الشاعر عبدالمنعم رمضان: تهت فى الصحراء وأنا صائم سنة 1974
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
يحكى الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان بعض ذكرياته عن رمضان للوفد، فيقول:
فى سنة ١٩٧٤ كنت قد أنهيت دراستى بكلية التجارة جامعة عين شمس، مما استلزم ضرورة أداء الخدمة العسكرية، ولما أصبحت جنديا بسلاح الإشارة، انتهى الأمر بعد فترة التدريب إلى توزيعى كجندى إشارة بالفوج رقم كذا، الذى معسكره الدائم فى دهشور، وهناك التحقت بسرية أصبحت تضم اثنين فقط مؤهلات عليا، أنا وشخص آخر حامل لبكالوريوس الهندسة وينتسب إلى شريحة أعلى من الطبقة الوسطى، ورأيته يتميز عنى بإجادته المشية العسكرية، دهشور لم تكن بعيدة كثيراً عن القاهرة، صرنا فى السرية، هو وأنا، شبه مدللين، لم يصبنا الدور للبقاء ليلا، كنا شبه معفيين من النبطشية، هكذا يقولونها، نحن فى فوج دفاع جوى، وسريتنا سرية إشارة، كل الآخرين من مجندى السرية نالوا نصيبهم من نوبات الحراسة، ونالوا أيضا نصيبنا، خريج الهندسة وخريج التجارة، فى تلك الفترة برزت بورسعيد كمدينة حرة، مدينة مفتوحة، مما أدى إلى كثرة البوتيكات التى تبيع الملابس المستوردة فى مدينة القاهرة أيضا، إلى حد أن أصبح اليوزباشى رفعت صاحب بوتيك بالعباسية، أحد أصدقاء أبى ولأنه يعرف البوتيك ويعرف النقيب لم يتأخر عن اصطحابه، أى أبى، للتعارف والشراء، كانت بدانة اليوزباشى تناسب مهارته الاجتماعية، سعيد باشجاويش السرية كان هو من يديرها فعلاً، وكان جاداً، كان الأكثر استقامة , يعينه الشاويش صفوت ابن شبرا، ابن البلد الفهلوى، النقيب رفعت أدرك وفهم وقبل ماتعنيه زيارة أبى لبوتيكه وهدفها، وراعى هذا الهدف طيلة مدة خدمتى، فى تلك الفترة نشب خلاف سياسى بين السادات والقذافى، معه شاع بيننا أن مصر السادات ستؤدب ليبيا القذافى، وأن فوجنا مرشح للمشاركة فى هذا التأديب، أيامها أذهلتنى ردة فعل جنود السرية والفوج، متوسطى التعليم وغير المتعلمين، كانوا بحماسة يرددون أن الليبين عرب ولن نقبل أن نقتلهم، فى تلك الفترة، ولأول مرة، لم أحصل على تصريح الخروج، أعتقد أننا كنا فى رمضان، قبل المغرب بوقت قليل، قال لى الشاويش صفوت : يمكنك أن تذهب لكن لابد أن تحضر طابور الصباح، آنذاك كان توقيت عربات سقارة دهشور قد انقضى وفات، ومع ذلك عزمت على الذهاب، أرشدنى المجربون الذين سبق لهم التسقير، أى اجتياز سقارة والوصول إلى العمران، المجربون بأيديهم حددوا اتجاهى وبألسنتهم أفاضوا فى الشرح، كانت تجربتى الأولى، المفروض أننى سأجتاز صحراء رملية لم أستطع رؤية آخرها فى كل نهاراتى السابقة، قيل لى أنها ستفضى إلى غابة نخيل، عند اجتيازها سأصل إلى سقارة ومعها إلى العمران، السماء الآن أظلمت، عزمت أمرى ودخلت فى الظلام الذى مع رواية مرور الوقت اشتد، وأحسست أننى سقطت فى متاهة، لا أعرف أى اتجاه أقصد، داخلنى بعض الخوف، داخلنى كل الخوف، ضاع الطريقان من قدمى، طريق الذهاب إلى البيت، وطريق العودة إلى المعسكر، حولى فقط الرمال والظلام، لم أستطع سوى أن أطلق عواءات على هيئة نداءات، ياأحمد ياعلى ياسيد الخ الخ، بعد وقت أصبحت العواءات شبه مجنونة، ثم أصبحت مجنونة، وفجأة سمعت هسيس أصوات، سرعان ما انقطع، لكننى اتجهت ناحيته، فوجئت بجنديين يوبخاننى ويأمراننى : أخفض صوتك، استشعرا خواتيم رعبى، فاصطحبانى وخرجنا معا إلى سقارة سقارة، اشترينا بلحا واعتبرناه إفطارنا، قلت لهم : إذا سقرتم فأبلحوا، الاثنان رمقانى باستغراب، ثم تعارفنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة عين شمس أداء الخدمة العسكرية سلاح الإشارة دهشور بكالوريوس الهندسة
إقرأ أيضاً:
كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير.. مشاعر بطلة 80 باكو تشبهني
أقيمت حلقة نقاشية بعنوان دور المرأة في الفن ضمن فعاليات اليوم الثالث بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في 11 بالمتحف اليوناني الرماني برعاية هيئة تنشيط السياحة.
وتحدثت المخرجة كوثر يونس عن تجربتها بمسلسل 80 باكو كونه عمل يتحدث عن دور المرأة، قائلة: "سعيدة بمشاركتي بفعاليات مهرجان الإسكندرية لأني أحب هذا المهرجان.
وأكدت "يونس" أنها عملت مع المؤلفة غادة عبد العال على الورق، بشكل ارتجالي، وأشارت إلى أن ما جذبها في المسلسل أن البطلة كانت تشبههها في جانب المشاعر وأنا "جرّتها" لذلك، لأنها كانت منسوبة لمكان وهذا كان محرك مشاعر الشخصية الأساسية،وبجانب كل شخصية كان لديها مشكلة.
وأضافت: "وأنا كسيدة كنت أشعر أن بوسي تلمسني بشكل ما،لأنها كانت تريد أن تجمع 80 باكو لكي تتزوج"
وأكدت: "ردود الأفعال أبهرتني والتعليقات من السيدات أن الشخصيات تشبههن،وشكل حكي الموضوع هو كان تركيزي الأكبر وطريقة حكي الحدوتة.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى 2 مايو، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والسينما.
ويُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يُقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام صناع السينما لعرض أعمالهم على الجمهور.