محافظ الحسكة يبحث مع القائمة بالأعمال الفنلندية ونائب مدير برامج اليونيسيف أولويات احتياجات المحافظة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
الحسكة-سانا
بحث محافظ الحسكة الدكتور لؤي صيوح خلال اجتماعه مع سفيرة فنلندا في لبنان والقائمة بالأعمال في سورية آن ميسكانين، ونائب مدير عام البرامج في منظمة اليونيسيف ميو نيموتو، الظروف المعيشية التي يعانيها أبناء الحسكة جراء الاحتلالين الأمريكي والتركي، وانتهاكاتهما بحق الأهالي ونهب خيرات أرضهم والتضييق عليهم.
ونوه صيوح بالدعم الذي تقدمه فنلندا، باعتبارها إحدى الدول المانحة والداعمة لجهود المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني بالمحافظة، وخاصة مشروعات اليونيسيف، كونها من المنظمات التي تمتاز بالسرعة والاستجابة والشفافية في تنفيذ أعمال تلبي شريحة واسعة من الاحتياجات الضرورية.
وبين المحافظ معاناة أهالي الحسكة نتيجة استمرار المحتل التركي منع تشغيل محطة علوك مصدر المياه الوحيد لأكثر من مليون و300 ألف مواطن وحرمانهم من حقهم في المياه، مشيراً إلى أن الجهود الحكومية المستمرة بالتعاون مع المنظمات تؤمن 2500 متر من المياه النظيفة للأهالي، فيما الحاجة الفعلية تقدر بـ 70 ألف متر مكعب من المياه، ما يعكس حجم المعاناة والصعوبات الكبيرة في تأمين وإيصال المياه لهم.
وفي قطاع التربية والتعليم لفت صيوح إلى الصعوبات التي يعانيها هذا القطاع في ظل خروج أكثر من 2300 مدرسة من الخدمة وتسرب الكثير من التلاميذ عن التعليم وعدم حصولهم على حقهم في التعلم، مؤكداً أن المؤسسات الحكومية تعمل بالتعاون مع اليونيسيف للوصول إلى أبعد منطقة في المحافظة وضمان حصول كل طفل على حقه في التعليم.
ودعا المحافظ إلى زيادة الدعم الذي تقدمه فنلندا للجهود الأممية في المحافظة، وخاصة مشروعات اليونيسيف بقطاعات التعليم والصحة، إضافة لتأمين مستلزمات محطات التحلية والصهاريج التي تساهم بتأمين ونقل المياه للأهالي بشكل يومي لمسافة تزيد على 35 كم.
بدورها أعربت ميسكانين عن سعادتها بزيارة الحسكة، مؤكدة العمل على زيادة الدعم الذي تقدمه بلادها لمشروعات اليونيسيف استجابة للاحتياجات الكبيرة والظروف الصعبة التي يعيشها الأهالي.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
من بحري إلى بيالي: قصة الموسيقار اللاجئ الذي يبحث عن الأمل في المنفى
في مدينة بيالي الأوغندية، بعيدًا عن ضجيج الحرب وضياع الأحلام في السودان، يروي آلاف اللاجئين السودانيين قصصهم التي تتأرجح بين المعاناة والنجاح في المنافي القسرية. من بين هؤلاء، تبرز حكاية الموسيقار سعود، الذي كان يسكن منطقة الخوجلاب بمدينة بحري قبل أن تدفعه الحرب إلى مغادرة وطنه، تاركًا خلفه ذكريات عمر كامل، ليبدأ رحلة جديدة في معسكرات اللجوء.
كمبالا: التغيير
الحرب التي تجاوزت عامًا ونصف أجبرت آلاف الأسر السودانية على النزوح القسري، حيث بحثوا عن الأمان داخل البلاد وخارجها. يعيش معظمهم في ظروف إنسانية صعبة، تعكس حجم المعاناة التي فرضها النزاع على حياتهم اليومية.
سعود، المتخصص في العزف على البيانو والجيتار والكمنجة، يصف مسيرته الفنية بأنها رحلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، بدأت منذ طفولته في الحفلات المدرسية، واستمرت بالدراسة في معهد الموسيقى والمسرح، الذي أصبح لاحقًا كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان.
لحظة قاسيةيقول سعود: “الموسيقى كانت جزءًا من حياتي حتى قبل الحرب، لكن النزوح أضاف لها أبعادًا جديدة. رغم أصوات الرصاص التي أحاطت بنا، كانت الموسيقى دائمًا بداخلي؛ المعاناة كانت مصدر إلهام، وبدل أن تقيدني، فتحت لي آفاقًا للإبداع”.
عبر سعود مع أسرته الحدود إلى أوغندا، متجهًا إلى معسكر نيومانزي عبر منطقة اليقوا بجنوب السودان. يصف لحظة وصوله بأنها كانت قاسية: “كنا في حالة مزرية، وكانت ذكريات الوطن تطاردني. تركنا خلفنا كل شيء، ووجدنا أنفسنا أمام واقع جديد تمامًا”.
وسط هذه الظروف، كانت الموسيقى طوق النجاة. أطلق سعود مبادرة لدعم اللاجئين نفسيًا عبر الموسيقى، حيث شكّل فرقًا صغيرة من الأطفال والشباب لتقديم جلسات غنائية ودعم نفسي. يروي سعود: “في أول حفل نظمته، رأيت الدموع في عيون الناس، خاصة النساء. قالوا لي إن الأغاني أعادتهم إلى السودان، فبكيت معهم”.
تدريب الأطفالرغم التحديات، استمر سعود في تقديم تدريبات موسيقية للأطفال والشباب، على الرغم من انعدام الكهرباء وضيق المساحات في المعسكر. أنتج ست مقطوعات موسيقية خلال إقامته، لكنه لم يتمكن من تدوينها لعدم توفر النوتات الموسيقية.
يعاني اللاجئون السودانيون من أوضاع نفسية صعبة، حيث تلاحقهم ذكريات الفقد والنزوح القسري. ورغم ذلك، يواصل الكثيرون، مثل سعود، صناعة الأمل وسط الألم.
يقول سعود: “الموسيقى ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي رسالة أمل وسلام. سأستمر في استخدامها لتوحيد السودانيين وإعادة بناء الوطن”. في معسكرات اللجوء، تبقى أصوات الفنانين السودانيين شاهدًا على قدرة الإنسان على تحويل الألم إلى إبداع، وعلى قوة الموسيقى في خلق حياة جديدة حتى وسط أقسى الظروف.
الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين في يوغندا معسكر بيالي للأجئين يوغندا