.

دعم حكومي وتشريعات
وأوضح “إنترريجونال ” أنه وفي إطار تنظيم انبعاثات غازات الدفيئة، أصدرت دولة الإمارات قرارًا وزاريًا يُلزم الشركات الكبيرة بمراقبة انبعاثاتها وتقديم تقارير عنها، كما أنشأت السجل الوطني لأرصدة الكربون لتعزيز التجارة في هذا المجال.
التقاط واحتجاز الكربون
تُعد الإمارات من الدول الرائدة عالميًا في تقنيات التقاط واحتجاز الكربون (CCS)، منها مشروع الريادة والذي تديره “أدنوك” لاحتجاز 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من مصنع “حديد الإمارات”.
أما مشروع حبشان فيُتوقع أن يضيف قدرة 1.5 مليون طن سنويًا، مما يرفع إجمالي قدرة “أدنوك” إلى 2.3 مليون طن، مع خطة للوصول إلى 10 ملايين طن سنويًا بحلول 2030.
استخدامات
تستخدم الإمارات ثاني أكسيد الكربون المحتجز بشكل رئيسي في عمليات الاستخلاص المعزز للنفط، مما يُسهم في تحسين كفاءة استخراج النفط وتقليل الأثر البيئي.
طرق الاستخلاص
وتعتمد تقنيات استخلاص الكربون على التقاط ثاني أكسيد الكربون من مصادر الانبعاثات الصناعية، مثل مداخن المصانع ومحطات توليد الطاقة. بعد التقاط الغاز، يتم ضغطه ونقله عبر خطوط أنابيب إلى مواقع تخزين جيولوجية مناسبة، مثل التكوينات الصخرية العميقة أو خزانات النفط والغاز المستنفدة، وفي بعض الحالات، يُستخدم ثاني أكسيد الكربون المحقون في تعزيز استخراج النفط، وهي عملية تُعرف بالاستخلاص المعزز للنفط.
ويُستخدم ثاني أكسيد الكربون المحتجز في الإمارات بشكل أساسي في عمليات الاستخلاص المعزز للنفط داخل الدولة.
دعم مشاريع مستدامة
أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة خارطة الطريق الوطنية لعزل الكربون، التي تشمل أنشطة مثل زراعة أشجار القرم وإنتاج بذورها لتعزيز العزل الطبيعي للكربون.
التزام مستقبلي
مع التزام الإمارات بخفض الانبعاثات بنسبة 40% بحلول عام 2030، تُعتبر إدارة الكربون محورًا رئيسيًا لتحقيق الاستدامة. كما تستهدف إنتاج 14.2 جيجاواط من الطاقة المتجددة، مما يعزز الحاجة إلى حلول مبتكرة لإدارة الكربون.
فرص مستقبلية
تفتح أسواق الكربون العالمية الباب أمام دولة الإمارات لبيع أرصدة الكربون أو تصدير تقنيات احتجاه، مما يدعم الجهود العالمية للحد من تغير المناخ ويعزز دور الدولة كقائد إقليمي في هذا المجال.


مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة الرقابة المالية: شهادات الكربون تساهم في تمويل المناخ في مصر
  • الإمارات تتصدر سوق الكربون الطوعي في المنطقة خلال 2025
  • القاهرة وواشنطن تؤكدان أهمية التنسيق المشترك لخفض التصعيد بالمنطقة
  • وزير البترول يبحث مع نظيرة القبرصي التعاون بمشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي
  • وزير البترول يبحث مع نظيره القبرصي التعاون في مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي
  • تعاون مشترك بين مصر وقبرص لتنمية حقول الغاز بالبحر المتوسط
  • هبوط النفط مع ضغوط ترامب على أوبك لخفض الأسعار
  • في دافوس.. ترامب يدعو لخفض أسعار النفط والفائدة
  • رئيس إيني : مصر ستعود إلى معدلات الإنتاج والتصدير للغاز خلال عامين
  • “أدنوك” تخفض كثافة الانبعاثات في حقل شاه النفطي باستخدام الذكاء الاصطناعي