اصدر المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بيان عن رايه فى  قضية المثلية الجنسية. 

وجاء نص البيان: 

"خلق الله الإنسان متميزا فريدًا، إذ يقول الكتاب المقدس عن خلقة الإنسان "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" ( تك ١: ٢٦)، أي أن الله أراد من البدء أن يكون الإنسان على صورته في القداسة والبر والحرية "فَخَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ.

عَلَى صُورَةِ الله خَلَقَهُ. ذكرًا وَانْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ أَثمِرُوا وَاكْثُرُوا وَاملأوا الأرضَ" (تك ١: ٢٧، ٢٨)".

وتابع: "هذا هو إيمان الكنيسة أن الله خلق الإنسان في القداسة ذكرًا وأنثى وربطهما برباط الزواج المقدس لأنه إله قدوس، "لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." (تك ٢: ٢٤)".

وأضاف المجمع المقدس: "استمرت دعوة الله للإنسان أن يحيا في القداسة (١تس ٤: ٣ - ٥) و(عب ١٢: ١٤) و(١تس ٤: ٧)، مضيفًا أن الله منح الإنسان حرية الإرادة ليحيا وفق مشيئته المقدسة، وأن يحيا حسب التصميم الإلهي الذي وضعه الله للزواج: ذكرًا يرتبط بأنثى.

وقال إن من يعاني من ميول مثلية ويضبط نفسه عن السلوكيات الجنسية يُحسب له جهاده، وتتبقى له حروب الفكر والنظر والانجذابات شأنه شأن الغيريين، أما من يسقط بالفعل في سلوكيات جنسية مثلية، فشأنه شأن الغيري الذي يسقط في خطية الزنا، يحتاج إلى توبة حقيقية. وكلاهما يحتاج إلى المتابعة الروحية والنفسية، التي أثبتت فاعليتها مع الميول المثلية غير المرغوبة.

وتابعت: أما من اختار أن يتصالح مع ميوله المثلية تاركًا نفسه للممارسات الجنسية المثلية، رافضًا العلاج الروحي والنفسي، واختار بإرادته الحرة كسر وصية الله، يصبح حاله أردأ ممن يحيا في الزنا، لذا يجب أن يُنذَر ويُمنَع من الشركة لحين تقديم توبة.

وأضاف: "الكنيسة تؤمن بأن الكتاب المقدس بعهديه هو كلمة الحق الصالحة في كل العصور، وهو يدين ويحذر وينهى عن الممارسات الجنسية بين اثنين من نفس الجنس، فمثلًا يقول القديس بولس: "لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ" (رو ١: ٢٦ -٢٨)، وكذلك تتحدث شواهد أخرى مثل: (١كو ٦: ٩ - ١٠)، (لا ١٨: ٢٢)، (لا ٢٠: ١٣)."

وأشار: "على هذا ترفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ما يسمى بالانحراف الجنسي في مفهومه العام الشامل كل أنواع ممارسة الجنس خارج الإطار المقدس في الزواج. وترفض بشكل قاطع التذرع بفكرة اختلاف الثقافات لتبرير العلاقات المثلية تحت مسميات الحرية المطلقة للإنسان، التي تسبب تدميرًا للإنسانية، فالكنيسة إذ تؤكد على إيمانها الكامل بحقوق الإنسان وحريته، تؤكد أيضًا أن حرية المخلوق ليست مطلقة إلى حد التعدي وكسر شرائع الخالق..

وتؤكد الكنيسة على تمسكها بدورها الرعوي في مساعدة أبنائها ممن يعانون من الميول المثلية، وكذلك على عدم رفضها لهم أو لتقديم دعمها ومساندتها لهم وصولًا إلى الشفاء النفسي والروحي، واضعة ثقتها في مسيحها القدوس القادر أن يشفي ويغير وينمي بأكثر جدًّا مما نطلب أو نفتكر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المجمع المقدس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني

إقرأ أيضاً:

المفتي: رمضان مدرسة إيمانية تزرع الأخلاق المحمدية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن شهر رمضان المبارك يعد مدرسة إيمانية مليئة بالقيم الإلهية والأخلاق المحمدية، التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان في حياته اليومية.

وقال الدكتور نظير عياد، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج 'اسأل المفتي' المذاع على قناة 'صدى البلد'، إن شهر رمضان يعلم الإنسان التحمل في المشاق والصبر على الإيذاء، مهما كان نوعه.

وأضاف مفتي الجمهورية أن الصوم يعد النموذج الأمثل للصبر، حيث يرتقي الإنسان في هذه العبادة إلى درجة من الروحانية الخالصة، متجردًا من مغريات الدنيا وملذاتها، سعيًا للوصول إلى الله تعالى.

وأوضح الدكتور نظير عياد أن شهر رمضان يمثل بوابة للالتزام بالأخلاق الكريمة، مشيرًا إلى أن الله تعالى يغضب لعباده ولأجل دينه، لكنه مع ذلك يبقى عادلًا، كريمًا، رحيمًا، وهو ما يعكس رحمة الله الواسعة بعباده.

مقالات مشابهة

  • نهج الحكمة
  • رابطة الدوري السعودي تعلن موقفها من ضم فينيسيوس
  • عضو المركز العالمي للفتوى الإلكترونية: الرزق ليس مجرد مال بل هبة من الله
  • اليمن تعلن موقفها من القصف الإسرائيلي على قطاع غزه 
  • حسام موافي: الزواج أساسه تقوى الله
  • المفتي: رمضان مدرسة إيمانية تزرع الأخلاق المحمدية
  • غدًا.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد الصليب المقدس
  • سحب شهادة الجنسية الكويتية من 12 شخصاً
  • النداء الأخير!
  • أحمد عمر هاشم: الظلم محرم بين العباد.. والعدل من أعظم القيم