يحكى الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان بعض ذكرياته عن رمضان للوفد، فيقول:

فى سنة ١٩٧٤ كنت قد أنهيت دراستى بكلية التجارة جامعة عين شمس، مما استلزم ضرورة أداء الخدمة العسكرية، ولما أصبحت جنديا بسلاح الإشارة، انتهى الأمر بعد فترة التدريب إلى توزيعى كجندى إشارة بالفوج رقم كذا، الذى معسكره الدائم فى دهشور، وهناك التحقت بسرية أصبحت تضم اثنين فقط مؤهلات عليا، أنا وشخص آخر حامل لبكالوريوس الهندسة وينتسب إلى شريحة أعلى من الطبقة الوسطى، ورأيته يتميز عنى بإجادته المشية العسكرية، دهشور لم تكن بعيدة كثيراً عن القاهرة، صرنا فى السرية، هو وأنا، شبه مدللين، لم يصبنا الدور للبقاء ليلا، كنا شبه معفيين من النبطشية، هكذا يقولونها، نحن فى فوج دفاع جوى، وسريتنا سرية إشارة، كل الآخرين من مجندى السرية نالوا نصيبهم من نوبات الحراسة، ونالوا أيضا نصيبنا، خريج الهندسة وخريج التجارة، فى تلك الفترة برزت بورسعيد كمدينة حرة، مدينة مفتوحة، مما أدى إلى كثرة البوتيكات التى تبيع الملابس المستوردة فى مدينة القاهرة أيضا، إلى حد أن أصبح اليوزباشى رفعت صاحب بوتيك بالعباسية، أحد أصدقاء أبى ولأنه يعرف البوتيك ويعرف النقيب لم يتأخر عن اصطحابه، أى أبى، للتعارف والشراء، كانت بدانة اليوزباشى تناسب مهارته الاجتماعية، سعيد باشجاويش السرية كان هو من يديرها فعلاً، وكان جاداً، كان الأكثر استقامة , يعينه الشاويش صفوت ابن شبرا، ابن البلد الفهلوى، النقيب رفعت أدرك وفهم وقبل ماتعنيه زيارة أبى لبوتيكه وهدفها، وراعى هذا الهدف طيلة مدة خدمتى، فى تلك الفترة نشب خلاف سياسى بين السادات والقذافى، معه شاع بيننا أن مصر السادات ستؤدب ليبيا القذافى، وأن فوجنا مرشح للمشاركة فى هذا التأديب، أيامها أذهلتنى ردة فعل جنود السرية والفوج، متوسطى التعليم وغير المتعلمين، كانوا بحماسة يرددون أن الليبين عرب ولن نقبل أن نقتلهم، فى تلك الفترة، ولأول مرة، لم أحصل على تصريح الخروج، أعتقد أننا كنا فى رمضان، قبل المغرب بوقت قليل، قال لى الشاويش صفوت : يمكنك أن تذهب لكن لابد أن تحضر طابور الصباح، آنذاك كان توقيت عربات سقارة دهشور قد انقضى وفات، ومع ذلك عزمت على الذهاب، أرشدنى المجربون الذين سبق لهم التسقير، أى اجتياز سقارة والوصول إلى العمران، المجربون بأيديهم حددوا اتجاهى وبألسنتهم أفاضوا فى الشرح، كانت تجربتى الأولى، المفروض أننى سأجتاز صحراء رملية لم أستطع رؤية آخرها فى كل نهاراتى السابقة، قيل لى أنها ستفضى إلى غابة نخيل، عند اجتيازها سأصل إلى سقارة ومعها إلى العمران، السماء الآن أظلمت، عزمت أمرى ودخلت فى الظلام الذى مع رواية مرور الوقت اشتد، وأحسست أننى سقطت فى متاهة، لا أعرف أى اتجاه أقصد، داخلنى بعض الخوف، داخلنى كل الخوف، ضاع الطريقان من قدمى، طريق الذهاب إلى البيت، وطريق العودة إلى المعسكر، حولى فقط الرمال والظلام، لم أستطع سوى أن أطلق عواءات على هيئة نداءات، ياأحمد ياعلى ياسيد الخ الخ، بعد وقت أصبحت العواءات شبه مجنونة، ثم أصبحت مجنونة، وفجأة سمعت هسيس أصوات، سرعان ما انقطع، لكننى اتجهت ناحيته، فوجئت بجنديين يوبخاننى ويأمراننى : أخفض صوتك، استشعرا خواتيم رعبى، فاصطحبانى وخرجنا معا إلى سقارة سقارة، اشترينا بلحا واعتبرناه إفطارنا، قلت لهم : إذا سقرتم فأبلحوا، الاثنان رمقانى باستغراب، ثم تعارفنا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة عين شمس أداء الخدمة العسكرية سلاح الإشارة دهشور بكالوريوس الهندسة

إقرأ أيضاً:

«التنمية المحلية»: تدريبات على المخططات التفصيلية والأحوزة العمرانية بمركز سقارة

كشفت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، أن البرامج التدريبية التي ينظمها مركز سقارة لتدريب العاملين بالوحدات المحلية، خلال الأسبوع الجاري تتضمن التدريب على دليل المخططات التفصيلية والأحوزة العمرانية لمديري إدارات التخطيط العمراني والإدارة الهندسية، بالتعاون مع هيئة التخطيط العمراني وGIZ، فضلا عن دورة تدريبية عن المهام والمسئوليات للإدارة المحلية، وأيضا إدارة الاجتماعات الحكومية.

 اعتماد أفضل المعايير العلمية

من جانبه، أكد الدكتور عصام الجوهرى، مساعد وزير التنمية المحلية للتطوير والتدريب والتحول الرقمي والمشرف على مركز سقارة، أن المركز سيعمل على اعتماد أفضل المعايير العلمية والعالمية ورفع كفاءة العاملين بالوزارة والمحافظات وإحداث تطوير حقيقي وملموس، وإعداد كوادر بشرية قادرة على تلبية احتياجات العمل المحلي، وثقل خبرات العاملين وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن.

 جدير بالذكر أن مركز سقارة يعمل حاليا على تنفيذ خطة تدريب العام الجاري من أجل الارتقاء بمستوى العاملين في كل مجالات المحليات وإعداد صف أول وثان من القيادات داخل المحليات.

مقالات مشابهة

  • شريف عبدالمنعم لجماهير الأهلي: مش هتتحكموا في النادي ودوركم التشجيع
  • شريف عبدالمنعم: جمهور الأهلي كان قاسيا في التعامل
  • حنان تطلب الخلع.. زوجي بيسرق ملابس بنت خالتي من الحمام
  • عمرو مصطفى: «ألحاني مش هديها لأي مطرب وهتفضل لي وأنا بس اللي هغنيها»
  • «التنمية المحلية»: تدريبات على المخططات التفصيلية والأحوزة العمرانية بمركز سقارة
  • بالفيديو.. إسرائيل تعثر على بقايا حطام طائرة سقطت بسوريا في 1974
  • انطلاق الأسبوع الـ 21 من الخطة التدريبية للمحليات غدا
  • للمرة الرابعة على التوالي.. عبدالمنعم خارج قائمة نيس لمواجهة يو إس سي كورت في كأس فرنسا
  • الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقافي السوفياتي بالروسية؟
  • جزائرية وسعودي يتأهلان في الحلقة الثالثة من «أمير الشعراء»