تقرير: الإمارات تلوح بوقف الجسر التجاري البري مع إسرائيل
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
أفادت شبكة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية، نقلا عن مصادر لم تكشف عنها، بأن الإمارات "وجهت تحذيرا شديد اللهجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بوقف تشغيل الجسر البري التجاري، إذا لم تدخل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وذكرت مصادر الشبكة الإسرائيلية أن "ثقة الإمارات بحكومة نتانياهو تراجعت" من جراء الإغلاق المتكرر للطرق والمعابر أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وعندما طلب موقع قناة "الحرة" التعليق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليئور حيات، إنه لا يستطيع تأكيد تلك المعلومات أو التعليق على التقرير.
في الناحية المقابلة، تواصل موقع "الحرة" عبر البريد الإلكتروني مع وزارة الخارجية الإماراتية، التي لم ترد حتى ساعة النشر، علما بأن الوزارة تنوه في موقعها بأن الرد قد يستغرق 48 ساعة.
ولم يعلن البلدان رسميا عن وجود جسر تجاري بري يربطهما، بعد أن تطرقت وسائل إعلام إسرائيلية عدة إلى هذا الخط في ديسمبر، بعد أن بدأ المتمردون الحوثيون شن هجماتهم في منطقة البحر الأحمر، وتحديدا منذ نوفمبر الماضي.
والشهر الماضي، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن تعطل الملاحة في البحر الأحمر وسط الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران، دفع سفن الشحن والخدمات اللوجستية الإسرائيلية للتحول لطرق برية بديلة لنقل البضائع من الشرق الأقصى إلى إسرائيل، عبر السعودية والأردن.
وتعد شركة الشحن الإسرائيلية "منتفيلد لوجستكس" من بين الشركات المشاركة في إنشاء طريق تجاري يلتف حول البحر الأحمر، عن طريق إرسال البضائع من موانئ دبي والبحرين برا، على شاحنات تمر عبر الإمارات والسعودية والأردن، وتنتهي في الموانئ الإسرائيلية، بحسب الصحيفة.
وكان الأردن نفى في ديسمبر الماضي، مرور مثل هذا الجسر عبر أراضيه.
ضغوط دولية متزايدةوعلى الرغم من محاولات الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، التوسط بين نتانياهو والقيادة الإماراتية خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى الإمارات، فإن الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، "رفض الدخول في حوار مع نتانياهو"، حسبما ذكر تقرير شبكة "آي 24 نيوز".
وزار هرتسوغ الإمارات العام الماضي، أثناء حضوره مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ "كوب28"، الذي جرى في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر، حيث التقى الرئيس الإماراتي.
ويواجه نتانياهو ضغوطا دولية متزايدة لحماية المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، بعد بلوغ الحرب في القطاع شهرها السادس.
وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتكدس العديد منهم في خيام مؤقتة في رفح جنوبي القطاع، وسط شح في الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو ربع السكان يواجهون خطر المجاعة، وأن المساعدات المتدنية لا تكاد تلامس الحد الأدنى للاحتياجات اليومية. وتركز وكالات الإغاثة الآن جهودها على توصيل المساعدات عبر البحر.
وقال مصدر حكومي في قبرص، إنه من المقرر أن تبحر سفينة تحمل نحو 200 طن من المساعدات، الاثنين، في حين قال الجيش الأميركي إن السفينة "جنرال فرانك إس. بيسون" في طريقها أيضا لتقديم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر، بحسب رويترز.
وقبل أيام، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في خطاب حالة الاتحاد، إن الولايات المتحدة ستبني ميناء بحريا مؤقتا قبالة ساحل غزة لتسهيل توصيل المزيد من المساعدات.
وجاء ذلك بعد تقديم الولايات المتحدة ودول عربية عدة، من بينها الإمارات، مساعدات عبر عمليات إنزال جوي، لكن وكالات الإغاثة تقول إن تلك المساعدات لا يمكنها تعويض الإمدادات عبر البر.
واستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، قدمت الإمارات خطة للإدارة الأميركية تقترح إنشاء ميناء بحريا في غزة بدعم من رجال الأعمال الفلسطينيين والإماراتيين، وفقا لتقرير الشبكة الإسرائيلية.
ورفض مكتب نتانياهو التعليق على التقرير الذي نشرته "آي 24 نيوز"، التي قالت إن ذلك يشير إلى حساسية الوضع والتعقيدات المحيطة بتوصيل المساعدات إلى غزة، وسط التوترات الإقليمية.
وفشلت الجهود الدولية لوقف مؤقت للحرب وإدخال المزيد من المساعدات التي تشتد إليها الحاجة وذلك بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن حركة حماس "متمسكة" بموقفها المتشدد الرامي بوقف دائم لإطلاق النار.
وكانت شرارة الحرب اندلعت يوم 7 أكتوبر بعد هجمات غير مسبوقة شنتها حركة حماس على إسرائيل، وأسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل بـ "القضاء على حماس" التي تحكم قطاع غزة منذ 2007، حيث قصفت القطاع بلا هوادة منذ ذلك الوقت وترافقت بتوغل بري بدء 27 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 31 ألف شخص معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفقا لسلطات القطاع الصحية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
هجمات إسرائيل على اليمن.. هل تردع الحوثي أم تمنحه الشرعية والقوة؟ (تقرير)
لاقت الضربات التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت منشآت حيوية، في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة الخاضعتين لسيطرة الحوثيين، ردود فعل متباينة، بين أوساط اليمنيين.
الغارات التي بدأت عند الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس، تركزت على منشآت مدنية حيوية في كل من العاصمة اليمنية صنعاء، ومدينة الحديدة، حيث استهدفت محطات الكهرباء والطاقة في شمال وجنوب صنعاء، فيما استهدفت ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي بالحديدة.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحوثيين بالمزيد من الهجمات، وقال إن من يمس إسرائيل "سيدفع ثمنا باهظا للغاية"، بعد ساعات من شن تلك الغارات.
وقال نتنياهو في بيان إنه "بعد حركة حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا، أصبح الحوثيون تقريبا الذراع الأخير المتبقي لمحور الشر الإيراني". وأضاف "يتعلم الحوثيون وسيتعلمون بالطريقة الصعبة أن من يمس إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا للغاية".
ويعد هذا ثالث هجوم تشنه إسرائيل على اليمن منذ بداية الإبادة بغزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكان الأول في يوليو/ تموز الماضي، والثاني في سبتمبر/ أيلول الفائت، عبر استهداف ميناء الحديدة ومنشآت الوقود في محطة توليد الكهرباء بالمدينة.
وأدان مجلس القيادة الرئاسي، العدوان الاسرائيلي الجديد على الاراضي اليمنية، محملا في ذات الوقت جماعة الحوثي، مسؤولية التصعيد والانتهاك للسيادة الوطنية، داعيا إياها الى تغليب مصلحة الشعب اليمني على أي مصالح اخرى.
وقد دانت جماعة الحوثي "الهجمات الإسرائيلية الأميركية وقالت إنها "جرائم حرب إرهابية، تأتي استمرارا لمسلسل الإجرام في المنطقة. وذكرت أن "القصف الأميركي الإسرائيلي للمنشآت المدنية كمحطات الكهرباء والموانئ يكشف حقيقة نفاق الغرب، ويسقط كل ادعاءاته الإنسانية".
وحظيت الغارات الإسرائيلية، بردود فعل متباينة في أوساط اليمنيين، منهم من اعتبرها انتهاك للسيادة وتدخل سافر، هدفها الإضرار بالمصالح الحيوية لليمن، فيما يرى آخرون أنها انقاذ للحوثيين ومنحهم الشرعية، اذ من المفترض أن توجه تلك الضربات لاستهداف قيادات الجماعة كما فعلت إسرائيل في جنوب لبنان واستهدافها قيادة حزب الله.
تخادم حوثي إسرائيلي
وفي السياق قال سفير اليمن في لندن، الدكتور ياسين سعيد نعمان، إن "على الاسرائيليين وهم يستعرضون عضلاتهم بتدمير مقدرات الشعب اليمني، أن يدركوا أنهم يقدمون هدية لا تقدر بثمن للحوثيين الذين لا يعنيهم شيء من أمر اليمن واليمنيين، وما شيدوه بعرقهم وكفاحهم طوال حياتهم، جيلاً وراء جيل".
وأضاف نعمان "الحوثي عصابة خارجة عن القانون سيطرت على جزء من اليمن، وهي تبحث عن شرعية لتبرير هذه القرصنة بتشغيل صواريخ إيران ومسيراتها تحت يافطة "غزة"، وتنتظر بفارغ الصبر القصف الاسرائيلي للمنشآت اليمنية بمثل تلك الصورة التي لم تعد تتسع لها قلوب تعج بالأحزان والأوجاع".
وقال "اسرائيل تسوق الحوثي ضمن عملية تخادم بين الطرفين، تستغفل العقل العربي المنفعل بمأساة غزة، فاسرائيل تبحث عن أي مبرر لمواصلة ذبح غزة وتدميرها، والحوثي يبحث عن شرعية لعصابته، ويقدم مقدرات اليمن ثمناً لصاروخ ضال يقال إنه أطلق على تل أبيب".
ذبابة تصارع وحشاً كاسراً
الكاتب والدبلوماسي اليمني السابق، مصطفى احمد نعمان يقول "لا يمكن ولا يجوز أن يمنيا يعلن عن رضاه أو سعادته أو أن يتغاضى عما قامت به إسرائيل من قصف لمنشآت مدنية مملوكة لكل الشعب اليمني".
وأضاف "لكن هذا الفعل الاسرائيلي القبيح والمدان هو نتيجة حتمية للعبث المدمر الذي يمارسه الحوثيون من استدعاء صريح ودعوة مفتوحة لقصف بلادهم وتدمير ما تبقى من بناها التحتية".
ويرى أن الحوثيين مازالوا يعيشون وهم أنهم قوة تستطيع مقارعة الكبار في هذا العالم، ولا يدرك عبدالملك الحوثي أنه مجرد ذبابة تصارع وحشا كاسرا"، متابعا "الذبابة قد تزعج لكنها حتما ستقتل".
وزاد النعمان "لقد انتهكت أعراض الناس ونهبت مدخراتهم وأوقفت مرتباتهم ونسفت بيوت كثير منهم، وهكذا تسبب الحوثيون بغرورهم وتعاليهم في جلب كل الشر إلى اليمن، واليوم يدفع كل اليمنيين ثمن هذه العنجهية والتكبر، ولم ينفعوا الفلسطينيين بشيء".
الانتشاء والقوة
في حين قال الباحث مصطفى الجبزي، قال إن الجماعة الحوثية تتشابه مع إسرائيل حد التطابق في استعراض القوة لمجرد الاستعراض.
وأشار إلى أن هناك ثلاثة مواقف يمنية تجاه الضربات الاسرائيلية: الحوثيون ينتشون لهذه الضربات يستجلبونها لإنها تخرجهم من ورطة سياسية واخلاقية يمنية وتضعهم في موضع الفاعل الدولي الذي يناطح أمريكا واسرائيل.
وذكر أن أغلبية يمنية لا تناصر الحوثي، لكن موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية يجعلها تتحسس من التدخل الإسرائيلي في اليمن الذي يجرح كرامتها، لأنه لا يحقق هدف غير مضاعفة معاناة اليمنيين وهدم مقدراتهم، يتمنون الخلاص ولكن على إلا يكون على يد إسرائيل".
وتابع الجبزي "موقف ثالث أقل لا يكترث لمن سيقوض الحوثيين"، مردفا "لن تزيد إيران عن اكثر من بيان ادانة. إسرائيل تتدخل لتؤكد تفوقها العسكري امام عمليات حوثية ليست أكثر من رمزية".
مقامرة بمقدرات اليمن
المحلل السياسي غمدان اليوسفي "هذا الدمار الذي يستدعيه الحوثي لتدمير بنيتنا التحتية هو دعوة لسوق سوداء سيتاجر بها هو ومشرفيه ويستخرجون بها مبالغ من المساكين".
وأكد أن كل قذيفة إسرائيلية هي عبارة عن سوق سوداء للحوثي، فاليمنيون يخسرون مع كل صاروخ يطلقه الحوثي باتجاه الفضاء وهو يربح".
وقال اليوسفي "لم يخوله أحد بحرب إسرائيل، بينما نحن من يدفع الثمن"، مشيرا إلى أن هذه المناظر (التدمير) هي التي تفرح قلب الحوثي.
وأفاد "مناظر بلدنا تدمر وهو يحاول فرض هذه المسرحية على اليمنيين وأنه يحارب إسرائيل وهو يأكل أقواتهم ويدمر مؤسساتهم ويسجنهم ويقتلهم".
ورقة ضغط
الإعلامي عبدالله اسماعيل كتب "يعرف الحوثي جيدا أن هياطه وخردواته التي يعلن اطلاقها على الكيان الصهيوني، وارهابه على الشحن البحري في البحر الأحمر، ستكون نتائجها ضرب اليمن، وتدمير مقدراته".
وأضاف "هو يعرف ويدرك جيدا انه لا يمتلك القوة الرادعة، وأن قوته الوحيدة لم تنفعه الا في قتل اليمنيين تدمير بلادهم، ولا يملك دفاعا جويا، او قدرة على إطفاء حريق لطيران الاحتلال في ميناء الحديدة، والذي انتظره الى ان تم اخماده ذاتيا".
واستدرك "لكنه يعرف جيدا كيف يختبئ، ويراهن على بقائه ورقة وظيفية لم تستغن عنها قوى دولية، ترى في بقائه خدمة لأهداف زعزعة المنطقة، وخدمة التفاهمات مع ايران، وتسليمه الكامل لأوامر ايران التي تستخدمه لتحويل اليمن الى ساحة للهمجية الصهيونية والغربية بعيدا عن أرضها ومصالحها".
وزاد "لا أحد يرضى أن تضرب بلاده، ولا أن تدمر مقدراتها، ولا أن يتحول اليمنيون في مناطق الاحتلال الحوثي الى دروع بشرية، يستثمر الحوثي الإيراني دماءهم لتعظيم الحاجة اليه، بعيدا عن تحوله هو الى هدف".
جرائم حرب
من وجهة نظر أخرى قال الصحفي المولي للحوثيين رشيد الحداد "العدوان أمريكي بريطاني، واستهداف مصالح خدمية من قبل واشنطن، يندرج في إطار جرائم الحرب".
وأضاف "لن يضروكم إلا أذى، أمريكا أكدت بهذا الهجوم الذي يمكن وصفة بالعنيف أنها موجوعة". مستدركا "لا خطوط حمراء في البحر الأحمر، انتهى زمن الغطرسة والهيمنة الأمريكية والصهيونية".