تحت القصْف الصّاروخي ومن قلب أوكرانيا ..مغربية تحكي تفاصيل معاناتها مع جحيم حرب "أوديسا"
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
في الفترة التي نوثّق فيها حكيَها، نقلت لنا (عايدة، ب) شهادتها مضمنة كل مرة بتسجيلات صوتية عن صوت صافرات الإنذار وكثافة القَصف الصّاروخي الذي يخترق سماء “أوديسا” المدينة السّاحلية المطلة على البحر الأسود.
عايدة، 25 سنة، مغربية تعيش في أوكرانيا وتقطن في أوديسا. فضلت، بسبب ارتباطها الوجداني بالمدينة، أن تبقى هناك رغم دمار الحرب.
قصف فوق الرؤوس
“حين أسمع صوت الصواريخ، أقول: هي نهايتي. أشعر في تلك اللحظة أني صغيرة أمام هذا الكون، أحس وأنا أنتظر في ركن من المنزل بضعفي البشري”، تقول عايدة بدارجتها المغربية التي تخترقها اللكنة الأوكرانية.
هكذت وصفت المتحدثة المشهد الذي تعيشه، فحين تسمع لدمار أو تساقط شظايا حديدية لقنبلة، فإنها لا تستطيع أن تقوم بأي شيء إلا “الاختباء وانتظار ساعتي النهائية، ففي كل الحالات أنا في خطر. إن بقيت سيدمر المنزل على رأسي، وإن خرجت ممكن أن تردني شظايا القنبلة قتيلة”.
هذا الوضع يجعل على الدوام “عايدة” في خطر محدق وهي تعيش لحظة صعبة، تحكيها لنا في “اليوم 24” بكل سلاسة ومَلكَة كبيرة في التفصيل وتصوير المشهد. تحكي بغزارة المشاعر التي تتملّكها وتجعلها بين احساسين متناقضين: احساس الخوف والألم، واحساس اليقين والأمَل.
بريق الأمَل وسط الألَم
لم تخف “عايدة” أن هذا الوضع الذي صورته، ليس عاما ودائما، بل هو لحظات تنتهي لتعيد التكرار في مناسبات معينة، حيث يتم اخبارهم من طرف القوات الأوكرانية من خلال مراسلات عبر “تلغرام” ومن خلال صافرات الإنذار بقرب القصف الجوي.
لكن على العموم، تقول المتحدثة ذاتها، فالوضع مقارنة بالسنة الأولى للحرب مختلف “هذا الصيف استيقضت اوكرانيا واوديسا، وبدأت الساكنة تتأقلم مع الوضع الحالي”.
وتابعت:”الآن بدأنا نحس بالأمان النفسي الجماعي رغم كل شيء. أكيد أنه من الصعب فهمه، إنه احساس مرتبك ومركب في ذات الآن؛ لكن هو أمان جماعي بضرورة التعاضد والتعاون والتأقلم مع الأمر الواقع”.
وأكدت أنه مقارنة مع السنة الماضية، التي تميزت بالاضطراب العام، فقد رجعت الأمور تدريجيا الى الاستقرار النسبي، فيمكن أن تخرج بشكل عادي إلى المؤسسات وتقضي أغراضك من الأبناك والادرات والمستشفيات، كما عادت أجواء الترفيه من اصطياف ومسابح وغيرها.
قيمة التعاون والتعاضد
إن أهم ما جعل عايدة مصرة على البقاء هو ما وجدته في المجتمع الأوكراني من مؤانسة وتعاون وتعاضد، فأوديسا “مدينة حاضنة لهذا الهم بصدر مليء بمشاعر التآخي”، مشيرة إلى تعاون الأسر في هذه المدينة مع القادمين من مدن أكثر تضررا، “يستبقلونهم في بيوتهم وتوفر لهم الجمعيات كل المستلزمات من مأكل ومشرب”.
وجددت “عايدة” تأكيدها على أنها أحبت هذا المجتمع لما فيه من “قيم واستنا في هذه الظروف، وكانت الحضن”، مسترسلة:” تصور معي أن رجلا كلف من تلقاء نفسه بتوفير كل شئ داخل المخبأ الذي خصص للجوء أثناء القصف”.
وتابعت بالقول:” رغم أن الرجل بسيط إلا أنه يقوم بمهمة من تلقاء نفسه ليوفر هذه الخدمة حيث نجد كل المستلزمات من ماء ومأكولات وغيرها في ذلك المخبأ، إنه يفعل ذلك بدون مقابل”.
https://alyaoum24.com/content/uploads/2023/07/WhatsApp-Video-2023-07-20-at-20.43.43.mp4الضّربة التي لا تقتلك تقويك
وأكدت عايدة أن اللحظة صعبة، ولكن جميلة في نفس الوقت فيها عبر حقيقية، فحين تعيش في هذه الظروف وتفقد مثلا خدمة الكهرباء والماء وغيرها من الأمور التي تعتبرها ذات وقت بديهيات العيش، فإنك “تتعلم أن تقدر ما لديك تقدر قيمتها وتحافظ عليها”.
ولفتت المتحدثة ذاتها، إلى أن أهم شيء يقع في هذه اللحظات هو أن تفكير الناس يتغير تماما يتغيرون في سلوكياتهم، في عاداتهم ويظهر تعاونهم وتماسكهم، حيث “لم تعد تفكر فقط لنفسك بل تفكر للجماعة وللآخرين”.
وأوضحت أن التفكير ينتقل من تفكير شخصي أناني نوع ما إلى تفكير جماعي والاحساس بوحدة الهم والمصير، نعم هناك حرب، قصف، ودمار وموتى، تقول عايدة، لكن “هناك أيضا حياة تجارة وعمل وترفيه، والأهم أن هناك مجتمع حاضن بالدعم والمساندة”.
هذه التجربة، تؤكد المتحدثة، وإن كانت صعبة فهي “تقويك وتعطيك مناعة لمقاومة الصعاب الأخرى التي ستصادفك في الحياة، فإن كان البعض يتحدث عن مقاومته لظروف صعبة في حياته من قبيل بعد المدرسة وغيرها، فأنا سأعيد مستقبلا لأبنائي قصة هذه الحرب باعتبارها مقاومة من أجل مستقبل أفضل”.
يقين بمستقبل أفضل
ورغم القصف الصاروخي، تقول عايدة، إنها أمل أن تتحسن الأمور، مؤكدة بالقول:”نعم كانت لدي فرصة للعودة للمغرب، وكانت عائلتي تطلب مني الرجوع، لكن قراري كان البقاء، فأنا أحب هذا البلد في حالتي القوة والضعف وأنا دائما أمل أني سأعود يوما ما”.
وذكرت المتحدثة ذاتها، قصة شاب مغربي فقد شقته التي اشتراها أخيرا بسبب القصف الروسي، ولكن رغم ذلك لم يترك المدينة، مشددة على أن الرسالة هي أننا “نحب أوكرانيا في كلا الحالتين في السراء والضراء، فليس فقط في ظروف الرخاء، بل أيضا في مثل هذه الظروف الصعبة”.
https://alyaoum24.com/content/uploads/2023/07/WhatsApp-Video-2023-07-21-at-22.31.26.mp4وختمت عايدة كلامها بالقول:”أعرف أن الحرب ستنتهي واوكرانيا ستربح وسنعود كما كنا، وسأخصص رحلة إلى بلدي الذي اشتقت له، وسأرى عائلتي وأحتضنها”.
وتابعت بالقول:”نعم رغم الألم، فهناك أمل دائم، فالأهم أن نعرف أن نعيش في كل الظروف ونتأقلم معها، وأكيد بالصبر سنتجاوزها وتكون كل هذه الأوضاع ذكرى وقصة تُروى وتُحكى”.
كلمات دلالية الحرب الاوكرنية اوديسا مغربية بأكرانياالمصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
«بقيت في مرحلة وحشة».. هايدي موسى تكشف عن معاناتها بسبب التنفس
كشفت الفنانة هايدي موسى، عن تفاصيل أزمتها الصحية مع التنفس ومحاولاتها للعلاج، والتي تعاني منها منذ سنوات، بسبب الجيوب الأنفية وتضخمها، ما اضطرها للتنفس من الفم، وأدى إلى انقطاع النفس المؤقت أثناء النوم.
مرض هايدي موسىونشرت هايدي موسى، عبر خاصية الاستوري على حسابها الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» أزمتها مع التنفس، قائلة: «عندي مشكلة بقالي سنين إني بتنفس من الفم، بسبب الجيوب الأنفية والتضخم، مشيرة إلى أنها عملت على تغير هذه العادة، ومحاولة التنفس من الأنف باللجوء إلى اليوجا».
وأضافت هايدي موسى: «أن هذا الموضوع أصبح متدهور بالنسبة لها، وذلك نتيجة انقطاع النفس المؤقت أثناء النوم وأصحبت في حالة سيئة، موضحة أنها اكتشفت فقد قدرتها على التنفس والدوخة، مشيرة إلى أنه ينبغي اللجوء إلى تمارين التنفس حتى نتخطي ذلك الأمر».
آخر أعمال هايدي موسىويذكر أن هايدي موسى طرحت في الأيام الماضية أغنية «حته من الجنة» عبر حسابها الرسمي بموقع الفيديوهات «يوتيوب»، وهي من كلمات سلمي رشيد، ألحان هايدي موسي، وتوزيع يحيي المالكي، مكس و ماستر: ماهر صلاح، جيتارات: محمد مغربي، صولو كيبورد: يوسف علاء علي.
هايدي موسىهايدي موسى مغنية وممثلة، تخرجت عام 2018 من كلية الإعلام جامعة المنصورة، وترعرعت في دار الأوبرا المصرية وأنمت موهبتها بجانب المايسترو سليم سحاب، ونشأت هايدي وسط عائلة فنية فوالدها وشقيقها فنانين تشكيلين.
وشاركت هايدي في برنامجيّ المواهب أراب آيدول الموسم الثاني، ولكنها لم تنال شهرة واسعة بين الجمهور غير بعد ظهورها على مسرح ستار أكاديمي في موسمه الـ11، وخطفت أنظار الجميع بغنائها «أنا كلي ملكك» لشيرين عبد الوهاب.
استطاعت هايدي بموهبتها أن تحجز مكاناً لنفسها لتصبح من أكثر الطلاب تميزاً وشعبية في الموسم الحادي عشر من برنامج ستار أكاديمي، لتدخل في المرحلة النهائية للتنافس علي لقب ستار أكاديمي.
اقرأ أيضاً"خاص".. بعد أزمة ياسمين عز وإيقاف منى العمدة.. نقابة الإعلاميين تحذر هايدى موسي من إيقاف برنامجها
هايدي موسى تطرح أحدث أعمالها الغنائية «عزيز».. غدا
أحمد جمال وهايدي موسى يتألقان في فقرة غنائية باحتفالية «يوم الشهيد»