الارثوذكسية تعلن موقفها من المثلية الجنسية..الله خلق الإنسان ذكرًا وأنثى وربطهما برباط الزواج
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
اصدر المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بيان عن رايه فى قضية المثلية الجنسية.
وجاء نص البيان:
"خلق الله الإنسان متميزا فريدًا، إذ يقول الكتاب المقدس عن خلقة الإنسان "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" ( تك ١: ٢٦)، أي أن الله أراد من البدء أن يكون الإنسان على صورته في القداسة والبر والحرية "فَخَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ.
وتابع: "هذا هو إيمان الكنيسة أن الله خلق الإنسان في القداسة ذكرًا وأنثى وربطهما برباط الزواج المقدس لأنه إله قدوس، "لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." (تك ٢: ٢٤)".
وأضاف المجمع المقدس: "استمرت دعوة الله للإنسان أن يحيا في القداسة (١تس ٤: ٣ - ٥) و(عب ١٢: ١٤) و(١تس ٤: ٧)، مضيفًا أن الله منح الإنسان حرية الإرادة ليحيا وفق مشيئته المقدسة، وأن يحيا حسب التصميم الإلهي الذي وضعه الله للزواج: ذكرًا يرتبط بأنثى.
وقال إن من يعاني من ميول مثلية ويضبط نفسه عن السلوكيات الجنسية يُحسب له جهاده، وتتبقى له حروب الفكر والنظر والانجذابات شأنه شأن الغيريين، أما من يسقط بالفعل في سلوكيات جنسية مثلية، فشأنه شأن الغيري الذي يسقط في خطية الزنا، يحتاج إلى توبة حقيقية. وكلاهما يحتاج إلى المتابعة الروحية والنفسية، التي أثبتت فاعليتها مع الميول المثلية غير المرغوبة.
وتابعت: أما من اختار أن يتصالح مع ميوله المثلية تاركًا نفسه للممارسات الجنسية المثلية، رافضًا العلاج الروحي والنفسي، واختار بإرادته الحرة كسر وصية الله، يصبح حاله أردأ ممن يحيا في الزنا، لذا يجب أن يُنذَر ويُمنَع من الشركة لحين تقديم توبة.
وأضاف: "الكنيسة تؤمن بأن الكتاب المقدس بعهديه هو كلمة الحق الصالحة في كل العصور، وهو يدين ويحذر وينهى عن الممارسات الجنسية بين اثنين من نفس الجنس، فمثلًا يقول القديس بولس: "لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ" (رو ١: ٢٦ -٢٨)، وكذلك تتحدث شواهد أخرى مثل: (١كو ٦: ٩ - ١٠)، (لا ١٨: ٢٢)، (لا ٢٠: ١٣)."
وأشار: "على هذا ترفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ما يسمى بالانحراف الجنسي في مفهومه العام الشامل كل أنواع ممارسة الجنس خارج الإطار المقدس في الزواج. وترفض بشكل قاطع التذرع بفكرة اختلاف الثقافات لتبرير العلاقات المثلية تحت مسميات الحرية المطلقة للإنسان، التي تسبب تدميرًا للإنسانية، فالكنيسة إذ تؤكد على إيمانها الكامل بحقوق الإنسان وحريته، تؤكد أيضًا أن حرية المخلوق ليست مطلقة إلى حد التعدي وكسر شرائع الخالق..
وتؤكد الكنيسة على تمسكها بدورها الرعوي في مساعدة أبنائها ممن يعانون من الميول المثلية، وكذلك على عدم رفضها لهم أو لتقديم دعمها ومساندتها لهم وصولًا إلى الشفاء النفسي والروحي، واضعة ثقتها في مسيحها القدوس القادر أن يشفي ويغير وينمي بأكثر جدًّا مما نطلب أو نفتكر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المجمع المقدس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني
إقرأ أيضاً:
خبير يرصد دلالات إبلاغ واشنطن إلى ستيفان دي ميستورا موقفها الداعم للحكم الذاتي في الصحراء
زنقة 20 ا الرباط
أكد الدكتور خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول، أن إبلاغ واشنطن للمبعوث الأممي للصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، بدعمها الكامل لمقترح الحكم الذاتي المغربي يُظهر استمرارًا حقيقيًا في موقف الولايات المتحدة من قضية الصحراء، وهو ليس مجرد تجديد للموقف ولكن تأكيد على ثباته واستمراريته منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه في أواخر ولايته الأولى.
وأوضح شيات في تصريح له، أن الموقف الأمريكي الثابت الذي أكدته الإدارة يأتي استكمالًا للقرار الأول الذي اتخذته الإدارة السابقة للترامب وحافظت علية إدارة جون بايدن، مما يعكس وحدة السياسة الأمريكية تجاه القضية المغربية ويؤكد أن هذا الموقف لا يشهد أي تغيير أو تعديل جوهري من الناحية المبدئية.
وأضاف شيات أن تجديد الموقف الأمريكي عبر تبليغه للمبعوث الأممي للصحراء يحمل دلالة كبيرة على المستويين الفعلي والدبلوماسي.
وفي هذا السياق، شدد شيات على أن الولايات المتحدة، بكونها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي ولديها حق الفيتو، لها دور محوري في التأثير على قرارات الأمم المتحدة حول هذه القضية.
وأشار شيات إلى أن الموقف الأمريكي يتماشى مع الرؤية المغربية للحل، وهو “الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”، وهو الموقف الذي يعكس انخراط الولايات المتحدة في تعزيز الحل السلمي والعادل للقضية.
وأوضح أن الدعم الأمريكي للمقترح المغربي يتماشى مع النجاحات التنموية التي حققها المغرب على المستوى الوطني، وهو ما يعزز من قوة موقفه في مواجهة الأطروحات المعاكسة.
وأكد شيات أن موقف الولايات المتحدة من قضية الصحراء المغربية ليس مجرد سياسة حكومية، بل هو سياسة دولة ثابتة، وهو ما يعكس الدعم المستمر والمتواصل للحل السياسي الذي تطرحه المملكة المغربية، ويعزز من مكانة المغرب على الساحة الدولية.