إذا جاء رمضان جاء المسحراتى معه، ورغم أن سهرات شهر الصيام أفرغت مهمته من ضرورتها، إلا أنه لا يزال من روائح الشهر ولوازمه.
ففى زمن سابق كان النيام يستيقظون على ضربات الطبلة بين يدى المسحراتى، وكان الصائمون ينامون في ليل رمضان مرتين: مرة قبل السحور، ومرة بعد أن يتناولوه إذا استيقظوا.. ولكن ذلك كان قبل أن ينقلب ليل الشهر إلى سهر حتى الفجر، وقبل أن يكتشف المسحراتى وهو يدور من شارع إلى شارع، أن الذين ذهب يوقظهم لم يناموا أصلًا، وأنهم يتطلعون إليه وهو يؤدى عمله في دهشة، وكأنهم ينظرون إلى شىء من الماضى البعيد!.
وقد جاء وقت على العقيد القذافى كتب فيه قصة بعنوان «المسحراتى ظُهرًا» ثم نشرها في مجموعته القصصية التي كانت تحمل أطول العناوين.. كان عنوانها: القرية القرية الأرض الأرض وانتحار رائد الفضاء!.
ولا يمكن أن تجد رواية أو قصة عنوانها من سبع كلمات.. ولكن القذافى الأديب فعلها، ولم تكن غريبة عليه بالتأكيد، لا لشىء إلا لأن القذافى السياسى لم تكن تنقضى عجائبه، وبالتالى، فالقذافى الأديب كان امتدادًا للقذافى السياسى، الذي لما أصابه اليأس من العرب اتجه إلى القارة السمراء وأعلن نفسًا ملكًا لملوكها.
ولا تعرف ماذا بالضبط كان يقصد من وراء قصته التي أعطاها ذلك العنوان الغريب؟.. فهو يتكلم فيها عن شخصية المسحراتى، وعن الخيال الذي كانت تغذيه لدى الأطفال، ثم عن جولات المسحراتى وهو يطوف بين الشوارع في أنحاء المدينة.. وفى الريف كان المسحراتى يطرق أبواب البيوت بالعصا في يده، وكان ينادى على أصاحبها بأسمائهم، لعلهم يستيقظون ويلحقون بطعام السحور.
ومن عنوان القصة نفهم أن القذافى لا يقصد المسحراتى الذي نعرفه في شهر الصيام، حتى ولو كان يتحدث عنه في قصته، ففى الأدب عمومًا أشياء غير مباشرة لا يقولها الكاتب صراحةً، ولكن يتركها لخيال القارئ وفطنته، وكلما غرقت القصة في المعانى غير المباشرة، كانت في تقدير نقاد الأدب قصة من الطراز العالى.
وقد عاش القذافى نفسه وهو أقرب ما يكون إلى شخصية المسحراتى بين العرب، وكان يراهم بعيدين عن إدراك ما يجب أن يدركوه من مخاطر حولهم، وكان كلما راح يلفت انتباههم اتهموه بما يشبه الجنون، ولكنه لم يكن مجنونًا بالطبع، وربما كانت الطريقة التي عاش يتصرف بها هي التي خلقت انطباعات متباينة عنه.. وإذا كان قد كتب عن المسحراتى ظُهرًا، فكأنه كان يكتب عن نفسه وعن مهمته بين العرب، لولا أن القدر لم يمهله ليكمل المهمة التي رأى نفسه أهلًا لها.
سليمان جودة – المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
هنا الزاهد عن طلاقها من أحمد فهمي: كانت فترة كاشفة لمن حولي
تحدثت الفنانة هنا الزاهد عن مرحلة ما بعد الطلاق من الفنان أحمد فهمي، موضحا أن الأمر أثر على حالتها النفسية.
وقالت هنا الزاهد خلال لقائها ببرنامج Mirror الذي يقدمه الإعلامي خالد فرج، عبر موقع الفيديوهات« يوتيوب»، إنها تعرضت لصدمة كبيرة بعد انفصالها رغم أنها تعلم أن الأمر «قسمة ونصيب»، مشيرة إلى أن تلك الفترة كانت مرحلة كاشفة لمن حولها، فمنهم من كانوا أصدقاء طيبين، وآخرون لم يكونوا كذلك، مضيفة: «أقصد المحيطين من الأصدقاء ولكن ليس من العائلتين».
آخر أعمال هنا الزاهدعرض لـ الفنانة هنا الزاهد مؤخرا مسلسل «إقامة جبرية» عبر منصة « واتش إت» وحقق العمل نجاح جماهيري وفني كبير.
أحداث مسلسل إقامة جبريةدارت أحداث مسلسل إقامة جبرية في إطار من الإثارة والتشويق، حول مجموعة من الأشخاص المحتجزين في مكان واحد وسط ظروف غامضة، مع تصاعد الأحداث وزيادة التوتر بين الشخصيات، تبدأ الأسرار بالانكشاف، ويعرض المسلسل في عشر حلقات.
أبطال مسلسل إقامة جبريةشارك في بطولة مسلسل إقامة جبرية بجانب هنا الزاهد عدد من النجوم الفن أبرزهم «محمد الشرنوبي، صابرين، ثراء جبيل، عايدة رياض، محمود البزاوي، حازم إيهاب، عايدة رياض، لطيفة أحمد، وضيف الشرف أحمد حاتم، وآخرين من نجوم الفن، والعمل من تأليف أحمد عادل وإخراج أحمد سمير فرج.
وعلى صعيد آخر تنتظر الفنانة هنا الزاهد عرض فيلم ري ستارت، بطولة الفنان تامر حسني، ويسجل العمل التعاون الثاني بينهما بعدما قدما معا فيلم «بحبك» الذي تم عرضه في عام 2022، ومن المقرر عرض الفيلم في موسم عيد الفطر المقبل.
ويضم فيلم ري ستارت، في بطولته، عدد من نجوم الفن بجانب تامر حسني، وهم: هنا الزاهد، باسم سمرة، ومحمد ثروت، وجاري التعاقد مع باقي أبطاله في الفترة الحالية، والعمل من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج سارة وفيق.
اقرأ أيضاًمسلسلات رمضان 2025.. أحمد العوضي يكشف عن موعد طرح «غول الأصول»
ملامح شخصية نبيل عيسى بمسلسل إخواتي