إعداد: ستيفاني ترويار إعلان اقرأ المزيد

لم تتوقع آبامه شوناور (39 عاما) التي تعمل كمهندسة معمارية وأم لطفلين أن تفوز بلقب ملكة جمال ألمانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

فرغم المنافسة الشديدة التي واجهتها، إلا أن هذه الإيرانية التي هاجرت برفقة عائلتها إلى ألمانيا وهي في السادسة من عمرها، استطاعت أن تجتاز جميع مراحل المنافسة وتفوز في النهاية بلقب ملكة جمال ألمانيا أمام أكثر من مئة منافسة.

اقرأ أيضافرنسا: منظمة نسوية تدّعي على مسابقة ملكة الجمال بسبب "التمييز لاختيار المشاركات"

وفور الإعلان عن فوزها في قاعة "أوروبا بارك" في بلدة بادن فورتمبيرغ، قرب مدينة شتوتغارت بجنوب ألمانيا حيث جرت المنافسة، عبرت الشابة الألمانية عن فرحتها العارمة قائلة: "لا أستطيع تصديق ما حدث".

لكن فرحة آبامه شوناور لم تدم طويلا، بل تحولت إلى كابوس بعدما تعرضت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى السخرية والتنمر والتعليقات المهينة بسبب سنها المتقدم وأصولها الإيرانية وجسدها.

آبامه شوناور تعمل كمهندسة معمارية. © أرشيف خاص

وجدير بالذكر أن الشابة الألمانية ليست الوحيدة التي تعرضت للتنمر والهجمات العنصرية. بل سبق مثلا لملكة جمال اليابان أن تعرضت إلى انتقادات لاذعة بسبب أصولها الأوكرانية. وقبلها بأيام تعرضت ملكة جمال فرنسا لحملة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب قصة شعرها.

وانتشرت تعليقات مسيئة كثيرة على شبكة الإنترنت من بينها "ألتقي يوميا بملكة جمال ألمانيا مثل هذه في قسم الفواكه والخضار بالمراكز التجارية" أو "بعد ملكة جمال البرتغال المتحولة جنسيا وملكة اليابان ذات الأصول الأوكرانية، ها نحن لدينا ملكة جمال ألمانية من أصول إيرانية. إنه عالم اللعنة".

"إظهار معنى المرأة القوية"

لا تريد آبامه شوناور منح الحملة التي تتعرض لها منذ انتخابها ملكة جمال ألمانيا، أهمية كبرى حيث تقول في تصريح لفرانس24: "غالبية التعليقات التي تلقيتها إيجابية. الناس عبروا لي عن حبهم. ممكن أن أتفهم الانتقادات. لكنها عندما تأتي من شخص يجلس وراء حاسوبه في الخفاء بدون أن ينشر اسمه الحقيقي ولا صورته، فماذا أستطيع أن أقول له في هذه الحالة".

اقرأ أيضاالمغرب العربي: تصاعد للعنصرية؟

هذا، ومنذ 2019 تغيرت بشكل كبير قواعد انتخاب ملكة جمال ألمانيا. فهيئة التحكيم أصبحت لا تأخذ بعين الاعتبار عنصر الجمال الجسدي فقط، بل باتت تهتم أيضا بشخصية المتنافسات والتزاماتهن في الحياة.

والدليل على هذا التغيير هو أنه تم السماح لكل من تمارة شواب، وهي امرأة تعيش بقلب اصطناعي وكريستينا ماجريوسكي المصابة بشلل للمشاركة في المسابقة.

آبامه شوناور في أحضان والدتها / صور خاصة. © أرشيف عائلي

هذه التغييرات هي التي سمحت أيضا لآبامه شوناور أن تشارك في المسابقة. "عندما أنجبت قبل سنتين، أحسست بأنه من واجبي أن أبين لابنتي ماذا يعني مفهوم المرأة القوية. وعندما رأيت نساء إيرانيات ينزلن إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهن، ذهلت بشجاعتهن. أما أنا فأعيش في حرية تامة بألمانيا ولدي صوت. لذا قلت في نفسي يجب أن أقوم بشيء ما".

"يجب أن لا ننسى أبدا جذورنا"

ولدت آبامه شوناور في طهران بعام 1985. هذه المهندسة المعمارية لا تفلت فرصة للحديث عن بلدها الأصلي. غادرت إيران وذهبت برفقة عائلتها إلى ألمانيا وعمرها لم يكن يتجاوز ست سنوات.

في البداية كانت المعيشة في ألمانيا صعبة للغاية بالنسبة لها ولعائلتها. "في البداية، استقرينا في شقة تتسع لأربعة أشخاص. لم نكن نتحدث اللغة الألمانية. في إيران والدي كان يعمل بالتجارة ووالدتي أستاذة في مادة الرياضيات. كنا نعيش في ظروف حسنة، لكنهما قررا بيع كل شيء لنعيش أنا وأختي في ألمانيا بحرية".

المعمارية الشابة فخورة بهويتها المزدوجة. والداها علموها أن تحب بلدها الأم وتحترم البلد الذي استضافها أيضا، أي ألمانيا. "كانا يقولان دائما بأن الاندماج في المجتمع الألماني أمر مهم للغاية. يجب أن لا ننسى أبدا جذورنا لكن يجب أيضا أن نعلم بأننا نحن ضيوف في هذا البلد الجديد". وأضافت: "عندما تغير البلد، من المهم جدا أن توازن بين ثقافتك الأصلية وثقافة البلد الذي تعيش فيه لكي تكون سعيدا".

وغداة الاحتجاجات التي نظمت في إيران بعد مقتل الشابة مهسا أميني في 2022 بسبب عدم ارتداءها الحجاب، أسست آبامه شوناور جمعية محلية للدفاع عن النساء الإيرانيات اللواتي يعانين من القمع. سمتها "شيرزان".

وصرحت في هذا الشأن: "ننظم فعاليات ثقافية التي تسمح لنا بالحديث عن الأشياء الإيجابية ولكيلا ننسى ماذا يجري حاليا في إيران. النساء هن الأقوى ويتسمن بشجاعة كبيرة".

آبامه شوناور أسست جمعية خاصة من أجل الدفاع عن حقوق النساء في إيران بلدها الأصلي. © أرشيف خاص

تخطط ملكة جمال ألمانيا الجديدة توظيف سمعتها من أجل تسليط الضوء على النساء الإيرانيات. وبالرغم من عدم امتلاكها الوقت الكافي للقيام بكل ما تريده، إلا أنها لا تنوي وقف عملها في مجال الهندسة المعمارية ولا تغيير حياتها الخاصة: "سأكون المعمارية وملكة جمال ألمانيا والأم أيضا في نفس الوقت".

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: حقوق المرأة الحرب بين حماس وإسرائيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج ملكة جمال العنصرية ملكة جمال ألمانيا إيران العنصرية حقوق المرأة وفاة مهسا أميني للمزيد اليوم العالمي للمرأة الحرب بين حماس وإسرائيل غزة الولايات المتحدة اليمن البحر الأحمر الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فی إیران

إقرأ أيضاً:

هل صيام الشخص المتنمر مقبول؟.. هبة النجار تجيب

أكدت الدكتورة النجار، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن التنمر من الذنوب العظيمة التي يجب أن يحذر منها المسلم، خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يسعى الجميع إلى التحلي بالأخلاق الحسنة والتقرب إلى الله عز وجل. 

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن التنمر لا يقتصر أثره على مجرد الكلمات الجارحة، بل قد يؤدي إلى أضرار نفسية جسيمة، تصل في بعض الحالات إلى الاكتئاب الحاد أو حتى الانتحار، خاصة إذا كان الشخص المتنمر عليه غير قادر على الهروب من بيئته، كما هو الحال في المدارس أو أماكن العمل. 

وأضافت أن الإسلام شدد على ضرورة عدم إيذاء الآخرين، مستشهدة بقاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، داعية الجميع إلى الانتباه لما يقولونه، فالكلمة قد تترك أثراً لا يُمحى في نفس الإنسان، مؤكدة أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يجب أن يشمل الامتناع عن الأفعال السيئة، ومنها التنمر، حتى يكون الصيام صحيحًا ومقبولًا عند الله.

أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: التنمر محرم شرعًا ومظهر من مظاهر الجاهلية

أخطر ذنوب السوشيال ميديا المنتشرة

وكانت الدكتورة هبة النجار، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، حذرت من أخطر ذنوب السوشيال ميديا المنتشرة بين الناس، لافتة إلى أنها أصبحت من العادات المنتشرة في الآونة الأخيرة ويرتكبها كثيرون في غفلة عن السيئات التي يتحملونها. 

وأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن التنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يختلف في حكمه عن التنمر اللفظي أو الجسدي، بل قد يكون أشد ضررًا، نظرًا لانتشاره السريع وتأثيره العميق على الحالة النفسية للأفراد، خاصة الشباب والمراهقين. 

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن البعض يظن أن التعبير عن الرأي على السوشيال ميديا بلا ضوابط، فيطلقون تعليقات مسيئة أو يسخرون من الآخرين ظنًا منهم أنها مجرد مزاح، لكن في الحقيقة، هذه الأفعال محرمة شرعًا وتعد من صور الأذى الذي حذر منه الإسلام، مستشهدة بقول النبي ﷺ: "المسلم ليس بطعّان، ولا لعّان، ولا فاحش، ولا بذيء".

وأضافت أن التنمر الإلكتروني قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، والاكتئاب، بل وقد يصل الأمر إلى الانتحار في بعض الحالات، مؤكدة أن الإسلام شدد على احترام مشاعر الآخرين وعدم السخرية منهم، لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ".

وشددت النجار على أهمية التصدي لهذه الظاهرة، موضحة أن من يشاهد التنمر ولا ينكره يكون شريكًا في الإثم، إلا إذا رفضه بقلبه أو تدخل لإنكاره باللسان أو الفعل، مستدلة بتصرف النبي ﷺ عندما نهى الصحابة عن الضحك على دقة ساقي الصحابي عبد الله بن مسعود، مؤكدًا أن لهما وزنًا أعظم من جبل أحد في الميزان عند الله. 

ودعت إلى التحلي بأخلاق الإسلام، والتوقف عن نشر التعليقات المسيئة أو تداول الصور والمنشورات التي تسخر من الآخرين، مطالبة الأهل والمدارس بتوعية الشباب بمخاطر التنمر وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمع.

مقالات مشابهة

  • الإدارة الأمريكية تتوعد بإستهداف السفن الإيرانية التي تحاول تقديم الدعم للحوثيين
  • هل صيام الشخص المتنمر مقبول؟.. هبة النجار تجيب
  • حسبة عمري الحلقة 1.. حزن عمرو عبد الجليل بسبب زواج ابنته
  • بلدية غزة: المدينة تواجه أزمة “عطش شديد” بسبب قطع إمدادات الطاقة والمياه
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • التنمر السياسي في العراق: السلطة والمجتمع
  • حسني مالك: أنا تشادي الأصل سوداني الجنسية سعودي النشأة.. فيديو
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • ريم النجم: نحن السعوديون الأصل والفصل وأنا سعودية أباً عن جد.. فيديو
  • ترامب: أوكرانيا قبلت وقف إطلاق النار ويمكننا إقناع روسيا أيضا