ليالي رمضان في تونس.. طقوس وعادات وروحانيات عطرة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
أشرقت شمس شهر رمضان بنور الإيمان، حاملة نسائم الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، ذلك الشهر الكريم الذي يحتفي به المسلمون حول العالم، ولتونس طابع يميزها من الأجواء الروحانية والعادات والتقاليد التي يتوارثها الأجيال.
وبحلول الشهر الكريم، تجد الشوارع التونسية وخاصة في المدينة العتيقة مزدانة بالفوانيس والأضواء احتفالا بالشهر الكريم، كما تتزين المساجد استعدادا لاستقبال عمار بيت الله الذين يحرصون على أداء صلاة التراويح وختم القرآن الكريم والاستماع للخطب الدينية التي تهدف إلى نشر قيم ومبادىء الدين الإسلامي الصحيح المتمثلة في الاعتدال والوسطية والرحمة.
وألتقت موفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى تونس بعدد من المواطنين الذين تحدثوا عن العادات والتقاليد التونسية في شهر رمضان، حيث قالت المواطنة التونسية ضحى الطليق إن العائلات التونسية تحرص على التزوار خلال رمضان لتلتف الأسر حول مائدة الإفطار والتي تضم أشهى الأكلات التونسية كالبريك والكسكسي وحساء الفريك وذلك وسط أجواء من الفرحة والبهجة تضفي رونقا خاصا على هذا الشهر الكريم.
وأكدت أنه على الرغم من أن الاحتفال بالشهر الكريم يختلف من ولاية إلى أخرى إلا أن العادات الأساسية تظل ثابتة عند أغلب الشعب التونسي، مشيرة إلى أن من العادات الرمضانية الأساسية لدى جميع التونسيات شراء أدوات مائدة جديدة احتفالا بالشهر الكريم.
وأضافت أن الموائد الرمضانية لا تخلو من أكلة البريكة كما لا تنقطع الحلويات كالبيسيسة واذنين القاضي من البيوت التونسية، مشيرة إلى أن جزيرة جربة لها عاداتها التي تشتهر بها بالنسبة للأطفال الذين يصومون للمرة الأولى حيث تستقبلهم عائلة كل يوم خلال الشهر الكريم للإفطار لديها للتعبير عن فرحتهم بهم، كما يتم توزيع الهدايا على الأطفال لتشجعيهم على الصيام.
وأشارت الطليق إلى أن من العادات والتقاليد لدى الشعب التونسي إقامة حفلات الخطوبة خلال شهر رمضان المعظم بهدف مباركة الزواج.
من جانبه، قال المواطن التونسي محمد المهدي إن شهر رمضان هو شهر الرحمة والتزوار والتسامح، لذلك فإنه خلال الشهر الكريم لا تنقطع الزيارات بين العائلات على الرغم من ضغوط العمل والحياة.
وأضاف أن صلاة التراويح كانت في الماضي تقتصر على الرجال في المساجد إلا أنه مع التطور وزيادة عدد المساجد أصبحت التونسيات حريصات على أداء صلاة التراويح في المساجد لما فيها من أجواء روحانية عطرة.
وأشار المهدي الى أن المساجد في تونس تتزين في رمضان وتستعد لاستقبال المصلين، مؤكدا أن القرآن يتلى في جميع مساجد تونس في الشهر الكريم دون توقف، لافتا إلى أن التونسيين يحرصون على صلاة التراويح وخاصة في ليلة الـ27 من شهر رمضان في مسجد عقبة بن نافع بمدينة القيروان التي تعتبر أول مدينة إسلامية في تونس.
ولفت المهدي إلى أن من عادات الشباب التونسي خلال شهر رمضان لعب كرة القدم في شوارع تونس قبل الإفطار، وأما عقب الإفطار فيقصدون المقاهي لمواصلة السهرة الرمضانية.
ومع تعدد مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم في تونس الخضراء يظل رمضان رحلة روحانية فريدة للتأمل والتدبر والتفكر وتعزيز مشاعر التراحم والتكافل بين أفراد المجتمع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شهر رمضان عمار بيت الله بالشهر الکریم صلاة التراویح الشهر الکریم شهر رمضان فی تونس إلى أن
إقرأ أيضاً:
في مصر القديمة.. طقوس اجتماعية عريقة لعروس الفراعنة
أكد عالم المصريات والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار المصرية، الدكتور مصطفى وزيري، إن مصر القديمة عرفت الكثير من الطقوس التي ارتبطت بالزفاف، والتي أبرزت مدى اهتمام المصري القديم بأهمية الزواج وحرصه على الحفاظ على التقاليد الإجتماعية التي توارثها الأبناء عن الأجداد والآباء.
وأضاف، أن طقوس تجهيز العروس التي عرفها ومارسها قددماء المصريين، "عكست القيم والتقاليد الإجتماعية العريقة التي اتسمت بها الحضارة المصرية على مدار آلاف السنين، وأظهرت مدى الاهتمام بتألق العروس وجمالها في يوم زفافها".
ولفت إلى أن العروس في مصر القديمة، كانت تمثل جزءا مهما من الثقافة والتقاليد الاجتماعية، وكانت هذه العمليات تتضمن العديد من الطقوس والمراسم التي كانت تهدف إلى توثيق العلاقة بين العروسين وضمان نجاح الزواج واستمراره.وعن تلك الطقوس والمراسم التي كانت تجري لتجهيز العروس قبل زفافها، حيث كانت العروس تخضع لعدة تحضيرات جسدية، مثل تنظيف بشرتها وتجميلها باستخدام الزيوت العطرية والأعشاب الطبيعية.
وأضاف كان قدماء المصريين يحرصون على إعداد لباس العروس الذي كان يتميز بالألوان الزاهية والتطريزات الفاخرة، وكانت العروس ترتدي فساتين طويلة ومزينة بالذهب والأحجار الكريمة، مما يعكس ثراء وجمال الحضارة المصرية.
وأوضح عالم المصريات أن العروس كانت تتزين بالمجوهرات الثمينة من الذهب والأحجار الكريمة، وكانت تضع أساور وخواتم وقلائد تعكس أناقتها وثراء عائلتها.
وبيَن أن العروس كانت تهتم بجمالها ونضارة بشرتها، ولذلك كانت تستخدم مستحضرات تجميلية طبيعية مثل الكحل والحناء لتحسين مظهرها وجاذبيتها.
وختم وزيري أن طقوس ومراسم الزفاف كانت تجرى قبل وأثناء حفل العرس، وكانت تتضمن الرقص والغناء وتجهيز الأطعمة الشهية، وغير ذلك من الطقوس التي كانت تعكس مشاعر الفرح، وكان من المعتاد تبادل الهدايا بين عائلة العروسين كرمز للمودة والتعاون والتضامن بينهما.