أبوظبي/ الخليج
أطلق مجلس الأمن السيبراني الإماراتي وشركة سيبكس القابضة، المزود الرائد لحلول وخدمات الأمن السيبراني، تقرير «حالة الإمارات العربية المتحدة - تقرير الأمن السيبراني 2024».
ويقدم هذا التقرير تحليلاً متعمقاً لمشهد التهديدات السيبرانية الذي تواجهه دولة الإمارات، مع اهتمام خاص بضرورة اتخاذ تدابير أمنية قوية ومتقدمة تستجيب للتعقيدات والتطورات المتزايدة في مشهد التهديدات السيبرانية.


ولتسليط الضوء على مدى حساسية الموقف، حدد التقرير أكثر من 155 ألفاً من الأصول المعرضة للخطر في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع استمرار أكثر من 40% من نقاط الضعف الحرجة دون معالجة لأكثر من خمس سنوات.
وتؤكد هذه الثغرة الأمنية، فضلاً عن تزايد الهجمات السيبرانية المتقدمة مثل برامج الفدية، ضرورة الحاجة إلى دفاعات سيبرانية قوية في منطقة تعتبر طليعية في مجال الابتكارات التكنولوجية القائمة على الذكاء الاصطناعي والأهمية الجيوسياسية.
كما يتناول التقرير الاتجاهات الرئيسية التي تشكل مشهد تحديات الأمن السيبراني الحالية، بما في ذلك هجمات برامج الفدية، والتي تمثل أكثر من نصف الهجمات السيبرانية. وتعد قطاعات الحكومة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات هي الأكثر استهدافاً بالهجمات، ولا تزال نواقل الهجوم التقليدية مثل اختراق البريد الإلكتروني للأعمال والتصيد الاحتيالي، سائدة وتشكل تهديداً مستمراً.
ومن المرجح أن تصبح هذه الأساليب أكثر تطوراً في ظل تنامي دمج أدوات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز جهود الهندسة الاجتماعية، وإغراءات التصيد الاحتيالي، ونشر تكنولوجيا التزييف العميق لخداع الضحايا.
ويتفاقم هذا الاتجاه بسبب التداعيات المالية لانتهاكات البيانات، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، ثاني أعلى تكاليف لاختراق البيانات على مستوى العالم، ما يعكس الأهداف الاقتصادية للجهات الفاعلة التي تقف خلف التهديدات السيبرانية على خلفية ازدهار منطقة الخليج.
ويؤكد تزايد هجمات رفض الخدمة الموزعة على التعقيدات الجيوسياسية للتهديدات السيبرانية، ما يستلزم وجود آلية دفاع شاملة واستراتيجية لحماية البلاد.
وفي تعليقه على التقرير، قال الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات العربية المتحدة: «في عصر يتسم بتزايد تطور وتعقيد التهديدات السيبرانية والتي تشكل مخاطر كبيرة على أمننا الوطني، فقد أصبحت اليقظة الجماعية والعمل الاستراتيجي أكثر أهمية من أي وقت مضى. ويجب على المنظومة الأمنية بأكملها أن تشارك بشكل استباقي في الحد من تعرض دولة الإمارات لهذه التهديدات.
ويعد هذا التقرير بمنزلة دعوة عاجلة لجميع أصحاب المصلحة للتحرك من أجل الاتحاد معاً، لتعزيز تدابير الأمن السيبراني في البلاد، لحماية بنيتنا التحتية الرقمية وتأمين الرفاهية الاقتصادية والسلامة لشعبنا».
من جانبه، قال هادي أنور، المدير التنفيذي للبرامج الاستراتيجية في سيبكس القابضة: «لا تقتصر أهمية أحدث تقرير للأمن السيبراني في أنه يسلط الضوء على الطبيعة الديناميكية والمتطورة للتهديدات السيبرانية، بل إنّه يسلط الضوء أيضاً على نقاط الضعف الاقتصادية المعرضة للخطر.
وتتطلب التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الحوادث السيبرانية، كما هو مذكور في التقرير، اتباع نهج موحد لتعزيز دفاعاتنا الوطنية. ويجب على صناع السياسات والشركات والأفراد المشاركة بشكل جماعي في تعزيز الأمن السيبراني في البلاد. ولا يقتصر ذلك على تبني التقنيات والممارسات المتقدمة فحسب، بل يشمل أيضاً تعزيز ثقافة الوعي السيبراني والمرونة السيبرانية.
وتتمتع سيبكس القابضة بمكانة رائدة في هذا المجال، حيث تعمل بشكل وثيق مع مجلس الأمن السيبراني في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتزويد المؤسسات بالمعرفة والأدوات والاستراتيجيات اللازمة للحماية ضد هذه التهديدات، ووضع معيار جديد في التميز في مجال الأمن السيبراني».
هذا ويتناول التقرير أيضاً تحديات الأمن السيبراني الفريدة التي تواجهها دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك التهديدات المستمرة المتقدمة، والاعتماد المتزايد على البنية التحتية الرقمية، والتكتيكات المتطورة التي يستخدمها المجرمون السيبرانيون. كما يؤكد على حاجة دولة الإمارات إلى تعزيز قدراتها الدفاعية، وتحسين مستويات الوعي بالأمن السيبراني في جميع قطاعات المجتمع.
ويعد التقرير، الذي قام بإعداده مجموعة من خبراء الأمن السيبراني، بمنزلة دليل استراتيجي للجهات الحكومية والشركات والأفراد، لما يقدمه من رؤى قابلة للتنفيذ للتغلب على تعقيدات العصر الرقمي. وتشمل أفضل الممارسات الرئيسية التي ذكرها التقرير للتخفيف من المخاطر السيبرانية ما يلي:
• تنفيذ الكشف عن نقطة النهاية والاستجابة لها: هو أمر ضروري لتحديد التهديدات السيبرانية والتخفيف من حدتها بشكل فعّال، وضمان الرؤية الشاملة عبر الأصول الرقمية
• إنشاء مركز عمليات أمنية يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع: وهو أمر بالغ الأهمية للمراقبة المستمرة وإدارة الحوادث السيبرانية، وحماية المنظومات الرقمية على مدار الساعة
• الاستفادة من استخبارات التهديدات السيبرانية: وتمثل عاملاً رئيسياً لتوقع التهديدات السيبرانية الناشئة وتحييدها في الوقت الفعلي من خلال اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة.
• تطوير وتنفيذ خطة للاستجابة للحوادث: وتمثل حجر الزاوية في بناء المرونة السيبرانية، وضمان الاستعداد واتخاذ إجراءات سريعة في مواجهة الحوادث السيبرانية
• اعتماد عمليات استباقية لتعقب التهديدات: بما يمثل نهجاً تطلعياً لتحديد التهديدات الخفية والتخفيف من حدتها، وتعزيز الوضع الأمني العام.
ومع استمرار دولة الإمارات العربية المتحدة ريادتها في مجال التحول الرقمي، فإنّ مواجهة هذه التحديات تتطلب جهوداً متضافرةً من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والأفراد لضمان أمن ومرونة المشهد الرقمي في البلاد.
للاطلاع على تقرير «حالة الإمارات العربية المتحدة - تقرير الأمن السيبراني 2024» واستكشاف التوصيات الاستراتيجية التفصيلية لتعزيز الأمن السيبراني.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الأمن السيبراني دولة الإمارات العربیة المتحدة التهدیدات السیبرانیة الأمن السیبرانی فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

الجناح الوطني في بينالي العمارة 2025 بالبندقية يعلن عن معرض «على نار هادئة»

أبوظبي (الاتحاد)
أعلن الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة عن معرضه المقبل «على نار هادئة» في المعرض الدولي التاسع عشر للعمارة في بينالي البندقية.
يستكشف المعرض، الذي تشرف على تنظيمه المعمارية والباحثة الأكاديمية الإماراتية عزه أبوعلم، العلاقة المتطورة بين العمارة وإنتاج الغذاء المحلي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويقترح حلولاً مبتكرة لإنتاج الغذاء على المستويين الفردي والمجتمعي.
ومن خلال نهج يدمج بين البحث الأرشيفي والميداني والتصميمي، يستكشف «على نار هادئة» الاكتفاء الذاتي، ويقترح حلولاً معمارية مصمّمة خصيصاً للبيئات الصحراوية.

وعبر إعادة تصور البيوت المحمية الزراعية الخاصة بالمناخات القاحلة، يقدم المعرض حلولاً جديدة حول الأمن الغذائي، وهي قضية ذات أهمية متزايدة على المستويين الإقليمي والعالمي. مع تأثير التغير المناخي على الأنظمة الزراعية، تواجه أساليب الزراعة التقليدية تهديدات متزايدة، من تدهور التربة ودرجات الحرارة المرتفعة. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن جزءاً كبيراً من إنتاج الغذاء العالمي، قد يكون معرضاً للخطر بحلول نهاية القرن الحالي إذا استمرت الغازات المسببة للانحباس الحراري في التزايد. يبحث «على نار هادئة» طرق تكيف الخبرة المحلية في إنتاج الغذاء مع الظروف المناخية والبيئية المحددة لمنطقة الخليج مع مرور الوقت. يضع هذا المشروع مشهد إنتاج الغذاء في دولة الإمارات في السياق العالمي، مؤكداً على الحاجة الماسة إلى اللجوء إلى ممارسات قابلة للتكيف.
ويستند معرض «على نار هادئة» في طرحه إلى البحوث الأرشيفية والميدانية لفحص البنية التحتية القائمة لإنتاج الغذاء في دولة الإمارات، والتي تقع في مواقع غنية بالموارد الطبيعية، والتي غالباً ما تكون منفصلة أو بعيدة عن المراكز الحضرية. يستكشف المشروع حلول التصميم المحلية التي تم ابتكارها في ظل التكييف مع ندرة إنتاج الغذاء المحلي على مر السنين، والتي تتراوح بين البدائية والمتطورة تقنياً. من خلال اقتراح سلسلة من نماذج البيوت المحمية الزراعية الجديدة، يستكشف مشروع «على نار هادئة» كيف يمكن للعمارة أن تستجيب لتحديات الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، مما يؤدي إلى خلق فرصة جديدة ومسؤولية مشتركة للمجتمع للمشاركة في إنتاج الغذاء. ينتج عن هذا المشروع تصور لمستقبل قريب يدمج بين هذه التصاميم المبتكرة والبيئة المعمارية والحياة اليومية.
ستقدم نتائج البحث، التي تعكف عليها القيمة عزة أبوعلم، والتي سيتم عرضها في البندقية واستكمالها بمنشور مصاحب، الطرق المختلفة التي يتداخل بها الغذاء والعمارة والبيئة المبنية. ويواصل الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة تعاونه مع المؤسسات المحلية، مثل جامعة زايد، ومؤسسة الشارقة للفنون في إطار التزامه المستمر بدعم أبحاث الممارسين الثقافيين والقيمين والعلماء في دولة الإمارات العربية المتحدة.

أخبار ذات صلة لوحات تنبض بالحكايات بـ«الشارقة للأدب الأفريقي» سالم بن خالد القاسمي

حلول مبتكرة
من جهته، قال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة: «تعكس مشاركة دولة الإمارات في هذا الحدث التزامها الراسخ بتقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً، حيث يسلّط المعرض الفنيّ المقام الضوء على العلاقة التي تجمع بين العمارة والأمن الغذائي، والذي يبيّن الكيفية التي يسهم من خلالها التصميم المستدام في تعزيز القدرة على المرونة المناخية، وإدارة الموارد بكفاءة، كما يعبّر عن جهود الدولة الريادية تجاه تطوير مفاهيم معمارية متجددة تلائم البيئات القاحلة، الأمر الذي يسهم في إثراء الحوار العالمي المعني بقضايا الاستدامة، والاكتفاء الذاتي من الغذاء، ما يجعلنا نفخر بدعم هذا المشروع الملهم الذي يعبّر عن الإبداع الإماراتي، ويفتح آفاقاً جديدة تقود نحو مستقبل أكثر استدامة».
تعزيز التفاهم
بدورها، قالت أنجيلا ميجلي، المديرة التنفيذية لمؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان «تلتزم مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان برعاية النمو وتعزيز التفاهم داخل مجتمع العمارة والفن والثقافة النابض بالحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة. تجسّد شراكتنا طويلة الأمد مع الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة رؤيتنا المشتركة لدعم المنظومة الإبداعية، وتعزيز الحوار الهادف. لا يعمل هذا التعاون على تعزيز الحضور العالمي لدولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، بل يلهم أيضاً الحوار النقدي الذي يؤسس لعلاقات أعمق بين المجتمعات المحلية والدولية».

وقالت عزة أبوعلم، قيّمة المعرض: سيقدم «على نار هادئة» أبحاثًا تتحدث عن أحد أكثر التحديات إلحاحًا في عصرنا وهو الأمن الغذائي. يستكشف المعرض تقاطع العمارة والابتكار والاستدامة لمعالجة القضايا الحرجة التي تشكل مستقبلنا المشترك. يتجذر النهج القيم في البحث المعاصر، ويربط الهوية الثقافية والمعمارية الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة بالتحديات العالمية المُلحة، ويقدم وجهات نظر مبتكرة تدمج بين الواقعية والخيالية حول أنظمة الغذاء والاستدامة. في نهاية المطاف، يطرح مشروع «على نار هادئة» والمنشور المصاحب السؤال التالي: بتسليط الضوء على دولة الإمارات العربية المتحدة كدراسة حالة، كيف يمكن أن تعمل العمارة في خدمة إنتاج الغذاء، والمساهمة في تحقيق الهدف العالمي المتمثل في الأمن الغذائي؟
حول القصص غير المروية، قالت ليلى بنت بريك، مديرة الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية: «يلتزم الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بمشاركة القصص غير المروية عن الدولة على الساحة العالمية، وربط التراث الثقافي الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة بالخطاب الدولي. هذا العام، يشرفنا أن نقدم العمل الرائد للمعمارية والباحثة الأكاديمية الإماراتية عزة أبوعلم، التي يعكس استكشافها لأنظمة الغذاء المستدامة تفاني دولة الإمارات العربية المتحدة في معالجة التحديات العالمية بالإبداع والاستبصار».
سيقدم الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة معرضه في المعرض الدولي التاسع عشر للهندسة المعمارية من 10 مايو إلى 23 نوفمبر 2025 (الافتتاح المسبق يومي 8 و9 مايو). سيتم تنظيم بينالي العمارة 2025 من قبل المهندس المعماري والمهندس والمعلم الإيطالي كارلو راتي تحت عنوان: «ذكي. طبيعي. صناعي. جماعي».
تم إنشاء الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بتكليف من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان وبدعم من وزارة الثقافة، وله جناح دائم في أرسينال في بينالي البندقية- سيل دارمي. 

مقالات مشابهة

  • الجناح الوطني في بينالي العمارة 2025 بالبندقية يعلن عن معرض «على نار هادئة»
  • إطلاق المرحلة الثانية من برنامج الابتعاث الخارجي في الأمن السيبراني
  • الرئيس الشرع يستقبل أمير دولة قطر
  • الإمارات تتضامن مع الولايات المتحدة وتعزّي في ضحايا تصادم طائرة ركاب وهليكوبتر عسكرية
  • الرئيس الإماراتي يؤكد الحرص على دفع العلاقات مع دولة المجر في شتى المجالات
  • القطاع المصرفي الإماراتي الأكبر في الشرق الأوسط بإجمالي أصول 4.457 تريليون درهم
  • مدير الأمن العام في حلب يجري جولة تفقدية على الحواجز
  • "المنظمة العربية" مستنكرة تصريحات ترامب حول التهجير: انتهاك فاضح لحق تقرير المصير
  • 2025.. «عام المجتمع الإماراتي»
  • فيم استخدم الأمريكيون هواتفهم خلال عام 2024؟ تقرير