أنقرة (زمان التركية) – قال تقرير لوكالة بلومبيرج إن شركات المنسوجات التركية ترى مصر كمركز إنتاج بديل.

ويبحث مصنعو المنسوجات الأتراك نقل استثماراتهم الإنتاجية إلى مصر نتيجة لانخفاض العملة المصرية، ووعود الإصلاح، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه المنتجون في تركيا، وهي سابع أكبر مصدر للملابس الجاهزة في العالم، وضعًا صعبًا بسبب ارتفاع الحد الأدنى للأجور وأسعار الصرف.

ويرى قطاع الأعمال التركي مصر كقاعدة إنتاج بديلة  مع انخفاض العملة بنسبة 40٪ تقريبًا الأسبوع الماضي وانخفاض تكاليف الطاقة.

ويوضح شرف فايات، رئيس قسم الملابس في اتحاد الغرف والبورصات السلعية في تركيا، أن ميل مصر نحو السياسات الاقتصادية “العقلانية” يجعلها منافسًا هائلاً بالقرب من تركيا، مفيدا أن الشركات التي لديها استثمارات بالفعل داخل مصر تدرس حاليا توسيع مرافقها بالبلاد.

انخفاض صادرات المنسوجات

وفقًا لبيانات جمعية مصدري المنسوجات، كانت السلبيات التي يواجهها مصنعو الملابس في تركيا واضحة حتى قبل تراجع الجنيه المصري، حيث انخفضت صادرات المنسوجات طوال عام2023 واستمرت في الانخفاض في الشهرين الأولين من هذا العام.

وأعلن كل من البنك المركزي التركي ووزير الخزانة والمالية محمد شيمشك أن الليرة ستستمر في اكتساب القيمة عندما يتم التخلص من التضخم الذي يقترب من 70 في المئة.

تركيا سوق مكلف للغاية

ويؤكد فايات أن القوة النسبية للعملة بعد سنوات من الانخفاضات الحادة تجعل من المستحيل على المنتجين عكس زيادات التكلفة للمستهلكين، بينما تفيد الحكومة التركية أن الحفاظ على استقرار الليرة هو المفتاح لكبح التضخم.

وذكر فايات أن تركيا أصبحت مكلفة للغاية، قائلا: “أصحاب الأعمال الذين أتحدث إليهم يقولون إنهم يسرحون العمال. يجب أن تصل إلى نقطة لا يتعرض فيها سعر الصرف للضغط”.

ويتطلب التغيير الهادف في الإنتاج أكثر من مجرد عملة ضعيفة، ففي مصر لطالما اشتكى المستثمرون من تهميش المؤسسات الحكومية للمؤسسات الخاصة.

ويضغط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، اللذان سيزيدان بشكل كبير من الأموال الممنوحة لمصر، من أجل تغيير هذا الوضع.

 تعزيز الاستثمارات التركية في مصر

وتستثمر شركة Yesim Grup، وهي شركة تركية لتصنيع العلامات التجارية العالمية مثل Zara و Lacoste و Tommy Hilfiger، في الإنتاج في مصر منذ عام 2008، حيث صرح رئيس مجلس إدارة الشركة، شانول سانكايا، انهم قد يفكرون في زيادة استثماراتهم داخل مصر مرجعا هذا إلى اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة وانخفاض تكاليف العمالة بنحو 30 في المئة عن تركيا.

 

Tags: المركزي التركيالمنسوجات التركيةانخفاض الجنيه المصريمحمد شيمشاك

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: المركزي التركي المنسوجات التركية انخفاض الجنيه المصري

إقرأ أيضاً:

الحسابات التركية

دعمت تركيا جانباً كبيراً من فصائل المعارضة السورية المسلحة والمدنية حتى نجاحها في إسقاط النظام وتشكيل حكومة انتقالية جديدة، وبات واضحاً حجم الدور التركي في ترتيب جانب أساسي من خطابها ولغتها الجديدة، فقد دعمت الجيش الحر وهيئة تحرير الشام، وتعمل بشكل عملي على بناء نموذج نجاح في سوريا متحالف مع تركيا، بصرف النظر عن خلفيات هذه الفصائل الأيديولوجية والعقائدية.

لم تشغل تركيا بالها كثيراً بمدى عمق المراجعة العقائدية التي أجرتها هيئة تحرير الشام لفكرها العقائدي، إنما دعمت خياراً سياسيّاً وعسكريّاً سوريّاً لديه حاضنة شعبية كبيرة في الداخل، مستفيدة من انهيار شعبية الأسد ومن حجم الجرائم التي ارتكبها، على عكس تجارب التغيير العربية الأخرى سواء كانت مسلحة مثل ليبيا التي ظلت هناك حاضنة شعبية ولو محدودة للقذافي، أو سلمية مثل السودان عقب سقوط نظام البشير أو مصر عقب تنحى مبارك، حيث ظل هناك قطاع من الناس مؤيد لهذه النظم، حتى بعد سقوطها، ولذا فإن حالة شبه الإجماع الشعبي على رفض نظام بشار ودعم أي مشروع يُسقطه سهلت من مهمة الفصائل المسلحة في الانتصار والسيطرة على البلاد.

ومن هنا، فإن الدور التركي حريص على أن يكون داعماً للمسار الجديد، لا أن يصنعه، على عكس ما جرى في العراق في 2003 حين غزته الولايات المتحدة، وأسقطت نظامه بالقوة المسلحة، وعينت أمريكيّاً «بريمر» ليقود المرحلة الانتقالية، ثم استخدمت بعد ذلك أدوات محلية لإدارة العراق، أما في سوريا فالفصائل السورية هي التي أسقطت النظام بدعم خارجي تركي، واختارت التوقيت المناسب لمعركتها، بعد أن تراجعت قوة حزب الله والميليشيات الإيرانية، وأسقطت النظام في أقل من عشرة أيام. تركيا قرأت هذا الواقع جيداً، ودعمت المعارضة من وراء الستار، وراهنت على الجواد الرابح الذي صُنع وتربى في الواقع المحلي السوري، وكان يحتاج اللحظة المناسبة ليعلن انتصاره.


إن خطاب قادة سوريا الجدد فيه كثير من «البراغماتية التركية» و«وعي ما» بإرث عقدين من الزمان عرفت فيهما سوريا مآسي كثيرة، وأيضاً وعي بوطأة فشل تجارب التغيير العربية، بما فيها التجارب المدنية والسلمية.
التداخل التركي مع التجربة السورية انطلق من أنه غير مُحمَّل بإرث الانقسامات الأيديولوجية العربية وليس طرفاً مباشراً فيها، فاختفت جمل «اجتثاث البعث»، التي طُرحت في العراق، كما غابت جملة «حل الجيش»، وسَعَت القيادة الجديدة إلى تسوية أوضاع جنود وضباط الجيش السوري ماداموا لم يرتكبوا جرائم في حق الشعب.
وضعية تركيا، التي لم تكن طرفاً في أي تجربة تغيير عربية سابقة، جعلتها في وضع سمح لها أن تقول للجانب السوري: يجب أن تكون أعينكم على المستقبل، وألّا تشغلوا أنفسكم بمعارك الماضي، وهذا تحدٍّ ليس بالسهل تحقيقه.

مقالات مشابهة

  • الدفاع التركية : عازمون علي مواصلة العمليات عبر الحدود
  • إزمير التركية تتحول إلى مكب نفايات
  • (شركات وأدوية)
  • واشنطن تجدد دعمها للانتقال نحو حكومة شاملة في سوريا
  • الحسابات التركية
  • بسبب اليمن.. شركات عالمية ترفض استئناف رحلاتها إلى إسرائيل
  • الشرقية تستعد لإنطلاق امتحانات الشهادة الاعدادية للعام الدارسي 2024/2025
  • فان دايك يرفض عرضا مغريا للانتقال إلى ريال مدريد
  • تركيا تمدد تعليق رحلاتها من وإلى مطار السليمانية الدولي
  • محافظة بني سويف تستعد لبيع 35 ألف دجاجة بأسعار مخفضة للمواطنين