دعا عدد من نجوم الفن الذين شاركوا في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والتسعين، إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي يشهد منذ أكثر من 5 أشهر حربا عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
وفي خطاب جريء، أعرب المخرج البريطاني، جوناثان غليزر، والذي فاز فيلمه "زون أوف إنتريست" بأوسكار أفضل فيلم أجنبي عن ألمه لما يحدث في قطاع غزة.
وقال في كلمة أثناء تسلمه للجائزة: ""كل خياراتنا اتُخذت لتعكسنا وتواجهنا في الحاضر.. حتى لا نقول انظروا ماذا فعلوا آنذاك بل انظروا إلى ما نفعله الآن. يُظهر فيلمنا إلى أين يؤدي التجريد من الإنسانية، في أسوأ حالاته. لقد شكل ماضينا وحاضرنا بالكامل. أليس كذلك؟".
View this post on InstagramA post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)
وأضاف: "الآن نقف هنا كرجال يدحضون أن خطف يهوديتهم والمحرقة من قبل الاحتلال، والذي أدى إلى صراع للعديد من الأبرياء.. سواء ضحايا السابع من أكتوبر في إسرائيل أو الهجوم المستمر على غزة. كل ضحايا هذا التجريد من الإنسانية. كيف نقاوم (ذلك)؟".
وتدور أحداث الفيلم الذي أخرجه غليزر، حول أسرة تعيش في منزل وحديقة بالقرب من معسكر اعتقال نازي.
وتعبيرا عن تضامنهم مع الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع الفلسطيني، وضع بعض النجوم دبابيس حمراء على ثيابهم، وفقا لما ذكرت تقارير إعلامية.
وبحسب موقع مجلة "فوغ"، فإن الدبوس الأحمر الذي وضعه مشاهير على ثيابهم يتألف من دائرة داخلها يد والتي يوجد في راحتها رمز القلب، في إشارة إلى ضرورة الكف عن القتال.
وقد أعلنت مجموعة "فنانون من أجل وقف إطلاق النار" والتي تقف وراء تلك المبادرة أن "الدبوس الأحمر يرمز إلى الدعم الجماعي لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وتوصيل المساعدات العاجلة للمدنيين في قطاع غزة".
ومن أبرز المشاهير الذي وضعوا ذلك الدبوس، المغنية الشهيرة، بيلي إيليش، وهو ما فعله أيضا النجم مارك روفالو، والمخرجة الأميركية، آفا دوفيرناي، والممثل والمغني البريطاني، زار أحمد.
وشملت أسماء "أصحاب الدبابيس الحمراء"، النجم الأميركي الكوميدي من أصول مصرية، رامي يوسف، والذي قال في تصريحات صحيفة :"ندعو إلى السلام والعدالة الدائمة لشعب فلسطين".
وكررت الأمم المتحدة مطلع مارس الجاري، تحذيرها من أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة، في ظل الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع.
وخارج، حفل توزيع الجوائز، تسببت الاحتجاجات على الحرب في غزة، بإعاقة حركة المرور حول مسرح دولبي في لوس أنجلوس، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس".
وقد أدى تجهمر عشرات المحتجين إلى إلى إبطاء وصول النجوم إلى السجادة الحمراء وتحويل انتباه حفل توزيع جوائز الأوسكار نحو الصراع المستمر.
وهتف بعض المتظاهرين "يا للعار!" على الحضور الذين كانوا يشقون طريقهم نحو قاعة حفل الجوائز.
وكانت الحرب قد اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي عندما شنت حركة حماس هجمات غير مسبوقة في جنوب إسرائيل مما أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، وفقا لأرقام رسمية.
كما تمكن مسلحو حماس من خطف أكثر من 250 رهينة، ونقلهم إلى القطاع قبل أن يتم إطلاق 105 رهائن خلال هدنة إنسانية قصيرة أواخر نوفمبر المنصرم.
في المقابل، قالت وزارة الصحة في غزة أن القصف الإسرائيلي والعمليات البرية تسببوا في مقتل أكثر من 30 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الصليب الأحمر: استئناف الحرب في غزة فتح جحيما جديدة
أكد المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بيير كرينبول اليوم الاثنين أن "شرارة جحيم جديدة" أُطلقت في غزة مع تجدّد الحرب الإسرائيلية في القطاع.
وقال كرينبول -في كلمة خلال منتدى الأمن العالمي في العاصمة القطرية الدوحة– إن "غزة تشهد وتعاني الموت والإصابات والنزوح المتكرر والأطراف المبتورة والانفصال والاختفاء والجوع والحرمان من المساعدات والكرامة على نطاق واسع".
وأضاف "ما إن دفع وقف إطلاق النار المهم جدا، الناس إلى الظن أنهم نجوا من الأسوأ حتى فُجّرت جحيم جديدة"، وذلك بعد أن استأنفت إسرائيل حربها على القطاع.
وتصاعدت التحذيرات من مسؤولي الإغاثة الدوليين بشان كارثة جديدة في قطاع غزة الذي يعاني شحا في المواد الغذائية الأساسية والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية، في ظل الحرب وإغلاق المعابر.
فقد وزعت المنظمات الإنسانية، بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، آخر مخزوناتها من المواد الغذائية على عشرات المطابخ الخيرية في القطاع التي تقدم وجبات أساسية لمن لا يملكون خيارا آخر.
وأواخر الشهر الماضي، وصف رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة أدريان زيمرمان الأوضاع المعيشية بالجحيم على الأرض، محذرا من نفاد الإمدادات الطبية في غضون أسابيع قليلة بسبب تعليق دخول الدعم الإنساني الذي يمثل شريان الحياة الرئيسي لسكان القطاع.
إعلانوقال إن إغلاق المعابر قوّض قدرة المنظمات الإنسانية على أداء مهمتها بشكل متزايد في الوقت الذي يحتاج فيه عشرات الآلاف إلى علاج طبي أو خدمات غير متوفرة حاليا في غزة.
وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود وسط مجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.