اعتبر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي، مارك وارنر، أن هدف إسرائيل من الحرب المتمثل بـ "القضاء الكامل على حماس"، "ليس واقعيا"، وسط استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة ومحاولات واشنطن للوصول إلى وقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان.

وفي مقابلة مع برنامج "فيس ذا نيشن" (Face The Nation) على شبكة "سي بي إس" الأميركية، قال السناتور الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا، وارنر، إنه من خلال "الاجتماع مع الإسرائيليين، في المجتمع العسكري، في مجتمع الاستخبارات، فكرة أنك ستقوم بالقضاء على كل مقاتل من حماس، لا أعتقد أنها هدف واقعي".

وأضاف: "حقيقة أنه مر 140 يوما تقريبا على هذا الغزو (في إشارة إلى الحرب)، كان معظمنا يعتقد أن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ستكون قادرة على القضاء على حماس".

وتابع: "بعد مرور 140 يوما، تمكنوا بشكل أساسي من القضاء على حوالي 35 بالمئة فقط من مقاتلي حماس، ولم يخترقوا فعليا سوى أقل من ثلث شبكة الأنفاق" في قطاع غزة.

واتفق السناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، مع زميله الديمقراطي، قائلا خلال نفس اللقاء، إنه يعتقد أن إضعاف حماس لفترة من الوقت وحرمانها من القدرة على شن هجمات ضد إسرائيل "أمر ممكن".

ومع ذلك، أشار إلى وجود "تحديات مستمرة"، بما في ذلك إنشاء فرع جديد للجماعة أو دخول حزب الله على الخط أو حتى ظهور مجموعات جديدة، على حد قوله.

وأضاف روبيو: "في النهاية رأس هذا الثعبان كله هو النظام الإيراني.. هم من يقدمون الأسلحة والأموال".

وكانت إسرائيل قد تعهدت بـ "القضاء" على حماس بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر على إسرائيل، الذي أوقع أكثر من 1160 قتيلا، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية.

في المقابل، أسفرت القصف الإسرائيلي المستمر بلا هوادة منذ 7 أكتوبر والذي ترافق مع عملية عسكرية برية ابتداء من 27 أكتوبر، عن سقوط أكثر من 31 ألف فلسطيني في القطاع، بحسب إحصائيات وزارة الصحة في القطاع.

لكن إسرائيل تشكك في دقة الأرقام على اعتبار أنها لا تفرق بين المدنيين الفلسطينيين ومقاتلي حماس وحركة الجهاد الإسلامي، وهما حركتان مصنفتان على قائمة الإرهاب الأميركية.

وفي مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية نُشرت، الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن عدد القتلى المدنيين في غزة "ليس 30 ألفا ولا حتى 20 ألفا وهو أقل من ذلك بكثير"، معتبرا أن "القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 13 ألف مقاتل إرهابي".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

ما هي أسباب نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان وفشلها في غزة؟

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على النجاح الاستخباراتي لإسرائيل في اختراق حزب الله حتى الآن، في حين أنها تلقت ضربة مفاجئة وقاسية من حركة حماس في هجمات السابع من تشرين الأوّل.

وذكرت الصحيفة أنه قبل عام، عانت إسرائيل من أسوأ فشل استخباراتي لها على الإطلاق عندما شنت حماس هجومًا مفاجئًا أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة.

واليوم، أدت موجة من الضربات ضد حزب الله إلى عودة العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية إلى الصدارة والتي طالما تم التباهي بها.

وهذا التحول تراه الصحيفة يعكس كيف استثمرت إسرائيل وقتها ومواردها على مدى العقدين الماضيين، فمنذ خوض حرب مع حزب الله في لبنان عام 2006، استعدت إسرائيل بدقة لصراع كبير آخر مع حزب الله، وربما مع داعمها إيران.

وعلى النقيض من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن حماس كانت تُعتبر تهديدًا أقل قوة بكثير بالنسبة لإسرائيل.   وحتى قبل وقت قصير من التوغل في السابع من تشرين الأول من قطاع غزة، كان كبار المسؤولين يرفضون علامات الهجوم الوشيك. 

وفي أيلول الماضي، وصف الجيش الإسرائيلي غزة بثقة بأنها في حالة من "عدم الاستقرار المستقر"، وخلصت تقييمات الاستخبارات إلى أن حماس حولت تركيزها إلى إذكاء العنف في الضفة الغربية وأرادت الحد من خطر الانتقام الإسرائيلي المباشر.

وقالت الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، كارميت فالينسي، للصحيفة: "كان معظم تركيزنا على الاستعداد للمواجهة مع حزب الله. لقد أهملنا إلى حد ما الساحة الجنوبية والوضع المتطور مع حماس في غزة".

ووفقا للصحيفة، تركت سلسلة من الهجمات الإسرائيلية في لبنان على مدى الأسبوعين الماضيين حزب الله في حالة من الترنح، مصدوماً بقدرات إسرائيل على اختراق المجموعة ولا يزال يكافح لإغلاق الفجوات التي بدأت بعد انفجار آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التابعة لحزب الله في وقت واحد تقريباً في أيام متتالية الأسبوع الماضي، ما أسفر عن استشهاد 37 وإصابة حوالي 3000.   وبعد ذلك بوقت قصير، استشهد في غارة جوية في بيروت مجموعة من أكثر من اثني عشر من نخبة القادة العسكريين.

ويظل أمن حزب الله مخترقاً حتى بعد تفجيرات البيجر، حيث استشهد في غارة جوية إسرائيلية أخرى في جنوب بيروت، الثلاثاء، قائد الصواريخ الأعلى لحزب الله.

وجاءت هذه العمليات بعد شهرين تقريبًا من إظهار إسرائيل لقدرتها على اختراق حزب الله بقتل القائد الأعلى فؤاد شكر، الذي أفلت من الولايات المتحدة لمدة أربعة عقود.

وترى الصحيفة أن الحملة المكثفة التي شنتها أجهزة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية، والموساد، ووحدات الاستخبارات العسكرية أدت إلى تدمير قيادة حزب الله وتدهور ترسانته من الأسلحة. وأعقب ذلك سلاح الجو الإسرائيلي بحملة قصف ضربت أكثر من 2000 هدف، الأسبوع الجاري.

وقال المدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أفنر غولوف، للصحيفة إن نجاح إسرائيل ضد حزب الله مقارنة بفشلها فيما يتعلق بحماس حدث بسبب أن أجهزة الأمن في البلاد أفضل في الهجوم من الدفاع.

ووفقا للصحيفة، راقبت إسرائيل بناء ترسانة حزب الله منذ أن وقع الجانبان على هدنة في عام 2006 بعد حرب استمرت شهرًا.   وفي ذلك الوقت، كان العديد من أفراد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يشعرون بخيبة أمل إزاء أداء الجيش في الحرب، حيث فشل في إلحاق أضرار كبيرة بحزب الله، الذي بدأ في إعادة بناء موقعه في الجنوب.

ونتيجة لهذا، ذكرت الصحيفة أن الجيش سعى إلى فهم حزب الله بشكل أفضل وتقليص الدعم العسكري والمالي الإيراني للجماعة، بما في ذلك من خلال حملة من الغارات الجوية في سوريا والتي أصبحت تُعرف باسم "الحرب بين الحروب".

لكن في غزة، وعلى النقيض من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، تبنى استراتيجية احتواء حماس في السنوات الأخيرة، معتقدًا أن الجماعة الفلسطينية تركز على حكم غزة وليست مهتمة بحرب مع إسرائيل.   وخاض الجانبان سلسلة من الصراعات القصيرة في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007، وبدا أن زعيم الحركة، يحيى السنوار، كان أكثر اهتمامًا بتحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني.

ووفقا للصحيفة، كانت هناك علامات على أن حماس تخطط لهجوم، بما في ذلك التدريبات العسكرية التي أنبأت بالطرق التي اقتحمت بها إسرائيل في 7 تشرين الأول.   لكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قللت من أهمية التدريبات باعتبارها تهديداً لجمهور حماس المحلي.   وشعر الجيش بالثقة في قوة الجدار العازل المتقدم تكنولوجياً والذي أقامه لفصل غزة عن الأراضي الإسرائيلية.

وقال عوزي شايا، وهو مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق، للصحيفة إن جمع المعلومات من مصادر بشرية ربما كانت لتحذر من هجوم أصبح أكثر صعوبة بعد انسحاب إسرائيل من جانب واحد من قطاع غزة في عام 2005 وتسليمه للسيطرة الفلسطينية.

وأضاف شايا أن "القدرة على جمع معلومات استخباراتية بشرية في غزة في منطقة كثيفة وصغيرة للغاية، حيث يعرف الجميع بعضهم البعض، وحين يظهر شخص غريب، يتم كشفه على الفور، بينما الوصول إلى الأشخاص في لبنان أو خارج لبنان المرتبطين بحزب الله أسهل".

لكن الصحيفة ترى أن إنجازات الاستخبارات لا تذهب إلى أبعد من ذلك.   وفي نهاية المطاف، فإن نجاح إسرائيل ضد أي من المجموعتين سوف يتحدد في ساحة المعركة. ففي الحدود الضيقة لقطاع غزة، هزم الجيش الإسرائيلي حماس وأحدث دماراً هائلاً في المشهد الحضري. ولكن لا أحد يعرف عما إذا كان حزب الله سينجح في مواجهة عدو مختلف في تلال لبنان. (الحرة) 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تزعم: في وقت ما خلال الحرب علمنا مكان السنوار
  • الرئيس الإسرائيلي: حان الوقت لإقامة لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر
  • موعد وإجراءات انتخابات اللجان النوعية بمجلس الشيوخ بدور الانعقاد الخامس
  • وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يستعرض استراتيجية مصر الرقمية والأجندة التشريعية للوزارة خلال لقائه مع لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب
  • زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ: الأميركيون والشرق الأوسط أكثر أمانا بدون نصر الله
  • هل تمكنت إسرائيل من اختراق حزب الله وفشلت مع حماس؟
  • اﻟﻨﺎﺋﺐ أﻳﻤﻦ ﻣﺤﺴﺐ ﻳﺤﺬر ﻣﻦ ﺗﺤﻮل اﻟﻨﺰاع ﻓﻰ اﻟﺴﻮدان إﻟﻰ ﺻﺮاع إﻗﻠﻴﻤﻰ
  • ما هي أسباب نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان وفشلها في غزة؟
  • أسباب نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان وفشلها في أكتوبر
  • عضو بمجلس الشيوخ: برامج الحماية الاجتماعية تهدف لتعزيز قدرات المواطن