جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-30@08:34:30 GMT

أفكار رمضانية.. هل تُطبَّق؟

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

أفكار رمضانية.. هل تُطبَّق؟

 

 

جابر حسين العماني

 

 

ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة والعطاء بلا حدود، وكما قال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ، وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ، فَاسْأَلُوا اَللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ، وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ، وَتِلاَوَةِ كِتَابِهِ).

ما أجمل أن يستغل الإنسان الشهر الفضيل في تقديم الخيرات للفقراء والمساكين، خصوصا أولئك الذين هم بحاجة ماسة لشراء الطعام ودفع فواتير الماء والكهرباء التي أرهقتهم، وغيرها من المستلزمات والاحتياجات، والتقرب بذلك إلى الله تعالى.

هناك الكثير من المبادرات والأفكار والأعمال الخيرية التي من الجيد استغلالها وتفعيلها في شهر رمضان المبارك، لنيل الأجر والثواب، وهي في حد ذاتها نافعة لمساعدة الطبقات الضعيفة في المجتمع، وذلك من باب التكافل الاجتماعي الذي أوصانا به الإسلام الحنيف، والمبادرات والأفكار التي نود ذكرها في مقالنا هذا لا يُحصي أجرها وثوابها إلا الله تعالى، لذا نضع للقراء الكرام بعض من تلكم الأفكار والأعمال والمبادرات النافعة التي نسأل الله تعالى أن نوفق جميعًا لأدائها خصوصاً في شهر رمضان المبارك وهي كالآتي:

الفكرة الأولى: لدينا الكثير من التجار ومُلّاك البنايات والبيوت والعقارات الذين جعلوا من مشاريعهم مشاريع ربحية واستثمارية، وذلك من خلال تأجيرها للناس، وجني الكثير من الأرباح الشهرية من مردودها، ونحن في شهر رمضان المبارك ندعو أولئك التجار الأخيار الكرام لتخفيض مبالغ الإيجار الشهرية إلى النصف، واحتساب النصف المخفض قربة إلى الله تعالى، بحيث يكون التخفيض محصورًا فقط للفقراء والمساكين والمحتاجين في شهر رمضان فقط، وذلك احتراماً للشهر الفضيل، حتى نسهل على الفقراء ضغوطات الحياة، وندخل السرور إلى قلوبهم، فما أجملها من فكرة تسهم في تيسير أمور المستضعفين من الفقراء والمساكين والتخفيف عليهم أعباء الحياة. الفكرة الثانية: وضع صندوق صغير في البيوت والمساجد والصفوف الدراسية والنوادي، وتوعية الأسرة والمجتمع بأهمية الصدقة لمساعدة الفقراء والمساكين، وذلك من خلال التبرع ولو باليسير في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك، فدرهم على درهم تكون دراهم كثيرة يستطيع من خلالها أبناء المجتمع إدخال الخير والبركة والسرور على بيوت الفقراء والمساكين. الفكرة الثالثة: التبُّرع للفقراء بالبهائم، يستطيعون من خلالها الحصول على مردود مادي ينعشون به وضعهم الاقتصادي، مثل إهدائهم البقر أو الغنم أو الدجاج، ليربونها ويحصلون من خلالها على عوائد مادية، ويستفيدون من لحمها ولبنها، وبذلك يكون المتبرع الكريم قد لبى نداء الباري عز وجل وهو في أفضل الشهور، وقد قال تعالى: "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" (آل عمران: 92). الفكرة الرابعة: التبرع بالملابس النظيفة واللائقة الزائدة عن الحاجة، وتقديمها للفرق الخيرية، حتى يتم ترتيبها وتوزيعها وتدويرها بحسب حاجة الفقراء والمحتاجين في المجتمع. الفكرة الخامسة: التبرع بجزء من مشتريات شهر رمضان المنزلية وجعلها كسلة رمضانية ثم تقديمها للفقراء والمساكين . الفكرة السادسة: تخصيص إفطار شهي للفقراء، ودعوتهم إليه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته في استقبال شهر رمضان: (أَيُّهَا اَلنَّاسُ؛ مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِمًا مُؤْمِنًا فِي هَذَا اَلشَّهْرِ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اَللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ، وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ). قيل: يا رسول الله؛ فليس كلنا يقدر على ذلك. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمرَةٍ). الفكرة السابعة: زيارة الفقراء والمساكين والاطمئنان على صحتهم وأحوالهم، ومن لم يستطع على ذلك فليبادر بالاتصال هاتفيا عليهم. الفكرة الثامنة: البحث عن الأيتام وسؤالهم عن أمنياتهم ومحاولة تحقيقها بقدر الاستطاعة، والتكفل بهم وباحتياجاتهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ كَفَلَ يَتِيمًا وَكَفَلَ نَفَقَتَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي اَلْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وقرن بين إصبعه المسبحة والوسطى). الفكرة التاسعة: اهداء الفقراء نسخًا من القرآن الكريم، ثم يطلب منهم الاهتمام بقراءة القرآن العزيز خصوصًا وهم في شهر رمضان المبارك لما له من دور في تهدئة الحالات النفسية والمرضية وبذلك يتم ربطهم بالله تعالى، ومن ارتبط بالله أكرمه الله بخير الدنيا والآخرة، قال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28). الفكرة العاشرة: هناك الكثير من الفقراء يعانون من الأمراض المختلفة، وهم بحاجة لشراء الدواء، ولكن لقلة إمكانياتهم المادية لا يستطيعون توفير أدويتهم، لذا من الجيد استغلال شهر رمضان المبارك بتوفير الدواء للمرضى الفقراء والمساكين والمحتاجين، فتلك خدمة عظيمة لا يقوم بها إلا من حظى بحظ عظيم.

تلك بعض الأفكار التي من الجيد استغلالها في الشهر الفضيل لنيل أعلى درجات الأجر والثواب، ولتفعيل التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، وتقوية أواصر المحبة والترابط والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد، وذلك بفعل الخيرات التي من شأنها أن تجعل من المجتمع مجتمعًا فاعلًا مميزًا ناجحًا عارفًا بأهمية الحقوق الاجتماعية والأسرية، والتي ينبغي العمل عليها حتى يحظى الجميع بمجتمع متماسك وقوي.

وأخيرًا.. من لم يستطع إعانة الفقراء والمساكين ماديًا لا يعني أن حقوق الإخوَّة قد سقطت عنه؛ بل يجب أن يستغل شهر رمضان المبارك وغيره من الشهور بالدعاء للفقراء بالخير وتفريج الكربات والهموم وتيسير الأمور، فذاك أقل واجب أخوي ينبغي العمل عليه في شهر رمضان المبارك.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة

قالت دار الإفتاء المصرية إن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة للعالمين، وهو العهد الأخير الذي عهد به الله إلى خلقه، ولذلك فهو يصلح لكل الأسقف المعرفية، ويتناغم مع جميع الحقائق العلمية.

حكم الإيمان بالغيبيات

وأضافت الإفتاء أن المسلمون يعتقدون أن الوحي هو كتاب الله المسطور، وأن الكون هو كتابه المنظور، وكلاهما صدر من عند الله؛ الوحي من عالم الأمر، والكون من عالم الخلق، وما كان من عند الله تعالى لا يختلف ولا يتناقض؛ ولذلك قال الله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54]، ومن هنا كان للمعرفة في الإسلام مصدران هما: الوحي، والوجود، وليس الوحي فقط.

وأوضحت أن الإسلام يقرر أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة؛ حيث يقول تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 76]، ويقرر أن المؤمن بهذا الدين ينبغي أن يكون في بحث دائم عن الحقائق، وإذا وجدها فهو أحق الناس بها؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الكَلِمَةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» "سنن الترمذي".

كما أن الإسلام دين علمي يشتمل على قواعد الفهم وأسس الاستنباط ومناهج التطبيق، كما أنه يتسق مع المفاهيم العقلية؛ لأن العقل من خلق الله تعالى، فهو يؤمن بكل وسائل العلم المختلفة ما دام أنها توصل إلى اليقين، فإذا حصل اليقين فهو مقدم على النتائج الظنية، ولكنه في نفس الأمر لا يقصر العلم على التجريبيات فقط، بل يتعداها إلى كل ما من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة صحيحة حتى لو لم تكن حسية، ويعتقد المسلمون أن الإيمان بالغيب لا يخالف العقل؛ لأنه جاء بما يفوق العقل، ولم يأتِ بما يستحيل في العقل.

وأكدت الإفتاء أن هناك فارقًا بين المستحيل العقلي وهو الجمع بين النقيضين، وبين الأمر الخارق للعادة وهو معجزات الرسل مثلًا.

فالإسلام يشكل منظومةً متكاملةً بين العلم والإيمان، تبدأ من دلالة هذا الكون على وجود الله تعالى، وأنه لم يخلقهم عبثًا، بل أرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الوحي الذي يطبقون به مراده من الخلق، ثم ختم هؤلاء الرسل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل لرسله من المعجزات والخوارق شديدة الوضوح ومن النصر والتأييد ما يقيم به الحجة والدليل على أنهم من عند الله.

 

مقالات مشابهة

  • حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة
  • المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
  • ترقب وقلق لدى الأسر المغربية من أسعار المواد الاستهلاكية خلال رمضان المبارك
  • آيات قرآنية عن شكر الله عز وجل
  • الفرق بين سجود الشكر وصلاة الشكر
  • الإسراء والمعراج
  • عدد ركعات صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك
  • متى يبدأ شهر رمضان المبارك في سلطنة عمان؟
  • نفحات شعبان.. فضائل وكنوز الشهر المبارك
  • «أوقاف كفر الشيخ»: تهيئة المساجد استعدادا لشهر رمضان المبارك