موقع النيلين:
2024-11-12@20:24:21 GMT

المسحراتى العقيد

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT


إذا جاء رمضان جاء المسحراتى معه، ورغم أن سهرات شهر الصيام أفرغت مهمته من ضرورتها، إلا أنه لا يزال من روائح الشهر ولوازمه.

ففى زمن سابق كان النيام يستيقظون على ضربات الطبلة بين يدى المسحراتى، وكان الصائمون ينامون في ليل رمضان مرتين: مرة قبل السحور، ومرة بعد أن يتناولوه إذا استيقظوا.. ولكن ذلك كان قبل أن ينقلب ليل الشهر إلى سهر حتى الفجر، وقبل أن يكتشف المسحراتى وهو يدور من شارع إلى شارع، أن الذين ذهب يوقظهم لم يناموا أصلًا، وأنهم يتطلعون إليه وهو يؤدى عمله في دهشة، وكأنهم ينظرون إلى شىء من الماضى البعيد!.

وقد جاء وقت على العقيد القذافى كتب فيه قصة بعنوان «المسحراتى ظُهرًا» ثم نشرها في مجموعته القصصية التي كانت تحمل أطول العناوين.. كان عنوانها: القرية القرية الأرض الأرض وانتحار رائد الفضاء!.

ولا يمكن أن تجد رواية أو قصة عنوانها من سبع كلمات.. ولكن القذافى الأديب فعلها، ولم تكن غريبة عليه بالتأكيد، لا لشىء إلا لأن القذافى السياسى لم تكن تنقضى عجائبه، وبالتالى، فالقذافى الأديب كان امتدادًا للقذافى السياسى، الذي لما أصابه اليأس من العرب اتجه إلى القارة السمراء وأعلن نفسًا ملكًا لملوكها.

ولا تعرف ماذا بالضبط كان يقصد من وراء قصته التي أعطاها ذلك العنوان الغريب؟.. فهو يتكلم فيها عن شخصية المسحراتى، وعن الخيال الذي كانت تغذيه لدى الأطفال، ثم عن جولات المسحراتى وهو يطوف بين الشوارع في أنحاء المدينة.. وفى الريف كان المسحراتى يطرق أبواب البيوت بالعصا في يده، وكان ينادى على أصاحبها بأسمائهم، لعلهم يستيقظون ويلحقون بطعام السحور.

ومن عنوان القصة نفهم أن القذافى لا يقصد المسحراتى الذي نعرفه في شهر الصيام، حتى ولو كان يتحدث عنه في قصته، ففى الأدب عمومًا أشياء غير مباشرة لا يقولها الكاتب صراحةً، ولكن يتركها لخيال القارئ وفطنته، وكلما غرقت القصة في المعانى غير المباشرة، كانت في تقدير نقاد الأدب قصة من الطراز العالى.

وقد عاش القذافى نفسه وهو أقرب ما يكون إلى شخصية المسحراتى بين العرب، وكان يراهم بعيدين عن إدراك ما يجب أن يدركوه من مخاطر حولهم، وكان كلما راح يلفت انتباههم اتهموه بما يشبه الجنون، ولكنه لم يكن مجنونًا بالطبع، وربما كانت الطريقة التي عاش يتصرف بها هي التي خلقت انطباعات متباينة عنه.. وإذا كان قد كتب عن المسحراتى ظُهرًا، فكأنه كان يكتب عن نفسه وعن مهمته بين العرب، لولا أن القدر لم يمهله ليكمل المهمة التي رأى نفسه أهلًا لها.

سليمان جودة – المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب: علاقتنا بالجيش كانت وستبقى قوية


أشار مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف إلى أن "الشهيد السيد حسن نصر الله كان أمةً في رجل وهو باقٍ في الشهداء الذين تخرجوا من مدرستهم أبطالاً"، لافتاً إلى أنها "المرة الأولى التي نحيي فيها يوم الشهيد بغياب السيّد".

وقال: "وقائع الميدان الفعلية في يدكم أنتم وحدكم أيها المجاهدون وستكون لها الكلمة الفصل في السياسة وربما مصير الشرق الأوسط"، مشدداً على أن العدو لا يزال عاجزاً عن إحتلال قرية لبنانية واحدة.

وأكد أن "العدو لن يكسب الحرب بالغطاء الجوي في ظل العجز عن تحقيق إنجاز وتقدم بري"، مشيراً إلى أن "الحديث عن تراجع كبير في مخزوننا من الصواريخ مجرد أكاذيب إذ  لدى قواتنا في الخطوط الأمامية ما يكفي من العتاد لحرب طويلة".

وشدد عفيف على أن "علاقتنا بالجيش الوطني اللبناني كانت وستبقى قوية".
 

مقالات مشابهة

  • أيمن يونس : الكومي خانه التعبير بشأن إصابة إمام عاشور .. وكان عليه التأكد من الجهاز الطبي للمنتخب
  • خالد بيبو: جوزيه مدرب تاريخي للأهلي وكان غاضبا بعد مباراة 6-1
  • كيف كانت اللحظات الأخيرة في حياة شيخ المخرجين نيازي مصطفى؟.. مكالمة تليفون
  • نهاية الديمقراطية في الولايات المتحدة كانت متوقعة تماما
  • مسعد عوض: إبراهيم فايق خلص عليا وكان سبب في عدم وجودي بنادي حاليًا
  • مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب: علاقتنا بالجيش كانت وستبقى قوية
  • الشرطة المصرية تشتبه في سيارة نجل الداعية المصري محمد حسان وعند تفتيشها كانت الصدمة
  • القبض على شخص متلبس بجريمته في عدن.. وعند تفتيشه كانت المفاجأة الصادمة
  • كيف كانت خديجة مثالاً للمرأة المسلمة الناجحة؟
  • شيخ الأمين بالفيديو: شاركت السادة في الطريقة البرهانية إحتفالاً في باريس وكان هناك قسيس