شهر الصوم بين ثقافة البذخ وضرورة التقشف
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
عصور متعاقبة تجذرت خلالها عادات باتت جزءاً أصيلاً من ثقافتنا المصرية, انتزعت الشهر الفضيل من جوهره ضد الإسراف وتزكية النفس إلى عبء مادى يُثقل كاهل الأُسر, ونفوس تهزمها الشراهة إلى كل ما لذ وطاب من المأكل والمشرب, إلا أن الوضع الاقتصادى العالمى الموجِع أخذ من التقشف فى رمضان درباً لابد من سَلكه, فنعود للهَدى القَويِم عنوة, ومن هنا يقع على عاتق الزوجة والأم المصرية مهمة الاقتصاد فى الاستهلاك والحِنكة فى التدبير.
قال الخبير الاقتصادى علاء عوض أن رمضان يتميز بارتفاع شديد فى الاستهلاك، نتيجة لثقافة المصريين فى الاحتفاء بشهر رمضان عبر الأطعمة والمشروبات لدرجة الانخراط فى جمعيات وتخصيص ميزانيات للولائم، إلا أن استهلاك المواطن المصرى أنخفض هذا العام بنسبة 30% عن رمضان 2023.
وأشار عوض إلى أن انخفاض الاستهلاك جانب إيجابى خرج من أزمة ارتفاع الأسعار، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 100% عن رمضان الماضي، ومن أسباب ذلك ارتباط الأعلاف بسعر الدولار فى السوق الرسمي، مما أدى إلى تزايدها مع الدولار، ومن ثَمَ قفزات رهيبة فى أسعار السلع والمنتجات، فلجأ المصريين للتقشف الذى بات جليًا حتى فى مظاهر الاحتفال فى الشوارع كالزينة والفوانيس التى قلت بنسبة كبيرة وملحوظة هذا العام.
فتقول منال ربة منزل بمحافظة القاهرة أنه كان من المعتاد لدينا تحضير أصناف مختلفة على مائدة رمضان خاصة الأيام الأولى، حيث المحاشى والبشاميل والرقاق بجانب البط والدجاج والحمام والبوفتيك، ولكن نكتفى هذا العام بصنف واحد رئيسى على الإفطار، ونقلل من استهلاك اللحوم والدواجن قدر الإمكان.الخبير الاقتصادى علاء عوض
وبالنسبة للحلويات نعتمد على صناعة الجلاش والكنافة والأرز بلبن فى المنزل كبدائل أوفر، ونبدل بين الفاكهة والحلويات والعصائر، فلا نجمعهم معًا فى يوم واحد كالماضي، ولكن نتبع ثقافة الصنف الواحد فى كل الاتجاهات.
كما تقول ياسمين معلمة وربة منزل بمحافظة الجيزة أنها وصلت إلى خطة للتوفير مع عائلتها، حيث تقطن مع زوجها فى بيت عائلة يتكون من أربع أُسر، فعهدوا إلى أماكن الجملة لشراء الخضار وتم تقسيمه بالتساوى بين البيوت الأربعة، مع مراعاة أن تكون الخضروات كالطماطم أقل نضجًا لتصمد حتى آخر الشهر.
وفى هذا الصدد أكد الخبير الاقتصادى أن فكرة شراء الجملة بكميات كبيرة وتقسيمها بين الأهل والجيران جيدة جدًا، بل ويمكن تنفيذها على نطاق فردي، عن طريق منافذ البيع التى توفرها الدولة، حيث يتوافر فيها منتجات جملة وبأسعار مخفضة أو حتى أسواق الجملة العادية.
استقرار مؤقت وانخفاض
قريب وعقول مُدبرة
أكد الخبير الاقتصادى علاء عوض للوفد على استقرار الأسعار على مستوياتها الحالية خلال شهر رمضان، بينما ستشهد انخفاضًا بهامش لن يقل عن 20% بعد الشهر الكريم، كما صرح أن الدولة ستوفر لحوم جيدة وبتكلفة أقل من الجزار بنسبة تتراوح من 25% إلى 30%، وذلك من خلال منافذ بيع أمان والعربات المتنقلة التى توفرها الدولة ضمن خطتها لتخفيف الأعباء على المواطنين.
وعن مصادر أوفر للبروتين الحيوانى أشار عوض إلى اللحوم الأكبر سنًا واللحم الجملى والجاموسي، وإلى الدواجن حيث زادت بنسبة أقل من اللحوم حوالى 60%، والأسماك حيث ارتفعت بنسبة تتراوح من 60% إلى 70%، مع الإشارة إلى أن بعض أنواع المأكولات البحرية تجاوزت 80 و90% فى تضخم وصل لذروته.
وقالت السيدة هدى بمنطقة المنيب أن أسرتها تتبع أسلوب التقشف بالفعل منذ 3 سنوات بسب الأوضاع الاقتصادية، حيث تستهلك اللحوم أقل تكلفة كالحم الجملى والمفروم وبنفس كميات الأيام العادية دون رمضان، وتُحد من العزائم بشكل كبير حتى أوقفتها نهائيا منذ العام الماضي. وأضافت هدى أنها تعتمد على الخضار كالبطاطس أو الباذنجان وأطباق مثل «بابا غنوج» لإشباع أفرد الأسرة كونها تؤكل بالخبز بجانب كميات اللحم الضئيلة، وهكذا تحاول توفيق أنواع الأطعمة مع بعضها البعض بحيث تكون مشبعة بدون الإكثار من الدواجن واللحوم.
وقالت أسماء ربة منزل بمنطقة القناطر أنها تدبر الطعام على حسب ومقدار اليوم والأشخاص وبالتالى لا تهدر أى كميات فتحافظ على مخزون الشهر دون عجز، وبالنسبة للعصائر وجدت بديل أوفر فى الكركاديه من حيث سعره الرخيص وكمية الكبيرة، وتعتمد على التمر بدلًا من الياميش والمكسرات لارتفاع أسعارهم.
مطبخ عريق وبدائل غير ممكنة
أما ما يُروج حول استبدال المصريين اللحوم بأرجل الدواجن، أكد الخبير الاقتصادى علاء عوض أن ثقافة المصريين لن تسمح على الإطلاق بفكرة أكل أرجل الدجاج، إذ يعتبره المصرى طعام الكلاب والقطط، وهو غير مضطر لذلك لأنه سيعوض البروتين الحيوانى بأخر نباتى كالفول والعسل الأسود وغيرهم من الأطباق، فمصر تمتاز بمطبخ منذ 7000 سنة، وهذا النوع من الأفكار ما هو إلا تشنيع وإساءة إلى المصريين من مروجيه، وذلك طمعًا فى تحطيم معنويات الشعب المصرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تزكية النفس شهر رمضان الأطعمة والمشروبات سعر الدولار مائدة رمضان
إقرأ أيضاً:
مسئولو" الإسكان" يتفقدون مشروع محطة مياه الشرب رقم 5 بمدينة بدر
تفقد المهندس أمين غنيم، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع المرافق ومتابعة صيانة الشبكات والمحطات، والمهندس أحمد عمران، والمهندس أحمد على، مساعدا نائب رئيس الهيئة، محطة مياه الشرب رقم (5) بتكلفة استثمارية 370 مليون جنيه بمدينة بدر، وذلك بحضور المهندس محمد عبد العزيز عامر، رئيس جهاز المدينة، ومسئولو الجهاز والمحطة.
تأتي الجولة في إطار تنفيذ تكليفات المهندس شريف الشربيني وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالمتابعة الدورية للمشروعات التي تم وجارٍ تنفيذها بالمدن الجديدة.
وخلال الجولة، تابع المهندس أمين غنيم، ومرافقوه، انتظام العمل بالمحطة، والتي تتكون: من 9 طلمبات مرحلة أولى قدرة الطلمبة الواحدة ٧٢٠ لتر/ثانية، لانتظام ضغوط المياه بالمناطق الجديدة بالمدينة، ومبانٍ أخرى، حيث تم تشغيلها لإمداد المدينة بما تحتاجه من المياه نظراً لزيادة معدلات التنمية في مدينة بدر، ولزيادة أعداد المقيمين بالمدينة، وتغذية المناطق الجديدة بالمدينة.
متابعة أعمال التشغيلووجه "غنيم" بمتابعة أعمال التشغيل والصيانة الدورية للمحطة بكامل مشتملاتها طبقاً للمواصفات، وضرورة الالتزام بمعدلات الأداء خلال هذه الفترة لتحقيق التشغيل القياسي للمحطة، وضرورة الالتزام بإجراءات الأمن والسلامة، وكذا جاهزية جميع محطات الصرف الصحي استعداداً لموسم الأمطار.