دراسة: الإنسان يتعلم المزاح مع الآخرين قبل أن ينطق كلماته الأولى
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
منذ نعومة أظافره، يعرف الإنسان كيف يمزح ويداعب الآخرين حتى قبل أن ينطق أول كلماته. وتنطوي هذه النوعية من السلوكيات على أهمية كبيرة بالنسبة للتفاعل والتطور الاجتماعي لدى البشر، فالطفل الرضيع يتكون لديه قدر كاف من الذكاء الاجتماعي يتيح له أن يفهم رد فعل الآخرين حيال السلوكيات التي يقوم بها، عندما يأتي بعمل يخالف توقعات الآخرين، وهو الأساس الذي تقوم عليه فكرة المزاح في المقام الأول.
دراسة علمية نشرتها الدورية العلمية "وقائع الجمعية الملكية للعلوم البيولوجية" مؤخرا، خلصت إلى أن القدرة على مداعبة الآخرين تبدأ لدى الإنسان في سن 8 أشهر، وأن هذا السلوك لا يقتصر على البشر، بل تم رصد سلوكيات مشابهة لدى رئيسيات أخرى مثل بعض أنواع القردة والشمبانزي، وأن تطور مثل هذا السلوك بشكل عام بدأ لدى الإنسان قبل 13 مليون سنة على الأقل.
أما الباحثة إيزابيل لاومر المتخصصة في مجال الرئيسيات والسلوكيات الإدراكية بجامعة كاليفورنيا ومعهد ماكس بلانك لسلوكيات الحيوان، فتقول في بيان نشره الموقع الإلكتروني "بوبيولار ساينس" المتخصص في الأبحاث العلمية إن "القردة الرئيسية هو مرشح مثالي للمداعبة والمزاح، وهي قريبة الشبه بالإنسان عندما يتعلق الأمر بالانخراط في اللعب الاجتماعي، إذ يمكنها أن تضحك، وأن تبدي مؤشرات على فهم ردود فعل الآخرين في إطار مثل هذه التفاعلات الاجتماعية المرحة".
المداعبة لدى الرضع ليست بنفس درجة تطور المزاح لدى البالغين لكنها تستند لنفس القواعد السلوكية والإدراكية (بيكسلز) سلوكيات الرضع لمداعبة الآخرينوذكرت الدراسة أنه بالرغم من أن المداعبة لدى الأطفال الرضع ليست بالطبع في نفس درجة تطور النكات اللفظية وفنون المزاح لدى البالغين، فإنها تستند إلى ما يبدو إلى نفس القواعد السلوكية والإدراكية بشكل عام.
وتوضح أن الأطفال في سن 12 شهرا يقومون بـ3 أنواع من السلوكيات بغرض مداعبة الآخرين وجذب انتباههم، وهي كالتالي:
عرض الأشياء على الآخرين، ثم اجتذابها منهم بشكل مفاجئ. القيام بسلوكيات استفزازية غير متوقعة، مثل الإقدام على ارتكاب عمل غير مقبول أو رفض الإتيان بالسلوك المتوقع. القيام بسلوكيات مزعجة للغير، مثل محاولة انتزاع الأشياء من الآخرين أثناء استخدامها على سبيل المثال.ووجد الباحثون أن الأطفال عادة ما يأتون بهذه السلوكيات بشكل متكرر مع التطلع والنظر إلى الأب أو الأم ثم الابتسام في انتظار رد الفعل الانفعالي من الطرف الآخر، وتلاحظ أيضا أن الأطفال يمكنهم تمييز الاستجابة الإيجابية والسلبية لدى الآخرين، وأنهم عادة ما يتوقفون عن السلوكيات التي لا تلقى استحسان الآخر في المحيط الاجتماعي.
ويرى الباحثون أن الأطفال يقدمون على هذه السلوكيات في أوقات الحياد الانفعالي أو الشعور بالملل، وأن الغرض منها في الأساس هو اجتذاب الغير لمداعبتهم أو استكشاف الحدود الاجتماعية للسلوكيات.
وفي إطار الدراسة، قام الفريق البحثي من الولايات المتحدة وألمانيا بتسجيل الأنماط السلوكية لمجموعة من القردة الرئيسية تضم 9 من قردة البابون، و4 من قردة الغاب، و4 غوريلات في حديقة حيوان سان دييغو الأميركية، بالإضافة إلى 17 شمبانزي في حديقة حيوان لايبزيغ في ألمانيا.
تعتمد القرود الأساليب نفسها التي ينتهجها أطفال البشر في جذب انتباه البالغين ومداعبتهم (بيكسابي) تفاعلات اجتماعية عفويةوكان يتم دراسة القرود أثناء وضعها في بيئات غنية داخل أقفاص مغلقة وأماكن مفتوحة في الهواء الطلق، وكان يتم إطعامها عدة مرات في اليوم، مع تصويرها بالفيديو لأوقات مطولة وصلت إلى 75 ساعة تسجيل خلال الفترة ما بين 2016 و2019. وتضمنت هذه المقاطع مشاهد لتفاعلات اجتماعية عفوية في شكل معاكسات واستفزازات سلوكية، كما تم استبعاد المقاطع التي تحتوي على سلوكيات عدوانية غير مبررة.
وبينت الدراسة أن القردة التي خضعت للتجربة تنخرط في سلوكيات اجتماعية قائمة على المداعبة والمعاكسات، وأن الفصائل الأربعة تقوم بسلوكيات استفزازية متعمدة عادة ما تكون مصحوبة بسمات اللعب.
أنماط مختلفة للمداعبةوتم رصد 18 نمطا سلوكيا مختلفا للمداعبة مثل: جذب الشعر والوخز بالأصابع وإخفاء الأشياء عن الغير، وأن معظم هذه السلوكيات كانت تستهدف لفت الانتباه أو اجتذاب رد فعل من الطرف الآخر.
واتضح أيضا أن القرود لديها أسلوب فهم مركب نسبيا لتوقعات الآخرين، وهو كما أسلفنا المعيار الأساسي للمداعبة الاجتماعية، وعلاوة على ذلك، فإنها تعتمد على نفس الأساليب الثلاثة التي ينتهجها الأطفال البشر في جذب انتباه البالغين ومداعبتهم.
ونقل موقع "بوبيولار ساينس" عن الباحثة إيريكا كارتميل المتخصصة في علم الإنسان بجامعة إنديانا الأميركية قولها، إنه "من الشائع أن تقوم القرود أثناء المداعبة والمزاح بالتلويح بأيديها أو بعرض ما معها في منتصف مجال الرؤية لدى الطرف الآخر، ثم النظر إليه بشكل مباشر بعد وخزه أو لطمه أو جذب شعره، بحيث يكون من شبه المستحيل للطرف الآخر تجاهل سلوك المداعبة الذي تعرض له".
وختمت، "في بعض الحالات النادرة، كانت القرود تستخدم إشارات تعبيرية أو إبداء ملامح معينة على وجودها للإشارة إلى رغبتها في معاكسة أو مداعبة الغير، وهو ما يندرج لدى البشر تحت مسمى الابتسام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان حريات أن الأطفال
إقرأ أيضاً:
الكاتب وليد علاء الدين: نكتب الأدب لنعبّر عن ذواتنا وليس لإرضاء الآخرين
كتب- أحمد الجندي:
أكد الكاتب وليد علاء الدين، أن الكتابة الأدبية ليست وسيلة لإرضاء الآخرين، بل هي تعبير عن الذات بطريقة يمكن مشاركتها مع الآخرين، ليتمكنوا من التورط فيما يرغب الكاتب في قوله.
وقال علاء الدين في ندوة "الكتاب كحقيبة سفر" التي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب: الكتابة في السفر اختلفت كثيرا الآن عن السنوات الماضية، بسبب ظهور التكنولوجيا، مشيراً إلى أن الجمال والمتعة والأسلوب والتقنيات الأدبية التي يتحدث عنها النقاد والمنظرون تظل جزءًا أساسيًا من الكتابة، سواء كانت في السفر أو في أي مكان آخر.
ولفت علاء الدين إلى أن مفهوم السفر والغربة قد تغيّر كثيرًا خلال العشرين أو الثلاثين عامًا الماضية، حيث لم تعد الرحلات شاقة كما كانت في الماضي، ولم تعد الغربة بنفس المعنى التقليدي، وذلك بسبب تطور وسائل الاتصال.
وأكمل علاء الدين: في الماضي كان التواصل مع الآخر أثناء تواجده في بلد آخر يتطلب كتابة رسالة وانتظار الرد، بينما أصبح الأمر اليوم مختلفًا تمامًا بفضل الانفتاح التكنولوجي وسهولة التواصل، مما جعل المسافات أقصر وأكثر اتصالًا بين الأفراد.
اقرأ أيضًا:
التهجير خط أحمر.. آلاف المصريين أمام معبر رفح يعلنون رفض تصريحات ترامب - فيديو
برواتب تصل لـ60 ألف جنيه.. فرص عمل بالداخل والخارج - التخصصات والتقديم
6 أعمال محببة في شهر شعبان استعدادا لبداية السنة الإيمانية
الصحة تكشف أسباب نجاح تحقيق أقل معدل مواليد منذ 2007
"الوزراء": 29.8 مليار جنيه لتمويل المشروعات متناهية الصغر وتوفير 2.8 مليون فرصة عمل
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الكاتب وليد علاء الدين ندوة الكتاب كحقيبة سفر مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم معرض القاهرة الدولي للكتابتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة بعد أضخم حفل توقيع بمعرض الكتاب.. حسن الجندي: "نوح المذبوح" رواية مستوحاة أخبار إقبال جماهيري على حفل توقيع رواية "قتل ترانزيت" للكاتب محمد خيري بمعرض أخبار توافد جماهيري ضخم على معرض الكتاب.. 14 صورة للساعات الأولى من اليوم الثامن أخبار معرض القاهرة الدولي للكتاب يناقش تجربة الهند في الصعود الاقتصادي أخبارإعلان
إعلان
أخبارالكاتب وليد علاء الدين: نكتب الأدب لنعبّر عن ذواتنا وليس لإرضاء الآخرين
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك تحذير عاجل من الأرصاد بشأن اضطراب الملاحة وارتفاع الأمواج "مصر تقول لا للتهجير".. آلاف المواطنين بالمحافظات يزحفون نحو رفح - فيديو وصور 22القاهرة - مصر
22 13 الرطوبة: 42% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك