صعوبة في الإصابة وتخبط بالهدف وعجز عسكري.. إرهاب حوثي أعمى في البحر
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
فيما يشبه الفضيحة المدوية، كشفت تقارير إعلامية وعسكرية خلال الساعات الماضية عن تضليل كبير تمارسه جماعة الحوثي المدعومة من إيران حول حقيقة ما تعلنه عن هوية السفن التجارية التي تستهدفها بهجماتها الصاروخية في البحر الأحمر وخليج عدن.
أحدث هذه الهجمات، كان تبني الجماعة الحوثي الجمعة، استهداف سفينة الشحن "PROPEL FORTUNE" بصاروخ بحري في خليج عدن، وزعمت في بيان لناطق مليشياتها بأنها سفينة أمريكية.
في حين قالت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي بأن السفينة مملوكة لسنغافورة، وهو ما أكدته مصادر في عمليات البحرية اليمنية، بحسب ما نقله مراسل وكالة "شينخوا" الصينية فارس الحميري في حسابه على منصة "أكس"، حيث أكدت المصادر بأن السفينة سنغافورية وترفع علم سنغافورة وليست أمريكية كما تزعم الجماعة الحوثية.
وبالتزامن مع ذلك، كشف تقرير لموقع "العربية.نت" بأن السفينة "روبيمار" التي غرقت في البحر الأحمر بالقرب من باب المندب بسبب هجمات الحوثيين مملوكة بالكامل لرجال أعمال سوريين من عائلة واحدة اسمها "أولاد أبو شحاتة"، ويديرها أحد أفراد العائلة وهو وائل أبو شحاتة، وليست كما زعمت المليشيات الحوثية بأنها سفينة بريطانية.
التقرير أوضح بأن الحوثيين اعتبروا السفينة "روبيمار" بريطانية على أساس عنوان بريطاني متقادم كان مسجلا ومرتبطا بالمالكين المقيمين في لبنان.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تشن فيها مليشيات الحوثي هجوماً ضد سفينة تجارية بناءً على معلومات غير دقيقة، ففي الـ12 من يناير الماضي، كشفت شركة "أمبري" البريطانية عن حادثة مماثلة.
وبحسب الشركة البريطانية فقد تم استهداف ناقلة ترفع علم بنما وتحمل نفطاً روسيا في البحر الأحمر قرب عدن، موضحة بأن "الناقلة استهدفت بطريق الخطأ بناء على معلومات قديمة تربط السفينة ببريطانيا"، وكان لافتاً تجاهل جماعة الحوثي الإعلان عن الهجوم.
ومن أبرز الأمثلة على تخبط وعشوائية الهجمات الحوثية، كان الهجوم الذي استهدف السفينة "ستار آيريس" في الـ12 من فبراير، حيث زعمت الميليشيات في بيان رسمي لها، بأنها سفينة أمريكية.
ليتضح لاحقاً بأن السفينة التي ترفع علم جزر مارشال، مملوكة ليونانيين، وكانت تعبر البحر الأحمر قادمة من البرازيل، تحمل الذرة، وفي طريقها إلى ميناء بندر إمام خميني، في إيران.
العشوائية والتخبط التي تسجلها الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية تأتي على الرغم من المعلومات الاستخبارية التي توفرها إيران الداعم لها، عبر سفن التجسس الإيرانية التي تقبع بالقرب من باب المندب.
يضاف إلى أن تحديد هوية وجنسية السفن التجارية ليست بالعملية السهلة، في اقتصاد السوق الحر الرأسمالي الذي يقود اقتصاد العالم اليوم وتزدهر فيه ما تسمى بالشركات متعددة الجنسيات، التي لا تتبع دولة محددة.
يضاف إلى أن بعض السفن التجارية تكون ملكيتها لشركة أو رجل أعمال في دولة ما، في حين أن الشركة المشغلة لها من دولة أخرى، وهو ما يجعل من عملية استهدافها، عملية استهداف متعددة.
وإلى جانب العشوائية والتخبط التي تسجلها الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية، فإن حجم التأثير ودقة الإصابة التي تلحقها هذه الهجمات بالسفن التجارية تبدو ضعيفة على الرغم من كونها هدفاً سهلاً مقارنة بالأهداف العسكرية.
ويتضح ذلك من خلال عدد الهجمات التي ألحقت الضرر بالسفن التجارية المستهدفة من بين إجمالي هجمات مليشيات الحوثي منذ انطلاقتها باختطاف السفينة "غالاكسي ليدر" بالبحر الأحمر في الـ18 من نوفمبر الماضي.
ففي خطابه الأخير الخميس، قال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بأن عدد الهجمات التي نفذتها مليشياته في البحر الأحمر وخليج عدن ضد السفن بلغت 64 عملية، إلا أن إحصائية قام بها "نيوزيمن" للبيانات الصادرة عن المليشيات، تفيد بإعلانها عن 43 هجوماً فقط، من بينها 12 هجوما ضد سفن وقطع عسكرية حربية أمريكية.
في حين أن الهجمات الـ31 التي أعلنتها المليشيات الحوثية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن من الـ18 من نوفمبر الماضي، أقل من نصفها فقط أي نحو 14 هجوماً تمكنت فيها من إصابة السفن بشكل مباشر، 10 سفن كانت الإصابة فيها طفيفة، لم تمنعها من مواصلة رحلتها، في حين أن باقي الهجمات كانت الصواريخ إما تسقط بالبحر على مقربة من السفن أو يتم إسقاطها من قبل القطع البحرية العسكرية.
في حين أن 3 هجمات فقط هي من تسببت بإلحاق ضرر بشكل كبير بالسفينة المستهدفة، الأولى كان الهجوم على السفينة النفطية (مارلين لواندا MARLIN LUANDA) في خليج عدن بالـ26 من يناير الماضي، ونتج عنه حريق داخل السفينة استمر لساعات.
في حين تسبب الهجوم الثاني الذي استهدف السفينة التجارية "روبي مار" في الـ18 من فبراير الماضي بأول حادثة غرق لسفينة بالبحر الأحمر، جراء هجمات مليشيات الحوثي، أما الهجوم الثالث، فكان الأعنف بسقوط أول ضحايا بشرية بمقتل ثلاثة من طاقم السفينة True Confidence التي تعرضت لصاروخ حوثي الأربعاء، أثناء إبحارها في خليج عدن.
في حين أن الهجمات الـ12 التي أعلنت المليشيات عنها ضد سفن وقطع عسكرية حربية أمريكية، فشلت في إلحاق أي ضرر بإحداهن فضلاً عن أن تنجح بسقوط ضحايا بشرية، رغم كثافة الصواريخ والطيران المسير الذي استخدم فيها، ما يكشف حجم العجز لدى المليشيات الحوثية في المواجهة عسكرياً، مقارنة باستهداف السفن التجارية المدنية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر السفن التجاریة بأن السفینة فی حین أن ضد السفن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
حملت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، جماعة الحوثي مسؤولية فشل جهود عملية السلام في اليمن.
ونقلت قناة العربية السعودية، عن الخارجية الأمريكية قولها إن جماعة الحوثي تتحمل مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن.
وأضافت أن واشنطن أكدت تغير سياساتها تجاه الحوثي بعد مهاجمتها خارج اليمن.
ويوم أمس، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج إن الحوثيين عازمون على ضرب السفن الحربية الأميركية والأوروبية كجزء من حملتهم المستمرة للهجمات في البحر الأحمر.
وأضاف ليندركينج في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر ترجمها للعربية "الموقع بوست" إن قيادتنا كلها قلقة للغاية بشأن تصميم الحوثيين على ضربنا على ما يبدو - ضرب أصدقائنا - في البحر الأحمر، ومثابرتهم في القيام بذلك، وتصميمهم على القيام بما كانوا يفعلونه بشكل أفضل".
وتابع "لقد أسقطنا كل شيء تقريبا أطلقوه في طريقنا". لكن هذا تهديد متطور. وقال إن أحد المخاوف الرئيسية هو أن تحاول روسيا مساعدة الحوثيين، وهو تطور محتمل وصفه بأنه "شيطاني".
وقال ليندركينج إن السفن المتجهة إلى اليمن والتي تحمل إمدادات إنسانية أو تجارية أُجبرت على تحويل مسارها، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف في البلاد.
وأردف: "عدد أقل من السفن ترسو في موانئ اليمن نتيجة لما يفعله الحوثيون".
وفي وقت سابق، كشف مصدر مطلع "عربي21" عن تقديم أبوظبي لواشنطن مقترحا لتشكيل ائتلاف عسكري لتأمين حركة السفن في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة الدولية عبر باب المندب، ممر الملاحة الدولية، من هجمات الحوثيين.
وأضاف المصدر، أن مقترح الدولة الخليجية تضمن أن يتم دمج تحالف "حارس الازدهار" التي أطلقته واشنطن نهاية العام الماضي في تحالف عربي، وسط الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب.
وطبقا للمصدر فإن أبو ظبي تريد من وراء هذا الائتلاف الجديد حماية مصالحها الاقتصادية التي تضررت من استهداف السفن في البحر الأحمر.
كما أن الإماراتيين الذين سبق أن أعلنوا رفضهم الانضمام لتحالف "حارس الازدهار" التي أعلنت عنه أمريكا في كانون أول/ ديسمبر 2023، "يسعون لإقحام السعودية التي نأت بنفسها أيضا عن المشاركة في التحالف، والتي دخلت في تهدئة مع الحوثيين، وإبقائها في مستنقع الحرب في اليمن، لتعزيز فرصها الاقتصادية في المنطقة، بعد تعاظم التنافس بين الدولتين الخليجيتين وطموحات الرياض الاقتصادية".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت نهاية ديسمبر/ كانون الأول من عام 2023 إطلاق تحالف من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم الملاحة في البحر الأحمر، تحت اسم "حارس الازدهار"، لصد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
وشن الحوثيون أكثر من 130 هجوما استهدفوا السفن العسكرية والمدنية. وفي الأسبوع الماضي فقط، أطلقوا مجموعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار على مدمرتين أمريكيتين أثناء عبورهما مضيق باب المندب الاستراتيجي.