آخر تحديث: 11 مارس 2024 - 10:32 صبقلم:إبراهيم الزبيدي فصل محرر مجلة “Chaldean News” الدكتور عضيد ميري تاريخ هجرة المسيحيين العراقيين إلى الولايات المتحدة، وحقيقة تأثيرهم في الواقع السياسي الأميركي، قياسا بجاليات أخرى عربية وإسلامية.فبين عاميْ 1910 و1947 هاجر عدد قليل من الكلدان (معظمهم من العراق) إلى الولايات المتحدة، وكانوا جزءاً من عصر الهجرة الجماعية التي جلبت الملايين من جميع أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة التي كانت حينذاك في أمس الحاجة إلى العمال من أجل دعم اقتصادها المتنامي.

وكانت مدينة ديترويت تحظى بشعبية كبيرة بين مجموعات المهاجرين بسبب صناعة السيارات المتنامية، ووجود مجتمع شرق أوسطي يتكون أساسًا من المهاجرين المسيحيين الذين أتوا من لبنان وسوريا.وفي عام 1943 وَثّقت إحصاءات الجالية وجود 908 كلدانيين في منطقة ديترويت، وفي عام 1947 وَثّقت وجود 80 عائلة تعيش داخل حدود مدينة ديترويت.وبحلول عام 1963 تضاعف هذا العدد ثلاث مرات ليصل إلى 3000.ثم هاجر عدد أكبر من المواطنين العراقيين إلى الولايات المتحدة بسبب أحوال العراق السياسية وما تعرض له المسيحيون فيه من ضغوط واعتداءات وتهديدات خلال منتصف الستينات، الأمر الذي جعل نمو الجالية الكلدانية الأميركية في ديترويت أكثر دراماتيكية، حيث ارتفع العدد تدريجياً إلى 45.000 في عام 1986، و75.000 عام 1992، و160.000 في عام 2017 ليصل الى 200.000 حالياً في ولاية ميشيغان وحدها مع تدفق عدد غير قليل منهم إلى ولايات أميركية أخرى منها كاليفورنيا وأريزونا وتكساس. لماذا لا تستخدم الحكومات العراقية والعربية جسور الجالية المسيحية العراقية للتواصل مع الدوائر العليا الأميركية، لإيصال رسائلها إلى صناع القرار الأميركي؟ويحرص المسيحيون العراقيون الأميركيون على الحفاظ على علاقتهم بوطنهم الأم، وتكريسها بهويتهم وثقافتهم ولغتهم وتقاليدهم وتراثهم. فحين تدخل في تفاصيل حياة الكلدان العراقيين في محلات عملهم ومنازلهم ومؤسساتهم الثقافية والاقتصادية والخدمية ومقاهيهم ومطاعمهم ومتاجرهم لا يخامرك أي شك في أنك لم تغادر العراق، بل ربما تفاجأ بأنهم أكثر عراقيةً من الكثير من العراقيين داخل الوطن الأم نفسه، الذين لم يحافظوا على هويتهم الوطنية خصوصا في أعقاب الغزو الأميركي للعراق.ومع تزايد أعداد المهاجرين العراقيين ظهرت صحافتهم الأولى باللغة العربية، وقد اعتمد الجيل الثاني من الصحافيين في صحافته اللغتيْن العربية والإنجليزية. أما جيل الصحافيين الذي ولد في الولايات المتحدة ولا يتقن اللغة العربية فقد اعتمد اللغة الإنجليزية وحدها ولكن بروح عراقية خالصة. ولكن محتوى الصحافة العراقية في المهجر ظل جزءا حيا من صحافة الوطن الأم.وما لم يقله الدكتور عضيد ميري عن الجالية الكلدانية العراقية هو أنها، في ميتشغان وولايات أميركية أخرى، أهم الجاليات الشرق أوسطية، وأنجحُها وأكثرها فاعلية وحيوية وتأثيرا في الحياة السياسية الأميركية، تليها في النجاح والأهمية جالية اللبنانيين المسلمين في ديربورن، وجالية اللبنانيين المسيحيين في شرق ولاية ميتشغان، والجالية الفلسطينية المسيحية التي ينحدر أغلب أعضائها من مدينة رام الله. والذي ينبغي قوله هنا هو أن الجالية الكلدانية العراقية هي أكثر جالية اهتمت بتعليم أبنائها، وتمكينهم من امتلاك الخبرة والكفاءة والثقافة التي جعلت كثيرين منهم قامات شامخة مهمة ومرموقة ومؤثرة في المجتمع الأميركي، في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة.حتى أصبحت في عرف الدوائر السياسية والاقتصادية الأميركية أغنى الجاليات الشرق أوسطية بالعلماء والأطباء والمهندسين والسياسيين ورجال الأعمال الناجحين البارزين في المجتمع الأميركي.وهو الأمر الذي جعل من النادر أن يزور رئيس أميركي أو أي مسؤول أميركي كبير آخر المدينة دون أن يقصدها ويسعى لكسب ودها.كما أنها أصبحت مقصد الزوار الكبار القادمين من الوطن الأم والدول العربية الأخرى. ومن أبرز زوار الجالية الكلدانية العراقية الأميركية وأهمهم المرحوم الملك فيصل الثاني، ووزراء وشخصيات عراقية أخرى، منهم الراحل سعيد قزاز آخر وزير داخلية في العهد الملكي، وطالب شبيب وزير خارجية العراق في عهد البعث الأول عام 1963.المسيحيون العراقيون الأميركيون يحرصون على الحفاظ على علاقتهم بوطنهم الأم، وتكريسها بهويتهم وثقافتهم ولغتهم وتقاليدهم وتراثهم وأهم الرؤساء والمسؤولين الكبار الأميركيين، جورج بوش الأب وباراك أوباما وهيلاري كلينتون وجو بايدن، يحرصون على زيارة الجالية الكلدانية في ميتشغان لكسب أصواتها.والرئيس السابق دونالد ترامب خاطب جمعا من رجال الجالية عند زيارته لهم فقال إنه يحبهم. ويذكر أن أصواتهم كانت هي الفاصلة في فوزه في انتخابات 2016.ويقول رجل الأعمال الأستاذ عادل بقال إن المسيحيين العراقيين لم ينسوا عراقهم، ولكن عراقهم هو الذي نسيهم.ويعتب الكلدان العراقيون الأميركيون على وطنهم الأم، بغض النظر عن طبيعة الأنظمة التي تعاقبت على حكمه، لأنه لا يحرص على التواصل معهم أسوة بدول عربية أخرى تنشئ وزارات متخصصة في التواصل مع مواطنيها المغتربين، لإبقاء العلاقة متينة معهم، وللاستفادة من خبراتهم وقدراتهم وقوة تأثيرهم في السياسة الأميركية لخدمة قضايا وطنهم الأم.وقد أصدر رجل الأعمال الكلداني العراقي أيوب (جاكوب) بقال كتابا مهما باللغة الإنجليزية وثق فيه تاريخ الجالية المسيحية الكلدانية العراقية – الأميركية، بالوقائع والصور والوثائق، وهو مصدر مهم لمن يريد معرفة المزيد عن هذه الجالية العراقية النامية في الولايات المتحدة.والسؤال الأخير: لماذا لا تستخدم الحكومات العراقية والعربية جسور الجالية المسيحية العراقية للتواصل مع الدوائر العليا الأميركية، لإيصال رسائلها إلى صناع القرار الأميركي، خصوصا ما تعلق منها بمصالحها الوطنية المهددة دائما بالضياع؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: إلى الولایات المتحدة فی عام

إقرأ أيضاً:

بينها الأميركية والفرنسية.. محتجو الكونغو يهاجمون سفارات أجنبية في كينشاسا

هاجم عشرات المتظاهرين في الكونغو الديمقراطية عدة سفارات أجنبية بالعاصمة كينشاسا، اليوم الثلاثاء، بما في ذلك سفارات الولايات المتحدة، وفرنسا، وبلجيكا ورواندا وكينيا وأوغندا، مطالبين إياها بمعارضة تقدم متمردي "حركة 23 مارس" المدعومة من رواندا إلى مدينة غوما في شرق البلاد المتضرر من الصراع.

وقال مراسل الجزيرة إن متظاهرين أضرموا النار في السفارة الفرنسية في العاصمة كينشاسا، فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين أثناء توجههم إلى السفارات في العاصمة، حيث نهبوا وأضرموا النيران في أجزاء من مبان فيها، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على رواندا بشأن تقدم المتمردين.

وكانت قوات الأمن في الكونغو تحاول إبطاء المتمردين الذين تقدموا نحو غوما، في تصعيد كبير للصراع المستمر منذ عقود من الزمان.

وأفاد سكان محليون بإطلاق نار خلال الليل في غوما، وهي مدينة يسكنها مليونا شخص زعم المتمردون أنهم سيطروا عليها أمس الاثنين. وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار بالقرب من مطار غوما المغلق الآن.

استسلام بعض قوات جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية التي فرت من المنطقة بسبب الاشتباكات ( الأناضول) ضحايا ونزوح

ولم يتضح بعد إلى أي مدى يسيطر المتمردون على غوما، الذين ساروا إلى المدينة في وقت مبكر أمس الاثنين وسط حالة من الخوف بين السكان، بعد أسابيع من القتال استولى خلالها المتمردون على عدة بلدات في تقدم صادم.

إعلان

وقتل 3 من قوات حفظ السلام الجنوب أفريقية أمس عندما أطلق المتمردون قذيفة هاون باتجاه مطار غوما سقطت على قوة الدفاع الوطني الجنوب أفريقية القريبة، بينما توفي جندي رابع متأثرا بإصابات أصيب بها في القتال قبل أيام، حسبما ذكرت وزارة الدفاع في جنوب أفريقيا اليوم.

وقال مسؤولون من الأمم المتحدة والجيش إن هذا يجعل عدد قتلى قوات حفظ السلام والجنود الأجانب في القتال 17.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الكونغو برونو ليماركيس في مؤتمر صحفي عبر الفيديو أمس إن الوضع الإنساني في غوما "مقلق للغاية، مع وصول العنف والمعاناة إلى مستوى جديد اليوم"، مضيفا أن مئات الآلاف من الناس يحاولون الفرار من العنف.

وأوضح ليماركيس أن هناك مناطق قتال نشطة في جميع أنحاء المدينة، حيث لجأ المدنيون إلى الاختباء وتعرض وسط المدينة لنيران المدفعية الثقيلة أمس. وقال إن عدة قذائف أصابت مستشفى "شاريتيه ماتيرنيل" وسط غوما، "مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين، بما في ذلك الأطفال حديثو الولادة والنساء الحوامل".

وأشار ليماركيس إلى أن "ما يحدث في غوما يأتي في أعقاب ما هو بالفعل أحد أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدا وخطورة على وجه الأرض، مع وجود ما يقرب من 6.5 ملايين نازح في البلاد، بما في ذلك ما يقرب من 3 ملايين نازح في شمال كيفو".

وتقول جماعات الإغاثة إنها غير قادرة على الوصول إلى النازحين الذين يعتمدون عليها في الحصول على الغذاء وغيره من الضروريات.

وقال ديفيد مونكلي، رئيس العمليات في شرق الكونغو لمنظمة الإغاثة المسيحية "وورلد فيجن"، إن "الطرق الرئيسية المحيطة بغوما مغلقة، ولم يعد من الممكن استخدام مطار المدينة للإخلاء والجهود الإنسانية. كما ورد أن الكهرباء والمياه انقطعت عن العديد من مناطق المدينة".

جنديان روانديان يتفقدان الأسلحة التي صودرت من أفراد القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية (FARDC) المستسلمين بعد عبور الحدود من غوما (الأوربية) إدانة ولوم

وبالإضافة إلى الأمم المتحدة، أدانت العديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا المتحدة وفرنسا، رواندا بسبب تقدم المتمردين. ومع ذلك، تلوم البلاد الكونغو على التصعيد، قائلة إنها فشلت في احترام اتفاقيات السلام السابقة، مما استلزم "موقفا دفاعيا مستداما" من رواندا.

إعلان

وأدان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تقدم المتمردين المدعومين من رواندا في مكالمة هاتفية مع رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي يوم الاثنين، حيث اتفق الزعيمان على أهمية تعزيز الجهود لإعادة بدء محادثات السلام بين الكونغو ورواندا "في أقرب وقت ممكن".

واتهمت الكونغو والولايات المتحدة وخبراء الأمم المتحدة رواندا بدعم حركة "23 مارس"، التي تتألف في الأساس من أفراد من عرقية التوتسي الذين انشقوا عن الجيش الكونغولي قبل أكثر من عقد من الزمان.

معادن وأطماع

ويشكل متمردو "حركة 23 مارس" واحدة من نحو 100 جماعة مسلحة تتنافس على الفوز بموطئ قدم في شرق الكونغو الغني بالمعادن، على طول الحدود مع رواندا، في صراع مستمر منذ عقود، مما أسفر عن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

وغوما هي مركز تجاري وإنساني إقليمي يضم مئات الآلاف من أكثر من 6 ملايين شخص نزحوا بسبب الصراع المطول في شرق الكونغو بسبب التوترات العرقية التي أسفرت عن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

واستولى متمردو الحركة مؤقتا على غوما في عام 2012 قبل أن يُجبروا على الانسحاب تحت ضغط دولي، وعادوا إلى الظهور في أواخر عام 2021 بدعم متزايد من رواندا، وفقًا لحكومة الكونغو وخبراء الأمم المتحدة، فيما نفت رواندا مثل هذا الدعم.

مقالات مشابهة

  • بعد وقف ترامب المنح الأميركية.. هذا ما جرى لـضحايا القرار في مصر؟
  • لماذا يجمِّل المغتربون المصريون واقعهم الصعب في الخارج؟
  • مفوضية اللاجئين تتّخذ إجراءات احترازية بعد تجميد الدعم الأميركي
  • تعليم قنا تختتم فعاليات دورةأساليب التفكير وصناعة القراربمعلمين نجع حمادى
  • عراقجي: لم نتلق رسائل من الإدارة الأميركية الجديدة
  • أسعار النفط تتراجع بعد زيادة في المخزونات الأميركية
  • البحرية الأميركية تحظر استخدام تطبيق "ديب سيك" الصيني
  • بينها الأميركية والفرنسية.. محتجو الكونغو يهاجمون سفارات أجنبية في كينشاسا
  • واشنطن بوست: ترامب يهدد دولة تلو الأخرى بالأسلحة الاقتصادية الأميركية
  • درع صاروخي شامل.. ترامب يأمر بإنشاء القبة الحديدية الأميركية