تكنولوجيا جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية من الخطابة، وسباق لتشييد بنوك الطاقة اليمنية الخضراء
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
توصَّل خبراء تكنولوجيا الطاقة الخضراء والمتجدِّدة في "حيدان فالي" (Haydan Valley) بمقاطعة صعدة شمال اليمن إلى تقنية حديثة ومبتكرة لتوليد الطاقة الكهربائية من الخطب والأحاديث المرتجلة التي يتبارى في إلقائها قادة القوى المتصدِّرة للمشهد في جمهورية اليمن الاتحادية العظمى.
>> الانتخابات اليمنية المقبلة إلكترونية بالكامل ضماناً لأعلى درجات النزاهة والمصداقية وتوفيراً للجهد والموارد
وتعمل هذه التكنولوجيا الصناعية الثورية من خلال امتصاص نبرة الحماس الخطابي والهيجان اللفظي وبيكربونات الرذاذ المتطاير من الفم، وذلك عبر مستشعرات الألتراساوند الفينومغناطيسية ولاقطات الاهتزازات البينذاتية الحركية الحسَّاسة، وتحويلها إلى حزم ضوئية متجددة دائرية الاتجاه، ثم تضخيم تدفُّقها ومضاعفة قوَّتها آلاف المرات، ومن بعد ذلك تخزينها قي بطاريات كبيرة الحجم سوف تُصنَع خصيصياً لهذا الغرض، وسيُطلَق عليها اسم "بطيخ" اختصاراً لـ"بنوك الطاقة اليمنية الخضراء".
وفي حديثٍ خصَّ به وكالة أنباء جمهورية اليمن الاتحادية "أجيت"، أوضح البروفيسور رافع مايك الخطيب الحوثباني، الذي قاد فريق تطوير هذه التقنية، أن التجارب الأولى لعمل هذه التكنولوجيا الصناعية التحويلية واعدة ومبشّرة، وأنه بعد اكتمال تهيئتها وتنصيبها في صالة "الصرخة إلكترونيك لاختبار التجارب العلمية المتقدمة" تم تجريبها للمرة الأولى على خطبة مباشرة تكرَّم علم الهدى رقم واحد وألقاها في الصالة بشكل مباشر ومن دون حجاب، أمام العشرات من الروبوتات الخشبية التي بالرغم من ذلك تفاعلت وصرخت بآيات الثناء والإعجاب.
وفي ضوء نتائج هذه التجربة مع خطبة علم الهدى رقم واحد، والتجارب الأخرى التي تلتها مع خطب قادة نورانيين آخرين، توصَّل الباحثون إلى أن خطبة واحدة لمدة ساعة تكفي لتوليد طاقة كهربائية بإمكانها إنارة مدينة متوسطة الحجم أسبوعاً كاملاً.
لكن الرهان على فاعلية هذه التقنية، بحسب البروفيسور رافع مايك الخطيب الحوثباني، لا يزال مرتبطاً بالقدرة على التوسُّع في بنوك الطاقة اليمنية الخضراء، الـ"بطيخ"، فكلما تم التمكُّن من صنع وتشييد خزانات طاقة عملاقة (بطاريات فائقة الحجم) زادت فعالية هذه التقنية التي تُولِّد الكهرباء من خطب أعلام الهدى ومصابيح الدجى، ويمكن معها الاستغناء عن مصادر الطاقة الأخرى، أو تقليل الاعتماد عليها إلى أدنى حد.
وتوقَّع البروفيسور الحوثباني أنه في غضون عام إلى عامين ستكون مسألة خزانات الطاقة العملاقة هذه قد تم حلّها، لافتاً إلى وجود سباق يجري حالياً بين شركات حيدان فالي المتخصصة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وذلك لتطوير بطاريات تشعُّبية متسلسلة عالية القدرة والكفاءة التخزينية، وعلمت وكالة "أجيت" من مصادرها الخاصة أن شركة "مرَّان غرين إنرجي" ستكون السّباقة إلى طرح نموذجها التجاري من بطاريات بنوك الطاقة التشعبية هذه، وذلك بسعة تخزينية تبلغ ما بين 400 إلى 600 جيجاوات/ساعة للخزَّان الواحد.
وكشفت عضو فريق تطوير تكنولوجيا توليد الطاقة من الخطابة، المهندسة شمعة نجم الدين الضوياني، عن تفصيل آخر، قائلة إن فاعلية توليد الطاقة من الخطب المباشرة هي الأعلى، إلا أنه يمكن كذلك توليد الطاقة من التسجيلات التي تم أخذها لهذه الخطب، مستدركة أنه كلما أُعيد تشغيل هذه التسجيلات قلّ مستوى توليد الطاقة منها إلى أن تضمحل، ما يؤكد الحاجة إلى خطب جديدة ومباشرة، وأضافت إنه من هذه الناحية لا يمكن توقُّع أي عجز في الإمدادات، وذلك لقدرة أعلام الهدى غير المحدودة على إلقاء الخطب المرتجلة بكميات تجارية.
وختمت الدكتورة الضوياني حديثها بالإشارة إلى أحد أكثر جوانب هذه التقنية الصناعية الثورية المبتكرة تميزاً، قائلة إنه لا تزال فعالية تكنولوجيا توليد الطاقة من الخطابة مقتصرة على الخطب والأحاديث التي يلقيها أعلام الهدى ومصابيح الدجى، بينما لم تعمل هذه التكنولوجيا مع بقية الخطب والأحاديث التي يلقيها قادة القوى الأخرى، وأنه لا يزال هذا الأمر لغزاً محيراً لم يتوصل علماء حيدان فالي إلى حلِّه أو تقديم تفسير له حتى الآن.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: تولید الطاقة من هذه التقنیة بنوک الطاقة
إقرأ أيضاً:
شريف الجبلي: التحول إلى الصناعة الخضراء ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة
افتتح الدكتور شريف الجبلي، رئيس لجنة السلم والأمن بالبرلمان الأفريقي ورئيس لجنة تسيير مكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية، فعاليات مؤتمر "الإنجازات والتطلعات نحو صناعة خضراء مستدامة"، الذي أقيم اليوم ضمن الحفل الختامي لانتهاء المرحلة الثالثة من مشروع التحكم في التلوث الصناعي.
ورحب الجبلي بالدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، مثنيًا على جهودها الكبيرة لدعم القطاع الصناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبالحضور المتميز، ومن بينهم سها الترك، نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، وجيدو كلاري، رئيس المركز الإقليمي لبنك الاستثمار الأوروبي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ولورينزو فينغوت هارينجتون، رئيس قطاع التحول الأخضر والمستدام ببعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر.
وأكد الجبلي أهمية هذا اللقاء الذي يجمع أصحاب المصلحة للاحتفال بالنتائج الإيجابية التي حققها مشروع التحكم في التلوث الصناعي (EPAP) بنهاية مرحلته الثالثة، والتطلع إلى انطلاق برنامج الصناعة الخضراء المستدامة (GSI).
وأشار إلى التحديات البيئية التي تواجهها الصناعات المصرية، مثل التشريعات الدولية، ومنها آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية (CBAM)، التي تشكل تحديًا ملموسًا للصناعات والصادرات المصرية، نظرًا لأهمية السوق الأوروبي كمستورد رئيسي للمنتجات المصرية.
وكشف عن جهود التفاوض الجارية تحت مظلة برنامج الأمم المتحدة للبيئة بشأن صياغة صك قانوني دولي ملزم للحد من التلوث البلاستيكي، وما قد يترتب عليه من تحديات على قطاع البتروكيماويات والصناعات البلاستيكية.
وأوضح الدكتور الجبلي أن تطبيق ممارسات وتكنولوجيات مستدامة لخفض المحتوى الكربوني، وترشيد استهلاك الموارد، والحد من التلوث هو السبيل لتعزيز تنافسية الصناعات المصرية.
ولفت إلى أن مكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة تعاون من خلال عامي 2022 -2023 مع ادارة مشروع التحكم في التلوث الصناعي EPAPIII علي اجراء الدراسات الفنية اللازمة لتنفيذ عدد من المشروعات التي تهدف الي خفض الانبعاثات وترشيد الطاقة ومعالجة الصرف الصناعي للقطاعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة التابعة لاتحاد الصناعات المصرية.
وأكد الجبلي، أن التحول وتبني سياسات ومفاهيم الاقتصاد الاخضر أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات المختلفة التي يواجهها العالم اليوم سواء كانت تحديات اقتصادية أو بيئية أو اجتماعية، مشيرا إلى أن التنمية المستدامة لا تتحقق فقط بالحلول التكنولوجية ولا بالتشريعات في حد ذاتها ولا بالتمويل منفردا ولكن في حقيقة الامر يستلزم الوصل الي تحقيق اهداف التنمية المستدامة تضافر وتكامل المجهودات القطاعية المختلفة.
وأوضح الجبلي، أن إطلاق برنامج الصناعات الخضراء المستدامة اليوم الذي يأتي تزامننا مع تفضل معالي الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بالموافقة علي زيادة رأس مال القرض الدوار وزيادة الحد الاقصي للتمويل للمنشأة الواحدة يمثل فرصة حقيقية للقطاع الصناعي يجب الاستفادة القصوي منها، حيث تتلاقي اشتراطات التمويل الخاصة بمشروع الصناعات الخضراء المستدامة مع الاهداف التمويلية لاتفاقية القرض الدوار من حيث العمل علي تمويل:
- التكنولوجيات المتعلقة بالالتزام البيئي للصناعة
- التكنولوجيات المتعلقة بترشيد الطاقة والطاقة المتجدده
- التكنولوجيات المتعلقة بتطبيقات ادراة المخلفات
- تكنولوجيات الاقتصاد الاخضر
واستعرض الجبلي، ما تم انجازة في إطار اتفاقية القرض الدوار منذ عام 2005، كاشفاً أنه بلغ عدد المشروعات التي حصلت على موافقة اللجنة التنفيذية للاتفاقية 480 مشروع بإجمالي تمويل 900 مليون جنيه وذلك لتنفيذ مشروعات ذات عائد بيئي واقتصادي باجمالي استثمارات مليار و170 مليون جنية مصري، فعلي سبيل المثال، تم تطبيق وتمويل 60 مشروع لتنفيذ تكنولوجيات ترشيد كفاءة الطاقة وتطبيقات الطاقة المتجددة بإجمالي تمويل 120 مليون جنيه مصرى مع تحقيق العائد البيئي متمثل في تحقيق وفر في استهلاك الطاقة الكهربية 12 مليون ومائة الف كيلووات ساعة/سنة وخفض إنبعاثات ثانى أكسيد الكربون بمقدار 5164 طن سنوياً
وأوضح أنه تم تمويل أكثر من 40 مشروع لتنفيذ تكنولوجيات إعادة تدوير المخلفات بإجمالى استثمارات حوالي 150 مليون جنيه مصرى مع تحقيق العائد البيئي الناتج من إعادة التدوير.
وكشف أن نسبة المشروعات المنفذة بالقاهرة الكبري بلغت 29%، بالصعيد 17%، بالاسكندرية 19%، الدلتا 30% و5% بمدن القناه.
وفيما يخص الخدمات الفنية فإن مكتب الالتزام البيئي يعمل علي تقديم الدعم الفني وبرامج بناء القدرات للمنشأت الصناعية ف مجالات التنمية المستدامة المختلفة حيث يقوم المكتب بـ:
- التعاون مع وزارة البيئة في تعريف المجتمع الصناعي بآليات الاسواق الطوعية للكربون
- اعداد دراسات قياس البصمة الكربونية للشركات
- اعداد تقارير الابلاغ الخاصة بتشريع ال CBAM
- اعداد تقارير الاستدامة
- بناء قدرات الشركات الصناعية في مجال تطبيقات الاقتصاد الدائري
وتم عمل مراجعات مبدئية وتفصيلية للطاقة لعدد 480 منشأة لتحديد فرص ترشيد الإستهلاك بالإضافة إلى تنفيذ برامج إدارة الطلب على الطاقة فى الصناعة وتطبيق سياسات الإستخدام الأكفأ للطاقة على أساس معيار أيزو 50001 لإدارة الطاقة.
واختتم الجبلي كلمته بالتأكيد على أن تبني سياسات الاقتصاد الأخضر أصبح ضرورة في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مشددًا على أهمية تضافر الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.