اتهمت طبيبة مسلمة من أصول عراقية شرطة جامعة كنتاكي بتقييد يديها واحتجازها ساعات في مقاطعة فاييت بولاية كنتاكي الأميركية، وإجبارها على خلع حجابها وسؤالها عن ديانتها، ودعا مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) للتحقيق في ملابسات الاحتجاز.

وذكرت منظمة "كير" أن السيدة أوقفت ليلة الاثنين الماضي لقيادتها من دون مصابيح أمامية، واعتقلت "بسبب قضية تتعلق بغرامات متأخرة منذ عامين"، لكنها أخبرت المنظمة أنه لم يخبرها أحد بأنها معتقلة، ولا تتذكر أنها قرأت حقوقها.

ولم تذكر المنظمة اسم السيدة في بيانها الصحفي، ونقلت عن السيدة قولها إنها "سُئلت عدة مرات عن ديانتها" أثناء الحادث، و"تم تقييد يديها واحتجازها ساعات وأجبرت على خلع حجابها من أجل صورة الحجز".

وأوضحت المرأة أنه بينما كانت مقيدة اليدين و"في قاعة عامة حيث يمكن للجميع رؤيتي"، طُلب منها خلع حجابها. وقالت إنها رفضت وطلبت نقلها إلى منطقة خاصة.

وذكرت الطبيبة "تم نقلي بعد ذلك إلى غرفة أخرى بها باب نافذة ومرحاض، حيث كان هناك نصف جدار لا يزال لا يغطي رأسي، لقد اضطررت للجلوس منحنية فترة طويلة لم أستطع تحملها. ثم استخدمت ثوبي غطاء للرأس لأتمكن من الجلوس بشكل مستقيم ومن دون ألم في الظهر (…) أشعر حقًا بالرعب وسوء المعاملة من قبل هؤلاء الضباط".

وجاء في البيان الصحفي "في النهاية، تم إطلاق سراحها بكفالة بقيمة 100 دولار، وتقول إنه تم إخراجها من حقيبتها".

مدير مركز الاحتجاز قال إنه "سيلتزم بمراجعة ملابسات الحادث (مركز احتجاز ليكسينغتون فاييت كاونتي)

وأضاف مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية أن السيدة المذكورة قالت "أنا مسلمة، أنا أرتدي هذا لأسباب دينية، أرجوك احترم حقوقي". "لكن حقوقها للأسف لم تُحترم"، وأوضح أنه تم إجبارها على نزع الحجاب في حضور رجال تمكنوا من رؤيتها، وهو ما يعد انتهاكًا لمعتقداتها الدينية وانتهاكًا لا داعي له.

وأشار المجلس إلى أنه أرسل رسالة إلى المدير التنفيذي لمركز احتجاز مقاطعة فاييت العقيد سكوت كولفين، ورئيس شرطة "جامعة كنتاكي" جوزيف مونرو يطالبهما بالتحقيق في الحادث، "ووضع سياسات واضحة تسمح لأصحاب الديانات بالحفاظ على الحجاب وغيره من أغطية الشعر المطلوبة دينيا أثناء الاحتجاز".

من جانبه، قال كولفين في بيان إنه لم يتلق رسالة من مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، لكنه قال إنه "سيلتزم بالتأكيد بمراجعة ملابسات الحادث بشفافية بمجرد اطلاعي على المزاعم".

وقال كولفين "إذا أشارت تلك المراجعة إلى أن هناك حاجة إلى تغيير السياسة أو ممارسات الاحتجاز، فسيتم إجراؤها وتدريب الموظفين". وأضاف "يلتزم أعضاء هذا القسم مهنيًا بالحفاظ على حقوق الفرد وكرامته وحمايتها عند وضعهم في عهدتنا".

وحول أسباب الاحتجاز، أشارت شرطة جامعة كنتاكي إلى أنه تم إيقاف السيدة بسبب مخالفة مرورية، وبعد الكشف على بياناتها، اتضح أن لديها مذكرة قضائية معلقة بسبب غرامة غير مدفوعة منذ عام 2021، وزعم الضابط أنه لم يشارك في عملية الاحتجاز ولم يطلب منها خلع الحجاب.

وأوضحت الشرطة -في بيان لها- "نحن آسفون جدًا للمخاوف التي أعربت عنها بشأن تجربتها في مركز احتجاز مقاطعة فاييت. نحن نسعى جاهدين في جميع الأوقات لنكون مجتمعًا من الانتماء للجميع. هدف قسم الشرطة -دائمًا- هو تحقيق أعلى المعايير الأخلاقية الممكنة للأخلاقيات المهنية والأداء والتميز. وتحقيقا لهذه الغاية، فإن ضباطنا مدربون تدريبا شاملا على معايير الشرطة المجتمعية، التي تقدر كرامة وقيمة كل فرد.

في حين أكد البيان الصحفي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية أن التهم المتعلقة بالغرامة غير المدفوعة أسقطت قبل موعد المحاكمة المقرر الخميس الماضي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مباحثات أميركية فرنسية لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

أجرى المستشار في البيت الأبيض آموس هوكشتاين محادثات أمس الأربعاء مع مسؤولين فرنسيين في باريس حول احتواء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.

هوكشتاين الذي أصبح المبعوث الفعلي للولايات المتحدة لتهدئة النزاع بين إسرائيل وحزب الله، التقى بجان إيف لودريان وهو المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، وفقا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في البيت الأبيض أن فرنسا والولايات المتحدة تتفقان على ضرورة حل النزاع الحالي عبر الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل بوسائل دبلوماسية، مما يتيح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين العودة إلى بيوتهم مع ضمانات طويلة الأمد للسلامة والأمن.

وتأتي هذه الجهود في سياق استئناف محادثات وقف إطلاق النار التي تم تعليقها منذ يونيو/حزيران الماضي، إذ يعمل الوسطاء حاليا على إحيائها بشروط تستند إلى اقتراحات تحظى بدعم الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

وكانت القوات الإسرائيلية استهدفت قائدا كبيرا في حزب الله بمسيرات في جنوب لبنان، مما أدى إلى مقتله. ودفع مقتل القائد حزب الله للرد بهجوم صاروخي كثيف عبر الحدود.

وقال مسؤول استخباراتي لبناني رفيع إن الغارة التي نفذتها القوات الإسرائيلية بطائرة مسيرة قتلت محمد نعمة ناصر، المعروف أيضا باسم أبو نعمة، الذي كان من بين كبار مقاتلي حزب الله.

وقال المسؤول إن ناصر كان يقود وحدة عزيز التابعة لحزب الله، وهي إحدى القوات الرئيسية للحزب على طول الحدود اللبنانية.

وجاء هذا التصعيد في الوقت الذي كان فيه الدبلوماسيون في الغرب يعملون على تجنب نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، وهو خطر يبدو أنه قد زاد في الأسابيع الأخيرة.

وتكاثف تبادل النار عبر الحدود، وتحدث المسؤولون الإسرائيليون علنا عن تحويل تركيزهم العسكري من حركة حماس في قطاع غزة إلى حزب الله، الذي يشكل تهديدا أكثر تطورا وقوة.

من جانبه، أكد حزب الله أنه أطلق 100 صاروخ على أهداف عسكرية عبر الحدود كجزء من "رد أولي"، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في جميع أنحاء شمال إسرائيل.

وقالت القوات الإسرائيلية إن معظم الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة، لكن حزب الله استمر في تبني هجمات انتقامية حتى المساء.

إسرائيل تفقد سيادتها

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في وقت سابق إن إسرائيل "فقدت سيادتها فعليا" بالقرب من الحدود مع لبنان بسبب هجمات حزب الله عبر الحدود التي أجبرت جزءا كبيرا من السكان على مغادرة منازلهم.

وقد فرّ نحو 60 ألف إسرائيلي من المنطقة، حيث يعيش العديد منهم في فنادق تل أبيب على مدى الأشهر التسعة الماضية.

وفي تصريحاته، أشار بلينكن إلى أن حزب الله صرح بأنه إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فإنه سيوقف إطلاق النار على إسرائيل.

وقال إن هذا "يؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة".

ومن جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري ضد حزب الله، لكنها تفضل تسوية دبلوماسية.

وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي خلّف المئات بين قتيل وجريح، معظمهم بالجانب اللبناني.

ويرهن حزب الله وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربها المدمرة والمتواصلة على قطاع غزة بدعم أميركي للشهر التاسع على التوالي، مما أسفر عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء.

مقالات مشابهة

  • أمين عام الناتو يرفض دعوات إجبار أوكرانيا على قبول مبدأ "الأرض مقابل السلام" لإنهاء الحرب
  • أمنستي: ظروف احتجاز عقابية في إيطاليا تحرم المهاجرين من الحرية والكرامة
  • استقالة أول سيناتورة مسلمة في أستراليا من الحزب الحاكم تضامنا مع الفلسطينيين
  • وفاة طفل وصبي غرقا وإحباط محاولتي انتحار في ثلاث محافظات عراقية
  • بمشاركة عراقية.. قياديو الاتصالات في الشرق الأوسط يناقشون الأمن السيبراني بمؤتمر شنغهاي
  • مباحثات أميركية فرنسية لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
  • أسعار صرف الدولار في 7 محافظات عراقية
  • أسعار صرف الدولار في 7 محافظات عراقية - عاجل
  • خوسيلو يأمل في إجبار كروس على الاعتزال!
  • 1236 حالة احتجاز تعسفي في سوريا 86 منهم نساء وأطفال