سودانايل:
2025-03-31@14:35:45 GMT

جوار السودان مختلف وداخله غير مؤتلف !!

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

إسماعيل عبد الله
ما زالت ذاكرتنا تختزن صورة الرئيس التشادي الراحل إدريس دبي، وهو يغادر منصة الاحتفال بالوثيقة الدستورية، ذلك الاحتفال الذي كان نجمه الأول رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، الذي صفقت له جماهير قاعة الاحتفال إجلالاً وإكراماً لدوره الفعّال في التضامن مع الشعب السوداني، في ثورته المصممة على إزالة وإزاحة فلول النظام البائد وعسكرهم عن المشهد، ولم يكن الرئيس التشادي وحده الذي غادر مغاضباً، بل هنالك وفود دول مجلس التعاون الخليجي التي خرجت على استحياء، جراء السلوك الانتقائي الذي مارسه جمهور قاعة الاحتفال المدفوع بأجندة ما، وهو جمهور قليل العدد محصور الاتجاه، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤثر على الخط العام للكيانات والمجتمعات السودانية العديدة والمتنوعة، ويمكن لكل متابع للشأن السوداني ملاحظة أن مخرجات تلك القاعة، كانت الخطوة الأولى لرسم السياسات الإقليمية المتعلقة بمدى نجاح أو فشل المرحلة الانتقالية، التي كان من المفترض أن تؤدي لإحقاق الكنس الأكيد للمنظومة البائدة، والمؤيدة لاستلهام العبر الضامنة لعملية التحول الديمقراطي، والمؤكدة على حتمية الهبوط الآمن والناعم في ميدان الحكم المدني الديمقراطي، فقد تبلورت أفكار تحولت لاحقاً لأفعال بسبب استمرار منهجية الدولة القديمة والاستعلائية في السودان، التي لا تُري الناس إلّا ما تراه، ولا تهدي نعيمها إلّا لمن كان متماشياً مع باطلها، فبدلاً من أن تكون ثورة الشعب السوداني نبراساً يضيء الطريق للشعوب الأخرى في القارة والإقليم، أصرّ دعاة الاحتكار وأصحاب الرؤية الواحدة على أن تكون امتداداً للفشل المقيم، منذ العام الأول لإعلان الاستقلال من برلمان النخبة، وبمثل ذلك السلوك ظلت ساقية السودان القديم تدور ثم تدور دونما جدوى.


شهد السودان هجوماً عسكرياً وحراكاً سياسياً أثر على استقراره السياسي منتصف سبعينيات القرن الماضي، حينما تم اقتحام العاصمة المثلثة، من قبل قوات الجبهة الوطنية بقيادة الدكتورين حسن الترابي وغازي صلاح الدين، ومعهما الثنائي – الشريف حسين الهندي والصادق المهدي، سنداً ودعماً من النظام الليبي الذي يجلس على قمته العقيد معمر القذافي يومها، إذ أنه لم يكن بمقدور الجبهة الوطنية إحداث جلبة في السودان في ذلك الوقت، لولا امتدادات العمق الغربي للبلاد، فظلت تلك المحاولة الفا شلة ملهمة لأجيال ما بعد المفاصلة، فاقتحم الدكتور خليل ابراهيم نفس العاصمة الوطنية (أم درمان)، التي يقاتل على أرضها الرامزة والتاريخية أشاوس قوات الدعم السريع الآن، جميع هذه المحاولات جاءت بدوافع الشعور بظلم الأنظمة السياسية التي توالت على حكم البلاد، ونسبة للكم السكاني الهائل الذي يقطن إقليم غرب السودان الكبير – كردفان ودارفور، فالإهمال الحكومي الذي طال هذه الكيانات الاجتماعية العريضة، والتي يمتد وجودها داخل الدول التي تجاورنا غرباً، أدى لانخراط الغالب الأعم من الشباب في سلك الجندية والأعمال الهامشية، وتمثل هذه الجغرافيا أكبر مصدر للفاقد التربوي بحكم كثافتها السكانية، ما أثار مطامع أفندية الحكومات المركزية المتعاقبة وأسال لعابها، لالتهام المورد البشري والمصادر الاقتصادية بهذه الجغرافيا، دون أن تضع الخطط والبرامج الاستراتيجية، الهادفة لانتشال المواطنين هناك، من التخلف الاقتصادي والقصور الخدمي – صحة – تعليم – أمن.
ومن كسل الإدارات الحكومية المركزية في تعاملها مع ملف الإقليم الغربي، أنها جعلت منه مجرد حديقة خلفية تقطف منها الثمار متى ما فرضت الضرورة أمرها، وعاشت المجتمعات الأوسطية رفاهية لم تخطر حتى على بال شعوب الخليج البترودولاري، فاستغلت الطبقات الفقيرة القادمة من الإقليم الغربي الكبير في المهن الهامشية، واستخدم الشباب والشابات اليافعات في العمالة المنزلية الرخيصة التكلفة، والتي يحصل فيها العامل والعاملة على ما يسد الرمق فقط، وازدادت العمالة الزهيدة الثمن بعد انفصال جنوب السودان، الذي كان له نصيب الأسد في رفد العواصم الأوسطية بذات العمالة ذات الكلفة المتواضعة في الماضي القريب، وكما هو متوقع أن البلدان التي تتكثف فيها الطبقية الاجتماعية والتفاوتات الاقتصادية، تندلع فيها الثورات التحررية وانتفاضات الجوعى والمقهورين اجتماعياً، وتتفكك سريعاً كنتاج مباشر لهزال البناء الوطني، وكمحصلة حتمية لانفجار تراكمات الغبن الاجتماعي المستمر، وهنا تكون الشريحة المقهورة هي الأكثر انتشاراً والأكفأ حملاً للسلاح، وتكون رهن إشارة كل من يثير فيها ضغينة الأوجاع الكامنة في العقلين الباطن والواعي، وهذه الروح المصادمة والمقاتلة تراها مجسدة في مقاتلي حركة قرنق وجنود يوسف كوة وفي ثبات وإقدام أشاوس قوات الدعم السريع، ويمكن أن يختزل تعريف الصراع المستمر منذ النشأة المشوّهة لكيان الدولة السودانية، في ارتداء الأفندية الوارثين لكرسي الحكم لجلباب قاهرهم المستعمر، الذي انتحلوا شخصيته وساموا الناس سوء التنكيل بناءً على تقليدهم الأعمى له، وحكى عن حالهم المثل السوداني (التركي ولا المتورك)، فأن يستعمرك المستعمر ذات نفسه خير لك من أن يمتطي ظهرك المستعمر (بكسر الميم) الذي قهره القاهر الأكبر.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

البرهان: لا تفاوض ولا مساومة مع من إنتهك حرمات الشعب السوداني

(سونا)-قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان أنه لا تفاوض ولا مساومة مع من إنتهك حرمات الشعب السوداني مؤكدا مضي القوات المسلحة والقوات المساندة لها في معركتها للقضاء على التمرد ودحر مليشيا آل دقلو الإرهابية.

وأوضح سيادته في كلمته التي وجهها اليوم للشعب السوداني بمناسبة عيدالفطر المبارك أن القوات المسلحة تقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين، ولا تنحاز لأي جهة على حساب الآخرين. وناشد البرهان كل المواطنين المتواجدين في مناطق سيطرة التمرد لنفض أيديهم عن مساندة مشروع مليشيا آل دقلو الإستعماري وحماية أبناءهم من هذه المليشيا الإرهابية. وفيما يلي نص

كلمة السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي :_

بسم الله الرحمن الرحيم

(أذن للذيـن يقاتلـون بأنهـم ظلمــوا وإن الله علــى نصرهــم لقديـــر)

الحمد لله رب العالمين والحمد لله مانح القوة والحمدلله واهب النصر الحمد لله الذي نصر شعب السودان وجند السودان الحمد لله الذي رفع عن كثير من أهل بلادي القهر والظُلم وأصلي وأسلم على سيدنا محمد المعلم والمتمم والملهم .

*المواطنون الكرام* ــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم والوطن بخير

نسأل الله أن يتقبل شهداء بلادي الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن وفداءً لشعبه فهم أكرم منا جميعاً وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين وعوداً حميداً للأسرى والمفقودين .

*المواطنـــون الكــــرام*

تدخل هذه الحرب التي تعيشها بلادي والتي أشعلتها مليشيا آل دقلو ومعاونيها وداعميها عامها الثالث وقد فعلت بالوطن والمواطن أسوأ ما يمكن أن يحدث في الحروب ، إن الفظائع التي أرتكبت في حق شعبنا والمرارات التي أذاقها لهم هؤلاء المجرمون صورها وأصواتها وجراحها المتجددة تجعل الخيارات صفرية في التعامل مع هؤلاء المجرمين وداعميهم وأقول لهم بصوت الشعب النازح والمهجر والذي نهبت أمواله والمحاصر والأمهات الثكالى والأطفال الإيتام والشهداء إننا لن نغفر ولن نساوم ولن نفاوض ولن ننكص عن عهدنا مع الشهداء .

*المواطنـــون الشرفـــاء*

إن قواتكم المسلحة ، قوات الشعب المسلحة (ق.ش.م) قد تحقق في رحابها شعار شعب واحد جيش واحد بل أكثر فهي إستحقت ما أسماها به الرعيل الأول فهي من الشعب وإلى الشعب فهو من حملها فوق جراحاته وصبر عليها فوق أحزانه وقدم لها خيرة أبناءه فنهضت وأنتصرت بكم وأنتصرتم بها . الشكر لك شعب وأبناء السودان أين ما كنتم فأنتم الزاد وأنتم الوقود وأنتم أصحاب النصر وأهل الفضل والشكر من قبل ومن بعد لله رب العاملين و لن تكتمل فرحة النصر إلا بالقضاء على آخر متمرد في آخر بقعة في السودان.

*الشعب السوداني الأبي*

إن طريق السلام وإنهاء الحرب ما زال مشرعاً فمعاناة أهلنا في مناطق سيطرة المليشيا الإرهابية وحصارهم وتدميرهم وقتلهم خاصة في الفاشر وضرورة إشاعة السلام والطمأنينة في ربوع الوطن كل ذلك ممكن وطريقه واضح وهو أن تضع المليشيا المتمردة السلاح أو على الباغي ستدور الدوائر .

*المواطنيــن الشرفــاء*

أؤكد لكم أن قوات الشعب المسلحة تقف من جميع المواطنين المساندين لها والمدافعين عن السودان وعن الحق على مسافة واحدة ولا تفضيل ولا إنحياز لأي جهة على حساب الأخرين فحرب الكرامة ميزت الخبيث من الطيب والوطني من المأجور وهنا وجب تقديم التحية والتجله للمجموعات التي ساندت وقاتلت مع القوات النظامية بمختلف كياناتهم ومناطقهم وأخص هنا المقاتلين في شمال دارفور وكردفان على صبرهم وتحملهم الحصار فإننا قادمون وكذلك من بقية مناطق السودان ومن قبلهم شبعنا المعلم الصابر الصامد وإن طريق النصر واضح المعالم وخيار الشعب لن يوقفه إلا تطهير كامل السودان من مليشيا آل دقلو الإرهابية .

كذلك وجب أن أقدم الشكر لأشقاء وأصدقاء السودان من الدول والمنظمات الذين عملوا مع الحكومة والشعب وساندوهم ودعموهم في تثبيت وحدة وأمن وإستقرار الدولة السودانية فما زال إعادة إعمار الدولة وبنيتها التحتية يحتاج إلى جهود إضافية ، وأكرر شكر وتقدير شعب السودان لكم أشقاء وأصدقاء بلادي .

*المواطنين الإعزاء*

أجدد عهد القوات المسلحة مع الشعب أن لا تراجع عن هزيمة وسحق مليشيا آل دقلو الإرهابية ورغم ذلك ظلت أبواب الوطن مفتوحة لكل من يحكم عقله ويتوب إلى الحق من الذين يحملون السلاح فالعفو عن الحق العام ومعالجة الأمر العسكري ما زال ممكناً ومتاحاً وهنا أناشد أهلنا في مناطق سيطرة التمرد برفع أيديهم عن مساندة مشروع آل دقلو الإستعماري وحماية أبناءهم من الذين سيوردونهم المهالك فالسودان الواحد الموحد أرضاً وشعباً أمانة تاريخية يجب عدم التفريط فيها .

*ختاماً*

أجدد التهئنة لكم شعب بلادي بعيد الفطر المبارك وأسال الله أن يتقبل صيامكم وقيامكم ومجاهداتكم وأن يعود علينا وبلادنا في أفضل حال موحدة آمنة مطمئنة خالية من التمرد والإقتتال .

الله أكبـــــــر نصــــــر مــــــن الله وفتـــــــــــح قريـــــــــــــــب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

   

مقالات مشابهة

  • الآلاف يحتشدون في الجوامع والساحات العامة التي حددتها وزارة الأوقاف في مختلف المدن السورية لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، وذلك في أول عيد بعد تحرير البلاد وإسقاط النظام البائد.
  • بعد تحرير الخرطوم.. مصر تدعم المؤسسات الوطنية السودانية لاستعادة الاستقرار
  • الجيش السوداني ومفترق الطرق
  • آثار الدمار الذي لحق بمقر إقامة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالخرطوم – فيديو
  • البرهان: لا تفاوض ولا مساومة مع من إنتهك حرمات الشعب السوداني
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: لا تفاوض مع الدعم السريع
  • مبادرة شارع الحوادث تحوّل التطوع إلى نموذج إنساني فريد بالسودان
  • اعلان تطهير عاصمة السودان بالكامل من فلول المليشيات التي هربت بشكل مخزي
  • ولي العهد السعودي ورئيس مجلس السيادة السوداني يبحثان مستجدات الأوضاع في السودان
  • رئيس مجلس السيادة السوداني يصل إلى جدة