بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الإثنين الموافق 11 مارس “الصوم الكبير” وذلك لمدة 55 يوماً، وينتهي الصيام بترأس البابا تواضروس الثاني، قداس عيد القيامة المجيد يوم السبت 4 مايو، لتحتفل الكنيسة بالعيد يوم الأحد 5 مايو.

الكنيسة القبطية الأرثوذكسيةالصوم الكبير 

وينقطع الأقباط خلال أيام الصوم الكبير عن الطعام من الساعة 12 ليلا وحتى غروب الشمس وانتهاء القداسات بالكنائس، وذلك فيما عدا أيام السبت والأحد والتي يمتنع فيها الصوم الانقطاعي، ثم يتناولون الطعام النباتي، وتبدأ القداسات في الكنيسة خلال الـ55 ظهرا.

ويعد الصوم الكبير من أصوام الدرجة الأولى والتي لا تسمح بها الكنيسة للأقباط بتناول الأسماك ويصام انقطاعي، وتضم أصوام الدرجة الأولى:

صوم يونان.الصوم الكبير.صوم يومي الجمعة والأربعاء.برمون عيد الميلاد والغطاس.

الصوم المقدس صامه السيد المسيح بنفسه

وفي وقت سابق قال قداسة البابا تواضروس: “إن أيام الصوم المقدس ممتعة وبنفرح فيها كلنا، وبتبقى موسم وزمن لتوبة الإنسان ونقاوة حياته، والصوم المقدس صامه السيد المسيح بنفسه، أربعين يومًا وأربعين ليلة، ونحن نشترك في هذا الصوم، والأسبوع الحالي بنسميه أسبوع الاستعداد، وهو مدخل جيد للصوم، وبعدها نصوم الأربعين يوم ثم نصوم أسبوع الآلام اللي بينتهي بعيد القيامة”. 

أقدس فترات السنة الكنسية

وأكد قداسة البابا أن فترة الصوم المقدس من أقدس فترات السنة الكنسية، حيث نصوم الأربعين يومًا المقدسة كما صامها السيد المسيح عنا، ونحن نصوم معه.

و يقول البابا لأهمية هذا الصوم نراه مرتبطًا بثلاثة أصوام أخرى هى :

صوم يونان : وهي بطول ثلاثة أيام، نصومها قبل الصوم الكبير بأسبوعين وهي على نفس الطقس من حيث الانقطاع والميطانيات metanoia والنبوات والقداسات المتأخرة، كما تنتهي أيضًا بفصح يونان (يوم الخميس) كمثال لعيد القيامة باعتبار أن يونان النبي هو الشخصية الوحيدة التي شبه المسيح نفسه بها.أسبوع الاستعداد : وهو الذي يسبق الأربعين المقدسة مباشرة، ونصومه تعويضًا عن السبوت التي تخلل فترة الأربعين يومًا ولا يجوز فيها الصوم الانقطاعي، وبذلك تكون الأربعين يومًا كاملة صومًا انقطاعيًا. أسبوع الآلام : وهو أقدس أصوام السنة كلها ويبدأ عقب جمعة ختام الصوم ويستمر ثمانية أيام، وبذلك تكتمل أيام الصوم الكبير كلها 55 يومًا، ويتخلل هذا الأسبوع أحد الشعانين وأيام البصخة وخميس العهد وجمعة الصلبوت وسبت النور، وينتهي بقداس عيد القيامة المجيد.البابا تواضروس تأمل في رحلة الصوم المقدس

وتأمل قداسته في رحلة الصوم المقدس يقول البابا:

أولًا: أحد الرفاع (مت 1:6-18) له ثلاث محاور: 

الصدقة أو الرحمة.الصلاة. الصوم.

ثانيًا: أحد الكنوز (مت 9:6-33) يقول البابا هناك ثلاث محاذير:

 لا تكنزا لكم كنوزًا على الأرض: والمقصود أن لا تكون تعلقات قلوبنا بالأرض بل بالسماء، لأن من أهداف الصوم زيادة اشتياقاتنا للملكوت بعيدًا عن تطلعات وشهوة العيون والشهرة والسلطان والجمال ومحبة الأرضيات. لا يقدر أحد أن يخدم سيدين: ليس من اللائق أن ننشغل عن مسيحنا القدوس بسيد آخر، مثل الذين سقطوا في المادية وعبادة المال ومحبته وكل شروره.لا تهتموا للغد: الاهتمامات الأرضية المستقبلية أحيانًا تفقد الإنسان سلامه، في حين أن الغد هو من يد الله. ولأنه كذلك فهذا يجعلنا دائمًا في طمأنينة.

ثالثًا: أحد التجربة (مت 1:4-11). 

تجربة الخبز أو الطعام أي لقمة العيش : وتعنى التشكيك في أبوة ورعاية الله ويكون السؤال: هل حياتي هي من الله أم من الطعام؟!تجربة العالم أو مجد العالم : وتعنى الوقوع في شهوة العيون والمجد الباطل واستعراض الإمكانيات والتباهي بما نملك.تجربة الغنى أو الطريق السهل : وهي الخضوع لجنون الغنى والطمع وحب المال، وهذا ما نسميه “تعظم المعيشة” وحب حياة الراحة الرخوة بلا تعب ولا اجتهاد.أحد التجربة 

رابعًا: أحد الابن الضال (لو 11:15-32) يقول قداسته ان هناك ثلاث اختيارات من هذه الضلالة الجديدة: 

 الآب المحب: حيث نقابل الأب المشتاق الذي يحترم إرادة الآخر (ابنه) ولا ييأس من خطئه ويتحنن عليه عندما يرجع ويقبل توبته. وهذا يمثل الإنسان الذي يقدر أن يسامح وينسى لأنه يحب.الابن التائب: وهو الابن الشاطر الذي رجع إلى نفسه وبإرادته وعاد إلى صوابه قبل أن ينجرف أكثر في خطاياه. وهو يمثل الإنسان الشجاع الذي اعترف بخطيته، وأخذ الخطوة العملية ليحتمي في بيت أبيه أي الكنيسة.الابن المتذمر: وهو الأخ الكبير الغضوب المتذمر من عودة أخيه الأصغر. وهو يمثل الإنسان الذي يعيش مغتربًا ومبتعدًا بكيانه حتى وإن كان يعيش بجسده في داخل بيت أبيه.أحد ابن الضال 

خامسًا: أحد السامرية (يو 1:4-42) يوقل قداسة البابا تواضروس هناك ثلاث مراحل:

مرحلة يهودى – سيد : في بداية مقابلتها مع المسيح لم تر فيه سوى أنه رجل “يهودي” الجنس وهي امرأة سامرية، وهناك عداء مستحكم بين الجنسين.. ولكن حلاوة كلام المسيح جعلتها تسترسل معه في الحوار، وخفت من حدتها إلى أسلوب أكثر رقة، ولذا نادته بلقب “سيد” كتعبير عن الاحترام والتوقير فقط. مرحلة نبى – مسيا : وعندما كشف سرها وخطيتها برقة بالغة رأت أنه “نبي”، ولذا انتهزت الفرصة لتسأل عن موضع السجود هل هو في أورشليم أم في السامرة؟‍ وعندما أجابها المسيح إجابة روحية خالصة لم تسمعها من قبل.. راجعت معلوماتها ورأت أنه المسيا. مرحلة المسيح – مخلص العالم : بعدما حضر التلاميذ تركت هي المسيح عائدة إلى مدينتها لتخبر أهلها عن هذه المقابلة العجيبة مع “المسيح”. وصارت كارزة تشهد بما سمعت ورأت وأحست، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. وبعد أن مكث المسيح يومين في مدينتهم.. أعلنت مع أهل مدينتها أن “هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم”.أحد السامرية 

سادسًا: أحد المخلع (الوحيد) (يو 1:5-18) ثلاث مشاهد

وحيد.. قبل المسيح: كان مهملًا متروكًا وحيدًا عبر سنوات طويلة، لم يجد من يمد له يد المعونة.. يمثل صورة الضيق والتعاسة وخيبة الأمل المتكررة وحالة العزلة عبر 38 سنة.. وقد عبر عن كل ذلك بعبارة غاية في الرقة “ليس لي إنسان” وبالرغم من أنه كان مطروحًا في ساحة بيت حسدا (وتعنى بيت الرحمة) إلا أنه كان يعانى من عدم الرحمة من كل الذين حوله، فهو بلا أمل، بلا صحبة، بلا رحمة.مخلع.. أمام المسيح: وعندما جاءه المسيح جاءته الرحمة، ولكن المسيح احترم إرادة المريض وسأله أولًا أتريد أن تبرأ؟ وهذا السؤال موجه لكل خاطئ يود التوبة كما أن حديث المسيح معه كان عن الشفاء وليس عن المرض وهكذا يبدو مسيحنا متحنن يشفق على شعبه ومجيئه هو مجيء الشفاء والفرح.صحيح.. بعد المسيح: ويسمع المريض أمر المسيح بالشفاء، فيقوم في الحال بإيمان وطاعة ويحمل سريره ويسير، وتتبدد مظاهر ضعفه ومرضه، وينطلق صحيحًا معافيًا.. ويتضح من مقابلته مع المسيح بعد واقعة شفائه أن خطيته كانت سبب مرضه، ويشجعه المسيح على أن يسلك بحذر من الخطية ونراه بعد ذلك يقدم شهادة قوية أمام اليهود.أحد المخلع

سابعًا: أحد المولود أعمى (يو 1:9-41) يقول البابا ثلاث مواقف :

موقف الفريسيين : بعد أن كان موقف الجيران كله حيرة وتعجب وعدم اكتراث بالموضوع، بدأ الفريسيون التحقيق مع هذا الإنسان ولكن كان تحقيقًا ظالمًا، ولقساوة قلوبهم لم يفهموا ولم يؤمنوا بالطبع، وحدث انشقاق بينهم.موقف الأبوين : لقد آمنا لأنهما أكثر الناس معرفة بابنهما ولكن خوفهما من اليهود منعهما من إعلان ذلك. فكانكلامهما فيه شيء من التحفظ. “هو كامل السن اسألوه فهو يتكلم عن نفسه”.موقف المريض نفسه : رغم أنه كان أعمى منذ ولادته وكان معرضًا لتعييرات الناس إلا أنه احتمل هذه التجربة الأليمة. وفي طاعة وخضوع وإيمان تمم أمر المسيح فيه، وبكل طهارة اللسان وشجاعة شهد للمسيح بلا خوف منشغلًا بنفسه دون النظر أو التطلع إلى أخطاء وخطايا الآخرين. “الخاطئ هو لست أعلم. إنما أعلم شيئًا واحدًا. أنى كنت أعمى والآن أبصر”. أحد المولود أعمى

وتصوم الكنيسة الصوم الكبير حيث يحمل معنى الفداء والشركة في آلام السيد المسيح، وتمتاز ألحانه بالخشوع والعمق، بحسب الاعتقاد المسيحي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصوم الكبير الكنيسة القبطية الارثوذكسية أيام الصوم الكبير البابا تواضروس البابا تواضروس السید المسیح الصوم الکبیر الأربعین یوم الصوم المقدس یقول البابا

إقرأ أيضاً:

السبت المقبل .. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تنظم احتفالية الصحافة والدوريات القبطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن المتروبوليت جيورجيوس مطران غينيا والمُعْتَمَد البطريركي في اليونان عن تنصيب المطران نيقوديموس متروبوليتًا على إبراشية نيجيريا وذلك تحت  بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا البابا ثيودروس، في كاتدرائية كنيسة قيامة الرب بمدينة لاغوس.

ونقل المتروبوليت جيورجيوس للمتروبوليت نيقوديموس تمنيات وبركات والمحبة الأبوية،  للبابا البطريرك ثيودروس الثاني، وذلك خلال القداس الالهي مؤكداً أنه أرسل إلى نيجيريا كاهناً عمل بجد إلى جانب البطريرك في الإسكندرية في أيام صعبة ولكنها مشرقة ومبدعة والذي عانى لسنوات عديدة مع الجماعة في ألمانيا وجنوب أفريقيا. وهو الآن في نيجيريا، سيعمل بنفس القدر من الجدية لقيادة الكنيسة الأرثوذكسية في أكبر دولة في أفريقيا وأكثرها اكتظاظًا بالسكان. ناصحًا له بالتركيز دائمًا على المؤمنين وتعليم الشباب. وتعليم الأطفال الصغار وبشكل عام احتياجات المجتمع المحلي وتحديات العصر. وشكر جميع الحاضرين، وتمنى للمتروبوليت الجديد كل التوفيق.

بعد ذلك، في كلمته شكر المتروبوليت الجديد غبطة البابا البطريرك ثيودوروس على الحب الذي أحاط به خلال سنوات خدمته في البطريركية قريبًا منه كسكرتير عام للمجمع المقدس وكأسقف مساعد لغبطته، وعلى الشرف الكبير لانتخابه مطرانًا على نيجيريا.

وأكد المطران الجديد في كلمته: "إنني لا آتي كمعلم لكم، بل كعامل في كرم المسيح، مكرس لحماية الاستمرارية الروحية وبناء الشعب الأرثوذكسي في نيجيريا. بإجلال عميق وإحساس بالواجب العالي، فأنا أخلف رئيسًا هرميًا ذا نطاق واسع، الطوباوي الذكر المطران ألكسندر، الذي كرّس حياته لإنشاء هذه الكاتدرائية والمركز التبشيري. كما أشكر أعضاء المجمع المقدس في بطريركية الإسكندرية الذين قبلوا بتصويتهم الكريم انتخابي".

حضر القداس الإلهي ومراسم التتويج رجال الدين من أبرشية نيجيريا، وممثل أبرشية الروم الكاثوليك في لاغوس ومن الطوائف الأخرى، و أناستاسيوس ليفنتيس المفوض السامي الفخري لجمهورية قبرص لدى نيجيريا.

وفي المساء، أقيم حفل استقبال للضيوف الرسميون ورجال دين وعائلة المتروبوليت في أحد الفنادق اللبنانية الأرثوذكسية المعروفة.

وقبل حفل الاستقبال تلقى المتروبوليت جيورجيوس تهاني ملك نيجيريا فريدريك أوباتيرو أكينرونتان، وأجرى معه محادثة استمرت بضع دقائق

 

 

 

 

 

 

 

449318934_1500297737229430_3621072315576950823_n 449514293_1500299587229245_4105060592702444231_n 449589023_1500300190562518_7955339067910590365_n 449627834_1500298390562698_1146467419337338148_n 449782057_1500298790562658_6582374980228602039_n 449819918_1500298517229352_3533990825513065713_n

مقالات مشابهة

  • تفاصيل اجتماع الأرثوذكس في كنيسة العذراء بالفكرية
  • الأنبا رافائيل يفتتح المؤتمر الروحي باجتماع "البابا اثناسيوس" في شبرا الخيمة
  • الذكرى الـ 21 على سيامة القس أرميا عبده.. غدا
  • البابا تواضروس يبدأ السيامة الكهنوتية لعدد من الكهنة بالإسكندرية
  • البابا تواضروس يهنئ أعضاء الحكومة الجديدة بأداء اليمين
  • الكنيسة الأرثوذكسية تهنئ الحكومة الجديدة: نصلي ليبارك الله عملهم
  • الليلة .. البابا تواضروس الثاني يلقي عظته الأسبوعية من كنيسة مارجرجس الشطبي
  • السبت المقبل .. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تنظم احتفالية الصحافة والدوريات القبطية
  • تجليس مطران نيجيريا الجديد، بطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا
  • العريس وبنو العرس.. أجواء من التنسك المفرح بصوم الآباء الرسل