قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي القره داغي إن على المسلمين الوقوف بجانب إخوتهم في قطاع غزة ودعمهم والتبرع لهم، وأفتى الشيخ بأفضلية أن يتبرع المسلم بتكاليف العمرة لغزة، كما دعا الفلسطينيين وكل مسلم يستطيع الوصول للأقصى دون تأشيرة من الاحتلال للاحتشاد في المسجد الأقصى وعمارته لمواجهة المخططات الإسرائيلية.

وأضاف القره داغي في مقابلة مع وكالة الأناضول أنه "من ناحية المقاومة، بفضل الله إلى الآن لم تُهزم، وإن شاء الله لن تُهزم، والموقف الصهيوني حقيقة الآن في مرحلة الضعف، لا أقول من ناحية القوة العسكرية، ولكن من ناحية القوة المعنوية والجوانب الأخلاقية".

واستطرد "تقييمنا للوضع الإنساني مؤلم جدا جدا، لم يشهد التاريخ لا أيام المغول ولا التتار مثل هذه المأساة التي نشاهدها في غزة".

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات الفلسطينيون بقطاع غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال بين براثن مجاعة أودت بالفعل بحياة أطفال ومسنين، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون، والذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

غزة ورمضان

وبخصوص واجبات المسلمين في شهر رمضان المبارك، أفتى القره داغي قائلا " إنني أفتي بأنه ينبغي للشخص الذي يريد أن يعمل عمرة مستحبة في رمضان، أن يعطي قيمة العمرة المستحبة لإخواننا في غزة، فيكون أجره عند الله سبحانه وتعالى أكثر من ذلك".

وقال رئيس هيئة علماء المسلمين "أطالب أمتي أن يسارعوا إلى الخيرات، وأن يجودوا بكل ما يمكن أن يجودوا به، وأن يحسوا بما عليه إخواننا في غزة من جوع وعطش ومرض".

مخاطر على الأقصى

وحول ما يتعرض له الحرم القدسي قال القره داغي "ما طوفان الأقصى إلا حماية للأقصى، هم أتوا بـ5 بقرات حمراء لذبحها على أساس يُهدم المسجد الأقصى بأي وسيلة، ثم حسب ترانيمهم وطقوسهم تُذبح هذه البقرات، فلذلك كل شيء ممكن".

ودعا الفلسطينيين في الضفة وفي أراضي 48 بالذهاب للقدس والصلاة في الأقصى، كما قال "حتى الذي يستطيع أن يذهب (من خارج فلسطين) دون تأشيرة من دولة الاحتلال فليذهب، ويعمرون المسجد الأقصى ليلا ونهارا، يحمون ويقومون بواجبهم".

دعم جنوب أفريقيا

وبخصوص قيام جنوب أفريقيا بمقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية دعا الشيخ القره داغي الحكومات الإسلامية إلى دعم موقف جنوب أفريقيا حتى لا تقف وحيدة.

كما ذكر القره داغي أن الاتحاد التقى سفير جنوب أفريقيا في قطر واطلع منه على أن بلاده تعرضت للضرر بسبب ملاحقتها لإسرائيل ولكنه أكد أن بريتوريا مستعدة للاستمرار في سبيل مبادئها.

وطالب القره داغي الدول الإسلامية أن "تعوض هذا الضرر بالتأييد والدعم والاستثمارات؛ لأنه مع الأسف الشديد الاستثمارات العالمية معظمها بأيدي اليهود والأميركان والدول الغربية".

موقف الغرب

وبالنسبة لموقف الدول الغربية مما تتعرض له غزة، قال: "في الغرب كل شيء لم يعد له قيمة، أصبحت المبادئ بلا قيمة، لا مبادئ قانونية وإنسانية كما نشاهد في غزة. لا قانون دولي ولا قانون إنساني ولا رحمة إنسانية. المبادئ الإنسانية والقوانين الإنسانية وضعت تحت أرجل الصهاينة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان حريات جنوب أفریقیا القره داغی فی غزة

إقرأ أيضاً:

هكذا عززت تصريحات ترامب الدعم الشعبي الأوروبي لغزة

لندن- شهدت مدن أوروبية كبرى تصاعدا ملحوظا في المظاهرات الداعمة لفلسطين، وخاصة قطاع غزة، بعد فترة من التراجع النسبي في النشاط الاحتجاجي. ويعود ذلك إلى تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بسبب السياسات الأميركية المتشددة تجاه القضية الفلسطينية ودعمها غير المشروط لإسرائيل في حربها المستمرة ضد غزة.

في السياق، قال كريس نيانام مسؤول أمن المسيرات الوطنية بحملة "التضامن من أجل فلسطين" البريطانية، للجزيرة نت، إن العاصمة لندن شهدت مظاهرتين وطنيتين منذ 18 يناير/كانون الثاني الماضي، مع استمرار التحركات في الشوارع تأكيدا على التزام الحركة الاحتجاجية بالضغط الشعبي.

وأشار إلى أن حادثة ذلك اليوم، التي شهدت تدخلا أمنيا مكثفا، وأكبر حملة اعتقالات ضد متظاهرين في المملكة المتحدة، لم تَثْن المحتجين عن التظاهر بل زادتهم تصميما على مواصلته.

حركة قوية

وأضاف نيانام "الحركة ملتزمة تماما بالبقاء في الشوارع ولدينا احتجاج، الخميس المقبل، ضد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر للمملكة المتحدة، وسنستمر في الاحتجاجات خلال الأسابيع والأشهر المقبلة".

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من انتقاد عضو البرلمان البريطاني إيميلي ثرونبري لنائب وزير الخارجية الإسرائيلي، وذلك إثر قيامه بتصويرها سرا ومشاركة الفيديو على الإنترنت، حيث يخطط التحالف المنظم للمسيرات الوطنية في لندن للوقوف أمام البرلمان احتجاجا على الزيارة.

إعلان

وبرأيه، فإن التركيز الإعلامي على القضية الفلسطينية تراجع جزئيا بفعل انشغال الإعلام الغربي بأزمات أخرى، لكنه شدد على أن الحركة الاحتجاجية لا تزال قوية وتشهد مشاركة واسعة، حيث بلغ عدد المشاركين في احتجاج، 15 مارس/آذار الجاري، 50 ألف شخص.

وفي بيان شاركه التحالف المنظم للمسيرات الوطنية في لندن، أدانت حملة "التضامن من أجل فلسطين" بأشد العبارات تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول ما سمته "تطهيرا عرقيا محتملا بحق سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة"، وأكدت أن هذه الخطط تمثل "جريمة تاريخية تتحدى القانون الدولي وتنتهك الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني".

نيانام أكد أن الاحتجاجات البريطانية قد تكون محفزا لحراك شعبي أوسع ببقية العواصم الأوروبية (الجزيرة) احتجاجات محفزة

كما لفتت الحملة إلى أن "إسرائيل كانت قد ناقشت خططا مشابهة منذ سنوات، حيث أعدت وزارة استخباراتها في أكتوبر/تشرين الأول 2023 خطة لتهجير سكان غزة إلى مصر بالقوة، أي قبل أكثر من عام من تولي ترامب الرئاسة".

وحسب البيان ذاته، تأتي هذه الخطط "في وقت تسعى فيه حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى فرض سيادتها الكاملة على الضفة الغربية، بما يكمل مشروع الاستيطان في كامل فلسطين التاريخية".

وأكد نيانام أن الاحتجاجات في بريطانيا "تُعد الأقوى". وتحدث عن وجود مظاهرات في فرنسا وألمانيا شارك فيها الآلاف في بعض المناسبات "وإن كانت أقل زخما مقارنة بلندن".

وشدد على أن الاحتجاجات في بريطانيا قد تكون محفزا لحراك شعبي أوسع في بقية العواصم الأوروبية، لذلك يستشعر تحالف التضامن مع فلسطين، المكون من عدة مؤسسات أبرزها "أوقفوا الحرب" و"حملة التضامن مع فلسطين"، المسئولية تجاه قيادة هذا الحراك ضد الحكومات.

ووفقا له، فإن إعراب وزير الخارجية والحكومة البريطانيين عن القلق بشأن قطع المساعدات والكهرباء عن غزة، هي "أقوال خالية من أي أفعال ممكنة يُفترض أن تكون مسؤولة وفورية من قبل الحكومة التي تستطيع إيقاف إسرائيل عند حدها، ولكن هذا لا يحدث".

بريشيث وصف تصريحات ترامب حول غزة بالجنون السياسي (الجزيرة) جنون سياسي

من جانبه، قال حاييم بريشيث، وهو أستاذ تاريخ وأكاديمي ناشط في مناهضة الصهيونية، إن السياسات المتشددة التي تنتهجها إدارة ترامب، والتي تضمنت تهديدات علنية ضد الفلسطينيين وخططا مثيرة للجدل مثل شراء غزة وتحويلها إلى وجهة سياحية، كانت أحد العوامل الرئيسية في دفع الجماهير الأوروبية للنزول إلى الشوارع.

إعلان

وفي حديثه للجزيرة نت، وصف بريشيث تلك التصريحات بـ"الجنون السياسي الذي يتبناه ترامب"، وأضاف أنها أسهمت في إثارة غضب الشارع الأوروبي وعززت الشعور العام بضرورة التصدي لهذه السياسات العدوانية.

وأشار إلى أن دعم إدارة ترامب لإسرائيل بشكل غير مشروط أدى إلى تقويض مصداقية النظام القانوني الدولي، مما تسبب في مخاوف متزايدة من أن هذه السياسات ستشجع انتهاكات إضافية في المستقبل.

وبرأي بريشيث، فإن استمرار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل دون قيود، بالتزامن مع تعقد المشهد السياسي في الشرق الأوسط وأوروبا، سيبقي القضية الفلسطينية في دائرة الضوء. وأضاف أن الضغط الشعبي المتزايد قد يدفع الحكومات الأوروبية إلى اتخاذ مواقف أكثر استقلالية في التعامل مع هذه القضية، في محاولة للحفاظ على الاستقرار الداخلي وتجنب تصاعد التوتر مع الجماهير الغاضبة.

يُشار إلى أن تحالف تنظيم المسيرات الوطنية ببريطانيا أكد أن مطالبهم تتضمن وقف بيع الأسلحة إلى إسرائيل، وفرض عقوبات صارمة عليها حتى تمتثل للقوانين الدولية وتنهي الاحتلال، كما يدعون إلى تحرك عاجل لإنشاء قوة حماية دولية في غزة والضفة الغربية لضمان أمن المدنيين الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • هكذا عززت تصريحات ترامب الدعم الشعبي الأوروبي لغزة
  • مشروع ترامب لغزة.. مناورة استراتيجية أم مخطط قائم؟
  • هل يجوز للمعتمر الفطر في نهار رمضان للتقوي على أداء المناسك ..الإفتاء تجيب
  • الخطة المصرية واعدة لغزة ولدور القاهرة
  • «حكماء المسلمين» يدعو لتعزيز لغة التعايش ومواجهة خطابات التَّعصب
  • شيخ الأزهر يدعو في خطاب بالأمم المتحدة إلى إنشاء قواعد بيانات توثق الجرائم ضد المسلمين
  • الأمم المتحدة قلقة من ارتفاع التعصب ضد المسلمين
  • مفتي الجمهورية: العمرة بالتقسيط جائزة لمن يستطيع السداد دون مشقة
  • المفتي: العمرة بالتقسيط جائزة لمن يستطيع السداد دون مشقة
  • جمعية رفاق تطلق 15 حافلة لنقل 508 مستفيدين لأداء العمرة