في يوم المرأة العالمي، الكاشف و”أحلى يوم المهرجان”: هل هو مهرجان الاتحاد النسائي في الخمسينات؟
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
عبد الله علي إبراهيم
(لا أكف عن استعادة هذه الكلمة كلما حل فينا يوم المرأة العالمي ليرى الجيل عن كثب من جعلوا كل هذا ممكناً)
كثيراً ما تساءلت إن كان "يوم المهرجان" المقصود في أغنية عبقريّنا إبراهيم الكاشف والسر قدور هو مهرجان الاتحاد النسائي الذي كان ينعقد مرة في كل عام في الخمسينات. يقول نص الأغنية:
لقيتك وهويتك وانت وريتني الحنان
الحنان في أحلى نظرة
في ابتسامتك في خيالي أحلى ذكرى
والإشارة نظرة عابرة
شفت حبك كنت خايف كنت قايل
الجميع عارفين محبك
والعيون راصداني لمن أبقى جنبك
بنبقى ذكرى
انت فيها
قلبي وفيها قلبك
فيها يوم المهرجان
أحلى يوم: المهرجان
أحلى من عمر الزمان
ما أوحى لي بالسؤال كلمة راح عليّ اسم قائلها الآن عن أن مهرجان الاتحاد النسائي كان، ولأنه مما استقوت به المرأة، مناسبة للقاء النساء بالرجال وتكحيل العين بمشاهد الجمال البشري.
وسبق خروج المرأة ل"يوم المهرجان" خروجها لموضعين آخرين في بيئة الحجاب المطلق، قوانتانمو. وهما إما في "يوم الزيارة" أو "بيت الخياطة" ويوم الزيارة هو يوم مُضطَر لعيادة مريض. وهنا يعطل المجتمع حذره المدجج لبرهة فينقدح الشرار البشري ويهنأ البصر الصدئ:
نظرة منو ونظرة مني
وارتفعت الحرارة
والتهبت العواطف
واصل النار شرارة
وخلد ذلك اليوم الكاشف أيضاً. أما الموضع الأخر فهو "بيت الخياطة" وهي مدارس لتعليم الخياطة والمنسج. وقالت السيدة محاسن عبد العال في كتاب لها عن المرأة باللغة الإنجليزية إنه وُجدت مدرستان للخياطة واحدة في أم درمان أنشأتها مدينة عبد الله وأخرى في بري أشرفت عليها عاشة إبراهيم. وكلاهما من خريجات كلية المعلمات بأم درمان. وأعجبني أنها قالت عن "بيت الخياطة" إنه برر لخروج المرأة وتلقي عبارة غزلة في الطريق أو نظرة. وبدا لي ذلك من حقها علينا كلما رأيت منقبة ترفل في أثوابها الكثر. فأقول في نفسي: ما الذي تخفيه عنا. ربما الكثير المثير الخطر؟"
ولكن لربما كان "يوم المهرجان" يوماً من أيام وهم الكاشف بلقاء الأحبة وهي مجرد اضغاث. فهو الشادي برحلة لا واقعية يختلي فيها بالمحبوبة حتى "بين طيات السحاب". ومنها "قوماك ننفرد على مقرن النيلين" و "تحت فيحاء الخميلة" و "داخل روضة" وغيرها كثير. وذاعت الرحلة المختلسة أو المتوهمة في غناء ذلك الزمان. فخذ عندك "على النجيلة جلسنا" وتلك التي لعثمان الشفيع" "البان جديد". ولكن واسطة عقدها كلها هي "الجمعة في شمبات". وأنا لا أعتقد أن هناك من صور اعتزال المعاقل "القونتنامية" الاجتماعية مثل الكاشف في مثل قوله:
كل زول مفتون بى زولو
عيون لي عيون محاربة
وشفاه لشفاه مقاربة
وزى ما الناس يقولوا
خليهم يقولوا
حلات الجمعة يومها
وحلو شمبات مقيلها
من فوق خفق لحني موسيقي لا حول ولا قوة إلا بالله. ولربما سمع الأستاذ محمود محمد طه هذه الأغنية للكاشف، تحديداً من الكاشف، فقال لطلابه إن للرجل ديناً على كل سوداني وسودانية. وأخذهم لزيارته في بيته. وقد سبقه إلى سكة اتحاد العشق الإلهي والبشري المروي عن الشيخ الفاتح قريب الله حين سمع كرومة يصدح ولهاً في ليل أم درمان:
يا ليل ابقالي شاهد
على نار شوقي وجنوني يا ليل
فاستدعاه من حفله ليغنيها وليشجيه به على وجهها العرفاني.
هل كان يوم المهرجان، أحلى من عمر الزمان، هو مهرجان الاتحاد النسائي؟
ابراهيم الكاشف | المهرجان (youtube.com)
IbrahimA@missouri.edu
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: یوم المهرجان
إقرأ أيضاً:
«مهرجان الشيخ زايد» يجمع ثقافات العالم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ضمن فضائه الواسع وبفعالياته العالمية المتنوعة، يرسِّخ «مهرجان الشيخ زايد» ثقافة التعايش والتسامح السائدة في الإمارات، حيث تتعايش مختلف الجنسيات وتنصهر الثقافات في هذا الحدث الدولي الذي يستقطب مشاركين من جميع أنحاء العالم، ليحظى الجمهور يومياً بفرصة حضور العديد من العروض الخاصة بمختلف البلدان التي تجتمع للاستمتاع بأجوائه بمنطقة الوثبة، التي تتضمن العديد من الفنون والصناعات والحرف التراثية التي تعبّر عن مختلف الحضارات.
تآلف وتناغم
زخم من الفعاليات على أرض التعايش والسلام وقبول الآخر، تحتفي بمعاني التسامح ومبادئه وتعززها عبر مزيج من العادات والتقاليد للشعوب المختلفة، حيث يعيش زوار «مهرجان الشيخ زايد» الذي يواصل تألقه بمنطقة الوثبة بأبوظبي حتى 28 فبراير 2025 تجربة فريدة، تجمع التراث الإماراتي بالتراث العالمي في انسجام وتآلف وتناغم بطريقة إبداعية وبحفاوة وكرم تشجع المشاركين وتحفزهم على زيارة المهرجان لمرات عدة.
لحظات لا تنسى
وعبَّر مجموعة من المشاركين بالأجنحة في «مهرجان الشيخ زايد» عن سعادتهم بالتواجد في هذا المهرجان العالمي، الذي يجمع مختلف الجنسيات في فضاء هذا الحدث الثقافي والتراثي العالمي، ما يجعلهم أسرة واحدة يتقاسمون العديد من اللحظات التي لا تنسى، ويطّلعون على تقاليد وطقوس بلدان بعضهم بعضاً، في ظل تعزيز علاقات الإمارات الأخوية بالدول المشاركة.
موروث مغربي
من جانبها، أشادت كوثر حدِّين مسؤولة الجناح المغربي في «مهرجان الشيخ زايد» على حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي يحظى بها جميع المشاركين، موضحة أنها تهدف إلى إبراز الموروث الثقافي لبلادها عبر مجموعة من العناصر كالنقش على النحاس وكشف جماليات القفطان المغربي، والطبخ الذي يحظى بشعبية كبيرة في مختلف أنحاء العالم، وأكدت حدِّين أنها حظيت، خلال المهرجان، بفرصة التعرف على مختلف الثقافات، في ظل التقارب والمحبة الملموسة بين المشاركين.
فلكلور مصري
في ذات السياق، عبّر سامح الشناوي من الجناح المصري عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، وأبدى إعجابه بطريقة التنظيم وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معرباً عن نيته بالمشاركة في الدورات القادمة، ولفت إلى أن المهرجان مكّنه من التعرَّف على جنسيات وثقافات مختلفة ضمن أجواء يسودها الأمان والمحبة، ناهيك عن استمتاعه بطقوس وتقاليد الدول المشاركة، إضافة إلى الفلكلور الشعبي والموسيقى والتراث، موضحاً أن مشاركة الجناح المصري تتميز بعرض مجموعة من الجلابيات والمنتجات واليدوية إلى جانب استعراضات فنية تبهج الجمهور وتعرفهم على جانب من الفنون الشعبية الأصيلة.
تراث سقطرى
علي سالم «جناح سقطرى»، أعرب عن نيته بالمشاركة في الدورات القادمة، لما لمسه من مواقف إنسانية وحسن ضيافة، حيث يشعر أنه في بلده الثاني ووسط أهله وأحبابه، مشيراً إلى أن هذا الحدث الدولي يوفر سبل الراحة للمشاركين ضمن فضاء رحب وفّر لهم جميع احتياجاتهم، ناهيك عن الأجواء الأخوية الرائعة التي يتميز بها المهرجان، موضحاً أن مشاركة محافظة سقطرى جاءت للتعريف بما تزخر به الجزيرة من طبيعة خلابة ومنتجات طبيعية متفردة ونشر الحرف التقليدية والتعريف بها ضمن حدث عالمي يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ويضم القسم، أعمالاً تراثية لحرفيين برعوا في صنع الفخار التقليدي وتزيينه، كما يعرِّف العالم بالجزيرة وما تمتلكه من تاريخ وتراث وطبيعة وعادات وتقاليد مميزة، ومقومات سياحية وثقافية وبيئية، ومهارات حرفية، بينما تستقطب فقرات أداء الفرق الموسيقية جمهوراً عريضاً للاستمتاع بالتراث الثقافي السقطري الغني.
العسل اليمني
يبرز «مهرجان الشيخ زايد» القيم النبيلة من أجل الحفاظ على الموروث العالمي بوجه عام، ما يجعله يكتسب مكانة مرموقة بين المهرجانات، ويحتل حيزاً واسعاً من قبل الحرفيين الذين يحافظون على ما برعوا فيه واكتسبوه من موروثات الآباء والأجداد، ويحرصون على نقله إلى زوار المهرجان، إلى ذلك قال محمد علي (الجناح اليمني)، إنه لمس التعامل الراقي من قبل المنظمين، الذين وفروا بيئة مريحة ونموذجية للمشاركين والزوار، موضحاً أن الجناح اليمني يعرض العديد من المنتجات، أهمها العسل اليمني بمختلف أنواعه، والمنتجات الغذائية وغيرها من الصناعات والحرف التي يتميز بها الحرفي اليمني.