تعد الزكاة واحدة من أعمدة العبادة والتضامن الاجتماعي، وتشكل ركيزة أساسية في بناء مجتمع يحكمه العدل والرحمة والمودة، كما تُعبر الزكاة عن التكافل والاهتمام بالآخرين من خلال مساهمة كل مسلم قادر بجزء من ثروته لمساعدة الفقراء والمحتاجين، ولذلك يتساءل الكثيرون لمن تعطى زكاة الفطر.

لمن تعطى زكاة الفطر

وحول التساؤل بخصوص لمن تعطى زكاة الفطر، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يتعين إخراج الزكاة قبل صلاة عيد الفطر بكمية محددة تعادل صاعًا من غالب قوت البلد، على كل فرد من المسلمين، مستشهدا بما جاء ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، مِنَ الْمُسْلِمِينَ» أخرجه مسلم في «صحيحه».

8 أصناف يستحقون زكاة الفطر 

وأوضحت الإفتاء خلال حديثها عن لمن تعطى زكاة الفطر بأن معظم الفقهاء يؤكدون أن مصارف زكاة الفطر هي نفسها مصارف زكاة المال الثمانية، والتي ذكرها الله عزوجل في كتابه الكريم: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» [التوبة: 60].

من يستحق زكاة الفطر واستكمالا للحديث عن لمن تعطى زكاة الفطر، شرحت دار الإفتاء المستحقين لزكاة الفطر ذلك لما جاء في الآية القرانية الكريمة وجاءوا كالتالي:

الفقير: هو الشخص الذي لا يمتلك شيئًا على الإطلاق، أو يمتلك مبلغًا ضئيلاً من المال أو الدخل الذي لا يغطي احتياجاته الأساسية.

المسكين: هو الشخص الذي يمتلك مقدارًا من المال أو الدخل يغطي جزءًا معينًا من احتياجاته، ولكن لا يكفيه لتلبية كل احتياجاته.

العاملون على الزكاة: هم الجهات المسؤولة عن جمع وتوزيع الزكاة، وتحدد شروط ذلك بدقة في كتب الفقه.

المؤلفة قلوبهم: تختلف آراء الفقهاء حول ما إذا كان يجب عليهم الحصول على جزء من الزكاة من عدمه

في الرقاب: تم إلغاء فرض الزكاة على الرقيق، بموجب الاتفاقية الدولية لتحرير الرق التي وقعت في برلين عام 1860 ميلادية.

الغارمون: هم الأشخاص الذين انتهت مدة ديونهم ولا يستطيعون سدادها.

في سبيل الله: يشمل هذا البند الغزاة في سبيل الله، وفي بعض الفقهاء يسمحون بإخراج الزكاة للحجاج والمهاجرين أيضًا.

ابن السبيل: هو المسافر الذي يجد نفسه بعيدًا عن بلده ولا يمتلك ما يكفيه للعودة، وعليه إخراج زكاة الفطر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: زكاة الفطر الزكاة

إقرأ أيضاً:

الأحاديث النبوية الواردة عن ليلة الإسراء والمعراج

أكدت دار الإفتاء المصرية على أهمية الأحاديث النبوية التي وردت عن رحلة الإسراء والمعراج، التي تمثل واحدة من أعظم معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستعرضت دار الإفتاء أبرز هذه الأحاديث التي توضح تفاصيل الرحلة وأحداثها.

الحديث الأول: معجزة الإسراء


وجاء ذلك في فتواها الصادرة عن فضيلة الشيخ عبد اللطيف عبد الغني حمزة، روى الحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَمَّا كَذَّبَتْنِى قُرَيْشٌ قُمْتُ في الْحِجْرِ فَجَلاَ اللهُ لي بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ». ورد هذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما.


وأوضحت دار الإفتاء أن هذا الحديث يظهر قدرة الله على تمكين النبي صلى الله عليه وسلم من وصف المسجد الأقصى بدقة رغم عدم زيارته له قبل ذلك، إذ أراه الله تعالى بيت المقدس أمام عينيه، ليجيب على أسئلة قريش بدقة متناهية، مما يعد دليلاً على يقظة النبي أثناء الإسراء.

الإسراء بالبراق: من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
 

تناولت الفتوى الحديث الثاني عن رحلة النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق، وهو دابة بيضاء بين الحمار والبغل، تنقل النبي إلى بيت المقدس، حيث صلى ركعتين وربط البراق في حلقة الأنبياء. وتحدث الحديث أيضًا عن عرض جبريل للنبي إناءً من خمر وآخر من لبن، حيث اختار اللبن، فكان ذلك رمزًا للفطرة السليمة.

نص الحديث 


"والحديث الثاني: عن الشيخين البخاري ومسلم -وزيادة بـ"مسند" البزار- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ، فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَني جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ. فَقَالَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. قيل: مرحبًا به وأهلًا، حيَّاه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ عليه السلام..» إلى آخر الحديث، فقد ذكرت فيه القصة الشريفة مختصرة، وقد تكررت فيه كلمات الاستفتاح والترحيب في كل سماء."

المعراج إلى السماء: الترحيب بالنبي في السماوات العلا



ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد إلى السماء برفقة جبريل عليه السلام، حيث كان يُستفتح لهما في كل سماء، ويُرحب بالنبي من قبل الأنبياء، فقد التقى بآدم في السماء الأولى، وأبدى النبي آدم ترحيبه ودعاءه للنبي بالخير.

دلالات الحديث الشريف
 

استشهدت دار الإفتاء بهذه الأحاديث لتأكيد أن الإسراء والمعراج كانا حدثين متصلين، حيث ورد ذكرهما معًا في الحديث الشريف، مشيرة إلى أن هذا الحدث العظيم وقع في اليقظة لا في المنام، مستدلة بالاستفتاح والترحيب بالنبي في كل سماء.

 

رسالة إيمانية ودعوة للتأمل
 

أكدت دار الإفتاء أن هذه الأحاديث تجسد عظمة الإسراء والمعراج كدليل على مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ودعت المسلمين إلى التأمل في معاني هذه الرحلة العظيمة وأخذ العبر منها، لتعزيز الإيمان والثقة في قدرة الله وعنايته بعباده.

 

مقالات مشابهة

  • المقصود بـ"مكر الله" في القرآن الكريم
  • حكم سداد الدين المؤجل عند وفاة الدائن وقبل حلول الأجل.. الإفتاء توضح
  • هل المرض عذر قوي يبيح جمع الصلوات.. اعرف الضوابط الشرعية
  • حكم الصلاة في البيوت حال المطر .. دار الإفتاء تجيب
  • بيان مدى مشروعية المديح والابتهالات النبوية
  • هل تصح صلاة قيام الليل قبل الفجر بدقائق .. دار الإفتاء توضح
  • هل يجوز الدعاء بأكثر من طلب في صلاة الحاجة .. دار الإفتاء تجيب
  • المُختار في موعد الإسراء والمعراج.. الإفتاء توضح
  • الأحاديث النبوية الواردة عن ليلة الإسراء والمعراج
  • حكم قول "حسبي الله ونعم الوكيل".. الإفتاء تجيب