“رجل الظل” .. هل اغتالت اسرائيل مروان عيسى نائب محمد الضيف؟!
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
#سواليف
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية اليوم الإثنين، بالنشر عن أن #جيش_الاحتلال قصف ليلة السبت – الأحد الماضية موقعا في مخيم النصيرات بقطاع #غزة، بادعاء “وجود معلومات استخباراتية” حول تواجد #مروان_عيسى، نائب #محمد_الضيف قائد الذراع العسكري لحركة #حماس، في المكان.
في المقابل، أفادت تقارير فلسطينية باستشهاد 5 مدنيين وإصابة 9 آخرين في هذه الغارة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال يحقق في ما إذا تم اغتيال عيسى في هذه الغارة.
مقالات ذات صلة بايدن المتفائل.. 2024/03/11وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إنّ حماس تحقق فيما إذا كان مروان عيسى، الذي يعتبر الرئيس الفعلي لجناحها العسكري، قد استشهد في الغارة الجوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث كان يتواجد بحسب التقديرات.
#اغتيال مروان عيسى “العملية الأهم” منذ بدء الحرب
واعتبرت الصحيفة أنّه إذا تبين اغتيال مروان عيسى في الغارة، فإنها ستكون “عملية التصفية الأهم” منذ بداية الحرب على غزة، قبل أكثر من خمسة أشهر.
ويعتبر مروان عيسى الرجل الثالث في قيادة الجناح العسكري لحركة حماس بغزة بعد محمد الضيف ويحيى السنوار، بل والرئيس الفعلي للذراع العسكرية.
وأشارت يديعوت إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تردّ حاليا على التقرير الذي يفيد بأنه ربما تم تصفية مروان عيسى.
وحتى قبل اندلاع الحرب، لم يظهر مروان عيسى، البالغ من العمر 59 عامًا، إلا نادرًا.
ويعتبر “عيسى” هو حلقة الوصل بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية لحركة حماس في قطاع غزة منذ عام 2012، وهو المنصب الذي نسج له العديد من الارتباطات في حماس – ومنحه قوة وأهمية في نظر كلا الذراعين.
وقد سُجن “عيسى” في السجون الإسرائيلية لمدة خمس سنوات خلال الانتفاضة الأولى، في أعقاب نشاطه في حركة حماس، التي انضم إليها في سن مبكرة.
ويعتبر من مؤسسي الحركة، ولعب أدواراً أساسية في تطوير المنظومات العسكرية في الجناح العسكري لحركة حماس.
وحل عيسى محل أحمد الجعبري في المنصب الذي قتل في بداية العدوان على غزة عام 2012 .
ويعتبر شخصية “رمادية” إلى حد ما، ولم يكن لديه هالة تشبه هالة الضيف والجعبري.
وفي ضوء ظهوره العلني القليل، أطلق عليه لقب “رجل الظل”. وقد حاولت إسرائيل بالفعل اغتياله في الماضي.
في يناير/كانون الثاني، كشف المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، عن صور مزعومة لمنزل عيسى في البريج وسط قطاع غزة، حيث داهمته قوات الجيش .
وفي ديسمبر/كانون الأول، أفيد بأن محمد عيسى، نجل مروان، استشهد في غارة جوية. بينما توفي ابنه الأكبر منذ حوالي عام بسبب المرض.
بعد أن عجز الصهاينة عن الوصول لوالده..
الاحتلال المهزوز الجبان يقتل محمد عيسى، نجل القائد الكبير مروان عيسى (أبو البراء). pic.twitter.com/M7URpzzatZ
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف جيش الاحتلال غزة مروان عيسى محمد الضيف حماس مروان عیسى
إقرأ أيضاً:
الظل الروسي في الأزمة بين الجزائر ومالي
عدا عن الأسباب المحلية والعوامل الإقليمية المتداخلة من الصعب تجاهل أن لروسيا دورا في التأزم الذي تشهده علاقات الجزائر مع بعض الدول الإفريقية المحيطة بها وعلى رأسها مالي.
يصعب تخيّل الطغمة العسكرية الحاكمة في مالي «تستأسد» على الجزائر لو لم تكن وراءها قوة دولية تشجعها وتعدُها بالحماية. غالبا هذه القوة هي روسيا. في أسوأ الأحوال روسيا دفعت نحو التأزم، وفي أفضل الأحوال لم تفعل شيئا لمنعه.
كانت مالي جارا مسالما للجزائر طيلة العقود الثلاثة التي أعقبت استقلال البلدين (مالي في 1960 والجزائر في 1962) حتى جعل الرئيس موسى طراوري من التوقف في مطار الجزائر ومقابلة رؤسائها، ولو لدقائق معدودة، سُنة من سُنن رحلاته إلى فرنسا وأوروبا. ناهيك عن الزيارات الرسمية المبرمجة.
في تسعينيات القرن الماضي انشغل كل بلد بهمومه الداخلية فتراجع منسوب الدفء في العلاقات. ثم تحوّل الفتور إلى جفاء رغم إصرار الجزائر على البقاء وسيطا في أزمات مالي الداخلية. آخر مستويات الفتور كان العداء الذي نشهده هذه الأيام. وحادثة المسيّرة المالية التي أسقطها سلاح الجو الجزائري في تينزاواتين من أعراض الأزمة وليست من أسبابها.
هل من الصدفة أن يتحوّل الفتور إلى عداء مع بدء تسلل اليد الروسية إلى القارة الإفريقية بذرائع متعددة أبرزها مساعدة الأنظمة الحاكمة على سحق خصومها المحليين؟ وهل من الصدفة أن يتزامن الفتور بين الجزائر ومالي مع ذوبان التقارب التقليدي الذي كان بين الجزائر وموسكو؟
ليس من السهل الجزم بأن روسيا تتعمد تأزيم العلاقات بين الجزائر وجيرانها الأفارقة، لكن يجوز القول إن الحضور الروسي هناك لا يخدم بالضرورة الأمن القومي الجزائري التساؤلات التي تُطرح الآن في الجزائر عن دور روسيا في مالي وأسرار تخليها عن تحالفها مع الجزائر في غير محلها، لأن الاعتقاد بأن الجزائر وروسيا حليفتان استراتيجيتان، ثم البناء على ذلك، مغالطة من الأساس. الاتحاد السوفييتي ذاته لم يكن حليفا استراتيجيا للجزائر، لم يدعمها بالجرأة المطلوبة حتى أثناء حرب التحرير (1954 ـ 1962) بشهادة كبار قادة الثورة مثل فرحات عباس والأخضر بن طوبال، ولم يعترف بحكومتها المؤقتة إلا بعد سنتين من تشكيلها وبعد أن اعترفت بها عشرات الدول القريبة والبعيدة.
بعد الاستقلال، وبحكم الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية لثورتها، ولظروف دولية مساعدة، وجدت الجزائر نفسها في فلك المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، تتزود منه بحاجاتها العسكرية والاقتصادية دون أن يرقى ذلك إلى تحالف استراتيجي. بالنسبة للجزائر كانت موسكو سوقا لائقة للتزود بالسلاح وقطع الغيار العسكرية بشروط ميسَّرة أحيانا، وبالنسبة لموسكو كانت الجزائر زبونا جيدا ولاعبا يعيق، متى ما استطاع، تمدد الغرب الرأسمالي إلى شمال إفريقيا.
كانت الأرضية خصبة شجعت الود بين البلدين، فكان التقارب ذا طابعين، ثنائي ثم ضمن الكتلة الاشتراكية التي كانت تقارع الغرب الرأسمالي الاستعماري.
ورغم كل شيء، ورغم التعاون العسكري الكثيف، لم يبلغ التقارب بين البلدين مستويات استثنائية كأن يشمل مثلا بناء قواعد سوفييتية في الجزائر.
تزامن انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991 وانشغال الروس بمشاكلهم الداخلية مع انشغال الجزائر هي الأخرى بأزمتها الداخلية. بعد ذلك اختلفت روسيا عقائديا وبدأت تغيّر طموحاتها، ففقدت العلاقات الثنائية بريقها وأصبحت تعيش على الحنين وبقايا الاعتقاد بأن الدولتين حليفتان تقليديتان. وبينما عملت روسيا على التحرر من ذلك الاعتقاد، حافظت عليه الجزائر وظل خطابها السياسي والإعلامي يكرر، تلميحا وتصريحا، أن روسيا حليف استراتيجي. يجب القول أيضا إنه رغم التراجع، حافظت العلاقات الثنائية على دفئها وخلت من أسباب التوتر.
لكن بحلول العقدين الماضيين تراكمت جملة من العوامل عمّقت المسافة بين البلدين رغم استمرار الحديث في العاصمتين عن شراكة اقتصادية وسياسية قوية. من هذه العوامل حديث الجزائر عن تنويع صادرات سلاحها وتوجهها إلى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى من أجل ذلك. تكرار الدبلوماسية الجزائرية أنها ترفض التدخلات الأجنبية في الدول الإفريقية بينما أصبح التدخل ركنا من أركان العلاقات الدولية الجديدة، وبينما كانت روسيا تتمدد في القارة، وفي دول على أبواب الجزائر، عبر شركاتها الأمنية ومرتزقتها وتؤثر في الصراعات الداخلية وفق حساباتها الخاصة. وعندما توغل الجيش الروسي في أوكرانيا امتنعت الجزائر عن دعم موسكو صراحة وفضلت الوقوف على الحياد، لكن نُسب لها إغراء أوروبا بغازها لتعويض الغاز الروسي الذي أُخضع لعقوبات غربية. هذه العوامل وأخرى كرّست الاعتقاد في موسكو بأن الجزائر ليست حليفا موثوقا، وكرّست الاعتقاد في الجزائر بأن عهد الصداقة القوية مع روسيا والوثوق بها قد ولّى.
ليس من السهل الجزم بأن روسيا تتعمد تأزيم العلاقات بين الجزائر وجيرانها الأفارقة، لكن يجوز القول إن الحضور الروسي هناك لا يخدم بالضرورة الأمن القومي الجزائري، وقد يضر به في بعض الحالات. ففي سعيها للتخلص من النفوذ الفرنسي في دول الساحل الإفريقي، عملت روسيا على توجيه قادة هذه الدول إلى التضحية برصيد العلاقات مع دول الجوار وبينها الجزائر.
(القدس العربي)