صحيفة أثير:
2024-09-18@00:28:42 GMT

الشاعر محمد الجزيري يكتب: لا شيء في مكانه

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

الشاعر محمد الجزيري يكتب: لا شيء في مكانه

أثير – محمد الهادي الجزيري

بهدوء تامّ أستهلّ الشهر الكريم، بأعصاب من فولاذ، لا أقول أيّ شيء آخر سوى حسبي الله ونعم الوكيل، أمام هذه الصور الدامغة التي افتتحت بها أولّ أيام الشهر المبارك، ولكنّي بهدوء تامّ أقاوم ما لا يُقاوم، وبدم بارد كالدم العربي المستعار من شمال أوروبا، ولنقل أنه دم أنجليزي تاريخي.

. أو دم مستحدث أمريكي استعمله العمّ سام منذ إبادة الهنود الحمر، وما يزال صالحا ومرغوبا فيه، المهمّ أنّني سأكتب هذه المقالة بهدوء سريالي واستغفار لله على حال العرب، فلولا خياناتهم لما آل بنا الحال إلى هذا الهوان والذل، قلت إذن أني استقبل الشهر الفضيل الكريم.. بقلب سليم وعامر بالحب وطافح بكلّ معاني العدل والأخوة والايثار والسلام، ولن أفقد أعصابي أو ما بقي منها، ولن أتمنى الموت مثلا، حتّى لا أرى هذا المشهد: آلاف مألفة من الفلسطينيين يقطعون أميالا في هجرة قسرية، هذا ما لا أصدق بالمرة أنه يحصل في غزة في القرن الواحد والعشرين، سأهدأ وأتماسك.. فالظلم من شيم الإنسان القديم والمعاصر، ثم هذا يُغضب كل كائن حي، ويجعله يحنق، إن كان يهوديا أو مسيحيا أو مسلما طاهرا من كلّ معصية.. أو تابع لديانة أخرى، والدليل خروج الخلق في هذه درجات الحرارة المنخفضة في كل مكان للتضامن مع الفلسطينيين.. في الغرب الكافر.. في أمريكا وفي أصقاع العالم في أستراليا وفي بلدان معروفة بإلحادها.. وفي جنوب أفريقيا الأكثر عروبة منّا، خلاصة الأمر في كل جهات الأرض باستثناء الوطن العربي، وحتى لا نظلمه نقول إنّ اليمن خرج ويخرج على بكرة أبيه إلى الميادين.. منددا بطغيان إسرائيل وأمريكا..، أما البقية الباقية فلا صوت ولا كلمة. وإخوانهم يوميا يتساقطون بالمئات.. جراء الحصار والتجويع والقنابل والتهجير القسري، إنه فيلم سيء وغير مفهوم بالمرة، هل أصدق أن عائلة تصمت أمام ما يحدث لأفراد منها.. من تعذيب ممهنج.. حتى يسلم بقية أفراد العائلة..، وما شأني أنا بحماس أو أي شيء آخر..، هل بحجة القضاء على حماس يتم القضاء على الشعب الفلسطيني..، ومن أدراني أنهم لا يخططون لتهجير قسري أشمل وأعمّ.. إذا نجح العدو في هذا التمرين (كلف هذا التمرين مقتل 30 ألف مواطن فلسطيني) هذا مع نسيان من ظلّوا عالقين تحت ركام غزة، اللهم أجرنا… فقد بلغ السيل الزبى..

‎” تعبتُ من ترتيب هذا المنزل الخربْ
‎تعبت من أهلي …
‎أخي يمحو نخيلا بغُزاة
‎ويقصّ وردة العربْ
‎ينثرها في الريحْ
‎الدم في المجاري
‎والدمع عنقود غضبْ
‎تقتات منه الروحْ
‎تعبت…. لكنّ العناد صاحبي القديمْ
‎وها يدي تمتدّ رغم خوفها إلى الظلامْ
‎وتوقد الشموع في أركانه…
………….
‎لاشيء في مكانه “

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

الشاعر إبراهيم رضوان لـ «البوابة نيوز»: الكلمة واللحن أصبحا «في خبر كان»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعرب الشاعر الكبير إبراهيم رضوان عن استيائه مما يحدث على الساحة الغنائية حاليا، قائلا: "ليست الكلمة وحدها التى أصبحت فى خبر كان، ولكن اللحن أيضا والأداء، منذ فترة سيطرت الأغنية، "الإفيه"، على الساحة الفنية، والمؤسف أن معظم الأطفال الصغار أصبحوا يحفظون هذه التفاهات، ومَن شَبَّ على شيء شاب عليه، كيف أستمر فى هذا الوسط السيئ الذى يسيطر عليه مؤدو المهرجانات وغيرهم، خصوصا بعد أن انضم إليهم مَن غنى بملابس بهلوانية، والذى غنى بالشيفون.

وعن اختفاء الكلمة التى تمس الوجدان، أشار "رضوان" في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"،  إلى أن الشعر الغنائى ذهب واختفى بفعل فاعل، والأغنية الجميلة خرجت ولم تَعُد، ولن تعود، فلقد هبط علينا مجموعة بحروفهم وألحانهم العقيمة وأصواتهم البشعة ليتسببوا فى تدمير كل شيء، فهم الجراد الذى يأكل الأخضر واليابس، ومنهم مَن لم يحصل حتى على شهادة محو الأمية لتقديمها لنقابة الموسيقيين ليحصلوا على العضوية. 

وعن سبب ضياع الذوق العام، قال الشاعر الكبير: "الزَّن على الودان أعظم من السحر"،  أنت جائع وليس أمامك إلا هذا الطعام الذى لا تحبه، ولكنك ستضطر أن تأكله لعدم وجود غيره، هكذا تآمروا على الجيل الجديد لكى يفسدوه ويجرفوه تمامًا من كل من له علاقة بالقِيم والمبادئ". 

وعن اختفاء شعراء الأغنية، أكد أن مَن أراد أن يحافظ على كرامته فلينسحب، مضيفا أنه ترك العاصمة فى عز نجاحه وعاد إلى المنصورة فى الوقت الذى كانت تغنى فيه شاديه آخر أغنياتها. 

وأوضح إبراهيم رضوان: "زمن الكلمة ما زال بخير طالما أن الأغانى القديمة موجودة، وما زلت أتشرف بأننى لم أقع فى مصيدة التفاهة وفرضت أسلوبى على محمد نوح الذى غنى لى معظم أغنياته و على هانى شاكر الذى كتبت له "أرجوكى يا حبيبتي"، وعلى محمد منير، الذى طلب منى أن أكتب له أغنيات على مقاسه لكننى أجبرته أن يغنى بأسلوبي، حتى نقدم كل ما هو جديد، فكتبت له عدة أغنيات منها (قلب الوطن مجروح) و (الناس نامت إلاك). 

وعن الفرق بين شعراء الزمن الجميل والشعراء الحاليين، أشار الى أن الفرق شاسع جدا بين مطربى الزمن الجميل والفترة الحالية، موجهًا سؤالا هل من الممكن أن يكتب أى أحد فى مصر جملة مرسى جميل: "ستاير النسيان.. نزلت بقالها زمان"؟، أو "زرعت فى ضل ودادي" لأحمد رامي؟ أو "عش الهوى المهجور لإمام الصفطاوي"؟ 

وتابع: " ما زلنا نعيش فى مرحلة التوابع، وشعراء الكلمة الحلوة أخذتهم النداهة، وللأسف الشديد الجيل الجديد ظلم نفسه وسلمها للاستسهال والتفاهة والعقم الفني".

ووأردف: "  شعراء الأغنية فى زمن الفن الجميل اختفوا بحكم السن أو المحافظة على الكرامة، والدليل على وجودهم أن هناك المئات منهم ما زالوا يتقاضون حق الأداء العلنى من جمعية المؤلفين والملحنين". 

وإستكمل: "كلما التقيت بأحدهم وسألته عن آخر أعماله تكون المفاجأة، آخر أعماله كانت منذ سنوات طويله لأن السوق ليس به إلا المعطوب، معظم شعراء الأغنية فى حالة يرثى لها، أتحدث عن الذين حافظوا على اسمهم".

مقالات مشابهة

  • الشاعر إبراهيم رضوان لـ «البوابة نيوز»: الكلمة واللحن أصبحا «في خبر كان»
  • رئيس مجلس الوزراء يلتقي رئيس المؤسسة العامة القابضة
  • النص: في ظلِّ الظلِّ
  • النفط العراقي.. المتوسط يتجاوز الخطر والثقيل يراوح مكانه
  • خام البصرة المتوسط يتجاوز الخطر والثقيل يراوح مكانه وبرنت وتكساس الى ارتفاع
  • محمد كركوتي يكتب: سوق لندن و«مانشستر سيتي»
  • محمد كيلاني عن شخصيته بمسلسل تيتا زوزو: «من أكتر أدواري اللي تعبت فيها»
  • الليلة.. إحياء ذكرى سيد حجاب في الأوبرا
  • الشاعر العماني " زاهر الغافري " يرقد في أحد مستشفيات مالمو السويدية
  • ليلة حب الشاعر الكبير سيد حجاب بالأوبرا.. اليوم