حكاية سجن رومية تتكرر : 83 المئة من الموقوفين أنهوا محاكمتهم أو لم يحاكموا!
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
يبلغ عدد الموقوفين في السجون اللبنانية 8180 سجينا يتوزع 3564 منهم في السجن المركزي في رومية، وبزيادة ثلاثة أضعاف عن قدرته الاستيعابية التي تقدّر بـ1200 سجين، فيما يوجد 2633 سجينا في السجون الأخرى في المحافظات وعددها 25 سجناً كما يوجد 1983 سجيناً في النظارات الإقليمية وقصور العدل.
ما تقدم من أرقام كشفت النقاب عنه نقابة المحامين في بيروت في تقريرها الأخير في نهاية العام الماضي 2023، ما دفع نقيب المحامين في بيروت فادي المصري الى زيارة سجن رومية، ترافقه امينة السر مايا شهاب، ومفوض قصر العدل مايا زغريني، رئيس لجنة السجون جوزف عيد، حيث تم تفقد قاعة المحاكمات، وتطرق البحث الى إمكانية العمل فيها للحد من الاكتظاظ الهائل داخل السجون وتسريع سير العملية القضائية ومعالجة مشاكل سوق الموقوفين والنقص في عديد قوى الأمن، بالاضافة الى الصعوبات التي يواجهها المحامون والقضاة في انتقالهم الى المحكمة، والتي حالت دون متابعة العمل فيها في الفترة الأخيرة.
هذه الارقام دفعت نقابة المحامين الى التحرك، وأعادت ملف سجن رومية الى الواجهة، لا سيما في ظل الأزمات الكبيرة التي تعصف به، ومشكلة الاكتظاظ الكبيرة داخله والتي بات من الصعب ايجاد حل لها.
هذا التحرك، جاء بحسب نقيب المحامين فادي المصري، بعد سلسلة لقاءات عقدت مع جمعيات انسانية، واحزاب تعنى بموضوع السجون، حيث تم تأكيد اهمية ايجاد حل لمشكلة الاكتظاظ في السجون، والذي يشكل عبئاً مالياً واقتصاديا وأمنياً على السجون، مشيراً الى ان نقابة المحامين تتشارك في تحمل مسوؤلية الوضع مع القضاة ووزارة الداخلية، ومن هنا جاء تحركها بالتنسيق مع مجلس القضاء الأعلى والوزارات المعنية لايجاد حل لهذه المعضلة.
ولفت في حديث عبر "لبنان 24" الى ان زيارة النقابة لسجن رومية جاءت بمثابة خطوة اولية في مسار البحث عن الحلول التي تخفف من هذا الاكتظاظ.
ومن هذه النقطة ينطلق رئيس لجنة السجون في نقابة المحامين المحامي جوزف عيد، ليؤكد ان هذه الخطوة التي تزمع نقابة المحامين القيام بها تعد خطوة مهمة لتخفيف ما بين 10 الى 15% من نسبة الاكتظاظ في سجن رومية، واليوم البحث يجري على اكثر من صعيد للوصول الى النتائج المرجوة من هذه الخطوة، سواء مع القوى الأمنية لناحية العمل على تسهيل عمل المحامين ووصولهم الى قاعة المحاكمات في سجن رومية، او لناحية العمل مع القضاة لتسريع المحاكمات، خصوصاً وان 83% من الموقوفين ما زالوا من دون محاكمة، اضافة الى ان بينهم العديد ممن انهوا مدة محكوميتهم، واصفاً ما تقوم به نقابة المحامين بالخطة القضائية الطارئة للحد من ازمة الاكتظاظ في سجن رومية.
ولفت في حديث عبر "لبنان 24"، الى ان المشكلة تقع على عاتق 3 جهات على حد سواء، هم القضاة والمحامون والقوى الأمنية. وفي ما يتعلق بعمل القضاة، فان المطلوب اليوم واضح جداً، وهو التعاون الكامل والسريع مع نقابة المحامين لبت ملفات اخلاء السبيل او اصدار القرارات القضائية المتعلقة بكل قضية.
أما في ما يتعلق بالقوى الأمنية، فما تم بحثه هو العمل على تسهيل دخول المحامين الى سجن رومية والتخفيف من الاجراءات التي كانت تتخذ بحقهم، لناحية التفتيش اليدوي، ومنع إدخال الهاتف، وخلع الحذاء، وغيرها، وقد ابدوا تعاوناً كبيراً في هذا الاطار، في حين تبدي نقابة المحامين كامل استعدادها لتسهيل العمليات.
وأشار عيد الى ان نقابة المحامين وضعت خطة واضحة، بدأ العمل على تنفيذها بهدف تسريع المحاكمات داخل سجن رومية، لأن عملية نقل السجناء باتت صعبة اليوم، ريثما يتم اصدار عفو عن بعض القضايا والاحكام، بعد انتخاب رئيس للجمهورية وانتخاب مجلس نيابي جديد، إضافة الى اسراع القضاء في بت طلبات اخلاءات السبيل والتي تعالج مشاكل نحو اكثر من 1000 موقوف.
وشدد على ان المطلوب اليوم هو العمل مع الجهات المانحة على بناء 4 سجون اضافية، والعمل على نقل صلاحيات السجون من وزارة الداخلية الى وزارة العدل، والعمل على انشاء جهاز أمني متخصص في ادارة السجون، لأن المطلوب اليوم، بحسب عيد، العمل على تأهيل السجناء وليس فقط معاقبتهم، وهذا الأمر لا يمكن ان يتم من دون تأهيل، رامياً الكرة في ملعب الحكومة للاسراع في بت ملف فتح سجون جديدة تخفف بنسبة عالية من الاكتظاظ في السجن المركزي.
اذا، هي قصة ابريق الزيت مجدداً في سجن رومية، والمطلوب اليوم الاسراع في المحاكمات واخلاءات السبيل، على المدى القصير، وبناء سجون أخرى على المدى الطويل.
والى حينه اعان الله السجناء في رومية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: نقابة المحامین الاکتظاظ فی العمل على الى ان
إقرأ أيضاً:
انتشال عشرات الجثامين جنوب لبنان.. ودعوة لإنهاء معاناة المعتقلين السوريين بـ«سجن رومية»
أعلن الدفاع المدني اللبناني انتشال جثامين 23 قتيلا جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، من تحت الأنقاض في بلدات ميس الجبل وكفركلا والعديسة ومركبا.
وقال الدفاع المدني اللبناني في بيان له: “تواصل فرق الإنقاذ في المديرية العامة للدفاع المدني، بالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني، عمليات البحث والمسح الميداني الشامل في المناطق التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي، وذلك تنفيذا لتوجيهات المدير العام للدفاع المدني بالتكليف، العميد نبيل فرح”.
وأضاف الدفاع اللبناني: “في هذا الإطار، تمكنت الفرق المختصة، اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2025، من انتشال جثامين 14 شهيدا في بلدة ميس الجبل، و3 شهداء في بلدة مركبا، و3 شهداء في بلدة كفركلا، بالإضافة إلى 3 شهداء في بلدة العديسة”، لافتا إلى أنه “تم نقل الجثامين المنتشلة إلى مستشفيات راغب حرب، وصلاح غندور، ومرجعيون الحكومي، حيث ستخضع للفحوص الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوص الحمض النووي (DNA)، تحت إشراف الجهات المختصة لتحديد هويات الشهداء”.
وتابع المصدر نفسه: “توازيا، عملت فرق الإسعاف التابعة للدفاع المدني على نقل جريح من بلدة ميس الجبل الى مستشفى تبنين الحكومي أصيب جراء تعرضه لرصاص العدو الإسرائيلي”.
هذا وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني عزمها على مواصلة أداء واجباتها الإنسانية والوطنية، رغم التحديات الميدانية، بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني، حتى استكمال عمليات البحث عن جميع المفقودين.
وفي وقت سابق من اليوم، تم العثور على شابين حيين تحت أنقاض مبنى في كفركلا، أحدهما من الجنوب والآخر من البقاع.
وأعلن الجيش اللبناني أن قواته انتشرت في البلدات الحدودية كافة التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية وقوات “اليونيفيل” الدولية.
كما شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، في وقت سابق من اليوم، على “الموقف الوطني الموحد للدولة، وضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة”.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيبقي على أعداد من قواته في 5 مواقع في جنوب لبنان بعد 18 فبراير(اليوم)، موعد انتهاء مفاعيل اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.
والنقاط الخمس التي ستبقى فيها القوات الإسرائيلية هي: العزية، العويضة، جبل بلاط، اللبونة والحمامص.
وقفة تضامنية في حمص للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السوريين في لبنان
وفي سياق آخر، دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان السلطات اللبنانية والحكومة السورية الانتقالية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء معاناة نحو 2000 معتقل سوري في سجون لبنان.
وأعلن معتقلون سوريون في سجن رومية إضرابا مفتوحا عن الطعام اعتبارا من 11 فبراير 2025، احتجاجا على ظروف الاحتجاز القاسية، ومطالبة بترحيلهم إلى سوريا، بحسب ما ذكر “تلفزيون سوريا”.
ووفقا للتقرير، يتعرض المعتقلون السوريون في السجون اللبنانية للاحتجاز التعسفي لسنوات دون محاكمات عادلة، إضافة إلى سوء المعاملة والاكتظاظ الشديد وغياب الرعاية الصحية، في حين صدرت بحق بعضهم أحكام قاسية بناءً على اعترافات انتُزعت تحت التعذيب أمام المحاكم العسكرية اللبنانية.
وأكد التقرير أن السلطات اللبنانية انتهكت الاتفاقية القضائية لعام 1951 بين لبنان وسوريا، من خلال تسليم معتقلين سوريين إلى النظام السوري المخلوع، ما أدى إلى اختفاء العديد منهم قسريا أو تعرضهم للتعذيب.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة اللبنانية عقدت اجتماعات أمنية مع النظام السابق مطلع 2024 لبحث مسألة تسليم المعتقلين السوريين، ما أثار قلقا واسعا بين المعتقلين وذويهم.
ولفت إلى أن سقوط نظام الأسد، في كانون الأول 2024 وتولي الحكومة الانتقالية السورية السلطة، أزال خطر ترحيل المعتقلين إلى نظام قمعي، لكنه أكد أن إعادتهم إلى سوريا يجب أن تتم بضمانات قانونية تحميهم من الاحتجاز التعسفي والانتهاكات.
وقدمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها مجموعة توصيات للحكومتين اللبنانية والسورية منها:
التنسيق مع الحكومة الانتقالية السورية لضمان محاكمات عادلة للمعتقلين السوريين. تحسين ظروف الاحتجاز، وتقليل الاكتظاظ، وتوفير الرعاية الصحية. وقف محاكمة المدنيين السوريين أمام المحاكم العسكرية. ضمان عدم ترحيل المعتقلين إلى بيئة تهدد حياتهم. توفير بيئة آمنة للعائدين، وضمان عدم اعتقالهم تعسفيا. تقديم برامج دعم نفسي واجتماعي واقتصادي للمعتقلين العائدين. التعاون مع المنظمات الحقوقية لضمان شفافية عمليات الإعادة.
ونُظّمت وقفة تضامنية في ساحة مسجد خالد بن الوليد في حمص وسط سورية، الثلاثاء، دعمًا لحقوق المعتقلين السوريين في سجن رومية اللبناني، والمطالبة بالإفراج عنهم بعد سنوات من الاعتقال دون ما وصفه المشاركون بأنه محاكمات عادلة.
وشارك في الوقفة عدد كبير من الأهالي وذوي المعتقلين، إضافةً إلى نشطاء حقوقيين، أكدوا ضرورة التحرك العاجل لإنهاء معاناة المحتجزين.
آخر تحديث: 19 فبراير 2025 - 09:26