روحانيات شهر رمضان المبارك التى تهل مع بدء نسمات الليلة الأولى للشهر الكريم، تحمل فى طياتها الخير للكثير من الأهالى والأنشطة التجارية التى ترتبط بموسم رمضان، من ضمنها مطابع قديمة لا تجاوز أصابع اليد الواحدة بمحافظة قنا ، تراكمت عليها أكوام التراب، لتأخرها عن مواكبة التطورات الحديثة، أو إصرار أصحابها على العيش فى جلباب الماضى القديم، الذى يمثل لهم قيمة لا تعوضها أى مكاسب مادية.


قبلة الحياة تعود للمطابع نتيجة إقبال الكثير من الأهالى على تجليد وتغليف المصاحف، للحفاظ عليها من التلف، نتيجة الاستخدام المتكرر واليومى للمصاحف، من قبل كافة أفراد الأسرة، ما يعد فرصة ذهبية للمطابع التى تعانى الركود، لفتح أبوابها على مصراعيها أمام زبائنها، لتعويض فترة الركود وتحقيق عائد مادى يساهم فى بقائها على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة.


المطابع القديمة تحولت لـ ديكور
 

المطابع القديمة بقنا، مضى على بعضها أكثر من نصف قرن من الزمان، وبعضها قارب مائة عام، لكنها بعدما كانت ملء السمع والبصر، تحولت إلى ما يشبه قطع الديكور التى تزين الشوارع والحارات القديمة، بعدما انقطعت عنها الأرجل، إلا من قلة قليلة، وتحولت إلى المطابع الحديثة التى تعتمد على تقنيات تكنولوجية غير تقليدية فى الطباعة.

 

بالأسماء.. جامعة جنوب الوادي تعلن الفائزين بالجوائز التشجيعية وأحسن عمل مؤلف ومترجم طلاب وطالبات الدفعة العاشرة بطب قنا يحتفلون بتخرجهم عقب أداء قسم الولاء


تجليد الكتب وعلى رأسها المصاحف وبعدها الرسائل الجامعية، تكاد تكون الأمل الوحيد لبقاء المطابع القديمة، كونها مازالت تعتمد على خامات ومواد عتيقة، لا تستطيع التقنيات الحديثة أن تنافسها فيها، فتجليد الكتب والمصاحف فى مطبعة قديمة، يعطى فترة صلاحية ضد التلف قد تمتد لعقود طويلة، نتيجة متانة المواد اللاصقة والأغلفة المستخدمة.


أحب التغليف والتجليد 
 

قال عبدالرحيم محمد نور الدين،" صاحب مطبعة قديمة بقنا"، أحلت للمعاش عام 2018 بعد بلوغى السن القانونى، ما جعلنى أتواجد بشكل دائم فى مطبعتى القديمة التى يرجع عمرها لأكثر من 80 عاماً، ما يجعل المطبعة هى كل حياتى، فأنا بجانب عملى الحكومى فى الأوقاف قبل المعاش، لا أجيد سوى عمل المطبعة، بدءاً من صف الحروف على الماكينات الروسية والألمانية قديماً وانتهاءاً بتغليف المصاحف والكتب حديثاً.


وتابع نورالدين، رغم اتقانى للكثير من المهام داخل المطبعة والتى ورثتها عن والدى رحمة الله عليه، إلا أننى أحببت التغليف والتجليد، دوناً عن بقية المهام الأخرى، لذلك أحاول أن أبذل ما بوسعى للحفاظ على هذا التخصص، لضمان بقاء مطبعتى مفتوحة، كما كانت على مدار العقود الماضية، فالتطور التكنولوجى، الذى طرق أبواب الكثير من المهن والمجالات لم يترك لنا مجال للمنافسة.


التقنيات الحديثة قتلت المطابع القديمة


وأشار صاحب المطبعة، إلى أن العمل فى المطابع تغير تماماً عن الفترات السابقة، فالمطابع القديمة لم تعد مقصداً لمن يريد العمل، كما كانت من قبل تعج بالعمال والفنيين، والمطابع الجديدة أصبحت تعتمد على الآلات الحديثة التى أدت للاستغناء عن الكثير من المهام التى يؤديها أكثر من عامل، فضلاً عن عدم رغبة الشباب العمل فى التغليف والتجليد الذى يحتاج إلى صبر وإتقان شديد مقابل حفنة قليلة من الجنيهات.


وأوضح نورالدين، بأن محافظة قنا بالكامل لم يكن يوجد بها إلا مطبعة واحدة فى البداية وبعدها فتحت مطبعة وأخرى، لكن سرعان ما ظهرت التقنيات التكنولوجية الحديثة، التى تسببت فى إغلاق الكثير منها، وظهور المطابع الحديثة التى تعتمد على الكمبيوتر والماكينات السريعة، وتحولت مطابعنا إلى جزء من تراث قنا، يعرفنا ويقصدنا كبار السن أو الباحثين عن خامات عتيقة ومميزة لتجليد كتبهم وأبحاثهم.

 

تغليف المصاحف ليس أمراً يسيراً


وأضاف نورالدين، حلول شهر رمضان المبارك دائماً يأتى بالخير للجميع، فمع اقتراب أيام الشهر الفضيل يبدأ يهل علينا الكثير من الباحثين عن تغليف وتجليد للمصاحف القديمة أو الجديدة، للحفاظ عليها من التلف، وهو أمر ليس بالهين أو اليسير، فلا يمكن أن أغلف أكثر من 4 مصاحف أو كتب فى اليوم الواحد، نظراً لاحتياج هذا الأمر لدقة وتركيز شديد حتى يخرج بالشكل اللائق الذى اعتدنا عليه طوال حياتنا.


 

مطبعة قديمة بقنا 0_٢٠٢٣٠٣٢١_٢٠١٣٤٩_١١١١١٣ 0_٢٠٢٣٠٣٢١_٢٠٥٩٤٨_١١١١٠٤ 0_٢٠٢٣٠٣٢١_٢٠٥٩٤٧_١١١١٠٨ 0_٢٠٢٣٠٣٢١_٢٠١٣٤٢_١١١١١٤ 0_٢٠٢٣٠٣٢١_٢٠١٣٢٠_١١١١١٦ 0_٢٠٢٣٠٣٢١_٢٠١٣١٨_١١١١١٧ 0_٢٠٢٣٠٣٢١_٢٠١٢٤٣_١١١١٢١ 0_٢٠٢٣٠٣٢١_٢٠١٢٠٠_١١١١٢٢ 0_٢٠٢٣٠٣٢١_٢٠١٠١٣_١١١١٢٣ 0_٢٠٢٣٠٣٢١_٢٠٠٩٢٦_١١١١٢٧

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قنا المصاحف شهر رمضان المبارك قبلة الحياة التقنيات الحديثة

إقرأ أيضاً:

أغنية: الليبيون طيبون وباستطاعتهم تحقيق الكثير من التوافق

أكد الباحث السياسي، عبد العزيز أغنية، أن الليبيين طيبون وباستطاعتهم أن يحققوا الكثير من التوافق إذا أرادوا ذلك، خاصة أننا أصبحنا نرى مؤخرا تغييرا في آراء بعض الأطراف بين ليلة وضحاها.

وقال أغنية، في تصريحات لموقع «أصوات مغاربية»: “اتفاق إنهاء أزمة المصرف المركزي تجربة رائدة، وأنانية الأطراف الليبية تعيق الحوار في كثير من المرات، فالاتفاق تجربة رائدة يمكن استثمارها والبناء عليها لتعزيز المفاوضات بشأن باقي المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية”.

وأضاف “أنانية الأطراف الليبية تعيق في كثير من المرات الحوار لانعدام الثقة بين الأجسام المتصارعة، وأنانية البعض هي ما يعرقل المفاوضات بشأن باقي المؤسسات السياسية والأمنية، وقد تم إيجاد مخرج لأزمة المصرف لارتباط تداعياتها بسوق الطاقة الدولي، بينما المفاوضات بشأن الاستفتاء على الدستور وتشكيل حكومة موحدة ما يزال الخلاف بشأنها حادا”.

الوسومالتوافق الليبيون ليبيا

مقالات مشابهة

  • بحضور المتخصصين.. محافظ قنا يبحث مقترح تطوير الهوية البصرية
  • مؤتمر التمكين الثقافي يوصي باستخدام التكنولوجيا الحديثة في دعم ذوي الإعاقة
  • مؤتمر التمكين الثقافي يوصي باستخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم ذوي الإعاقة
  • أغنية: الليبيون طيبون وباستطاعتهم تحقيق الكثير من التوافق
  • «مدبولي»: نتوقع تحولات جذرية في أسواق العمل نتيجة التكنولوجيا الحديثة
  • علي الخواجة لـ "الفجر الفني": أغاني تامر حسني تعبر عني وتعلمت منه الكثير (خاص)
  • الدبلوماسية الفرنسية تعطي الأولوية للرئاسة ووقف اطلاق النار
  • أنشيلوتي: أتليتيكو مدريد لديهم الكثير من الجودة!
  • الجاسر: عمل غويدو يشوبه الكثير من الغموض .. فيديو
  • في حارة صور القديمة.. 9 شهداء