تحول شهر رمضان الفضيل في دولة الإمارات إلى محطة سنوية لإطلاق المبادرات والحملات الإنسانية والخيرية ذات البعد العالمي، التي تجسد ثقافة العطاء المترسخة في كافة قطاعات الدولة وعلى امتداد طيفها المجتمعي.
وتستقبل الإمارات سنويا الشهر الفضيل بالعديد من المبادرات والحملات الرمضانية التي تتميز بأفكارها وأساليبها المبتكرة في تلبية المتطلبات الإنسانية المتزايدة في العديد من المناطق حول العالم.

وتسهم هذه المبادرات في تعزيز الأمن الغذائي للفئات الأكثر حاجة، وتأمين العديد من متطلباتهم الرئيسية مثل الصحة والتعليم والسكن وغيرها من أشكال الدعم التي تقدم لهم وفق آليات تضمن سرعة الوصول وعدالة التوزيع.
وهذا العام، تستكمل حملة “وقف الأم”، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لتكريم الأمهات عبر إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لتوفير التعليم لملايين الأفراد حول العالم، سلسلة إنجازات الحملات الخيرية السابقة التي أُطلقت في شهر رمضان الكريم بتوجيهات من سموه، وحظيت بتفاعل كبير من مجتمع الإمارات وحققت نجاحات فاقت مستهدفاتها من حيث حجم المساهمات المالية وعدد المستفيدين منها حول العالم.
وتمثل حملة “وقف الأم” تطوراً نوعياً في مسيرة الحملات الخيرية الرمضانية من حيث الأهداف وتلمس احتياجات المجتمعات الأقل حظاً حول العالم، عبر تجاوز المنظور التقليدي المرتبط بالحاجات الأساسية المتمثلة في المأكل والملبس والمسكن والدواء، ليشمل التعليم باعتباره عنصراً أساسياً لا يقل أهمية عن تلك العناصر.
وتستهدف الحملة تكريم الأمهات عبر إتاحة الفرصة لكل شخص للتبرع باسم والدته في “وقف الأم”، وتهدف إلى دعم الأفراد، تعليماً وتأهيلاً، في المجتمعات الأقل حظاً، عبر دعم العملية التعليمية، ضمن مختلف المستويات الدراسية والمهنية والتأهيلية، مما يوفر فرصاً مستدامة لتحسين جودة حياتهم، والارتقاء بواقعهم، ويسهم في تمكينهم وإعدادهم لأسواق العمل، ما ينعكس على تحقيق الاستقرار في مجتمعاتهم وتفعيل عجلة التنمية والتطوير في شتى المجالات، عبر بناء وتأهيل قوى عاملة منتجة.
وأعلنت الحملة تخصيص 6 قنوات ميسّرة لاستقبال تبرعات وإسهامات الأفراد والمؤسسات عبر التبرع عبر الموقع الإلكتروني، أو الرسائل النصية القصيرة SMS، أو التحويل المصرفي، أو مركز الاتصال الخاص بالحملة، أو تطبيق “دبي الآن”، أو منصة دبي للمساهمات المجتمعية “جـــــــود” (Jood.ae).
بدورها، عززت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، برامجها الرمضانية للحد من تداعيات الأوضاع الإنسانية السائدة في العديد من الدول، حيث أعلنت أن 1.8 مليون شخص داخل الإمارات وفي 44 دولة حول العالم سيستفيدون من برامجها الرمضانية هذا العام.
وتتضمن برامج الهيئة، إفطار الصائم، وزكاة الفطر، وكسوة العيد، والمير الرمضاني، وكسر الصيام، بتكلفة مبدئية تقدر بحوالي 37 مليونا و606 آلاف و500 درهم.
وأطلقت الهيئة، حملتها الرمضانية تحت شعار “رمضان.. عطاء مستمر”، التي تأتي هذا العام في ظروف إنسانية صعبة ومعقدة تأثرت بالمستجدات الطارئة على الساحة الدولية إلى جانب الأزمات والكوارث الطبيعية التي شهدتها العديد من الدول.
وذكرت الهيئة أن مليونا و71 ألفا و540 شخصا على مستوى الدولة سيستفيدون من برامج رمضان هذا العام، بقيمة 22 مليونا و906 آلاف و500 درهم، فيما يستفيد 806 آلاف و448 شخصا في 44 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية من البرامج بتكلفة تبلغ 14 مليونا و700 ألف درهم.
وتقدم الهيئة 10 آلاف وجبة إفطار يوميا خلال شهر رمضان المبارك، للصائمين بمسجد الشيخ زايد في مدينة سولو بإندونيسيا.
من جهتها، أطلقت جمعية الشارقة الخيرية حملتها الرمضانية “جود” للعام 2024 التي تتضمن 5 مشروعات رئيسية منها اعتماد 12.4 مليون درهم لتوفير 830 ألف وجبة إفطار صائم داخل وخارج الدولة، وتوزيع كسوة العيد لمصلحة 2875 مستفيدا بتكلفة 862500 درهم من المسجلين بكشوف المساعدات داخل الدولة بجانب 2200 مستفيد آخرين في عدد من المناطق في جمهورية مصر العربية بتكلفة 200 ألف درهم وبالتعاون مع الجهات المختصة.
وتنفذ جمعية دبي الخيرية ضمن حملتها الرمضانية للعام 2024 تحت شعار “يدوم الخير” مجموعة من المشروعات في 17 دولة حول العالم إلى جانب الإمارات، ويتوقع أن يستفيد منها أكثر من مليون شخص داخل الدولة وخارجها.
وتتضمن الحملة الرمضانية أربعة مشروعات موسمية رئيسة هي إفطار صائم والمير الرمضاني وفرحة يتيم وزكاة الفطر، إضافة إلى العديد من المشروعات والمبادرات الخيرية المستدامة التي تلبي متطلبات واحتياجات المستفيدين الإنسانية والاجتماعية والرمضانية المتنوعة على أرض الواقع مثل مشروعات تشييد المساجد وبناء دور الأيتام وكفالتهم وتوفير المياه وتمديد شبكاتها وحفر الآبار في الدول والمناطق التي تعاني الجفاف، ومشروع “كسوة العيد” لأبناء الأسر الفقيرة، وبناء مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتعزيز المشروعات التعليمية، ودعم مشروعات الأسر المنتجة وبناء المستوصفات والرعاية الصحية للمرضى، وغيرها من المشروعات الإنسانية والتنموية.
وبمناسبة حلول الشهر الفضيل.. زار وفدان من هيئة الأعمال الخيرية العالمية كلا من النيجر، وقيرغيزستان، بهدف تنفيذ مجموعة من المشاريع الخيرية في المناطق المحتاجة، وتفقد احتياجات الأسر المتعففة والمرضى والأيتام في البلدين.
وتهدف زيارة الوفود لتدشين مشاريع جديدة مثل المساجد والآبار ومراكز تحفيظ القرآن وغيرها، إلى جانب إيصال الصورة الحقيقة لمعاناة كل فقير يتألم وكل مريض عجز عن توفير العلاج وكل يتيم فقد سنده ولم يجد من يدعمه ويقف معه.
ودعت هيئة الأعمال الخيرية العالمية أصحاب الأيادي البيضاء لإنجاح حملتها الرمضانية “مما تحبون” التي تسعى لتنفيذ مئات المشاريع مثل إفطار القرى وبناء المراكز الصحية والمساجد وحفر الآبار وتوزيع الزكاة على المستحقين وكفالة الأيتام وغيرها.
وتحت شعار “يا باغي الخير أقبل” أطلقت جمعية دار البر حملة رمضانية نوعية مستهدفة جمع 160 مليون درهم لمساعدة عشرات الآلاف من الصائمين داخل الدولة وخارجها.
وأوضحت الجمعية أن الحملة تشتمل على 16 مشروعا ومبادرة رمضانية خيرية موجهة لدعم الصائمين، والمحتاجين، والفقراء، والأيتام، والمرضى، والأرامل، والغارمين، وغيرهم.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: حملتها الرمضانیة حول العالم العدید من

إقرأ أيضاً:

18.3 مليار درهم صافي استثمارات الأجانب والمؤسسات في أسهم الإمارات

عزز المستثمرون الأجانب والمؤسسات الاستثمارية مشترياتهم في الأسهم المحلية منذ بداية العام الجاري، في ظل جاذبية الشركات الوطنية المدرجة أمام استثمارات كبريات المؤسسات العالمية والإقليمية.

واستناداً إلى بيانات رسمية من سوقي أبوظبي ودبي، ناهز صافي استثمارات الأجانب والمؤسسات في الأسهم حاجز 18.3 مليار درهم محصلة شراء خلال الأشهر  التسعة الأولى من العام الجاري موزعة على 15.6 مليار درهم في سوق أبوظبي و2.64 مليار درهم في سوق دبي.
وحقق المستثمرون الأجانب، العرب وغير العرب صافي شراء في السوقين بـ 15.5 مليار درهم خلال الفترة نفسها، بعد مشتريات في الأسهم بـ 122.47 مليار درهم، مقابل مبيعات بنحو 106.9 مليارات درهم.
ووصلت مشتريات المستثمرين الأجانب في سوق أبوظبي للأوراق المالية لنحو 86.1 مليار درهم، مقابل مبيعات بنحو 72.1 مليار درهم بصافي استثمار تجاوز 14 مليار درهم، بينما بلغت مشتريات المستثمرين الأجانب في سوق دبي المالي نحو 36.38 مليار درهم، مقابل مبيعات بنحو 34.8 مليار درهم بصافي استثمار 1.5 مليار درهم.
ومن المستهدف استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في الأسواق المحلية حتى نهاية العام ، في ظل متانة الاقتصاد الوطني، إضافة إلى الأداء المالي القوي للشركات المُدرجة، وتركيز المستثمرين الأجانب على اقتناص الفرص المتاحة في الأسهم الإماراتية التي باتت تلعب دوراً مهماً في دعم حيوية الاقتصاد الوطني، لا سيما وأنها أصبحت من أولويات السياسة المالية والاقتصادية.
وحقق الاستثمار المؤسسي في السوقين صافي شراء في الأسهم المحلية بأكثر من 2.76 مليار درهم منذ مطلع العام ، بعد تحقيق  مشتريات بـ 212.9 مليار درهم، مقابل إجمالي مبيعات بنحو 210.1 مليار درهم.
وتعكس الزيادة الكبيرة في استثمارات المؤسسات بالأسهم المحلية الثقة في أسواق الإمارات وآفاق نموها في المستقبل وما توفره من فرص استثمار بفضل متانة الأسس الاقتصادية للدولة والأداء القوي للشركات العاملة فيها، في الوقت الذي تواصل فيه الأسواق جهودها لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمؤسساتية، وتنويع السيولة ما بين محلية، وأجنبية، وسيولة مؤسسات، وأفراد.

الإمارات..الأسهم المحلية تعزز مكاسبها وتربح 159 مليار درهم خلال سبتمبر - موقع 24عززت أسواق الأسهم المحلية مكاسبها خلال تداولات شهر سبتمبر (أيلول) الجاري، وربح رأسمالها السوقي ما يربو على 159 مليار درهم مدعومة بمكاسب الأسهم القيادية وزيادة الطلب من جانب المستثمرين الدوليين.

وحققت المؤسسات صافي استثمار في سوق أبوظبي للأوراق المالية بأكثر من 1.6 مليار درهم، محصلة شراء منذ مطلع 2024، وذلك بعد تسجيل مشتريات بـ 174.2 مليار درهم، مقابل مبيعات بنحو 172.6 مليار درهم.

وفي سوق دبي المالي، حقق الاستثمار المؤسسي صافي شراء بـ 1.13درهم منذ بداية العام، بعد مشتريات بـ 38.68 مليار درهم، مقابل مبيعات بنحو 37.5 مليار درهم.
وتترقب الأسواق المالية المحلية مزيداً من الاستثمارات المؤسساتية في الأشهر المقبلة، خاصةً أن الأسواق تزخر بالعديد من فرص الاستثمار متمثلة في أسهم شركات ذات ملاءة مالية قوية مع تداولها عند مستويات سعرية مغرية، وجاذبة للمؤسسات، والمحافظ المحلية، والأجنبية.
وتواصل الأسواق المالية في الدولة جهودها لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والمؤسساتية بإدراج العديد من الشركات ذات الأسس القوية والملاءة المالية المرتفعة، في خطوة تستهدف مضاعفة القيمة السوقية إلى حدود 6 تريليونات درهم خلال السنوات المقبلة، بالإضافة إلى رفع العديد من الشركات المدرجة الحد الأعلى لنسبة تملّك الأجانب لدى أضخم الشركات المساهمة العامة المدرجة في الدولة، وهو ما أسهم في زيادة مشاركة المستثمرين الدوليين في الأسواق.

الإمارات تتصدر عربياً في أصول القطاع المصرفي - موقع 24كشف صندوق النقد العربي عن نمو كبير في موجودات "أصول" القطاع المصرفي في الدول العربية، خلال السنوات الماضية لتصل إلى 4.574 تريليون دولار في نهاية العام الماضي، مقابل 4.355 تريليون دولار في 2022، بنمو 5%.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • عبدالله آل حامد: اليوم الإماراتي للتعليم يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • 18.3 مليار درهم صافي استثمارات الأجانب والمؤسسات في أسهم الإمارات
  • الإمارات..الأسهم المحلية تعزز مكاسبها وتربح 159 مليار درهم خلال سبتمبر
  • الإمارات.. تراجع أسعار الوقود لشهر أكتوبر
  • الإمارات.. أسعار الوقود لشهر أكتوبر 2024
  • أسعار الوقود لشهر أكتوبر في الإمارات
  • متبرعو الشارقة الخيرية يدعمون 1461 عملية قلب للأطفال حول العالم
  • الشارقة الخيرية تجري 1461 عملية قلب للأطفال في العالم
  • رياضة الإمارات.. مبادرات طموحة لاكتشاف المواهب
  • 53.4 مليار درهم إجمالي أقساط التأمين المكتتبة في الإمارات