هل رخصة الإفطار في شهر رمضان لعموم المرضى؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
هل الرخصة في الإفطار في شهر رمضان لعموم المرضى؟ سؤال أجابته دار الإفتاء المصرية من خلال الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك".
هل الرخصة في الإفطار في شهر رمضان لعموم المرضى؟وقالت دار الإفتاء: ليس كلُّ مرضٍ مبيحًا للفطر، وإنما يُرَخَّصُ فيه إذا كان المرض يستوجب الإفطار لتناول العلاج، أو كان للصوم مضاعفات على المريض فيقوى بلاؤه، أو على تطويل أمد المرض فيتأخر شفاؤه، أو لا يتحمل المريض مشقَّته لشدَّة جوع أو عطش أو ألم فيزداد عناؤه، فالرخصة لمن يتعارض مرضه مع الصوم في أخذ الدواء، أو زيادة العناء أو تأخر الشفاء، أو الحاجة للغذاء.
وتابعت: ذلك كلُّه بمشورة الطبيب المختص، أو خبرة الإنسان وتجربته التي يعلمها من مرضه، وقد يكون الإفطار في بعض الحالات واجبًا إذا كان الضرر بالغًا وكان احتمالُ حصوله غالبًا، ويجب على من أفطر منهم قضاءُ ما أفطره عند زوال الطارئ الذي منع من الصوم.
وشددت على الإنسان في كل ذلك واجب الاستجابة لأمر الطبيب، والالتزام الدقيق والأمين بالقرارات الصحية العامة للمسؤولين ونصائح الأطباء وتعليمات المختصين، وأخذ توجيهاتهم محمل الجِدِّ واليقين من غير استهتار أو تهوين.
التهنئة بحلول شهر رمضان تجوز بوجوه كثيرة ومتنوعة، منها ما هو لفظيٌّ يفيد معنى حلول البركة، وما يكون بلفظ الدعاء بتقبل الطاعات، ومنها ما يكون عن طريق المصافحة، ومنها ما يكون من خلال الزيارة والانتقال لأجل تقديم التهنئة، ومنها ما يكون بإرسال برقيات التهنئة عبر الرسائل الإلكترونية كالرسائل المكتوبة ومقاطع الفيديو ونحوها، أو تقديم ذلك عبر الاتصال الهاتفي وغيرها من الوسائل الحديثة، والشأن في ذلك أنه من الوسائل والأسباب التي تؤدي إلى تقوية الروابط الاجتماعية والدينية والعلاقات الإنسانية، وقد تقرر في قواعد الفقه أن "للوسائل حكم المقاصد"، فما يتوصل به إلى الواجب فهو واجب، وما يتوصل به إلى مُحَرَّمٍ فهو مُحَرَّمٌ، وما يتوصل به إلى المندوب فهو مندوب.
قال الإمام شهاب الدين القرافي في "الفروق" (2/ 33، ط. عالم الكتب): [كما أَنَّ وسيلة المحرم محرمة، فوسيلة الواجب واجبة؛ كالسعي للجمعة والحج. وموارد الأحكام على قسمين: مقاصد: وهي المتضمنة للمصالح والمفاسد في أنفسها. ووسائل: وهي الطرق المفضية إليها، وحكمها حُكْم ما أفضت إليه من تحريم وتحليل، غير أنها أخفض رتبة من المقاصد في حكمها، والوسيلة إلى أفضلِ المقاصد أفضلُ الوسائل، وإلى أقبحِ المقاصد أقبحُ الوسائل، وإلى ما يتوسط متوسطة] اهـ.
وقال أيضًا في المرجع السابق (3/ 3): [الوسائل تُعْطى حكم المقاصد] اهـ.
والتهنئة يتحقق بها إدخال السرور على قلب الإنسان والدعاء له، وهذه مقاصد مشروعة، فمتى كان الفعل وسيلة لأمر مشروع أخذ حكم المشروعية، وهذا هو المقصد هنا، فيكون الفعل مشروعًا أيضًا.
قال الإمام العز ابن عبد السلام في "قواعد الأحكام" (1/ 46، ط. دار المعارف): [وللوسائل أحكام المقاصد، فالوسيلة إلى أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل، والوسيلة إلى أرذل المقاصد هي أرذل الوسائل، ثم تترتب الوسائل بترتب المصالح والمفاسد] اهـ.
ويتحقق هذا المقصد بكلِّ ما يصدق عليه المعنى المراد ويحصل به؛ ومن جملة ذلك من الألفاظ: مبارك الشهر، أو مبارك عليكم وعلينا الشهر، أو أحياكم الله لمثله من العام القادم، وغير ذلك من الأقوال التي درج على استعمالها أهل بعض البلاد، وما أقروه من المعاني الدالة على الخير والبركة.
وقد استخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك الألفاظ والمعاني في وصف شهر رمضان، وبيان فضله، وأنه مباركٌ؛ كما سبق ذكره في الأحاديث.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شهر رمضان دار الإفتاء الإفطار في شهر رمضان الإفطار فی شهر رمضان ما یکون
إقرأ أيضاً:
هل الاعتكاف في المسجد ضرورة .. وماهي أشكاله الشرعية؟
يعد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان من أبرز السنن الثابتة والتي يحرص عليها الكثيرون، وتقول دار الإفتاء إن الاعتكاف في المساجد مندوب إليه بالقرآن الكريم، وبالسنة المطهرة، وبإجماع الأمة، وآكد ما يكون في العشر الأُخر من رمضان لطلب ليلة القدر؛ فقد روى الشيخان في "صحيحيهما" عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ".
والمقصود من الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان الانقطاعُ عن الناسِ والتفرغ لطاعةِ الله في المسجد طلبًا للثواب وإدراكِ ليلة القَدْرِ، ولذلك ينْبغِي للمعتكفِ أنْ يشتغلَ بالذكرِ والقراءةِ والصلاةِ والعبادةِ، وأن يتَجنَّب ما لا يَعنيه من حديثِ الدنيَا، ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة.
حكم الاعتكاف
وأكدت دار الإفتاء، أن الاعتكاف سنة نبوية ومن تتاح له فرصة للاعتكاف ولو قليلة جاز له شرعًا أن يعتكف اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحة: ومن لا يتاح له ذلك فليس مطلوبا منه الاعتكاف، ويصل له ثواب البقاء في المسجد حتى لو كان انتظارًا للصلاة، مشيرة إلى أنه يمكن له أن يعتكف ليلة أو أكثر من قبل الغروب إلى بعد الفجر.
شروط الاعتكاف
وشددت على أنه يشترط للاعتكاف ستة أمور: الإسلام، والعقل، والتميز، والنية، والمسجد، والطهارة من الجنابة والحيض والنفاس، مشددة على أنه يكره للمعتكف البيع والشراء، والكلام بما فيه إثم، والصمت عن الكلام مطلقا إن اعتقده عبادة.
محظورات الاعتكاف
أفادت دار الإفتاء المصرية، بأن الاعتكاف في المساجد سُنة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، مشيرة إلى أن له شرطين أساسيين، أولهما النية، وثانيهما المكوث في المسجد حتى تنتهي فترة الاعتكاف التي نواها المعتكف.
وأوضحت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما شروط الاعتكاف وأركانه وزمانه وما المباحات والمحظورات على المعتكف؟»، أنه من الأمور المحظورة بالنسبة للمعتكف أثناء فترة اعتكافه بالمسجد، أمران، أولهما عدم الخروج من المسجد إلا لضرورة، وثانيًا عدم إتيان الزوجة مُدَّة الاعتكاف بالمسجد.
أركان الاعتكاف وشروطها
المُعتكِف، والنِّية، والمُعتكَف فيه، واللَّبث في المسجد.
المعتكف: وهو الشخص الذي ينوي الاعتكاف، سواء كان رجلا، أو إمرأة، أو صبيا مميزا -وهو الصبي الذي بلغ من العمر سبع سنوات فأكثر ولم يصل سن البلوغ بعد-، ويشترط في هؤلاء عدة شروط: الإسلام، والعقل، والتمييز، والطهارة من الحدث الأكبر، والطهارة من الحيض والنفاس للمرأة.
النية: تشترط نية الاعتكاف لكي يصح الاعتكاف، سواء كان الاعتكاف مسنونا أم واجبا -كأن ينذر المسلم الاعتكاف لله فيصبح واجبا-، ليتم تمييز الفرض عن السنة، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى».
مكان الاعتكاف: ويشترط بمكان الاعتكاف أن يكون مسجدا ولا يصح بغيره، وتجدر الإشارة إلى أن الاعتكاف في المسجد الحرام يعد من أفضل أماكن الاعتكاف مطلقا، ثم يليه المسجد النبوي، ثم المسجد الأقصى، وهذا باتفاق الفقهاء، ويشترط في المسجد المراد الاعتكاف فيه أن يكون مسجدا تقام فيه صلاة الجماعة، ولا يصح بالمسجد الذي لا تقام فيه صلاة الجماعة.
اللبث في المسجد: يعد اللبث في المسجد ركنا من أركان الاعتكاف عند جميع الفقهاء، إلا أن آرائهم في مقدراه تعددت إلى عدة أقوال كما يأتي: ذهب الحنفية إلى أن أقل مدة للبث مقدار ساعة. قال بعض المالكية إن أقل اللبث يوم وليلة، وقال البعض الآخر منهم إن أقله يوم.
ذهب الشافعية إلى إطلاق مدة اللبث وعدم تقييدها من الأساس؛ بل قالوا إن اللبث لا يقدر بزمن معين، وإنما يكون أقله ما يسمى به عرفا عكوفا وإقامة، وبهذا قال الشيخ ابن باز؛ إذ إنه يرى عدم ورود دليل على تحديد اللبث بمدة معينة طالت أم قصرت.
أعمال تستحب للمعتكف
يستحب للمعتكف أثناء فترة اعتكافه ومكوثه في المسجد أعمال عدة، نذكر منها ما يأتي:
-إخراج الصدقات، لما لها من فضل كبير عند الله تعالى
- الإكثار من تلاوة القرآن الكريم.
- تدراس القرآن الكريم.
-حضور مجالس أهل العلم إن أقيمت في المسجد.
-الإكثار من فعل المعروف، وعمل الخير والطاعات.
إقامة الصلاة وكذلك السنن والنوافل.
الإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار
الإكثار من الدعاء والتذلل فيه، والإكثار من الاستغفار، وصلاة النوافل، والتهجد، وصلاة الوتر.