قافلة صندوق تحيا مصر تنطلق لدعم الفلسطينيين في غزة مع حلول شهر رمضان
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
أطلق صندوق تحيا مصر، ظهر أمس الأحد، قافلة شاحنات تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية" محملة بالأجهزة والمستلزمات الطبية وكميات ضخمة من الدعم الغذائي وكافة الاحتياجات الضرورية، لدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، مع حلول شهر رمضان المعظم، بالتعاون مع بيت الزكاة والصدقات المصري، وبنك ناصر الاجتماعي وشركة فينوس للكهرباء والإنارة، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني، والمتبرعين، ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بالوقوف جنبًا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ومؤازرته وتقديم الدعم والعون في ظل هذه الظروف العصيبة حتى يتخطوا محنتهم.
من جانبه، أكد تامر عبد الفتاح، المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر، أن القافلة تتضمن 101 شاحنة بها أكثر من 1616 طنا، في مقدمتها القافلة الطبية المحملة بالإمدادات الضرورية لتقديم الرعاية الصحية، لتلبية الاحتياجات الطبية الملحة التي تساعد في إنقاذ الأرواح وعلاج مئات الآلاف من الجرحى والمصابين وذلك في ظل النقص الحاد في الموارد الطبية في قطاع غزة، وتشمل الأجهزة الطبية مثل أجهزة التخدير، أجهزة التنفس الصناعي، أجهزة الغسيل الكلوي، معدات الغسيل الكلوي، حضانات وأجهزة تنفس للأطفال المبتسرين (حديثي الولادة)، شاشات لمتابعة العمليات الحيوية للمرضي، أدوية أساسية وأدوية لعلاج الأمراض المزمنة، وذلك لإتمام عمليات الإنقاذ وتقديم الرعاية الطبية العاجلة.
وفي سياق متصل، أضاف عبد الفتاح، أن قافلة صندوق تحيا مصر تتضمن أيضًا كميات ضخمة من المواد الغذائية الأساسية الجافة مثل الأرز، والمكرونة، والشعرية، والسكر، والزيت، والشاي، والتمر والجبن وغيرها، من المواد التي تعتبر جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي، كما تضمنت القافلة المياه المعدنية والغازية، والألبان، والعصائر، إلى جانب البطاطين والأغطية والمنظفات وأدوات العناية الشخصية والملابس للرجال والنساء وللأطفال، حيث ظهرت الحاجة الماسة لتوفير الملابس للأسر النازحة الذين تركوا منازلهم المدمرة تحت وطأة الحرب، وللمساعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية للأشقاء في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الأطفال في غزة يعانون من الجفاف وسوء التغذية نتيجة الوضع المتردي، لذا كان هؤلاء الأطفال نصب أعيننا، وتضمنت القوافل الألبان والأغذية للرضع، والعلاج للأطفال، وحفاضات بمختلف المقاسات للأطفال، وكبار السن.
مضيفًا، أنه يتم إرسال تلك المساعدات من خلال جسر الإغاثة البري من مصر عبر معبر رفح المصري إلى قطاع غزة، وتوزيعها يجري وفقًا لأولويات واحتياجات الهلال الأحمر الفلسطيني لضمان وصولها إلى الأطفال والأسر النازحة.
وتابع عبد الفتاح، إن مشاركة المتطوعين من الشباب والفتيات في هذا العمل الإنساني، عزّز من روح التعاون والتكافل، وعكس الروح الإنسانية النبيلة لدى الشباب المتطوعين تجاه قضايا أمتهم، وقد أَظْهَر المتطوعون في هذا الحدث الاستثنائي روحًا عاليةً من المسؤولية والشجاعة، حيث عملوا دون كللٍ أو مللٍ على إعداد قافلة شاملة بكل الإمدادات من الاحتياجات الأساسية والإغاثية لأهل فلسطين.
وفي هذا الإطار خصص صندوق تحيا مصر الحساب رقم (037037- إغاثة أهل غزة) في كل البنوك، من داخل وخارج مصر بالعملة المحلية والعملات الأجنبية، فضلا عن استقبال المساهمات عبر الموقع الإلكتروني www.tahyamisrfund.org لإغاثة أهل غزة وتلبيةً للاحتياجات المعيشية والدوائية للأشقاء الفلسطينيين.
الجدير بالذكر، أن صندوق تحيا مصر قام بإطلاق قوافل إغاثية شملت المساعدات من مواد الغذائية والمستلزمات الطبية ومواد إغاثية أخرى لقطاع غزة في نوفمبر 2023 تضمنت 199 شاحنة وسيارتي إسعاف، وفي عام 2021 أطلق قافلة مساعدات تتضمن 130 شاحنة، وتعد قوافل دعم قطاع غزة إحدى أنشطة المحور الاستراتيجي "مواجهة الكوارث والأزمات"، لرفع المعاناة عن المتضررين وتدعيم روح التكافل والتضامن بين الشعوب وتعظيم دور المجتمع المدني في شتى المجالات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صندوق تحیا مصر عبد الفتاح قطاع غزة IMG 20240311
إقرأ أيضاً:
تصريحات ترامب وحقوق الفلسطينيين
ما سمعناه وشاهدناه مؤخراً من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تولي بلاده السيطرة على قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني صاحب الأرض لم تكن مفاجئة في سياق السياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل، لكنها جاءت لتؤجج التوتر في المنطقة وتعيد التأكيد على أن الحل العادل للقضية الفلسطينية لا يزال بعيد المنال، هذه التصريحات، التي تتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، تمثل تحديًا صارخًا للمجتمع الدولي، وتطرح تساؤلات حول مستقبل السلام في الشرق الأوسط وهل هناك نية لإنهاء الحروب في المنطقة من عدمه.
ويأتى الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية ظل على مدى العقود الماضية ثابتًا لا يتغير، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي شدد على أن مصر لن تتراجع عن دعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
فتصريحات ترامب لا تؤدي إلا إلى مزيد من الاشتعال والتوتر، لكن مصر، رغم التحديات والضغوط الدولية، لن تحيد عن موقفها الداعم لحل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل، فالموقف المصري ليس مجرد التزام دبلوماسي، بل هو تعبير عن إرادة شعبية تدرك أن القضية الفلسطينية ليست شأنًا خارجيًا، بل قضية تمس وجدان الأمة العربية بأكملها، مصر تدرك أن أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول غير عادلة لن تجلب سوى المزيد من العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.
في سياق المواقف العربية الحاسمة، جاء تأكيد المملكة العربية السعودية، عبر بيان وزارة خارجيتها، على التزامها التاريخي بدعم الحقوق الفلسطينية، كما أن تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعدم إقامة أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، تحمل رسالة واضحة بأن المنطقة لن ترضخ للضغوط الإقليمية والدولية التي تحاول فرض حلول غير عادلة.. حلول من شأنها تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها.. فهذا الموقف يعكس تحولًا استراتيجيًا في الوعي العربي تجاه القضية الفلسطينية، حيث لم يعد مقبولًا أن تُفرض تسويات جزئية تتجاهل الحقوق المشروعة للفلسطينيين، فالمملكة، شأنها شأن مصر، تدرك أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال حل عادل وشامل يضمن للفلسطينيين دولتهم المستقلة.
تصريحات الرئيس الأمريكي تكشف بوضوح عن غياب أي نية حقيقية لدفع عملية السلام، وهو ما يستدعي موقفًا عربيًا موحدًا يعيد ترتيب الأوراق على الساحة الدولية، فالقضية الفلسطينية ليست ملفًا يمكن تجاوزه بصفقات سياسية أو حلول مرحلية، بل هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وإذا كان البعض يراهن على أن الضغوط الدولية قد تغير المواقف العربية، فإن الواقع يؤكد أن الشعوب العربية لن تقبل بأي تسوية تنتقص من حقوق الفلسطينيين أو تهجيرهم من أراضيهم
إن تمسك مصر والسعودية وغيرهما من الدول العربية بحل الدولتين ليس مجرد شعار سياسي، بل هو ضرورة استراتيجية لضمان استقرار المنطقة.
في النهاية، يبقى السؤال الأهم يطرح نفسه على الساحة: إلى متى سيظل المجتمع الدولي يتعامل مع القضية الفلسطينية كملف ثانوي بينما هي المفتاح الحقيقي لاستقرار منطقة الشرق الأوسط؟