تراجعت حركة التجارة العالمية عبر قناتي السويس وبنما، بعدما حولت شركات شحن مسار سفنها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح، جنوب أفريقيا، ما أفضى إلى زيادة آجال التسليم وأدى إلى تراجع الإيرادات المالية المتأتية من الرسوم الجمركية.

 

ولاحظ خبراء صندوق النقد الدولي في ورقة تحليلية، أمس الخميس، أن النشاط التجاري عبر قناة السويس انخفض بحوالي 50% في الشهرين الأولين من العام الجاري، قياسا بالعام الماضي، بينما انخفض عبر قناة بنما بنسبة 32%، ما أفضى إلى إرباك سلاسل التوريد والتأثير على المؤشرات الماكرواقتصادية.

 

وأكد الخبراء في تقرير بعنوان "هجمات البحر الأحمر تربك التجارة العالمية"، أن مستوى النشاط التجاري عبر القناتين انعكس على التجارة العالمية، فقد قلص التوتر في البحر الأحمر حركة النقل البحري عبر قناة السويس، وهي الطريق الأقصر بين آسيا وأوربا، التي تعبر من خلالها 15% من حجم التجارة البحرية العالمية.

 

وشدد التقرير على أن العديد من شركات النقل البحري اضطرت إلى تحويل مسارات بواخرها حول رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب أفريقيا، ما أدى لرفع مدة التسليم بخمسة عشر يوما أو أكثر، وهو ما أضر بالشركات التي تتوفر على مخزونات محدودة.

 

وذكّر التقرير بقرار هيئة قناة بنما التي فرضت قيودا على السفن المرخص لها بالمرور عبر القناة بسبب الجفاف الناجم عن ظاهرة النينيو المناخية، ما أثر على حركة البواخر وأبطأ التجارة البحرية عبر ذلك الممر الذي يعبر منه حوالي 5% من حركة النقل البحري العالمي.

 

ويفضي تحليل بيانات منصة "PortWatch" إلى أنه مقابل انخفاض حركة التجارة عبر قناتي السويس وبنما، فقد ارتفعت عبر طريق رأس الرجاء الصالح بنسبة 74%.

 

وأشار التقرير إلى أن البيانات الرسمية الخاصة بالواردات والصادرات المضمنة في سجلات الجمارك قد تتأثر بالتأثير الموقت لتغيير مسار السفن، ما يعني صعوبة قياس الزخم الرئيسي للتجارة العالمية والنشاط الاقتصادي في الأشهر المقبلة.

 

ورجح التقرير أن تظهر تقارير تجارة السلع لشهر يناير/كانون الثاني في دول في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا تباطؤ الواردات على اعتبار أن بعضها كان يفترض أن تسجل في يناير، غير أنه لم يتم تسليمها إلا في فبراير.

 

وقال كبير الاقتصاديين في منظمة التجارة العالمية رالف أوسا، في تصريحات سابقة لوكالة "فرانس برس"، إن التأثيرات الاقتصادية لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر لا تزال معتدلة حتى الآن، محذرا من تداعياتها في حال استمرارها لفترات أطول على التجارة العالمية.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: التجارة العالمیة البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

مصر تجدد رفضها لأي انتشار عسكري أجنبي في البحر الأحمر

يمانيون../

جددت الخارجية المصرية، السبت، التأكيد على رفضها أي محاولات لأي دولة غير مشاطئة للبحر الأحمر للانتشار عسكرياً فيه.

جاء ذلك خلال رسالة شفهية نقلها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الإريتري أسياس أفورقي، بشأن تعزيز العلاقات الثنائية وتطوريها في مختلف المجالات، إضافة إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك للبلدين.

كما تأتي تلك التصريحات وسط تحركات أمريكية لتفجير ازمة جديدة في البحر الأحمر بعد خسارتها المدوية في الجولة الأولى مع تصدر القوات المسلحة اليمنية اسناد غزة بمنع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.

واعتبر خبراء وسياسيون مصريون، هذا التأكيد بمثابة رسالة مصرية واضحة للولايات المتحدة مفادها رفض القاهرة أي تصعيد عسكري جديد تحت ذريعة “حماية الملاحة”، مشيرين إلى أن أي تصعيد سيضر بالدول المطلة على البحر الأحمر.

كما يأتي ذلك، في أعقاب تأكيد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، استعداد اليمن لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي في غزة، وتنديده بعدم الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم ورفح، والذي اعتبره بمثابة تهديد خطير للشعب الفلسطيني ولمصر شعبا وحكومة وجيشا.

مقالات مشابهة

  • مصر تؤكد أهمية استقرار ووحدة اليمن لأمن البحر الأحمر
  • البحر الأحمر: حظر التجوال من الساعة الواحدة صباحاً وحتى الرابعة صباحاً
  • صندوق النقد الدولي يؤكد دعمه للعراق في تطوير السياسات المالية
  • إجراءات مالية واقتصادية.. المالية العراقية تعلن نتائج اجتماعها مع صندوق النقد الدولي
  • إقامة مباراة سيراميكا كليوباترا والجونة في كأس مصر باستاد هيئة قناة السويس
  • صندوق النقد يضع مصر على جدول اجتماعاته في 10 مارس لصرف 1.2 مليار دولار
  • النقد الدولي يسجل نمواً ملحوظاً في الناتج المحلي العراقي غير النفطي بنسبة 5% خلال 2024
  • مصر تجدد رفضها لأي انتشار عسكري أجنبي في البحر الأحمر
  • مصر تجدد رفضها أي انتشار عسكري أجنبي في البحر الأحمر
  • النقد الدولي يناقش إمكانية صرف الشريحة الرابعة من قرض مصر