الرصيف الأميركي الموقت.. إغلاق المعابر البرية وتهجير لفسلطينيي غزة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
قال الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه أمام الكونغرس إن الولايات المتحدة تقود الجهود الدولية لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وسأوجه الجيش الأميركي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف موقت في البحر المتوسط على ساحل غزة يمكنه استقبال السفن الكبيرة التي تحمل الغذاء والماء والدواء والملاجئ الموقتة، ولن تكون هناك قوات أميركية على الأرض.
يبدو أن الولايات المتحدة تحاول إخراج الكيان الإسرائيلي من رمال غزة المتحركة بهذا الرصيف المائي العائم. وأتى هذا الطرح بحسب الباحث السياسي والنائب السابق في مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي، بعد ثبات المقاومة الفلسطينية على مواقفها للوصول للأهداف الكاملة لعملية "طوفان الأقصى" وتجاوزها إلى حد ما الأفخاخ السياسية التي وضعت على طاولة المفاوضات في باريس والقاهرة والهدف منها تحصيل مكاسب للعدو لم يستطع أن يحققها في الميدان، ومع ازدياد الحرج الأميركي من مواقف الحكومة الإسرائيلية المتعنتة والراغبة في توسيع الحرب في الشرق الاوسط، والذي بدأت انعكاساته على الانتخابات الأميركية، ومع انسداد الأفق العسكرية والسياسية أمام حكومة بنيامين نتنياهو.
الرصيف الموقت، هو فكرة قديمة تم طرحها، وفق الحاج علي، من قبل الجانب الأميركي لترحيل قيادات المقاومة في فلسطين عبر ممر مائي إلى قبرص، إلى ميناء لارنكا تحديداً، ومنه إلى أوروبا لإفراغ فلسطين من مقاومتها واليوم تجد فيه واشنطن عدة أهداف .
من المنطق القول، بحسب مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات حسان القطب، إن استخدام الممرات البرية لتقديم وتأمين المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب أكثر جدوى وجدية، ولكن التعقيدات الإسرائيلية التي عرقلت وصول المساعدات للفلسطينيين في غزة، دفعت كل الدول إلى التفكير بطريقة مناسبة لإيصال الدعم فكان إلقاء المساعدات عبر المظلات من الجو، مروراً بالإعلان عن خط بحري من قبرص إلى قطاع غزة.. وصولاً إلى إطلاق الولايات المتحدة مشروعها بإقامة مرفأ مؤقت لتأمين المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها للنازحين والمهجرين والمتضررين والمحاصرين من أبناء قطاع غزة الفلسطينيين.
ويبدي القطب بعض الملاحظات والتساؤلات حول الرصيف الموقت وهي:
1- كيف لا يمكن للولايات المتحدة إجبار إسرائيل على تسهيل مرور المساعدات عبر المعابر الحدودية البرية مع مصر ومع إسرائيل نفسها نحو قطاع غزة، وهي تلعب دوراً أساسياً ومحورياً في هذه الحرب المفروضة على الشعب الفلسطيني في غزة.. وماذا عن المساعدات العسكرية الأميركية وغيرها التي تتدفق إلى تل أبيب من مختلف المطارات والمعابر..هذا فضلاً عن الفيتو الأميركي الحاضر باستمرار ولأكثر من مرة لحماية إسرائيل من أية إدانة أو من إجبارها على وقف اطلاق النار..
2- لا يمكن فهم عرقلة إسرائيل لمرور المساعدات عبر المعابر البرية طوال المرحلة الماضية والمستمر إلى الان..إلا تمهيداً وتحضيراً لهذا المشروع الأميركي – الإسرائيلي بإقامة هذا المرفأ والذي قد يتحول إلى معبر بحري..خاصة وأن المرفأ المؤقت وبحسب البيان الأميركي يلزمه ما بين 50-60 يوم لإنجازه... وهذا يعني أن غزة ستكون أمام مرحلة حصار صعبة لشهرين قادمين..
3- إن هذا المرفأ المؤقت، سوف يكون قاعدة أميركية، في البحر المتوسط، والوجود البحري الأميركي لحماية رأس الجسر هذا سوف بمثابة مظلة حماية لأمن إسرائيل أيضاً.
وعليه، فإن وجود هذا المرفأ بإدارة أميركية – إسرائيلية مشتركة.. قد يدفع إسرائيل، بحسب القطب، إلى إغلاق المعابر البرية بحيث تتحكم بحركة الخروج كما الدخول إلى قطاع غزة وبالتالي مباشرة حملة اعتقالات وفرض عقوبات على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. وقد يكون هذا المرفأ معبر خروجا بدون عودة.. أي معبر تهجير للشعب الفلسطيني من قطاع غزة..
يحمل الممر، بحسب الحاج علي، أهدافاً انتخابية تخدم الرئيس بايدن بالدرجة الأولى، من خلال استثمار ذلك في الداخل الأميركي الذي بدأ ينتفض في وجه دعم بايدن المطلق لإسرائيل، لذلك تريد واشنطن حلاً أميركياً صرف من دون تدخل أي طرف سواء كان مصرياً او قطرياً.
هذا الرصيف سيعطي مبرراً قانونياً أمام العالم لوجود قوات أميركية على الأرض، يقول الحاج علي، خاصة وأن الجهة المشرفة على بنائه ستكون كتائب الهندسة في الجيش الأميركي، يعني وجود قوات أميركية بشكل شرعي على أرض غزة وهذه القوات أي الهندسة هي بحاجة لقوات لحمايتها أيضا، ومنظومات دفاع جوي لحمايتها من صواريخ المقاومة ، وبالتالي احتلال أجزاء واسعة من القطاع بحجة بناء الرصيف، هذا فضلا عن أن إسرائيل ستطالب بحقها في تفتيش كل ما يدخل غزة، وفكرة تفتيش السفن في ميناء أسدود لن تعتبر فكرة جيدة لها وبالتالي ستطالب بوجود قوات لها في ميناء غزة وبالتالي تكريس احتلالها لوسط القطاع .
سيخدم هذا الرصيف، وفق الحاج علي، فكرة حكومة نتنياهو في تهجير الفلسطينيين حيث سيرفع الحرج عن مصر بإلغاء فكرة تهجيرهم لسيناء وسيكون الممر الوحيد لخروج الفلسطينيين نحو البحر ومنه لأرض الشتات في أوروبا، وتكون حكومة نتنياهو بذلك قد حققت غايتها وحافظت على وجودها ولو بشكل مؤقت .
لا يعتقد الحاج علي، أن المقاومة ستقوم باستهداف هذا المشروع، لأن ضرب أي قوات أميركية في غزة سيفتح النار أكثر عليها، وسوف تتهم أنها هي من تمنع المساعدات من الوصول للشعب الفلسطيني الذي يواجه مجاعة غير مسبوقة، ولكن باعتقاده ان قيادة المقاومة ستمنع مشروع التهجير من خلال نقل مسرح العمليات العسكرية للشريط الساحلي .
هذا الميناء على المستوى الاستراتيجي، سيشكل، وفق قراءة الحاج علي، موطئ قدم للأميركيين بشكل كبير في شرق المتوسط بالقرب من القواعد العسكرية الروسية في مدينتي اللاذقية وطرطوس، وخاصة طرطوس التي تعتبر محطة مهمة تستريح فيها غواصات روسيا النووية في شرق المتوسط، بناء على الاتفاقيات مع سوريا، وتستطيع فيما بعد دعم قواعد الأسطول السادس في قبرص في محاولة لتطويق القواعد الروسية، والتشويش على عمليات استخراج الغاز في كل من سورية ولبنان . المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قوات أمیرکیة الحاج علی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
شاهد.. احتشاد كبير في أيرلندا ابتهاجًا بإغلاق سفارة إسرائيل
دبلن- الوكالات
احتشد آلاف الأشخاص في دبلن ابتهاجا بقرار إسرائيل إغلاق سفارتها في جمهورية أيرلندا.
وتجمع الحشد في قاعة كبيرة في دبلن، ولوح المشاركون في الاحتفال بأعلام فلسطين وأيرلندا.
ونشر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للاحتفال الذي حضره أفراد من الجالية العربية والمسلمة.
كما تجمع أيرلنديون أمام السفارة الإسرائيلية أثناء إنزال العلم الإسرائيلي تمهيدا لإغلاق المقر.
فرحة الإيرلنديين بعد قرار إغلاق السفارة الإسرائيلية في دبلن على خلفية الخلاف بين إيرلندا وإسرائيل حول الحرب على غزة ???????? pic.twitter.com/IuvkmOvZRG
— بريطانيا بالعربي???????? (@TheUKAr) December 19, 2024وكان وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر أعلن قبل أسبوع أن تل أبيب ستغلق سفارتها في دبلن في ضوء ما سماها "السياسات المتطرفة المناهضة لإسرائيل التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية"، مشيرا إلى الاعتراف بدولة فلسطينية ودعم تحرك قانوني ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.
ونددت أيرلندا باتهام إسرائيل لها بمعاداة السامية، وأكدت أنها مؤيدة للسلام وحقوق الإنسان والقانون الدولي.
وقال رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس قبل أيام إن إسرائيل لن تستطيع إسكات بلاده لانتقادها الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووصف قرار إغلاق السفارة بـ"دبلوماسية تشتيت الانتباه".
ومنذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، صدرت عدة تصريحات رسمية من دبلن تندد بالهجمات الإسرائيلية على المدنيين في القطاع، وعلى المستوى الشعبي شهدت أيرلندا مظاهرات وفعاليات كثيرة داعمة للشعب الفلسطيني ومطالبة بوقف الحرب.
وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت أيرلندا وإسبانيا والنرويج الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية.