المناخ في المنطقة الحمراء.. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدرسان تدخلا عاجلا
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
كشفت المديرة التنفيذية لمنظمة سيلفرلينينغ، كيلي وانسور، في تقرير لها، مخاطر المناخ على المدى القريب، مشيرة إلى التهديدات الناتجة عن تجاوز حرارة سطح الأرض العتبة التي تضاعف الخطر.
خبير أرصاد سعودي: المملكة ودول عربية ستشهد موجات حر عنيفة ويجب تغيير نمط العيش الصيفيوأوضحت كيلي وانسور في مقال منشور على "ذا هيل"، أن السماء البنية فوق أوروبا وأمريكا الشمالية، تعود لحرائق الغابات الكندية، وتسجيل بحار شمال الأطلسي "الساخنة" علامات على أن العالم وصل إلى مستوى جديد من المخاطر المناخية، وهو مستوى يهدد رفاهية كل شخص على وجه الأرض تقريبا، حيث تم التأكيد على التهديدات التي وصفتها الأمم المتحدة وخبراء الشؤون العلمية والخارجية بعبارات صارخة من خلال متوسط درجات حرارة سطح الأرض التي تجاوزت لفترة وجيزة 1.
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أصدرا مؤخرا منشورات رسمية حول الحاجة إلى البحث في التدخلات المناخية مع إمكانية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بسرعة، مؤكدة أن هذا الأمر لا يغير ضرورات والتزامات الحد من الانبعاثات، ولكنه اعتراف من الحكومات بأن تقييم الخيارات لتحسين السلامة المناخية أصبح الآن مهما للغاية بحيث لا يمكن تجاهله.
وتسلط منشورات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الضوء على النهج الذي حدده العلماء على أنه أكثر الطرق الواعدة لتقليل الاحترار الكبير للمناخ بسرعة، وزيادة انعكاس ضوء الشمس من السحب والجزيئات في الغلاف الجوي، أو تعديل الإشعاع الشمسي (SRM)، حيث يعتمد "SRM" على عملية طبيعية تنتج أيضا عن الجسيمات الملوثة التي تعمل كدرع عاكس، كما لفت عالم المناخ الشهير جيم هانسن وآخرون الانتباه إليه مؤخرا، حيث يمكن أن يسخن المناخ بسرعة عند إزالة التلوث ما يؤدي إلى فقدان هذا الدرع.
وفي السنوات الأخيرة، بدأ العلماء في البحث عما إذا كانت هناك طرق أنظف وأكثر أمانا لإنتاج نفس التأثير، إذ أن مثل هذا البحث ضروري لتحديد ما إذا كان بإمكان "SRM" تحسين السلامة المناخية للأشخاص والأنظمة الطبيعية، بينما ينتقل العالم إلى مستقبل مستدام. وفي وقت سابق من هذا العام، وقع أكثر من 100 عالم من جميع أنحاء العالم على رسالة مفتوحة تدعو إلى إجراء بحث حول "SRM".
ونظرا لأن الغازات الدفيئة تغادر الغلاف الجوي ببطء، فمن المتوقع أن يستمر المناخ في الاحترار حتى عام 2050 في كل سيناريو للانبعاثات.
وأكدت كيلي وانسور أننا نتشارك جميعا في مخاطر هذا الاحترار، لكنها تشكل أكبر تهديد لأضعف الناس في العالم، بما في ذلك الموت المتوقع والنزوح والاضطراب الاقتصادي للمليارات في جميع أنحاء العالم. وهذا يخلق واجبا أخلاقيا للبحث والتقييم بطريقة مفتوحة ومسؤولة، عن خيارات واعدة للحد من الآثار الأكثر كارثية لتغير المناخ.
واعتبرت أن منشورات الاتحاد الاوروبي والولايات الأمريكية هي أعلى مستوى اعتراف حتى الآن من قبل الحكومات بالحاجة إلى البحث العلمي حول "SRM"، وهما يتبعان تقريرين تاريخيين للأمم المتحدة: التقييم العلمي للأمم المتحدة لعام 2022 لاستنفاد الأوزون، الذي وصف "SRM" بأنه الطريقة الوحيدة المعروفة لتقييد تغير المناخ إلى 1.5 درجة من الاحترار العالمي، وتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2023 "الغلاف الجوي الواحد" الذي يوصي بعملية تقييم علمي دولي والتعاون العالمي بشأن أبحاث "SRM".
ومن الصعب أن العملية الطبيعية الكامنة وراء كل من "SRM" والتبريد القائم على التلوث (تأثير الجسيمات (الهباء الجوي) على الغلاف الجوي والمناخ) هي واحدة من أعظم وأطول مجالات عدم اليقين في علم المناخ، حيث يتطلب توليد المعلومات المطلوبة تطورات في علوم المناخ الأساسية. ولسوء الحظ، على عكس أبحاث الطاقة وغيرها من أبحاث التخفيف، كانت أبحاث المناخ مجالا لتراجع الاستثمار (بالقيمة الحقيقية) لعقود، إذ أنه ضمن ذلك، يتم إهمال أبحاث الغلاف الجوي والمراقبة بشكل أكبر.
ولا تحدد منشورات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مستويات التمويل، ولكن منظمة سيلفرلينينغ نشرت تقريرا يتضمن توصيات تمويل لأبحاث الولايات المتحدة لتقديم تقييم علمي قوي لمخاطر المناخ على المدى القريب و"SRM"، حيث يمكن أن توفر زيادة قدرها 2.6 مليار دولار سنويًا على مدى خمس سنوات (إجمالي 13 مليار دولار) للبحوث الأمريكية، والتمويل المتناسب في الاتحاد الأوروبي، ودعم الأبحاث في البلدان النامية الموارد اللازمة للعالم لتقييم التدخل المناخي معا، فيما قد يتطلب إحراز تقدم مع بدء دوران العجلات الحكومية دعما من فاعلي الخير.
وأوضحت كيلي وانسور أنه بالنسبة لعلوم المناخ، هذه استثمارات كبيرة، وبالمقارنة مع تكلفة الكوارث أو الدفاع، فهي صغيرة، نظرا لقدرتها على الحد من الخراب الاقتصادي وتدمير النظام البيئي والمعاناة البشرية، فقد تكون هذه الاستثمارات من بين أعلى عائد يمكن تحقيقه، حيث يذكرنا الدخان المتصاعد والبحار الحارة بأننا الآن في المنطقة الحمراء من أكثر التحديات التي واجهتها البشرية تعقيدًا.
وقالت كيلي: "نحن بحاجة إلى جهود متضافرة للبحث بشكل مسؤول في التدخلات المناخية حتى يتمكن العالم من اتخاذ قرارات فعالة بشأنها معا.. لا شيء أقل من سلامة الحياة على الأرض على المحك".
المصدر: ذا هيل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الاتحاد الأوروبي التغيرات المناخية الطقس المناخ الاتحاد الأوروبی الغلاف الجوی
إقرأ أيضاً:
نتنياهو وغالانت يدرسان تطبيق خطة الجنرالات في غزة
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت صدقا على دراسة العمليات التي يمكن تنفيذها في غزة على أساس "خطة الجنرالات".
وطرحت ما تسمى "خطة الجنرالات" مؤخرا وكشفت تسريبات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية أنها تنص على حصار شمال قطاع غزة ووقف المساعدات الإنسانية وإجلاء السكان.
ونقلت تلك الوسائل عن نتنياهو قوله خلال جلسة مغلقة في الكنيست -الأحد الماضي- إنه يدرس هذه الخطة "المنطقية".
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤول عسكري إسرائيلي سابق أن نتنياهو يدرس خطة "لإجبار كل الفلسطينيين شمال قطاع غزة على الرحيل". وأضاف أن الخطة تهدف لتحويل شمال القطاع إلى منطقة عسكرية مغلقة، ومحاصرة مقاتلي حماس "وإجبارهم على الاستسلام أو الجوع".
جيش الاحتلال لم يتمكن من السيطرة الكاملة على شمال قطاع غزة رغم الدمار الهائل الذي أحدثه (الجزيرة) الاستسلام أو الموتمن ناحية أخرى، قالت "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قبل أيام إن من المتوقع أن يعرض الجيش الأيام المقبلة عدة بدائل لخطة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وأضافت الصحيفة أن الخطط ستعرض على نتنياهو وستتضمن "خيارات تهدف إلى سحب السلطة المدنية من حماس".
كما ذكرت أنه "بعد مهلة أسبوع لإجلاء السكان سيتم فرض حصار عسكري كامل على المنطقة، مما سيجعل المسلحين في مدينة غزة أمام خيار الاستسلام أو الموت".
وباتت هذه الخطة تعرف في إسرائيل بخطة "الجنرالات" وقد اقترحها جنرال الاحتياط غيورا آيلاند الرئيس السابق للمجلس الأمني مطلع سبتمبر/أيلول الجاري ودعمها عشرات الضباط الكبار الحاليين والسابقين بالجيش.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حوالي 5 آلاف من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما زالوا شمال قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن نتنياهو خلال جلسة الكنيست نفسها أنه "كانت هناك محاولة لتمكين العشائر في غزة من توزيع المساعدات الإنسانية لكنها لم تنجح".
وفي مارس/آذار الماضي، قال تجمع القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية بقطاع غزة -في بيان- إنه "ليس بديلا عن أي نظام سياسي فلسطيني بل هو مكون من المكونات الوطنية وداعم للمقاومة ولحماية الجبهة الداخلية".
وقد فشلت إسرائيل بعد نحو عام على حربها المدمرة على غزة في تحقيق أي من أهدافها الأولى المعلنة للحرب والمتمثلة باستعادة أسراها في القطاع المحاصر وتدمير قدرات حركة حماس.