مستقبِلات التذوق تنتشر بكل أنحاء الجسم وليس اللسان فقط.. ولكن لماذا؟
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
ظن الناس لفترة طويلة أن مستقبِلات التذوق التي تجعلنا نحدد بالضبط طعم كل شيء نضعه في أفواهنا، موجودة فقط في الفم واللسان. ولكن العلماء اكتشفوا أن براعم التذوق تنتشر في جميع أنحاء الجسم من الفم إلى فتحة الشرج حرفيا.
فهي موجودة على سبيل المثال في القلب وفي الخصيتين، وحينما عُطّلت مستقبلات التذوق في تجربة على الفئران على سبيل المثال؛ قلّ إنتاج الحيوانات المنوية وأصيب الذكور بالعقم.
ولكن لماذا توجد مستقبلات التذوق في جميع أنحاء الجسم وما فائدتها، وهل تستطيع براعم التذوق في القلب والرئتين على سبيل المثال أن تتذوق مثلما يتذوق اللسان؟
مستقبِلات التذوق في الأعضاء الأخرى بالجسم تكتشف العناصر الغذائية لكنها لا تتصل بمركز التذوق في الدماغ (شترستوك) بين براعم التذوق في اللسان وباقي الجسميَعرف العلماء أنه وبشكل عام تظهر معظم أنواع الخلايا في الجسم في العديد من الأماكن، فالمستقبلات الضوئية لدى البشر على سبيل المثال موجودة في جميع أنحاء أنظمتنا العصبية وليس فقط في أعيننا، لذا ربما كان من الطبيعي أن تكون مستقبلات التذوق موجودة في جميع الأماكن بالجسم وليس فقط في اللسان.
وفي النهاية اتضح أنه يوجد لدينا بالفعل مستقبلات تذوق في جميع أنحاء الجسم، ولكنها لا تقوم بعملية التذوق مثلما نتذوق من الفم.
تقول نيروبا تشودري أستاذة علم وظائف الأعضاء والفيزياء الحيوية في كلية ميلر للطب بجامعة ميامي، لموقع لايف ساينس العلمي: إن الفم هو المكان الوحيد الذي ستجد فيه براعم التذوق التي تقوم بعملية التذوق التي تتطلب أمرين؛ مجموعة من الخلايا والأعصاب ترتبط بمنطقة الدماغ التي تدرك الذوق.
ولإدراك عملية التذوق فإن براعم التذوق تكتشف العناصر الغذائية في الطعام وترسل رسائل عنها إلى القشرة الذوقية في مركز التذوق بالدماغ. أما مستقبلات التذوق في العديد من الأعضاء الأخرى بالجسم، فهي تكتشف العناصر الغذائية، لكنها موجودة من تلقاء نفسها ولا تتصل بمركز التذوق في الدماغ.
يوجد لدى كل شخص بالغ في المتوسط ما بين 2000 و10000 برعم تذوق (شترستوك) براعم اللسانووفقا لموقع كليفلاند كلينيك، فإن براعم التذوق هي خلايا موجودة على اللسان تسمح بإدراك الطعم، بما في ذلك الحلو والمالح والحامض والمر والأومامي. وتتجدد براعم التذوق كل 10 أيام تقريبا، مما يعني أن براعم التذوق المصابة عادة ما يجري إصلاحها من تلقاء نفسها.
وتتيح لك براعم التذوق معرفة ما تأكله وتشربه وما إذا كان مذاقه جيدا أم سيئا، وهذه المعلومات تجعل تناول الطعام ممتعا مما يساعد في الحفاظ على تغذية الجسم. وبراعم التذوق تنبهك أيضا عندما يكون هناك شيء غير آمن مثل الحليب أو اللحوم الفاسدة.
وعلى الرغم من أنه يوجد لدى كل شخص بالغ في المتوسط ما بين 2000 و10000 برعم تذوق، فإننا نفقد براعم التذوق مع تقدمنا في العمر، وهذا يعني أن الأطفال لديهم عدد أكبر من براعم التذوق مقارنة بالبالغين.
وتختلف أحجام وأعداد براعم التذوق من شخص لآخر، وهذا يعني أنه على الرغم من أن كل شخص لديه نفس الأذواق الخمسة، فإن الخبرات المتعلقة بهذه الأذواق تختلف.
براعم التذوق التي فاجأت العلماءجاءت بداية اكتشافات أن مستقبلات التذوق موجودة في جميع أنحاء الجسم في عام 1996، عندما اكتشف الباحثون أدلة على وجود مستقبلات التذوق في أمعاء الفئران. وكشفت الدراسات اللاحقة أن مستقبلات الطعم الحلو والأومامي والمر كلها موجودة في الجهاز الهضمي للقوارض والبشر.
ووفقا لجورج كيريازيس من جامعة ولاية أوهايو، فإن ذلك كان مفاجئا بعض الشيء، لكنه لم يكن غريبا لأن الفم واللسان جزء من الجهاز الهضمي. الغريب ما حدث لاحقا، عندما اكتُشفت مستقبلات التذوق في أماكن غير متوقعة أبدا؛ في دهون الجسم وعضلة القلب والعضلات الهيكلية والمثانة.
وعثر الباحثون في عام 2013 على مستقبلات التذوق في المعدة والأمعاء والبنكرياس والرئتين والدماغ. كما وجد بحث نُشر في مجلة "بناس"، أن بروتينات التذوق للحلو والأومامي توجد في الخصيتين، وأنها تلعب دورا مهما في خصوبة الفئران. وأدرك الباحثون أن الفئران غير قادرة على التكاثر إذا كانت تفتقد مستقبلات التذوق. ورأى الباحثون أنه إذا قمت بإزالة هذه المستقبلات من خصيتي الفئران أو أوقفت وظيفتها فإن الفئران تصبح عقيمة.
وظائف براعم التذوق في الجسموبعدما عُثر على مستقبلات التذوق خارج نطاق اللسانن حاول العلماء البحث عن وظائفها في هذه الأماكن البعيدة. وعرف العلماء أن الخلايا المبطنة للأمعاء -على سبيل المثال- تكتشف مواد كيميائية معينة لتنظيم عملية الهضم، وحينما بحثوا عن الخلايا المحددة المسؤولة عن ذلك وجدوا نفس مستقبلات التذوق الموجودة على ألسنتنا.
كما اكتُشفت مستقبلات الطعم الحلو في خلايا بيتا بالبنكرياس، حيث تساعد على تنظيم الأنسولين. وخلايا بيتا هي الخلايا التي أُنشئت بواسطة البنكرياس للكشف عن مستويات السكر في الدم وإنتاج الأنسولين.
ربما كان ذلك لأن اللسان والأمعاء والبنكرياس مليئة بالخلايا التي تفرز شيئا ما استجابة للإشارات الكيميائية. أما اكتشاف مستقبلات التذوق في أماكن مثل دهون الجسم وعضلة القلب والعضلات الهيكلية والمثانة والدماغ، فهذا يشير إلى أنها أجهزة استشعار أوسع للمغذيات وأنها ليست محصورة داخل نوع واحد من الخلايا أو وظيفة واحدة محددة.
وعُثر على مستقبلات التذوق كذلك في القصبة الهوائية والشعب الهوائية، حيث تلعب دورا في مناعتنا الفطرية. وفي الفئران رُبطت مستقبلات الطعم المر في الشعب الهوائية -على سبيل المثال- بتنظيم التنفس.
إضافة إلى ذلك عُثر على مستقبلات الطعم المر والأومامي في الخصيتين. وعندما قام العلماء بتعطيل مستقبلات الطعم المر في خصية الفئران، أدى ذلك إلى انخفاض حجم الحيوانات المنوية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات على سبیل المثال على مستقبلات موجودة فی
إقرأ أيضاً:
لقاح السمنة.. دراسة جديدة تكشف تفاصيل الاختراع العظيم
نشرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، دراسة جديدة توضح أن ثلاثة أرباع البالغين في الولايات المتحدة يعانون الآن من السمنة أو زيادة الوزن، ولكن تخيل أنه يمكنك تناول كل ما تريد دون أي خوف من فقدان عضلات بطنك.
دراسة صادمة.. شرب كمية أكبر من الماء لا يعني صحة أفضلبخطوات بسيطة .. علاج مقاومة الأنسولينويمكن أن يصبح هذا حقيقة واقعة قريبًا بعد أن نجح العلماء في تطوير لقاح يجعل الجسم غير قادر على اكتساب الدهون، كما أنه يعمل بشكل مختلف عن حقن Ozempic ، ويساعد اللقاح على شعورك بالشبع لفترة أطول وبالتالي يمنعك من الإفراط في تناول الطعام.
كما قام باحثون في جامعة كولورادو بحقن الفئران بـ Mycobacterium vaccae ، وهي بكتيريا صحية موجودة في حليب البقر والتربة.
وأكد الفريق أن الحقن الأسبوعية جعلت الفئران محصنة بشكل جيد ضد زيادة الوزن، على الرغم من إطعامها نظامًا غذائيًا يحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون.
كما أضاف البحث، أنه لم يكن هناك فرق بين الفئران التي تم تطعيمها وتناولت وجبات غير صحية والفئران التي لم يتم تطعيمها ولكن تناولت وجبات صحية.
وتشير نتائج اللقاح إلى أنه "يمنع بشكل فعال زيادة الوزن المفرط الناجم عن اتباع نظام غذائي غير صحي.
كما يعتقد الخبراء أن البكتيريا تعمل على تقليل الالتهاب الناجم عن التوتر، والذي يمكن أن يحدث بسبب الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المسببة للالتهابات مثل اللحوم المصنعة والحبوب المكررة والمشروبات السكرية.