ما حكم الاعتماد على الحساب الفلكي في إثبات غرة رمضان؟
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
ورد سؤالا إلى دار الإفتاء المصرية، مفاده: «ما حكم الاعتماد على الحساب الفلكي في إثبات غرة رمضان»، وهو ما أجاب عنه الدكتور علي جمعة، المفتي السابق، في فتوى نشرتها الدار عبر موقعها الرسمي بالإنترنت.
وأوضحت الدار، أن الحساب الفلكي يجري الاعتماد عليه كأحد الوسائل التي تثبت ظهور الهلال، كما أنه قطعي، في حين أن الرؤية البصرية الخطأ وارد بها.
وفي الإجابة على سؤال حكم الاعتماد على الحساب الفلكي في إثبات غرة رمضان، أكد الدكتور علي جمعة، أن القطعي مقدم على الظني، بالتالي لو تعارضت الرؤية البصرية مع الحسابات الفلكية يتم التغاضي عنها واعتماد الحسابات، مشيرا إلى قول الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ [البقرة: 189].
ولفت «جمعة» إلى ما قاله الإمام البيضاوي في تفسيره (1/ 474-475، ط. دار الفكر): (سألوا عن الحكمة في اختلاف حال القمر وتبدل أمره، فأمره الله أن يجيب بأن الحكمة الظاهرة في ذلك: أن تكون معالم للناس يؤقتون بها أمورهم، ومعالم للعبادات المؤقتة يعرف بها أوقاتها] اهـ.
الحساب الفلكي في إثبات غرة رمضانوأوضح مفتي الديار المصرية السابق، أنه كون الحسابات الفلكية أكثر دقة، لا يؤدي ذلك للاستغناء عن الرؤية البصرية للهلال، وتتم بناء على ما يأتي به علماء الفلك والحساب، كما أشار إلى ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما -واللفظ لمسلم- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّىَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ».
وأكد الدكتور علي جمعة، أن الهدف من رؤية الهلال والمراد به في الشرع، أن تتم مشاهدته بعين الإنسان، وذلك بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من الشهر العربي السابق، حتى يجري إثبات دخول الشهر الجديد من عدمه، والرؤية لابد أن تتم من شخص ذو خبرة كبيرة وتقبل شهادته بين الناس.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شهر رمضان رؤية الهلال
إقرأ أيضاً:
فعل واحد يجعلك مستجاب الدعاء ومن الصالحين.. علي جمعة يوضحه
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الطعام الحلال في نفسه هو الذي جاء بطريق حلال فيؤهل صاحبه أن يكون من الصالحين، وأن يكون ممن يستجاب دعاؤه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء) [رواه الطبراني في الأوسط]، فتحري الطعام الطيب في نفسه بأن يكون ممن أباحه الله، وكذلك يكون طعمه طيب، ويكون قد وصل إلى الناس من طريق حلال (الكسب المشروع).
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الإنسان الذي يخرج بالطعام عن مراد الله هو الذي لا يبالي من حلاله كسبه أو من حرام ؟ ولا يبالي هل الطعام في نفسه مما أحل الله أم لا ؟ وهل الوقت الذي يأكل فيه الطعام مما أباح الله له الأكل (فالمسلم ممنوع من الأكل في نهار رمضان) ؟ فإذا لم لا يراعي كل هذه الأشياء تدنى بنفسه وبإنسانيته وبشريته، ويشابه غير البشر من الحيوانات التي تأكل دون أن تراعي أي نظام، غير أن تلك الحيوانات لا تحاسب بعدم مراعتها هذه، ولقد ذكر ربنا سبحانه وتعالى ذلك الشبه في كتابه، فقال تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ) [محمد :12].
وقد يسأل سائل عن وجه شبه أكل الكفار بالأنعام ؟ فالحقيقة وجه الشبه هو أن الحيوان لا يرى قيودًا ولا ضوابط على شهواته ورغباته والتي منها رغبته في الطعام، فيأتي شهواته في أي وقت من أي طريق بأي شكل، وأساس رقي الإنسان أنه يرى أن هناك قيودًا وضوابط على رغباته وشهواته والتي منها رغبته في الطعام، فهناك قيود شرعية تبين إطار قضاء تلك الشهوات أو الرغبات، وهناك قيود اجتماعية تحدد له الشكل المقبول في مجتمعه لأدائها، فإذا ألغى الإنسان تلك القيود والضوابط فهو عندئذ يتدنى إلى درجة الحيوانات.
وذلك يجعلنا نلاحظ أن الإنسانية والحضارات البشرية كان سموها ورقيها الحقيقي هو الرقي الأخلاقي، والذي يعبر عن الالتزام بالقيود الدينية والاجتماعية، وأن معنى الحرية المغلوط الذي يروج إليه، حيث يعرف الغربيون الحرية بأنها : غياب الحواجز والقيود أمام رغبات الإنسان، هو في الحقيقة رجعية مقيتة، ولكنها ليست رجعية تؤدي بالإنسان لعصور الظلام فحسب، بل تؤدي به إلى حياة الحيوانات وقوانين الغاب التي نسأل الله أن لا تصل إليها البشرية في يوم من الأيام.