الموقع بوست:
2025-03-20@08:15:12 GMT

رمضان اليمنيين في تعز.. حصار وأعباء مضاعفة

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

رمضان اليمنيين في تعز.. حصار وأعباء مضاعفة

يستقبل اليمنيون شهر رمضان هذا العام بأعباء مضاعفة جراء الحرب المستمرة للعام العاشر على التوالي وفي ظل الأحداث التي يشهدها البحر الأحمر والتي تؤثر في الواردات إلى البلاد.

 

رغم هذا، يتوجه اليمنيون في مختلف المدن والقرى اليمنية نحو المحالّ والأسواق لشراء ما يستطيعون من المستلزمات الرمضانية، وسط تفاقم مستمر في مستوى الصعوبات الاقتصادية التي أثّرت في مستوى تلك التحضيرات وطبيعتها، فضلاً عن الأنشطة الأخرى التي ترافقها سنوياً.

 

وتشهد المناطق التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً تدهوراً متواصلاً لقيمة العملة المحلية (الريال) مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سبّب غلاءً غير مسبوق في أسعار مختلف المتطلبات الرمضانية، ما أثّر بكمية ونوع المتطلبات التي يقبل عليها المواطنون في مثل هذه الأيام من كل عام، كما يقول يمنيون لـ"العربي الجديد".

 

وتستقر قيمة الريال في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله" الحوثيين، ومع ذلك يشكو المواطنون من صعوبات أثّرت في استعداداتهم لاستقبال رمضان، كغلاء الأسعار وشحّ السلع وانقطاع رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الجماعة منذ عام 2016.

 

ويتباطأ هذا العام إيقاع الحركة في الشوارع والأسواق التي كانت تزدحم بالمواطنين الباحثين عن السلع الرمضانية التي اعتادوا شراءها بكميات كافية وجودة عالية في سنوات ما قبل الحرب المندلعة منذ عام 2014.

 

ويستنفر المواطنون في مدينة تعز وسط اليمن، وهي الأكثر سكاناً وفقراً وبطالة وتردّياً معيشياً، قدراتهم المادية المتواضعة وجيوبهم المنهكة، ويتوجهون نحو المحالّ والأسواق لشراء بعض السلع والمتطلبات الرمضانية التي تشهد شحّاً وغلاءً حاداً.

 

يفوق الوضع المعيشي الصعب في محافظة تعز صعوبة حال المدن اليمنية الأخرى، وذلك بفعل الحصار المفروض منذ عام 2015 من قبل جماعة أنصار الله الحوثيين على المحافظة.

 

ويقوم المواطنون في محافظة تعز وسط اليمن بتحضيرات تكاد تفوق وضعهم المعيشي والاقتصادي في مسعى لصناعة الفرحة بحلول شهر رمضان، الذي يُعَدّ في نظرهم محطة سنوية لتناسي أوجاع الحرب والدمار والموت وتبعات إغلاق الطرق الرئيسية للمدينة من قبل جماعة الحوثيين ورفض الآخيرة للمساعي المحلية والدولية الرامية إلى فتحها.

 

ومضت الاستعدادات الرمضانية هذا العام في تعز مثقلة بالمتغيرات الاقتصادية الحاصلة، ولا سيما تدهور العملة الوطنية وغلاء الأسعار ونقص الإمدادات جراء أحداث البحر الأحمر واستهداف الحوثيين للسفن المرتبطة بإسرائيل، رداً على حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

 

وفي السياق، يقول المواطن عبد الجليل العوني لـ"العربي الجديد"، إنه "لم يعد بإمكان المواطنين جلب كميات كافية من متطلبات رمضان"، مضيفاً أنه "لو خرج المواطن وفي جيبه 100 ألف ريال (60 دولاراً أميركياً) لعاد إلى المنزل وفي يده كيس صغير".

 

وأشار إلى أنه "في ظل هذه الأوضاع ينتظر الناس المعونات الغذائية، كذلك لم يعودوا يخرجون إلى الأسواق ويتزاحمون كما كانوا في السابق".

 

ويقلّ إقبال المواطنين على شراء السلع الرمضانية التي تتكدس في الأسواق لعجز الناس عن شرائها، وهو ما يشير إليه الناشط خبيب أحمد، موضحاً لـ"العربي الجديد": "أصبح المواطن يخرج إلى السوق ويشتري المتطلبات الأساسية جراء غلاء الأسعار وتزايدها المتواصل".

 

وأضاف أن "تركيز البسطاء اقتصر على شراء الدقيق والقمح والسكر والأرز، ولم يعد يشتري بقية المتطلبات الرمضانية سوى الميسورين".

 

بدورها، تجد المواطنة الشابة باسكل الهمداني فرقاً كبيراً بين الاستعدادات الرمضانية سابقاً وحالياً، مضيفة في تصريحات لـ"العربي الجديد": "كنا سابقاً نشتري التمور ومتطلبات السبموسة والباجية والمحلبية وغيرها من المأكولات والمشروبات".

 

وزادت: "لكن تدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار وانهيار العملة وانقسامها، جعلت من توفير المتطلبات الرمضانية أمراً صعباً، وأضحى المواطن يوفر الأشياء الأساسية ويتجاهل بقية المتطلبات الرمضانية ويعتبرها من الكماليات".

 

ويوافقها الشاب أحمد الخطيب، مؤكداً في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة أثّرت في مستوى حفاوة استقبال رمضان، مضيفاً: "كنا نستقبل رمضان بكل حفاوة ونشتري الكريم كراميل والجيلي وغيرهما، لكن غلاء الأسعار أثّر كثيراً في تلك الاستعدادات والحفاوة".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن تعز رمضان اقتصاد الوضع المعيشي العربی الجدید

إقرأ أيضاً:

حنين اليمنيين يتجدد كل رمضان للراحل يحيى علاو وبرنامج ''فرسان الميدان''

لا يزال اليمنيون يتذكرون وبحنين برنامج "فرسان الميدان" الذي كان يبث عبر التلفزيون الرسمي ولاحقا عبر قناة السعيدة الخاصة مع حلول شهر رمضان، والذي نال شهرة واسعة على الصعيد المحلي والعربي وكان واحدا من طقوس هذا الشهر لدى المشاهد في اليمن.

برنامج "فرسان الميدان" كان علامة فارقة في برامج المسابقات الرمضانية، ولم يستطع أحد تقديم برنامج يحظى بالشعبية التي حظي بها، رغم محاولة البعض محاكاة فكرة البرنامج، وأسلوب مقدمه، وهو ما يثير أسئلة عدة من قبيل أين تكمن قصة نجاح هذا البرنامج؟ وأين تكمن قصة فشل القنوات المحلية في إعادة إنتاجه أو إحيائه من جديد؟

وعلى الرغم من مضي عقد ونصف على توقف البرنامج وذلك بعد وفاة معده ومقدمه، يحيى علاو، إلا أن الحنين يجتاح قطاعا واسعا من اليمنيين لبرنامج " فرسان الميدان" الذي طالما كان مرآة لتفاصيل الأرض والإنسان على امتداد البلاد.

" الناس تحن للأشياء الجميلة"

وفي السياق، يرى أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة قطر وعميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء سابقا، عبدالرحمن الشامي، أن الإنسان لا يحن إلا إلى الأشياء الجميلة، التي لها قيمة بالنسبة له".

وقال الشامي في حديث لـ "عربي21" إن تذكر الجمهور اليمني لبرنامج "فرسان الميدان" بعد مضي كل هذه السنوات دليل على مدى النجاح الذي حققه هذا البرنامج، ورسوخه في الذاكرة اليمنية طوال هذه السنوات.

ويعود سبب هذا الحنين للبرنامج وفقا للأكاديمي اليمني، إلى "عدم قدرة الساحة اليمنية على أن تقدم شخصية على غرار شخصية مقدم البرنامج، ولا نسخة على غرار نسخة البرنامج، أو شبيهة له، بحيث تستأثر باهتمام الجمهور، ويحظى مقدمه بمكانة على غرار تلك التي حظي بها يحيى علاو -رحمه الله تعالى-، والنسخ التي حاولت محاكاتهما بدت باهتة".

وأشار أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة قطر إلى أن قصة نجاح برنامج "فرسان الميدان" تعود لأسباب عديدة، يمكن إجمالها -من وجهة نظري- في عبارة واحدة، وهي أن البرنامج كان "متعوبا عليه"، كما يقال.

وتابع : "ولنا أن نفصل في هذا كثيرا، بدءا من جدة شكل البرنامج، وحداثته في ذلك الوقت بالنسبة للإعلام اليمني، وبذل الجهد في إعداده، والحرص على تنوع فقراته، وتغطيته لكثير من المحافظات والمدن والقرى اليمنية، وتقديمه عددا من أوجه الثقافة اليمنية والتراث اليمني، والحرص على تطويره كل عام".

لكن الأكاديمي الشامي اعتبر أن "بساطة مقدم البرنامج (الراحل يحيى علاو) وقربه من نفسية الجمهور اليمني، كانا من أهم عوامل النجاح الكبير الذي أحرزه، بدليل بقائه في الذاكرة اليمنية حتى اليوم".

"جزء من طقوس رمضان "

من جانبه، قال الكاتب والصحفي اليمني، فهد سلطان : "الحقيقة أن برنامج فرسان الميدان يعد ذكرى جميلة، إذ كان هذا البرنامج جزءًا لا يتجزأ من طقوس شهر رمضان المبارك، وقد اعتاد اليمنيون على انتظاره بشغف كل عام.

وأضاف سلطان في حديثه لـ"عربي21" أن اليمنيين يستذكرون "فرسان الميدان" كتجربة استثنائية تركت بصمة عميقة في وجدانهم.

وأشار الكاتب اليمني إلى أن "البرنامج لم يكن مجرد مسابقة ترفيهية، بل كان نافذة مفتوحة على اليمن بكل تنوعها وجمالها".

وتابع: "كان يحيى علاو، بأسلوبه البسيط والكاريزمي، يأخذنا في جولة افتراضية عبر القرى النائية والمدن التاريخية، ليجعل كل مشاهد يشعر بأن البرنامج يخاطبه شخصيا".

ويرى سلطان أن هذا الحنين ليس مجرد شوق لبرنامج تلفزيوني، بل هو شوق لزمن كان فيه التلفاز يجمع العائلات، ويرسم البسمة على وجوه الكبار والصغار على حد سواء.

وقال أيضا إن برنامج "فرسان الميدان مرآة تعكس هوية اليمن، بجبالها وسهولها وتراثها العريق، ما جعله أكثر من مجرد برنامج، بل ذكرى حية ترتبط بأيام رمضان الجميلة".

ويكمن سر نجاح "فرسان الميدان" وفقا للكاتب والصحفي اليمني، فهد سلطان "في كونه البرنامج الأول من نوعه على شاشة التلفزيون اليمني، حيث إنه قدم فكرة جديدة ومبتكرة لم يألفها المشاهد من قبل"، مستدركا بأن النجاح لم يكن فقط في الفكرة، بل في الروح التي حملها يحيى علاو إلى الشاشة".

ولفت إلى أن يحيى علاو (معد ومقدم البرنامج) كان رجلاً مثقفًا، يمتلك حضورًا طاغيًا وأسلوبًا فكاهيًا سلسًا، يعرف كيف يطرح الأسئلة بطريقة تجمع بين البساطة والعمق، وكيف يتعامل مع الناس العاديين بلطف وذكاء.

وأردف قائلا: "كان علاو يتنقل بين القرى والأرياف، يكتشف شخصيات جديدة، ويسلط الضوء على أماكن لم تكن معروفة حتى لليمنيين أنفسهم، ليحول البرنامج إلى رحلة سياحية وثقافية ممتعة".

وختم حديثه بالقول أيضا: "لم يكن الأمر مجرد تقديم أسئلة ومسابقات، بل كان في قدرته على التواصل الحقيقي مع الناس، وفي صدقه وعفويته التي جعلت كل مشاهد يشعر بأنه جزء من التجربة".

وكان برنامج "فرسان الميدان" الذي كان يعده ويقدمه "علاو" عبارة عن برنامج مسابقات، يجوب مناطق اليمن المختلفة، ويبث على التلفزيون الرسمي، خلال شهر رمضان، قبل أن ينتقل للعرض في سنواته الأخيرة على قناة السعيدة الخاصة.

مقالات مشابهة

  • منع الاحتكار واستقرار الأسعار وتوافر السلع.. تفاصيل لقاء وزير التموين رئيسَ حماية المنافسة
  • وزير التموين: أسواق اليوم الواحد للسيطرة على الأسعار واستعددنا بشكل مكثف لشهر رمضان
  • وكيل تموين الأقصر يتفقد المخابز والسلاسل التجارية لمتابعة الأسعار.. صور
  • أحمد موسى: أسعار الخضروات تنخفض.. ومصر في مرحلة التعافي الاقتصادي
  • أحمد موسى: أسعار الخضروات تنخفض بفضل جهود الدولة
  • حنين اليمنيين يتجدد كل رمضان للراحل يحيى علاو وبرنامج ''فرسان الميدان''
  • حملات تموينية مكثفة ببورسعيد لضبط الأسواق ومواجهة غلا ء الأسعار
  • فى جولة مفاجئة.. محافظ القاهرة يتفقد سوق اليوم الواحد بحى طرة لمتابعة الأسعار وجودة المنتج
  • محافظ أسوان يتابع توافر السلع وضبط الأسعار عبر الفيديو كونفرانس بمركز السيطرة
  • اللحمة بـ 280.. أسعار اللحوم والأسماك بالوحدة المحلية في الوادي الجديد