بوابة الفجر:
2025-02-07@06:19:10 GMT

الفارق ما بين رمضان 2023 و2024 بغزة

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

تغيب أجواء شهر رمضان عن قطاع غزة الذي يعيش سكانه يوميات المجاعة والحرب الإسرائيلية المدمرة للشهر السادس على التوالي، مع فشل كل محاولات وقف إطلاق النار التي يسعى إليها الوسطاء.


وتسيطر أجواء الحرب على مختلف مناطق القطاع الذي يعيش أزمة غذائية كبيرة بسبب القيود الإسرائيلية التي تمنع إدخال المساعدات الإغاثية، ما تسبب في وقوع ضحايا بسبب الجفاف وسوء التغذية بعكس العام الماضي 2023 حينما بدأت تحضيرات شهر رمضان في قطاع غزة باكرًا من خلال مظاهر تشمل الزينة، إضافة إلى أصناف غذائية يتم توفيرها بكميات كبيرة في الأسواق، بما يكفي لاستهلاك قرابة 2.

3 مليون نسمة.


العام الماضي كانت لا توجد أي مشاكل بالقطاع وكانت أجواء الفرح والبهجة منتشرة بين سكان القطاع مع توافر الماء والغذاء اللازم لجميع السكان للافطار ولكن في العام الحالي، لا تشهد الأسواق أي حراك حقيقي على صعيد توفير السلع الغذائية، نظرًا لشح الكميات التي يسمح بإدخالها، علاوة على أجواء الحرب المسيطرة على الجميع، خصوصًا في شمالي القطاع.


وتضاعفت أسعار الكثير من السلع، وصولًا إلى 10 أضعاف الثمن الذي كانت عليه قبل بدء العدوان، نظرًا لقلة المعروض وزيادة الطلب، فضلًا عن واقع تكدس مئات آلاف النازحين في مدينة رفح من جراء عمليات النزوح من مختلف مناطق القطاع، وقفزت أسعار الخضراوات الشحيحة إلى نحو 5 أضعاف سعرها قبل العدوان، وبلغت نسبة الزيادة في أسعار الدواجن 200 في المائة، فيما ارتفعت أسعار اللحوم إلى 3 أضعاف ما كانت عليه سابقًا.

تسيطر يوميات العدوان الإسرائيلي على المشهد العام في قطاع غزة في الجنوب، تمنع التهديدات بتنفيذ عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح، السكان والنازحين من استعداداتهم لشهر الصوم، فالكثيرون يتوقعون أن يكون مصيرهم مجهولًا في حال نفذ الاحتلال تهديداته، على غرار تنفيذه تهديدات سابقة باجتياح مدن ومناطق ومستشفيات منذ السابع من أكتوبر.


وكانت أسواق القطاع تشهد في مثل هذا الوقت من العام حركة نشطة للغاية رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالقطاع المحاصر منذ أكثر من سبعة عشر عامًا على التوالي، والذي يعاني سكانه من معدلات مرتفعة من الفقر والبطالة.


يقول النازح الفلسطيني فؤاد سلامة إن أجواء حلول رمضان هذا العام تسيطر عليها يوميات الحرب والقتل والإبادة، في ظل تكرار عمليات النزوح من مكان إلى آخر من جراء استمرار العدوان.


وأضاف أن "استمرار الحرب يسيطر على المشهد العام في القطاع، ويتلهف السكان للعودة إلى منازلهم أو مناطق سكنهم التي هجروا منها قسرًا. تعرض منزلي للتدمير بفعل القصف الإسرائيلي، وأنا مثل كثيرين في غزة، نأمل أن تنتهي الحرب، وأن يتوقف القصف والقتل والتجويع والتهجير، وأن نعود إلى ممارسة أعمالنا، وعيش حياتنا بهدوء".


ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فإن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في قطاع غزة أصبحوا على بُعد خطوة واحدة من المجاعة، علاوة على معاناة الآلاف من الجوع من جراء منع إدخال المساعدات، خصوصًا في مناطق الشمال.


ويشكو الفلسطيني محمد عبد العال من استمرار مخطط التجويع في أنحاء غزة، في ظل شح السلع الغذائية المتوفرة في الأسواق، وعدم السماح بإدخالها من جانب الاحتلال الذي يواصل عدوانه الهمجي، والذي يسمح لأعداد قليلة من شاحنات المساعدات بالمرور.


يضيف عبد العال أن "شهر الصوم بدأ مبكرًا في القطاع جراء افتقار السكان للمواد الغذائية الأساسية، فالجميع جوعى، ولا يملكون توفير الغذاء، ما يفقد السكان بهجة قدوم شهر الصيام، ويمنعهم من الاستعداد له بتخزين المواد الغذائية، أو القيام بتزيين المنازل والشوارع، وهي مظاهر كانت تبدأ قبل أسابيع من حلول الشهر. الأهم حاليًا بالنسبة لمئات آلاف الفلسطينيين هو إنهاء الحرب، وتوقف سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي للضغط على سكان غزة منذ بداية الحرب". ويؤكد أن "إجبار الغزيين على التنقل من مكان إلى آخر للحصول على المواد الغذائية زاد من معاناة السكان، وجعل كثيرين لا يتمكنون من الحصول على الطعام لعدة أيام متتالية، ما دفع البعض إلى الاعتماد على أعلاف الحيوانات كطعام".


وعمدت دول عديدة إلى تنفيذ عمليات إنزال جوي للسلع الغذائية، في حين تؤكد جهات حكومية في غزة أن ما ضمته هذه الإنزالات لا يقارن بما كان يصل إلى القطاع من شاحنات المواد الغذائية قبل العدوان.


ووفق تقديرات الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة، فإن إجمالي ما كان يصل إلى غزة يوميًا قبل الحرب كان يعادل 500 شاحنة محملة بمختلف الاحتياجات، إلا أن أعداد الشاحنات انخفضت إلى نحو 100 شاحنة في أفضل الأحوال بعد العدوان، كما تمر أيام لا تدخل فيها سوى 10 إلى 20 شاحنة، وأيام أخرى لا تدخل فيها أي شاحنة على الإطلاق.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟

تشير تقارير اقتصادية حديثة إلى أن الأسواق المالية قد تقلل من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط حالة من التفاؤل الحذر في أسواق وول ستريت.

ورغم أن المكسيك وكندا حصلتا على تأجيل لمدة شهر قبل فرض تعريفات بنسبة 25%، فإن هذه الهدنة قد تزيد من حالة التراخي وعدم الاستعداد لاحتمال اندلاع حرب تجارية شاملة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

تفاؤل الأسواق وثقة مبالغ فيها

وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة من حرب تجارية عالمية، فإن الأسواق المالية لم تشهد تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة. فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أمس الاثنين انخفاضا بنسبة 0.8%، في حين تراجع مؤشر الأسهم الأوروبية ستوكس 600 بنسبة 0.9%، لكن التأثير ظل محدودًا.

وتشير البيانات إلى أن أسهم الشركات المتأثرة مباشرة بالتعريفات، مثل فورد وجنرال موتورز -التي تصنّع سياراتها في المكسيك قبل بيعها في الولايات المتحدة-، لم تنخفض بشكل كبير، في حين استعاد الدولار الكندي والبيزو المكسيكي بعضا مما خسراه بعد الإعلان عن التأجيل.

ويقول التقرير إن المستثمرين في وول ستريت يرون في تهديدات ترامب مجرد تكتيكات تفاوضية لانتزاع تنازلات بشأن قضايا مثل الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، حيث أكد أحد المحللين أن "الأسواق لم تستوعب بعد التداعيات الحقيقية لهذه التعريفات".

لم تشهد الأسواق المالية تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة (الفرنسية) سياسات ترامب تزداد تطرفا

ويرى خبراء الاقتصاد أن سياسات ترامب التجارية الحالية أكثر تطرفا بكثير من تلك التي فرضها خلال ولايته الأولى، حيث كان التركيز آنذاك على ممارسات التجارة غير العادلة والأمن القومي، مع فرض تعريفات على الصين وبعض القطاعات مثل الصلب والألمنيوم بجرعات تدريجية سمحت للشركات بالتكيف.

إعلان

أما الآن، إذا رفضت الدول المستهدفة تقديم تنازلات، فقد تصل معدلات التعريفات الجمركية الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، فضلًا عن تعطيل سلاسل التوريد العالمية التي أثبتت جائحة كورونا هشاشتها بالفعل.

كندا ترد بقوة وسط إجماع سياسي نادر

على الرغم من أزمتها السياسية الداخلية، فإن كندا استجابت للتهديدات الأميركية بتوحيد صفوفها، حيث أظهر التقرير أن هناك إجماعًا سياسيا غير مسبوق بين حكومة جاستن ترودو من يسار الوسط، ومعارضيه من اليمين المحافظ.

وقرر رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد، الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه مقرب من ترامب، اتخاذ إجراءات انتقامية، مثل إزالة المشروبات الكحولية المصنعة في الولايات المتحدة من الأسواق المحلية، وإلغاء عقد الإنترنت العالي السرعة مع شركة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك.

تداعيات على الأسواق العالمية

وفقًا للتقرير، فإن المنتجين الأميركيين قد يواجهون تداعيات طويلة الأمد نتيجة هذه السياسة الحمائية، حيث قد يتحول المستهلكون في الدول المتضررة إلى بدائل محلية أو أوروبية.

ويضيف التقرير أن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي واجهت تحديات مماثلة، إذ أدى عدم اليقين بشأن المفاوضات التجارية الطويلة إلى تراجع الاستثمارات في قطاع الأعمال، وهو ما قد يتكرر مع الولايات المتحدة في حال تصاعد الحرب التجارية.

هل هناك فوائد اقتصادية محتملة؟

يرى بعض الاقتصاديين أن التعريفات الجمركية قد تعود بفوائد على المدى الطويل إذا تم تطبيقها بشكل انتقائي لدعم الإنتاج المحلي، كما حدث في بعض الدول الآسيوية في القرن العشرين.

فعلى سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة فرض تعريفات لحماية صناعة السيارات الكهربائية كما فعلت الصين سابقًا، مما قد يعزز قدرتها التنافسية عالميًا. لكن في الوقت نفسه، يُحذر الخبراء من أن السياسات الحمائية الشاملة غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية كما حدث في أميركا اللاتينية في الخمسينيات والستينيات.

إعلان من "أميركا أولا" إلى "التعريفات أولا"؟

تشير الصحيفة إلى أن سياسات ترامب التجارية تفتقر إلى رؤية اقتصادية واضحة، إذ إن فرض تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي بدلًا من تحفيز الاقتصاد.

ويضيف التقرير أن المستثمرين في الأسواق المالية قد يساهمون دون قصد في تصعيد الأزمة، إذ إن تجاهلهم للتداعيات المحتملة قد يشجع الإدارة الأميركية على اتخاذ خطوات أكثر تشددًا، مما يزيد من مخاطر حدوث أزمة تجارية عالمية.

فرض ترامب تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي، وفقما يرى مراقبون (الأوروبية)

 

ومع تصاعد الحمائية الاقتصادية الأميركية، يتزايد القلق من أن الأسواق المالية تقلل من خطورة الوضع وسط تفاؤل مفرط بأن التعريفات مجرد أداة تفاوضية.

لكن الواقع يشير إلى أن الحرب التجارية قد تتحول إلى أزمة حقيقية إذا لم تتمكن الدول المتضررة من إيجاد بدائل، مما قد يؤدي إلى موجة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.

ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأسواق التكيف مع عالم تقوده سياسة "التعريفات أولا"؟

مقالات مشابهة

  • غالانت يكشف تفاصيل هجوم البيجر على حزب الله وإدارة الحرب بغزة
  • لقجع يعلن الحرب على شركات الفواتير الوهمية: تُخرّب الإقتصاد وأمر غير مقبول
  • صحة غزة تعلن حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية
  • جيش الاحتلال: مقـ.تل ضابط وجندي وإصابة 8 آخرين في حادث انهيار رافعة بغزة
  • وزير الحرب الإسرائيلي يطلب من الجيش تجهيز خطة لتفريغ غزة من السكان
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • بدء تفريغ غزة من السكان.. قصة مانشيت قبل 55 عاما
  • 47552 شهيدًا و111629 مصابًا في غزة جراء العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • روسيا تُثمن دور مصر في إنهاء الحرب بغزة