عربي21:
2024-12-17@03:02:42 GMT

أم خالد.. قرية فلسطينية أخذت اسمها من امرأة صالحة

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

أم خالد.. قرية فلسطينية أخذت اسمها من امرأة صالحة

باتت اليوم أطلالا بعد أن امتدت فوق أراضيها مدينة نتانيا والمستعمرات.. قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة على تل من الحجر الرملي في السهل الساحلي على شاطئ البحر الأبيض المتوسط غربي مدينة طولكرم وتبعد عنها 15 كم، واستمدت أهمية كبيرة إذ أنها تربط بين مدينة طولكرم وشاطئ البحر الأبيض المتوسط.

قدرت مساحة أراضيها بنحو 2894 دونم، وتحدها القرى والبلدات التالية: قرية وادي الحوارث شمالا.

قرية خربة بيد ليد، وخربة المهداوي، وخربة الجلاد وخربة الدعباس شرقا. وقرية قلنسوة من الجنوب الشرقي. وقرية بيارات حنون جنوبا. والبحر الأبيض المتوسط غربا.

يعود سبب تسميتها لامرأة صالحة كانت تعيش في أراضي القرية ودفنت فيها، وكان لها في القرية مقام له أهمية خاصة عند أهل القرية.

بنيت منازل قرية أم خالد من الحجر والطين، وكانت بيوتها متلاصقة تفصلها عن بعضها البعض أزقة ضيقة، وكان في القرية مسجد واحد يتوسطها، ومدرسة ابتدائية جنوبي القرية، ومطحنة للحبوب آلية شرقي القرية، بالإضافة للمحلات التجارية التي كانت موزعة بين وسط القرية ومناطق أخرى.

وعثر في موقع أم خالد على أدوات صوانية مشغولة، بالإضافة إلى بقايا بناء معقود على ركنه برج، بئر، وخزان وقطع فخارية شمال غربي القرية، كما عثر في الموقع على آثار صهاريج مما يدل على أنها كانت آهلة بالسكان منذ عصور قديمة جدا.

وقدر عدد سكان القرية عام 1922 بنحو 307 نسمة، ارتفع في إحصائيات عام 1931 إلى 586 نسمة جميعهم. وارتفع في عام 1945 إلى 970 نسمة، ووصل عام 1948 إلى 1125 نسمة.

وكانت الزراعة المصدر الأول لكسب الرزق لأهل القرية، حيث قدرت مساحة الأراضي المزروعة بنحو 1877 دونم، ومن المحاصيل التي كانت تزرع في أراضي القرية: الحبوب بأنواعها، والبقوليات، والخضار، والأشجار المثمرة مثل البرتقال، الكلامنتينا، الكريفوت، التين، نبات الصبار، وكروم العنب، والبطيخ والشمام.


                                            شجرة الجميز الشهيرة بالقرية.

ولم يكن أهالي القرية يهتمون بغرس أشجار الزيتون وكانت القرية خالية تماما من هذه الأشجار، وبالتالي اضطر أهالي القرية لشراء حاجتهم من الزيت والزيتون من مدينة طولكرم .

وخصصت كميات كبيرة من فائض المحاصيل الزراعية والمنتجات الحيوانية للبيع في المدن والبلدات المجاورة، وكان أهالي القرية يبيعون محاصيلهم في مدن حيفا، ويافا، وطولكرم، وبيسان، وكانت هذه المحاصيل تنقل إلى الميناء الموجود في الخضيرة ويبعد عن القرية حوالي 12 كم، بواسطة الجمال وأحيانا بسيارات الشحن، وفي حالات أخرى كان أهل القرية يقومون بنقل المحاصيل لأسواق المدن بواسطة سيارات تعود ملكياتها لأشخاص من القرية.

وكان في أم خالد مسجد واحد يتوسط منازلها، كان كبير نسبيا يتسع لأكثر من مئة مصلي، وبني من الحجارة وكان مفروشا بالحصير، وكان له مرافق كالحمامات والمواضئ، بالإضافة للمحراب داخله، ولكن لم يكن لهذا المسجد أي مئذنة أو قبة. وكان أبناء القرية الذكور يتلقون مبادئ القراءة والكتابة والحساب والقرآن الكريم قبل مرحلة الدراسة في المدرسة.

تاريخيا يذكر بعض المؤرخين أن نابليون بونابرت عندما رجع خاسرا من مدينة عكا، استراح عند شجرة جميز كبيرة في قرية أم خالد، وانتقاما لخسارته على أسوار مدينة عكا، أمر بحرق قرية أم خالد.
ويقول المؤرخ مصطفى الدباغ عن القرية وتاريخها، أن نابليون أمر بحرق أم خالد وهو في طريق عودته إلى مصر وذلك عام 1799، وكانت قرية أم خالد محطة تقع بين منزلتي الطنطورة ورأس العين حيث أحد منابع نهر العوجا، وكان ينزله ولاة ورجال الدولة العثمانية وهم في طريقهم للمدينتين المذكورتين.


                    مشهد قديم ونادر لأحد الاحتفالات الموسمية في القرية عام 1918.

ورد في كتاب "كي لا ننسى" للمؤرخ الراحل وليد الخالدي أنه "استنادا إلى تقرير للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فإن أم خالد أخليت في 20 آذار/ مارس 1948 جراء شعور عام بالخوف. ويذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن جملة من القوى العربية وفي المنطقة واجهت المصير نفسه بعد أن تزايدت الهجمات الأولى من الحرب وقد كانت هذه المنطقة الساحلية تغص بالمستعمرات اليهودية، وكانت القيادة الصهيونية تعتبرها بمثابة القلب من الدولة اليهودية المستقبلية لذلك كان من المرغوب فيه، بحسب رأي تلك القيادة، أن يحمل السكان العرب على الرحيل قبل حلول 15 أيار/ مايو 1948. ولم تذكر المصادر، ولا حتى الرواية الشفهية لكبار السن من أبناء القرية أن القرية تعرضت لأي هجوم مباشر أو معركة على أطراف القرية، ولكن الشعور العام بالخوف من أي هجوم مباغت للصهاينة دفع النساء والأطفال وكبار السن للرحيل عن القرية إلى أن خلت تماما لتدخلها العصابات الصهيونية وتحتل منازلها وتدمر جزءا منها..

عد رحيلهم عن القرية لجأ أهالي القرية إلى مدينة طولكرم، ولاحقا أقاموا في مخيم اللاجئين الذي أسس فيها، وعقب نكسة حزيران 1967 غادر بعض أبناء قرية أم خالد المخيم ومدينة طولكرم وأقاموا في الأردن.

ابتلعت ضواحي مدينة نتانيا معظم أراضي القرية، في حين تغطي مستعمرة "شاعر حيفر" جزءا من أراضي القرية، وتغطي أشجار الحمضيات الأجزاء الأخرى من أراضي القرية. ومن معالمها العربية الباقية فيها حتى الآن: قلعة "روجر الوباردي". ومسجد القرية الذي تم تحويله لكنيس يهودي. وشجرة نابليون وهي شجرة الجميز التي استراح عندها نابليون بعد عودته خاسرا من عكا. وبقايا خان للتجار. وبعض منازل القرية التي لم تدمر ويستخدمها المحتلون إما في السكن أو كمستودعات لشركات إسرائيلية.

المصادر

ـ أم خالد ـ قضاء طولكرم ـ (قرية مهجرة)، موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ وليد الخالدي، كتاب "كي لا ننسى".
ـ "أم خالد (قرية)"، الموسوعة الفلسطينية.
ـ أم خالد ـ قضاء طولكرم، موقع فلسطين في الذاكرة.
ـ قرية أم خالد التي حولها الاحتلال إلى مدينة نتانيا، صحيفة الرأي الأردنية، 15/11/2023.
ـ أم خالد، جامعة النجاح الوطنية، نابلس.
ـ مصطفى الدباغ ، كتاب "بلادنا فلسطين"، كتاب "الموجز في تاريخ فلسطين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير فلسطينية تاريخ فلسطين تاريخ هوية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهالی القریة أراضی القریة مدینة طولکرم عن القریة

إقرأ أيضاً:

سلطات العدو تهدم 6 منشآت سكنية وتجارية فلسطينية في القدس المحتلة

هدمت سلطات العدو الصهيوني صباح اليوم الاثنين، 6 منشآت فلسطينية (سكنية وتجارية)، في بلدة عناتا، شمالي شرق مدينة القدس المحتلة.

وقالت مصادر فلسطينية: إن قوات العدو تُرافقها آليات وجرافات الهدم اقتحمت بلدة عناتا صباح اليوم، وشرعت بعملية هدم واسعة طالت (حتى اللحظة) 6 منشآت فلسطينية.

من جانبها، صرحت محافظة القدس، بأن “سلطات العدو ترتكب مجزرة هدم بحق المواطنين في بلدة عناتا في القدس المحتلة، طالت منذ ساعات الفجر 6 منازل بحجة عدم الترخيص”.

وأمس الأحد، أخطرت سلطات العدو بهدم مسجد الإسراء الواقع في حي وادي ياصول في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وذلك ضمن سياستها التهويدية في مدينة القدس.

ويتذرع العدو في تنفيذ عمليات الهدم بـ “البناء دون ترخيص”، في وقت لا تمنح التراخيص بحجة عدم وجود مخططات هيكلية للبناء، أو تفرض رسوماً مالية خيالية في مقابل الحصول على ترخيص بناء.

وبحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ارتكب جيش العدو والمستوطنون 1396 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة والقدس، خلال شهر نوفمبر الماضي 2024.

ونفذت سلطات العدو 52 عملية هدم بالضفة والقدس، طالت 63 منشأة، بينها 27 منزلاً مأهولاً، و2 غير مأهولة، و17 منشأة زراعية وغيرها، وفقا للمعطيات ذاتها.

وقالت الأمم المتحدة في تقرير لها إن “إسرائيل” هدمت 1528 منشأة فلسطينية بالضفة الغربية المحتلة منذ بداية العام الجاري 2024.

مقالات مشابهة

  • لقاء بين باسيل ووفيق صفا.. كيف كانت أجواء الاجتماع؟
  • #هذه_أبوظبي.. القرية التراثية بعدسة بيتر جاي
  • بلدية رفح: المدينة منكوبة وغير صالحة للحياة
  • الاحتلال يهدم 17 منشأة فلسطينية بالقدس
  • سلطات العدو تهدم 6 منشآت سكنية وتجارية فلسطينية في القدس المحتلة
  • أوابك تقر إعادة الهيكلة وتغير اسمها الى المنظمة العربية للطاقة
  • بناءً على اقتراح المملكة..”أوابك” تُقرر إعادة صياغة اتفاقية إنشائها وتغيير اسمها إلى “المنظمة العربية للطاقة
  • السفير أبو علي: حذف 1410 عائلة فلسطينية بالكامل من السجل المدني
  • الموسوي: المقاومة كانت وستبقى
  • ذاكرة أمّ فلسطينية.. أدب يكسر قيود الأيديولوجيا