قال الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه أمام الكونغرس إن الولايات المتحدة تقود الجهود الدولية لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وسأوجه الجيش الأميركي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف موقت في البحر المتوسط على ساحل غزة يمكنه استقبال السفن الكبيرة التي تحمل الغذاء والماء والدواء والملاجئ الموقتة، ولن تكون هناك قوات أميركية على الأرض.



يبدو أن الولايات المتحدة تحاول إخراج الكيان الإسرائيلي من رمال غزة المتحركة بهذا الرصيف المائي العائم. وأتى هذا الطرح بحسب الباحث السياسي والنائب السابق في مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي، بعد ثبات المقاومة الفلسطينية على مواقفها للوصول للأهداف الكاملة لعملية "طوفان الأقصى" وتجاوزها إلى حد ما الأفخاخ السياسية التي وضعت على طاولة المفاوضات في باريس والقاهرة والهدف منها تحصيل مكاسب للعدو لم يستطع أن يحققها في الميدان، ومع ازدياد الحرج الأميركي من مواقف الحكومة الإسرائيلية المتعنتة والراغبة في توسيع الحرب في الشرق الاوسط، والذي بدأت انعكاساته على الانتخابات الأميركية، ومع انسداد الأفق العسكرية والسياسية أمام حكومة بنيامين نتنياهو.

الرصيف الموقت، هو فكرة قديمة تم طرحها، وفق الحاج علي، من قبل الجانب الأميركي لترحيل قيادات المقاومة في فلسطين عبر ممر مائي إلى قبرص، إلى ميناء لارنكا تحديداً، ومنه إلى أوروبا لإفراغ فلسطين من مقاومتها واليوم تجد فيه واشنطن عدة أهداف .

من المنطق القول، بحسب مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات حسان القطب، إن استخدام الممرات البرية لتقديم وتأمين المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب أكثر جدوى وجدية، ولكن التعقيدات الإسرائيلية التي عرقلت وصول المساعدات للفلسطينيين في غزة، دفعت كل الدول إلى التفكير بطريقة مناسبة لإيصال الدعم فكان إلقاء المساعدات عبر المظلات من الجو، مروراً بالإعلان عن خط بحري من قبرص إلى قطاع غزة.. وصولاً إلى إطلاق الولايات المتحدة مشروعها بإقامة مرفأ مؤقت لتأمين المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها للنازحين والمهجرين والمتضررين والمحاصرين من أبناء قطاع غزة الفلسطينيين.

ويبدي القطب بعض الملاحظات والتساؤلات حول الرصيف الموقت وهي:

1- كيف لا يمكن للولايات المتحدة إجبار إسرائيل على تسهيل مرور المساعدات عبر المعابر الحدودية البرية مع مصر ومع إسرائيل نفسها نحو قطاع غزة، وهي تلعب دوراً أساسياً ومحورياً في هذه الحرب المفروضة على الشعب الفلسطيني في غزة.. وماذا عن المساعدات العسكرية الأميركية وغيرها التي تتدفق إلى تل أبيب من مختلف المطارات والمعابر..هذا فضلاً عن الفيتو الأميركي الحاضر باستمرار ولأكثر من مرة لحماية إسرائيل من أية إدانة أو من إجبارها على وقف اطلاق النار..

2- لا يمكن فهم عرقلة إسرائيل لمرور المساعدات عبر المعابر البرية طوال المرحلة الماضية والمستمر إلى الان..إلا تمهيداً وتحضيراً لهذا المشروع الأميركي – الإسرائيلي بإقامة هذا المرفأ والذي قد يتحول إلى معبر بحري..خاصة وأن المرفأ المؤقت وبحسب البيان الأميركي يلزمه ما بين 50-60 يوم لإنجازه... وهذا يعني أن غزة ستكون أمام مرحلة حصار صعبة لشهرين قادمين..

3- إن هذا المرفأ المؤقت، سوف يكون قاعدة أميركية، في البحر المتوسط، والوجود البحري الأميركي لحماية رأس الجسر هذا سوف بمثابة مظلة حماية لأمن إسرائيل أيضاً.

وعليه، فإن وجود هذا المرفأ بإدارة أميركية – إسرائيلية مشتركة.. قد يدفع إسرائيل، بحسب القطب، إلى إغلاق المعابر البرية بحيث تتحكم بحركة الخروج كما الدخول إلى قطاع غزة وبالتالي مباشرة حملة اعتقالات وفرض عقوبات على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. وقد يكون هذا المرفأ معبر خروجا بدون عودة.. أي معبر تهجير للشعب الفلسطيني من قطاع غزة..

يحمل الممر، بحسب الحاج علي، أهدافاً انتخابية تخدم الرئيس بايدن بالدرجة الأولى، من خلال استثمار ذلك في الداخل الأميركي الذي بدأ ينتفض في وجه دعم بايدن المطلق لإسرائيل، لذلك تريد واشنطن حلاً أميركياً صرف من دون تدخل أي طرف سواء كان مصرياً او قطرياً.

هذا الرصيف سيعطي مبرراً قانونياً أمام العالم لوجود قوات أميركية على الأرض، يقول الحاج علي، خاصة وأن الجهة المشرفة على بنائه ستكون كتائب الهندسة في الجيش الأميركي، يعني وجود قوات أميركية بشكل شرعي على أرض غزة وهذه القوات أي الهندسة هي بحاجة لقوات لحمايتها أيضا، ومنظومات دفاع جوي لحمايتها من صواريخ المقاومة ، وبالتالي احتلال أجزاء واسعة من القطاع بحجة بناء الرصيف، هذا فضلا عن أن إسرائيل ستطالب بحقها في تفتيش كل ما يدخل غزة، وفكرة تفتيش السفن في ميناء أسدود لن تعتبر فكرة جيدة لها وبالتالي ستطالب بوجود قوات لها في ميناء غزة وبالتالي تكريس احتلالها لوسط القطاع .

سيخدم هذا الرصيف، وفق الحاج علي، فكرة حكومة نتنياهو في تهجير الفلسطينيين حيث سيرفع الحرج عن مصر بإلغاء فكرة تهجيرهم لسيناء وسيكون الممر الوحيد لخروج الفلسطينيين نحو البحر ومنه لأرض الشتات في أوروبا، وتكون حكومة نتنياهو بذلك قد حققت غايتها وحافظت على وجودها ولو بشكل مؤقت .

لا يعتقد الحاج علي، أن المقاومة ستقوم باستهداف هذا المشروع، لأن ضرب أي قوات أميركية في غزة سيفتح النار أكثر عليها، وسوف تتهم أنها هي من تمنع المساعدات من الوصول للشعب الفلسطيني الذي يواجه مجاعة غير مسبوقة، ولكن باعتقاده ان قيادة المقاومة ستمنع مشروع التهجير من خلال نقل مسرح العمليات العسكرية للشريط الساحلي .

هذا الميناء على المستوى الاستراتيجي، سيشكل، وفق قراءة الحاج علي، موطئ قدم للأميركيين بشكل كبير في شرق المتوسط بالقرب من القواعد العسكرية الروسية في مدينتي اللاذقية وطرطوس، وخاصة طرطوس التي تعتبر محطة مهمة تستريح فيها غواصات روسيا النووية في شرق المتوسط، بناء على الاتفاقيات مع سوريا، وتستطيع فيما بعد دعم قواعد الأسطول السادس في قبرص في محاولة لتطويق القواعد الروسية، والتشويش على عمليات استخراج الغاز في كل من سورية ولبنان . المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قوات أمیرکیة الحاج علی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: إسرائيل ماضية في استراتيجيتها التوسعية وتهجير الفلسطينيين من غزة

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة وتصريحات وزير الدفاع بشأن الاستيلاء على أراضٍ إضافية تدل على نية الاحتلال الاستمرار في استراتيجيته التوسعية في غزة.

أطول تعليق منذ أكتوبر 2023 | ومليون شخص معرض للخطر في غزة لهذا السببمدير بروكسل الدولي للبحوث: سكان غزة باتوا محصورين في مناطق جغرافية صغيرةعالم لا يوجد به عدل.. راغب علامة يتحدث عن المشاهد المؤلمة فى غزةموقف مصري إسباني مشترك بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

أوضح الرقب، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية رغدة أبو ليلة، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه لا فرق بين الفرقة 36 أو فرقة كفير أو الفرقة 996، فجميع الفرق العسكرية الإسرائيلية تتبنى عقيدة قتالية واحدة، مستندة إلى فكر ديني متطرف يمنح الجنود الإسرائيليين "تصريحات دينية" لقتل الفلسطينيين، وكأنهم يعودون إلى مفهوم "صكوك الغفران"، بحيث يصبح قتل الفلسطينيين وسيلة لدخول الجنة وفق معتقداتهم.

أشار الرقب إلى أن إقرار الكنيست الإسرائيلي للموازنة الأخيرة يعني أن حكومة نتنياهو ستستمر حتى نوفمبر 2026، مما يمنحها الاستقرار اللازم لمواصلة تنفيذ سياساتها العدوانية، مضيفًا أن الأمر الأخطر هو تقرير "الشاباك"، الذي كشف أن عناصر من اليمين المتطرف الذين كانوا ممنوعين من ممارسة العمل السياسي باتوا الآن داخل الجيش الإسرائيلي ومؤسسات الأمن، مما يعزز من طبيعة التطرف داخل المؤسسة العسكرية.

أكد الرقب أن وزير التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي، رون ديرمر، سيتوجه إلى واشنطن لبحث خطة احتلال قطاع غزة بشكل كامل، وفق ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، مضيفًا أن إسرائيل جادة في مشروع تهجير الفلسطينيين، وتعمل على تنفيذ مخططات استيطانية داخل القطاع.

مقالات مشابهة

  • قصف إسرائيلي مستمر على غزة وتحذيرات من مجاعة بسبب الحصار
  • الأغذية العالمي : سكان غزة يواجهون خطر الجوع الحاد
  • تحذير أممي من الجوع في غزة والأونروا تدعو لإعادة فتح المعابر
  • برنامج الأغذية العالمي: مئات الآلاف في غزة يواجهون خطر الجوع الحاد
  • العيد في غزة.. تداعيات كارثية وأزمة إنسانية بسبب العدوان وإغلاق المعابر
  • استئناف الحرب على غزة.. هل بدأت إسرائيل في احتلال القطاع وتهجير سكانه؟
  • غزة على شفا كارثة إنسانية.. جوع ونزوح وانهيار صحي وشهادات على حجم المأساة
  • الإعلام الحكومي في غزة: إغلاق المعابر يدفع نحو كارثة غير مسبوقة
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تستغل الدعم الأمريكي لإطالة الحرب وتهجير الفلسطينيين
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل ماضية في استراتيجيتها التوسعية وتهجير الفلسطينيين من غزة