المسلة:
2025-04-17@15:11:49 GMT

انعكاسات حرب غزة وانتخابات ايران

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

انعكاسات حرب غزة وانتخابات ايران

11 مارس، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

ابراهيم العبادي

لن تمر حرب الابادة الاسرائيلية على فلسطينيي غزة دون انعكاسات وتأثيرات فكرية وسياسية على شعوب المنطقة ،ستأتي هذه التأثيرات مباشرة وغير مباشرة على وعي الذات والاخر ،الذات العربية -الاسلامية ،والاخر ،سيكون الغرب والانظمة السياسية المحلية التي تقيم مع دوله علاقات تحالف.

للاحداث الكبرى في العالم انعكاساتها الايديولوجية والفكرية والسياسية على الشعوب ،يندر ان تندلع حروبا وازمات وثورات ومتغيرات ذات مغزى سياسي واخلاقي من دون ان تسري قيمها ودروسها ومايتمخض عنها من افكار ،الى الشعوب القريبة والبعيدة ،ومثلما الهمت حروب التحرير ودعوات الاستقلال فكرة التحرر من التبعية والاستعمار المباشر وغير المباشر ، شعوب العالمين القديم والجديد للمناداة بالحرية وحق تقرير المصير وتحقيق السيادة ،كذلك تسببت الحروب الكبرى والثورات الشعبية في تغيير التحالفات وتطوير الانظمة وتحسين انماط الدفاع والامن وولادة تيارات ايديولوجية واحزاب ومنظمات ذات توجهات جديدة وشعارات حديثة لم تكن مألوفة فيما سبق.

شهدت منطقتنا العربية اتجاهات فكرية وسياسية حفزتها احداث كبرى بعضها محلي النشأة داخل المنطقة نفسها وبعضها الاخر خارجي الولادة لكنها سرعان ماوجدت لها اصداء عنيفة في اوساطنا الشعبية ولدى النخب والاوساط السياسية ،كان لهزيمة الانظمة السياسية العربية وجيوشها في عام 1967 ، مقدمة لضمور ايديولوجية القومية العربية والاحزاب والمنظمات المنادية بأسمها ،لينفسح المجال لصعود ايديولوجية الحل الاسلامي وولادة تيارات ومنظمات لاترضى بغير النموذج الاسلامي المتخيل بديلا للانظمة السياسية والدولة الوطنية مابعد الاستعمار ،بقيام الثورة الاسلامية في ايران 1979 ،انفتح العالم الاسلامي على متغيرات ايديولوجية جديدة ،وانقسامات طائفية عززتها الحرب الايرانية العراقية ليأتي سقوط الاتحاد السوفييتي وكتلته الاشتراكية عام 1991 ليكرس وثوقية الاسلاميين من فكرتهم الاثيرة بفشل الايديولوجيات الارضية وعلوية الايديولوجيات السماوية ،غير ان حربي افغانستان والعراق وصعود منظمات التكفير والتشدد الاسلامي (القاعدة وداعش ) احدثتا صدمة فكرية ونفسية وسياسية سرعان ماأعادت الوعي الى قطاع واسع من المسلمين الذين يسكنهم نموذج دولة الخلافة المتخيل.

يخشى الان من عودة التطرف من جديد وصعود القوى المتشددة على وقع الصراع الفلسطيني -الصهيوني ،سيما بعد انهيار الممانعات الرسمية امام موجة التطبيع والقبول النفسي والسياسي بوجود الدولة العبرية .حرب غزة التي زادت من الانقسام في الشارعين العربي والاسلامي ، ستحيي الجدل والنقاش من جديد عن ذاتنا وذاتهم ، عن سبب الازدواج الاخلاقي والقيمي في الخطاب الرسمي الغربي حينما يتعلق الامر بالقضايا التي تخص العرب والمسلمين ،لماذا غطى الغرب الرسمي حرب الكيان الصهيوني على غزة بدعوى حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ،ولماذا وقف ضد ايقاف حرب الابادة على المدنيين ،؟وفيما خرج غربيون كثر يتظاهرون ضد مواقف حكوماتهم واعترضت جماهير على النفاق الاخلاقي ،فان الجمهور العربي والاسلامي سيعيش قلقا هو الاخر بين توجهين ،التوجه الذي يرفض الانجرار لحروب وصراعات محسومة النتائج لصالح اسرائيل والتوجه الذي يصر على المضي بشوط المقاومة والرفض الى نهايته مهما كانت الكلف والتضحيات ،غير ان الامر لايتوقف على هذين التوجهين ،بل ان الموقف من الحكومات والانظمة التي لم تستطع فعل شيء لوقف المذبحة ،سيكون تحديا كبيرا ،بين موافق ومماليء وبين طاعن ورافض قد يقود الى انشقاقات داخلية وصراعات وانقسامات ايديولوجية.

في العراق ستنعكس حرب غزة وصعود المتشددين في الانتخابات التشريعية الاخيرة في ايران لصالح القوى المؤدلجة الساعية الى القطيعة مع امريكا وبريطانيا ودول الغرب التي انحازت الى اسرائيل ،سيتجه الخطاب السياسي والاعلامي لهذه القوى لشن هجوم شامل ضد جميع القوى المعتدلة التي تنادي بعدم الانجرار الى المواقف الاحادية ،اما مع الغرب بالاجمال او ضده بالاجمال ،وسيتجه هذا الخطاب الى منطق التخوين والجبن والتخاذل واعتماد لغة دينية صارمة تربط مايحدث من تطورات بالخطاب المهدوي ،وان هذه الاحداث ليست سوى مقدمات لظهور المخلص الكبير.

من الانعكاسات السياسية لذلك سيكون التعبئة النفسية لاداء هذا الواجب الديني والاستعداد للانتظار بمزيد من الحزم والمفاصلة ضد الغرب وضد القوى التي تؤمن بالحوار معه وحل الاشكاليات السياسية والامنية بالحوار وليس بالسلاح ،من يؤمن بمنطق القوة والسلاح سيسعى الى تحشيد الشارع لخدمة مشروعه العقائدي -السياسي ،بما يهدد الدول والانظمة الهشة سياسيا وامنيا.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يخطط لإعلان "خارطة طريق" للتخلي عن الطاقة الروسية في مايو المقبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت وكالة "بلومبرج" نقلا عن مصادر مطلعة أن المفوضية الأوروبية تخطط لإعلان "خارطة طريق" للتخلي تدريجيًا عن الوقود الروسي في السادس من مايو المقبل.

وجاء في التقرير: "يخطط الاتحاد الأوروبي لتحديد الخطوات العامة للابتعاد عن الوقود الروسي في بداية مايو.. بعد أن تأجل الإعلان عن الخطة المقررة سابقًا هذا العام. من المقرر الآن نشرها في 6 مايو".

وأضافت المصادر أن الخطة ستركز على سبل خفض واردات الطاقة الروسية، وقد توصي المفوضية الأوروبية باستخدام أدوات تجارية مثل الحصص أو الرسوم الجمركية. كما يُتوقع أن تتبع الخطة مشروع قانون لاحقا.

من جهة أخرى، ذكرت "بلومبرغ" أن بعض المتعاملين في السوق يتوقعون عودة جزء من الغاز الروسي إلى أوروبا في حال أدت المفاوضات السلامية حول النزاع الأوكراني إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وفي يناير الماضي، صرحت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية آنا-كايسا إيتكونين بأن المفوضية تعمل على خطة للتخلي الكامل عن الطاقة الأحفورية الروسية، ومن المقرر تقديمها قريبا.

وأشارت إلى أن مفوض الطاقة الأوروبي وعد بتقديم الوثيقة خلال المئة يوم الأولى من عمل المفوضية، التي بدأت في 1 ديسمبر 2024، مما يعني أن الموعد النهائي للإعلان كان من المفترض أن يكون في النصف الأول من مارس.

وفي نهاية أكتوبر الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع قناة "روسيا الأولى" إن موسكو لم توقف إمدادات الغاز لأوروبا، مشيرا إلى وجود عدة طرق للحصول عليه.

كما أكدت روسيا مرارا أن الغرب ارتكب خطأ فادحا بفرض حظر على شراء المنتجات النفطية الروسية، مما جعله يعتمد على وسطاء لشراء النفط والغاز الروسي بأسعار أعلى.

وأكدت موسكو مرارا قدرتها على تحمل الضغوط العقابية التي يفرضها الغرب منذ سنوات، معتبرة أن الغرب يفتقر إلى الشجاعة للاعتراف بفشل العقوبات ضد روسيا. وفي دول غربية متعددة، انتقد بعض الخبراء والمسؤولين فاعلية هذه العقوبات.

ومن جانبه، أشار الرئيس بوتين سابقا إلى أن سياسة الاحتواء وإضعاف روسيا تمثل استراتيجية طويلة الأمد للغرب، مؤكدا أن العقوبات أضرت بالاقتصاد العالمي بأكمله. ووصف الهدف الأساسي للغرب بأنه "تدمير حياة الملايين من الناس".

مقالات مشابهة

  • أمين عام الأعلى للشؤون الإسلامية: لا بد من التمييز بين ما نأخذه من حضارة الغرب
  • وسط تصاعد التوترات مع ترامب... رئيسة المفوضية الأوروبية: الغرب كما عرفناه لم يعد موجودًا
  • وزير خارجية ايران: تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض”
  • ترامب يلوح بالخيار العسكري ضد ايران
  • الاتحاد الأوروبي يخطط لإعلان "خارطة طريق" للتخلي عن الطاقة الروسية في مايو المقبل
  • لافروف: على الغرب مراجعة نزاهة كييف في مناقشات تسوية الصراع
  • ايران تجدد إدانتها للهجمات الأمريكية على اليمن
  • كاتب تركي: هل تستطيع أنقرة قيادة نظام عالمي جديد مبني على قيم الإسلام؟
  • سفير الاتحاد الأوروبي: ناقشت مع المنفي العملية السياسية التي تُيسّرها الأمم المتحدة
  • غزة.. ولحظة احتضار العقل الأخلاقي للغرب