ملكة جمال ألمانيا الإيرانية الأصل تواجه التنمر والعنصرية وتناضل من أجل التنوع الثقافي
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
إعداد: ستيفاني ترويار إعلان اقرأ المزيد
لم تتوقع آبامه شوناور (39 عاما) التي تعمل كمهندسة معمارية وأم لطفلين أن تفوز بلقب ملكة جمال ألمانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
فرغم المنافسة الشديدة التي واجهتها، إلا أن هذه الإيرانية التي هاجرت برفقة عائلتها إلى ألمانيا وهي في السادسة من عمرها، استطاعت أن تجتاز جميع مراحل المنافسة وتفوز في النهاية بلقب ملكة جمال ألمانيا أمام أكثر من مئة منافسة.
اقرأ أيضافرنسا: منظمة نسوية تدّعي على مسابقة ملكة الجمال بسبب "التمييز لاختيار المشاركات"
وفور الإعلان عن فوزها في قاعة "أوروبا بارك" في بلدة بادن فورتمبيرغ، قرب مدينة شتوتغارت بجنوب ألمانيا حيث جرت المنافسة، عبرت الشابة الألمانية عن فرحتها العارمة قائلة: "لا أستطيع تصديق ما حدث".
لكن فرحة آبامه شوناور لم تدم طويلا، بل تحولت إلى كابوس بعدما تعرضت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى السخرية والتنمر والتعليقات المهينة بسبب سنها المتقدم وأصولها الإيرانية وجسدها.
آبامه شوناور تعمل كمهندسة معمارية. © أرشيف خاصوجدير بالذكر أن الشابة الألمانية ليست الوحيدة التي تعرضت للتنمر والهجمات العنصرية. بل سبق مثلا لملكة جمال اليابان أن تعرضت إلى انتقادات لاذعة بسبب أصولها الأوكرانية. وقبلها بأيام تعرضت ملكة جمال فرنسا لحملة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب قصة شعرها.
وانتشرت تعليقات مسيئة كثيرة على شبكة الإنترنت من بينها "ألتقي يوميا بملكة جمال ألمانيا مثل هذه في قسم الفواكه والخضار بالمراكز التجارية" أو "بعد ملكة جمال البرتغال المتحولة جنسيا وملكة اليابان ذات الأصول الأوكرانية، ها نحن لدينا ملكة جمال ألمانية من أصول إيرانية. إنه عالم اللعنة".
"إظهار معنى المرأة القوية"لا تريد آبامه شوناور منح الحملة التي تتعرض لها منذ انتخابها ملكة جمال ألمانيا، أهمية كبرى حيث تقول في تصريح لفرانس24: "غالبية التعليقات التي تلقيتها إيجابية. الناس عبروا لي عن حبهم. ممكن أن أتفهم الانتقادات. لكنها عندما تأتي من شخص يجلس وراء حاسوبه في الخفاء بدون أن ينشر اسمه الحقيقي ولا صورته، فماذا أستطيع أن أقول له في هذه الحالة".
اقرأ أيضاالمغرب العربي: تصاعد للعنصرية؟
هذا، ومنذ 2019 تغيرت بشكل كبير قواعد انتخاب ملكة جمال ألمانيا. فهيئة التحكيم أصبحت لا تأخذ بعين الاعتبار عنصر الجمال الجسدي فقط، بل باتت تهتم أيضا بشخصية المتنافسات والتزاماتهن في الحياة.
والدليل على هذا التغيير هو أنه تم السماح لكل من تمارة شواب، وهي امرأة تعيش بقلب اصطناعي وكريستينا ماجريوسكي المصابة بشلل للمشاركة في المسابقة.
آبامه شوناور في أحضان والدتها / صور خاصة. © أرشيف عائليهذه التغييرات هي التي سمحت أيضا لآبامه شوناور أن تشارك في المسابقة. "عندما أنجبت قبل سنتين، أحسست بأنه من واجبي أن أبين لابنتي ماذا يعني مفهوم المرأة القوية. وعندما رأيت نساء إيرانيات ينزلن إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهن، ذهلت بشجاعتهن. أما أنا فأعيش في حرية تامة بألمانيا ولدي صوت. لذا قلت في نفسي يجب أن أقوم بشيء ما".
"يجب أن لا ننسى أبدا جذورنا"ولدت آبامه شوناور في طهران بعام 1985. هذه المهندسة المعمارية لا تفلت فرصة للحديث عن بلدها الأصلي. غادرت إيران وذهبت برفقة عائلتها إلى ألمانيا وعمرها لم يكن يتجاوز ست سنوات.
في البداية كانت المعيشة في ألمانيا صعبة للغاية بالنسبة لها ولعائلتها. "في البداية، استقرينا في شقة تتسع لأربعة أشخاص. لم نكن نتحدث اللغة الألمانية. في إيران والدي كان يعمل بالتجارة ووالدتي أستاذة في مادة الرياضيات. كنا نعيش في ظروف حسنة، لكنهما قررا بيع كل شيء لنعيش أنا وأختي في ألمانيا بحرية".
المعمارية الشابة فخورة بهويتها المزدوجة. والداها علموها أن تحب بلدها الأم وتحترم البلد الذي استضافها أيضا، أي ألمانيا. "كانا يقولان دائما بأن الاندماج في المجتمع الألماني أمر مهم للغاية. يجب أن لا ننسى أبدا جذورنا لكن يجب أيضا أن نعلم بأننا نحن ضيوف في هذا البلد الجديد". وأضافت: "عندما تغير البلد، من المهم جدا أن توازن بين ثقافتك الأصلية وثقافة البلد الذي تعيش فيه لكي تكون سعيدا".
وغداة الاحتجاجات التي نظمت في إيران بعد مقتل الشابة مهسا أميني في 2022 بسبب عدم ارتداءها الحجاب، أسست آبامه شوناور جمعية محلية للدفاع عن النساء الإيرانيات اللواتي يعانين من القمع. سمتها "شيرزان".
وصرحت في هذا الشأن: "ننظم فعاليات ثقافية التي تسمح لنا بالحديث عن الأشياء الإيجابية ولكيلا ننسى ماذا يجري حاليا في إيران. النساء هن الأقوى ويتسمن بشجاعة كبيرة".
آبامه شوناور أسست جمعية خاصة من أجل الدفاع عن حقوق النساء في إيران بلدها الأصلي. © أرشيف خاصتخطط ملكة جمال ألمانيا الجديدة توظيف سمعتها من أجل تسليط الضوء على النساء الإيرانيات. وبالرغم من عدم امتلاكها الوقت الكافي للقيام بكل ما تريده، إلا أنها لا تنوي وقف عملها في مجال الهندسة المعمارية ولا تغيير حياتها الخاصة: "سأكون المعمارية وملكة جمال ألمانيا والأم أيضا في نفس الوقت".
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: حقوق المرأة الحرب بين حماس وإسرائيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج ملكة جمال العنصرية ملكة جمال ألمانيا إيران العنصرية حقوق المرأة وفاة مهسا أميني للمزيد اليوم العالمي للمرأة الحرب بين حماس وإسرائيل غزة الولايات المتحدة اليمن البحر الأحمر الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فی إیران
إقرأ أيضاً:
بريطانية تواجه خطر بتر قدمها بسبب الوشم.. 4 ساعات من الألم
في عمر الرابعة والثلاثين، قررت أم لخمسة أطفال أن تزين كاحلها بـوشم على شكل زهرة كبيرة الحجم 130 جنيهًا إسترلينيًا، ولم تتخيل يومًا أن هذا القرار البسيط سيغير حياتها إلى الأبد، فلم يمر سوى 48 ساعة حتى بدأت تشعر بألم شديد وتورم في هذه المنطقة، ثم يأتي تشخيص الأطباء ليقلب حياتها رأسًا على عقب.
الوشم يهدد حياة السيدة الثلاثينيةالبريطانية كيرستي جريفيث صاحبة الـ34 عامًا، قررت أن تدفع مبلغا زهيدا مقابل تصميم زهرة على كاحلها الأيمن أثناء عطلتها في تركيا الشهر الماضي، ولكن في غضون 48 ساعة، أصيبت السيدة الثلاثينية بمرض التهاب النسيج الخلوي الذي يهدد حياتها لوصوله إلى معدتها والمرارة، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
التهاب النسيج الخلوي هو عدوى بكتيرية تصيب الطبقات العميقة من الجلد ويمكن أن تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، ويتطلب هذا المرض استخدام المضادات الحيوية بشكل عاجل، وإذا لم يتم علاجه فإنه قد يؤدي إلى إصابة مناطق متعددة من الجسم، مما يؤدي في النهاية إلى الموت، وهو ما دفع الأطباء أن يبذلوا جهودًا حثيثة للسيطرة على عدوى السيدة «كيرستي»، ويقال إنهم أبلغوها بأنّه إذا استمر الوضع على هذا النحو فقد يتعين عليها بتر قدمها.
وتروي السيدة الثلاثينية لحظات الرعب والألم التي عاشتها: «لقد جاءني طبيبان جراحان مختلفان لزيارتي، وقال أحدهما إنه إذا لم تتحسن حالتي فقد أضطر إلى بتر قدمي، كنت أبكي وأصرخ كل ليلة من شدة الألم، وكنت أتناول جرعات من المورفين، إلا أنّ الألم كان مستمرًا رغم تناول المسكنات».
4 أيام قضتها «كيرستي» داخل المستشفى تحاول أن تداوي آلامها بالمسكنات، إلا أنّه لحسن الحظ اختفت العدوى بعدما تناولت المضادات الحيوية: «كان الوشم الخاص بي مليئًا بالجروح والقشور السوداء، وسبب لي حكة شديدة وكان لا يزال يؤلمني للغاية، كما لا زلت أعاني من العرج أثناء المشي، وأضطر إلى تناول الباراسيتامول كل أربع ساعات لتسكين الألم، لا أستطيع النوم طوال الليل لأنني أعاني من الكثير من الألم».
كواليس 4 ساعات من الألميعتقد الأطباء أن السيدة الثلاثينية أصيبت بالعدوى بسبب إدخال الإبرة بشكل عميق جدًا من قبل فنان الوشم، إذ تحكي «كيرستي» اللحظات التي أعقب رسم الخطوط العريضة على كاحلها: «عندما كان على وشك الانتهاء من الرسم، بدأت أشعر بالدوار وكأنني على وشك الإغماء، وأخبرته أنني لا أشعر بأنني على ما يرام، ثم نهضت، لم أستطع رؤية أي شيء وتقيأت، وحينها أخبرني فنان الوشم أن السبب في ذلك هو ارتفاع نسبة السكر في دمي، وفي هذه المرحلة اعتقدت أن السبب قد يكون ارتفاع نسبة السكر في الدم، وعشت أسوأ 4 ساعات من الألم في حياتي».
استيقظت «كيرستي» لتجد أن ساقها أصبحت ضعف حجم ساقها الأخرى، وتحولت إلى اللون الأحمر وظهرت البثور بكثرة على منطقة الوشم وشعرت بسائل خفيف يخرج منه وهو ما سبب العدوى، وبعد نقلها إلى مستشفى ويستون في بريسكوت، ميرسيسايد، أكدت الاختبارات إصابتها بالتهاب النسيج الخلوي، وتحذر السيدة الثلاثينية: «لم أقوم بإجراء بحث أو التحقق من خلفية هذا الشخص لأنني اعتقدت أنه آمن، وأود أن أقول للآخرين الذين يفكرون في الحصول على وشم في الخارج، عليكم إجراء بحثكم والاطلاع على الشخص الذي اخترتموه للقيام بهذه المهمة».